أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد سعد - حقيقة الموقف من الاحداث المأساوية في ايران !















المزيد.....

حقيقة الموقف من الاحداث المأساوية في ايران !


احمد سعد

الحوار المتمدن-العدد: 2689 - 2009 / 6 / 26 - 09:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


* المدلولات السياسية لذرف دموع التماسيح الامبريالية والاسرائيلية على ما يجري في ايران *

في مقالة سابقة نشرتها في " الاتحاد" الاسبوع الماضي حول المدلولات السياسية لانتخابات الرئاسة الايرانية ونتائجها، حاولت التركيز على امرين اساسيين، الاول ان المنافسة على الرئاسة الايرانية بين التيار المحافظ ومرشحه محمود احمدي نجاد رئيس الجمهورية وبين التيارات الاصلاحية وابرز مرشحيهم مير حسين موسوي،تدور في اطار المحافظة على الثوابت الاساسية لطابع الهوية السياسية للجمهورية الاسلامية ،ولكن مع الاصلاحات في مجال الحريات الدمقراطية والانفتاح اكثر وعدم التشدد في السياسة الخارجية على حلبة العلاقات الدولية كما يطرح موسوي والاصلاحيون. والامر الثاني اننا نحن الشيوعيين والجبهويين لا نتأتئ في موقفنا المبدئي، فنحن في تناقض تام فكريا وسياسيا واجتماعيا مع هوية النظام القائم في ايران، نحن ضد نظام الاكراه الديني ومن اجل فصل الدين عن الدولة لبناء مجتمع دمقراطي قائم على حرية التعددية السياسية ولدفع عجلة التقدم الاجتماعي الحضاري. ولكن من ناحية اخرى، ورغم التناقض مع طابع النظام الايراني فاننا مع الشعب الايراني والنظام الايراني ضد المخططات الامبريالية الامريكية وغيرها والاسرائيلية العدوانية ضد ايران. مع ايران ضد سياسة الهيمنة والبلطجة الامبريالية - الاسرائيلية العدوانية التي تستهدف وقف عجلة تطور ايران اقتصاديا وتكنولوجيا وعسكريا وتدجينها في حظيرة خدمة الاستراتيجية الامبريالية كما كان في ايام عهد شاه ايران البائد الذي اطاحت به ثورة الشعب الايراني قبل ثلاثين سنة في العام 1979 . وفي هذا السياق اكدنا ان القوى المناصرة للتيارات الاصلاحية الايرانية لموسوي ولغيره غير متجانسة، فهنالك اوساط واسعة من الشباب الايراني رأت في التيارات الاصلاحية متنفسا للتعبير عن موقفها التواق للحريات الدمقراطية اكثر مما يوفره نظام الجمهورية الاسلامية وقوى اخرى مدسوسة وعميلة للامبريالية معادية للنظام الايراني اندست تحت ستار التأييد للاصلاحين وبين جماهير وحشودات المؤيدين للمرشح مير حسين موسوي وغيره، بهدف تأجيج الصراع وتفجير الفتن والدفع باتجاه الصدام والمواجهة مع قوات النظام الامنية واللجوء الى اعمال تخريبية من اشعال الحرائق وغيرها. اضف الى كل ذلك ان مختلف وسائل الدعاية الغربية الامبريالية كانت مجندة في الدعاية التحريضية ضد النظام الايراني وتقمص دور المدافع عن التيارات الاصلاحية الايرانية عن مير حسين الموسوي وعن الحرية والدمقراطية التي هتك النظام الايراني عرضها، وحكومة اسرائيل التي كانت تتمنى نجاح التيار المحافظ ومحمود احمدي نجاد في الرئاسة الايرانية لان هذا يسهل عليها اكثر تجنيد الراي العام ضد ايران، هذه الحكومة ومنذ ظهور نتائج انتخابات الرئاسة بنجاح الرئيس محمود احمدي نجاد تحولت هي ووسائلها الدعائية الى مخفر امامي للتحريض على النظام الايراني وتقمص دور الناطق بلسان تيارات الاصلاح الايرانية والمدافع عن الحريات الدمقراطية الايرانية التي تخضبت بالدماء النازفة من ضحايا المواجهات في المظاهرات الاحتجاجية الايرانية على نتائج انتخابات الرئاسة.
