أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسب الله يحيى - الدرس الحادي عشر في التربية الشيوعية














المزيد.....

الدرس الحادي عشر في التربية الشيوعية


حسب الله يحيى

الحوار المتمدن-العدد: 2692 - 2009 / 6 / 29 - 10:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وقف الرجل والمرأة التي كانت ترافقه .. وهما يتأملان الاعمال التجارية الجاهزة التي كانت مصنوعة في محل النجارة التي كان قد أنجز عملها أخي وعد الله يحيى النجار .
سألاه عن أسعارها وتصاميمها .. فوافاهما بالمعلومات المطلوبة بسرور عميق واحتفاء كبير .. وإتفقا مع أخي على الاسعار ..
وحين هّما بدفع الثمن .. إعتذر أخي وقال :
- هذه القطع تم بيعها وهي هنا للعرض فقط .. وسيأتي صاحبها لإستلامها حال إنجاز طلاء بيته .
وأضاف :
- يمكن إنجاز مثلها بعد إسبوع ..
قال الرجل :
- نريد هذه الآن .. وهذا ثمنها .
إعتذر أخي عن بيعها ..
- لا .. هناك إتفاق بيني وبين صاحبها على إستلامها وقت يشاء.
- اعمل له أخرى .
إبتسم أخي وخاطب الرجل والمرأة معاً :
- أنصحكما .. جاري لديه قطع خشبية وعلى وفق المواصفات التي تريدون وصناعتها ونوعية خشبها جيدان جداً ..
تبادلت المرأة والرجل النظرات .. قالت المرأة :
- كيف تفضل صناعة جارك على صناعتك ؟
- وكيف تفضل أن نشتري من جارك على أن نشتري منك ؟
قال الرجل .
إبتسم أخي ثانية وسألهما وعلى محياه علامات إستفهام :
- ما الغرابة في الموضوع .. اعمالي مباعة ، وانتم لاتريدون الانتظار ، وجاري اعماله جيدة وممتازة ، إلا أن حركة البيع عنده بطيئة .. لماذا لا أفيده وهو جاري ؟
- إنك تقدمه على نفسك ؟
- ولماذا لا أفعل .. أليس جاري ؟
لم يجيبا ، وإنما تركا أخي باحترام وتوجها الى النجار القريب من دكانه ..
وبعد قليل .. شاهدت قطع الاخشاب تنقل الى السيارة التي وقفت لحملها .. فيما توجه الرجل والمرأة الى اخي وشكراه :
- نعم الجار .. ونعم النصيحة .. فعلاً وجدنا مانريد وبنوعية جيدة وأسعار مناسبة ومعاملة حسنة ..
صافح الرجل أخي وذهب .. عندئذ سألت اخي :
- كان يمكنك بيع هذه الاخشاب وصناعة أخرى تماثلها بعد أيام خاصة وان صاحبها قد دفع ثمنها ولا يستعجل إستلامها ..
- حسيب .. إسمع ، الرجل دفع ثمن هذه القطع وليس غيرها وهي لم تعد ملكاً لنا .. نحن هنا مؤتمنون عليها .. وليس من الأمانة أن نصنع ما يماثلها طبق الاصل ونقول له هذه اخشابك !
- وعد الله .. أليست هذه مثالية وإحساس مفرط وتعامل مبالغ فيه ؟
- لا .. لا ..
وأضاف :
- جارنا لم يبع قطعة واحدة منذ أسابيع .. اليس من حقه علينا بوصفنا جاره اعانته في عمله وتيسير رزقه ؟
تأملني ثم وقال :
- لقد شعرت بشعورك نفسه مع أبينا .. كنت اراقبه وهو يبيع اللحم .. وذات صباح وجدته يبيع كمية من اللحم.. وعندما قصده مشترِ آخر .. نصحه على شراء اللحوم من جاره .. فسأله المشتري : لماذا لا أشتري منك لا من جارك .. قال أبي : لقد بعت هذا الصباح والحمد لله (إستفتحت) ولكن جاري لم يبع شيئاً حتى الآن !
وحين سمع المشتري هذا الكلام من أبي قال :
- لخاطر هذا الكلام وهذه الجيرة الحسنة .. سأشتري منك ومن جارك ..
وقد فعل ..
قلت لوعد الله ..
- هل تريد ان تقلد والدنا ؟
أجاب بثقة عالية :
- ولم لا .. مادام القصد سليم والنوايا طيبة ..
وأفكارنا قائمة أساساً على خدمة الناس وتيسر أحوالهم ؟
- وعد الله .. لكن تلك حالات نموذجية فريدة .. مبالغ فيها !
- لا .. لا حسيب ، كل الحالات والنماذج الفريدة والصغيرة يمكن أن نعممها مادامت صالحة وناجحة .. وبناء أي مجتمع سليم يبدأ من الاشياء الصغيرة .. ونحن من يعممها ويوسعها ويجعلها صالحة للجميع .
سألته :
- طبعاً .. طبعاً ، جارك النجار، صديقك ، وأنت تريد النفع له .
- وهل هناك عيب أو ضرر في تحقيق الفائدة لأصدقائي وجيراني ورفاقي وأبناء جلدتي .. اذا كانت صادقة وسليمة وعادلة ..؟
ثم ضحك وقال :
- حسيب .. أنت تعلم جيداً أن جارنا ليس شيوعياً ولا ينتمي الى حزبنا وديننا وليس لنا قرابه به .. حتى أنه لايتكلم لغتنا .. ولكنه رجل مخلص في عمله ، صادق في تعامله ، متقن لمهنته .. الا ينبغي أن نقف سنداً في تعزيز ودعم مكانة هذا الطراز من الناس .. أليست هذه مهمتنا .. أم تريدني أن اتعامل مع الآخرين على وفق مصلحتي وعشيرتي ولون بشرتي ؟!
وكبر أخي في عيوني .. وصرت أباهي نفسي به ، وادرك أن هذا الطبع الذي في أخي لا ياتي على الفطرة وانما على وعي وتربية وسلوك وبناء إنسان واحياء مجتمع صادق وأمين .. وعلى هذا الطراز من الناس يمكن أن تزدهر المجتمعات وتزهر الحياة .