للاسف الشديد هنالك من يضيع البوصلة ويتخذ موقفا غير متوازن ، احادي الجانب، بوقوفه الى جانب من لا يقف الى جانبهم، الى جانب ابواق التحريض الغربية والاسرائيلية والذين يذرفون دموع التماسيح على ضحايا الازمة في ايران وعلى الحريات الدمقراطية التي تداس بالاقدام والرصاص. اننا لا نؤيد ولا نبرر ابدا بل ندين قتل الابرياء ضحايا حرية التعبير عن الرأي والموقف وواجب ومسؤولية النظام الايراني التحقيق في ما جرى ومعاقبة من يجب معاقبته ممن ارتكب جريمة بدون حق . ولكن ليس صحيحا ابدا، وليس من المنطق السياسي تجاهل دور محراك الشر من القوى الخارجية الدخيلة التي تعبث اصابعها في الداخل الايراني وتعمل بشكل منهجي على تأجيج الصراع واشعال الفتن في ساحة الازمة والصراع داخل ايران وبهدف ابتزاز مكاسب سياسية اما بالعمل للاطاحة بالنظام القائم او تدجينه امبرياليا.
ان ما يثير اشمئزازنا وقلقنا في نفس الوقت هو الموقف التضليلي الفاضح والعاهر لحكومة نتنياهو اليمينية من احداث الازمة الايرانية والمدلولات السياسية لهذا الموقف.
في لقاء صحفي اجرته وكالة " ان.بي.سي" في الواحد والعشرين من شهر حزيران الجاري مع رئيس حكومة الكوارث اليمينية بنيامين نتنياهو حول احداث الصراع في ايران قال: " ما يجري في ايران شيء عميق جدا يشير الى رغبة الشعب الايراني في الحرية والدمقراطية. انت ترى نظاما يضطهد شعبه ويمارس الارهاب في كل العالم.هذا النظام قد كشف المتظاهرون طابعه بشجاعتهم الباسلة في مواجهة الرصاص بصدورهم"!! اما رئيس الدولة شمعون بيرس فقد علق على الاحداث "انظر يديعوت احرونوت 22/6/2009" بقوله:" لا تعلم من سيختفي اولا في ايران، اليورانيوم المخصب ام النظام الحقير في ايران، املنا ان يكون النظام من يختفي"!!
ان تحول اسرائيل الرسمية ومختلف وسائل الاعلام الصهيونية الاسرائيلية المرئية والمكتوبة والمسموعة المجنده الى مخفر امامي في التحريض المنهجي لتأجيج الصراع في ايران ومرافقة احداث ما يجري في معترك الصراع في ايران ساعة بساعة وتقمص دور المدافع عن الحريات الدمقراطية للشعب الايراني وعن التيارات الاصلاحية في مواجهة النظام الدموي الدكتاتوري الايراني، هذا المخفر التحريضي ينطوي على مدلولات سياسية غاية في الخطورة تستهدف خدمة مخططات السياسة العدوانية الاسرائيلية، فمن المدلولات الكارثية التي تنطوي عليها سياسة حكومة نتنياهو وموقفها من الازمة الايرانية ،يمكن الاشارة حسب رأينا الى ما يلي:
* اولاً، في ظل انخفاض درجة حرارة الصراع والمواجهات والمظاهرات في الشارع الجماهيري الايراني الامر المخيب لآمال وحسابات اعداء النظام الايراني، اعداء المصالح الحقيقية للشعب الايراني، فاننا لا نستبعد، بل ان الاحتمال الوارد، تصعيد النشاط الاسرائيلي الرسمي دوليا لزرد الحبال حول رقبة النظام الايراني، تصعيد الحصار الاقتصادي والسياسي وحتى احتمال شن عدوان عسكري اسرائيلي مدعوما من دوائر الحلف الاطلسي والادارة الامريكية تحت ستار مواجهة الخطر النووي الايراني وتوفير "الحرية والدمقراطية" للشعب الايراني بتخليصه من النظام الدكتاتوري الاصولي. ونحن نذكر جيدا قبل ست سنوات عندما شنت الامبريالية الامريكية الحرب الاستراتيجية العدوانية على العراق واحتلاله كانت احدى الذرائع التضليلية لتبرير الجريمة ان هدف الحرب هو توفير الحرية والدمقراطية للشعب العراقي، وان الخائن العراقي عميل المخابرات الامبريالية احمد الجلبي قد اوهم ادارة بوش- تشيني ان الشعب العراقي مهيأ لاحتضان الغزاة والاطاحة بنظام صدام حسين ! وكانت الترجمة العملية للحرية والدمقراطية التي وفرها المحتل الامريكي تدمير العراق وقتل اكثر من مليون عراقي وملايين اليتامى والمهجرين واشتعال ثورة لن تهدأ نيرانها الا بزوال الاحتلال ورحيله عن بلاد الرافدين .
وتندرج محادثات نتنياهو مع المسؤولين الايطاليين والفرنسيين في اطار التحريض لتصعيد المواجهة مع النظام الايراني. وحسب ما اكده احد المسؤولين في حكومة نتنياهو عشية سفر رئيس الحكومة الى كل من ايطاليا وفرنسا، اكد في حديث للوكالة الفرنسية "فرانس برس" ."ان رئيس الوزراء يعتزم قبل أي شيء بحث الملف الايراني. فمشاهد العنف والقمع التي رأيناها في الايام الاخيرة اسقطت القناع عن هذا النظام الدموي الذي لا يتردد في اصدار اوامر اطلاق النار على متظاهرين عزل. وفي ظل ما يجري في ايران لم يعد الكلام والادانات الشفوية كافية، على العالم ان يتخذ قرارًَا باعتماد تدابير اكثر تشددًا لمنع النظام الايراني من امتلاك السلاح النووي"!!
فبالاضافة الى المحادثات مع برلوسكوني الايطالي وساركوزي الفرنسي سيصل الى اسرائيل للمحادثات خلال الاسبوع القادم المسؤول عن الملف الايراني في الادارة الامريكية دينيس روس حيث سيلتقي كلا من رئيس الدولة شمعون بيرس ورئيس الحكومة نتنياهو ومع وزير الامن ايهود براك ووزير الخارجية افيغدور ليبرمان! فاي مخطط اسود سيجرى نسج خيوطه ضد ايران!
*ثانيًا، ان تصعيد النشاط الاسرائيلي الرسمي ضد ايران يستهدف فيما يستهدف ليس فقط صرف انظار الرأي العام العالمي والعربي عن جرائم الاحتلال الاسرائيلي في المناطق الفلسطينية المحتلة وعن مواقف حكومة نتنياهو اليمينية الرافضة والمعادية للتسوية السياسية العادلة للصراع الاسرائيلي- الفلسطيني- العربي، بل كذلك التهويل للخطر الايراني وكأنه الخطر المركزي الذي يواجه بلدان وشعوب المنطقة وليس الاستراتيجية العدوانية الامبريالية - الاسرائيلية. استغلال التهويل للخطر الايراني لدفع عجلة تطبيع العلاقات بين اسرائيل والانظمة العربية "المعتدلة" وبلورة الظروف لانجاز مخطط "السلام الاقليمي الامريكي" بين اسرائيل والانظمة العربية المدجنة امريكيا كبديل للسلام العادل، الشامل والثابت وقبل انجاز الحل الدائم والثابت للشعب العربي الفلسطيني بتجسيد ثوابت حقوقه الوطنية الشرعية، حقه في الحرية والدولة والقدس والعودة.
ان ما نأمله ان لا تكون حسابات السرايا كحسابات القرايا، ان يستخلص الشعب الايراني ونظامه العبر الصحيحة من مآسي الازمة والصراعات وبشكل يخدم المصالح الحقيقية للشعب الايراني، حقه في التطور الحضاري وتطوير الحريات الدمقراطية وصيانة امنه من وحوش الغاب المفترسة المتربصة خارج حدود ايران والمتهيئة للانقضاض .كما نأمل ان يخيب الشعب العربي الفلسطيني آمال ومخططات اعدائه بالعمل على تخطي حالة الانقسام واعادة اللحمة الى وحدة الصف الوطنية الكفاحية المتمسكة بثوابت الحق الوطني بالحرية والدولة والقدس والعودة، وبمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل وحيد وشرعي للشعب العربي الفلسطيني. فوحدة الصف الفلسطينية المتمسكة بالثوابت و بـ م. ت. ف الضمانة لدفن مخططات الابتزاز السياسي للانتقاص من الحقوق الشرعية الفلسطينية التي يراهن عليها المحتل الاسرائيلي والمتواطئون معه.