#حسب_الله_يحيى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدرس الثاني عشر في التربية الشيوعية
- الدرس العاشر في التربية الشيوعية
- الدرس الخامس في التربية الشيوعية
- الدرس السادس في التربية الشيوعية
- الدرس السابع في التربية الشيوعية
- الدرس الثامن في التربية الشيوعية
- الشهيد وعد الله النجار .. علمني كيف يحب بعقله!
- الدرس الرابع في التربية الشيوعية
- الدرس الثالث في التربية الشيوعية
- الدرس الثاني في التربية الشيوعية
- النقد في منظورين : الجفاء والوفاء
- الدرس الاول في التربية الشيوعية
- للكوارث في العراق الراهن..تسلسل خاص.
- الاعلام العراقي في شبكة
- نهار المدى .. شارع وحياة
- في ثقافة المصالحة والتسامح
- إعدام حلم
- الزعيم يختار الخراف الرشيقة
- الموجة تعشق البحر
- البراعة في احتمال الأذى


المزيد.....




- تناول حفنة من التراب باكيًا.. شاهد ما فعله طفل فلسطيني أمام ...
- الإعصار -إيريك- يضرب سواحل المكسيك برياح قد تصل سرعتها إلى 2 ...
- إسرائيل - إيران: أسبوع من المواجهة.. وحرب استنزاف في الأفق! ...
- الحرب بين إيران وإسرائيل: تهز أسعار النفط.. وضربة قاسية للسي ...
- علي شمخاني: من هو مستشار خامنئي الذي أُعلِن مقتله، ثم أرسل ل ...
- الحرب مع إسرائيل والداخل الإيراني: هل تكرّس سيطرة النظام أم ...
- إسرائيل تغتال قائدًا ميدانيًا لحزب الله في جنوب لبنان.. من ه ...
- الحياد المستحيل.. الأردن والسعودية في صراع إيران وإسرائيل
- ألمانيا - ارتفاع طفيف في عدد السكان وتزايد عدد الأجانب مقابل ...
- إيمانويل ماكرون يعلن تقديم فرنسا مع ألمانيا وبريطانيا -عرض ت ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسب الله يحيى - الدرس الحادي عشر في التربية الشيوعية