#احمد_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد خطابه التاريخي مهمات اساسية لمواجهة التحديات الكارثية لم ...
- نتائج الانتخابات الايرانية: مؤشرات لمخاض داخلي لم تنجح في تغ ...
- مدلولات سياسية بارزة للانتخابات اللبنانية ونتائجها؟!
- خطاب اوباما في موازنة الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني !
- ألمدلولات الحقيقية لمهمة اوباما في زيارته المرتقبة إلي المنط ...
- اسقاطات محادثات اوباما – نتنياهو
- ميزانية افقها الاستراتيجي مواصلة العدوان وافقار الفقراء
- في ذكرى النكبة: ألعودة حق لا عودة عنه
- عشية لقاء مبارك – نتنياهو: هل يخطط الحراك الامريكي – الاسرائ ...
- بذكرى النصر على النازية: هل يتعظ ضحايا النازية الفاشية من ال ...
- نفسي فيه وأخ تفو عليه
- هل استوفت الفاشية مقاييسها التقليدية في اسرائيل ام ماذا؟!
- على ضوء جولة ميتشل هل تغير ادارة اوباما موقفها الاستراتيجي م ...
- هل تغير ادارة اوباما موقفها الاستراتيجي من قضية الصراع في ال ...
- سياسة لمحاربة العاملين ومستوى معيشتهم ام لمحاربة البطالة؟!
- في الذكرى السنوية ال 90 لتأسيسه:ألحزب الشيوعي الاسرائيلي أرس ...
- إكرع حتى ترتوي!
- لمواجهة قانون فاشي عنصري، معاد للعرب وللدمقراطية!!
- نتائج الحوار الفلسطيني في مواجهة مخططات التصفية الاسرائيلية! ...
- حكومة برئاسة نتنياهو واليمين المتطرف دالة لكوارث مرتقبة؟


المزيد.....




- الدبلوماسية الأمريكية هالة هاريت توضح لـCNN دوافعها للاستقال ...
- الصحة السعودية تصدر بيانا بشأن آخر مستجدات واقعة التسمم في ا ...
- وثائقي مرتقب يدفع كيفين سبيسي للظهور ونفي -اعتداءات جنسية مز ...
- القوات الإسرائيلية تقتل فلسطينيا وتهدم منزلا في بلدة دير الغ ...
- الاتحاد الأوربي يدين -بشدة- اعتداء مستوطنين على قافلة أردنية ...
- -كلما طال الانتظار كبرت وصمة العار-.. الملكة رانيا تستذكر نص ...
- فوتشيتش يصف شي جين بينغ بالشريك الأفضل لصربيا
- لماذا تستعجل قيادة الجيش السوداني تحديد مرحلة ما بعد الحرب؟ ...
- شهيد في عملية مستمرة للاحتلال ضد مقاومين بطولكرم
- سحبت الميكروفون من يدها.. جامعة أميركية تفتح تحقيقا بعد مواج ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد سعد - حقيقة الموقف من الاحداث المأساوية في ايران !