أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شبعاد جبار - الخطر القادم مع الريح ..ماذا يمكننا ان نفعل؟














المزيد.....

الخطر القادم مع الريح ..ماذا يمكننا ان نفعل؟


شبعاد جبار

الحوار المتمدن-العدد: 2689 - 2009 / 6 / 26 - 09:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان انحطاط وتدهور البيئة نتيجة الحروب والنزاعات بين الدول, ليست بنظرية جديدة او حقائق تم التوصل اليها حديثا وانما كانت معروفة منذ قرون عديدة عندما لوحظ ازدياد الامراض والكوارث اثناء الحروب وبعدها .. .

ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية نشبت اكثر من مائتي حالة حرب ونزاع مسلح جرت في مناطق مختلفة من العالم . ونتيجة هذه الحروب ازادا التدهور والتلوث البيئي حتى اصبح معروفا ان انحلال البيئة وتدهورها هو نتيجة حتمية لهذه الحروب . ويعتبر بعض الباحثين ان من اكبر هذه الحروب واكثرها ضررا على البيئة على مدى التاريخ كانت حرب فيتنام وحربي الخليج الثانية والثالثة ومابينهما من سنوات الحصار الذي لم يكن باقل فتكا من الحرب نفسها على السكان والبيئة والبنية التحتية عندما دارت رحى الحر ب استعملت فيها احدث وابشع الآلات الحربية واخر ماتوصلت اليه التكنولوجيا في مجال الغلبة السريعة في ساحة المعركة مهما كان الثمن واخطر هذه الاسلحة على الانسان والبيئة هي ذخائر اليورانيوم المنضب الذي جرب استخدامه لاول مرة وعلى نطاق واسع في حرب الخليج الثانية عام 1991.
لقد دكت ارض العراق دكا مابين عامي 1991 و 2003 بمايقارب من 1500 - 2100 طناً من هذه القنابل الفتاكة التي خلفت وراءها اطنان من العجلات والنفايات والمدافع والدروع المضروبة والملوثة بها انتشرت في مناطق مختلفة من العراق، وخاصة في محافظاتنا الجنوبية فاصبح العراق يئن باجمعه تحت وطأة التلوث الاشعاعي نتيجة إستخدام هذه القوة المفرطة والاسلحة المحرمة من قبل قوات التحالف وخاصة القوات الامريكية والبريطانية .
أن حجم التلوث الإشعاعي الذي تعرض له العراق يفوق التلوث الإشعاعي الناتج عن قنبلتي هيروشيما وناكازاكي، وإذا أضفنا حجم وزن المقذوفات التقليدية التي ألقيت على العراق خلال حرب 1991 البالغة (141921) طن(والتي تعادل 7 قنابل ذرية من عيار هيروشيما) فلنتصور إذن حجم الدمار الهائل الذي تعرض له العراق ..ولقد تضاعفت حالات الاصابة بامراض السرطان وخصوصا مايصيب منها الرئتين والكلتين والجهاز التنفسي اضافة الى ارتفاع حالات الولادة الميتة وازدياد التشوهات الخلقية في المواليد الجدد بعد عام 1991 في العراق .. كل هذا جعل الباحثين والمهتمين بشؤون البيئة يكثفون من بحوثهم ودراساتهم في هذا المجال وخصوصا عندما ظهرت اعراض مايسمى بمرض لعنة الخليج بين القوات المشاركة بالحرب ..وكان المتهم في كل هذا هو ذخائر اليورانيوم المنضب الذي استعملت بكثافة في هذه الحروب فارتفعت الاصوات لتحريمه وتجريم كل من من استعمله الا ان هذه الاصوات كانت تجابه باللامبالاة من قبل الدول الكبرى خوفا من خسائر اقتصادية وعسكرية تلحق بها ..ولكن الجهود استمرت وتكثفت ج الى من ودفعت بعض الدول التي شاركت قواتها في الحرب على العراق مثل ايطاليا تعويضات كبيرة لجنودها ممن تعرضوا للاصابة بهذه الامراض
ان وجود الالة الحربية وتحركات العجلات والدبابات الكثيفة اضافة الى القاء القنابل قد ساهم كثيرا في تخريب الطبقة السطحية للتربة وازالة الكثير من الغطاء النباتي .. ناهيك عن العوامل الاخرى مثل قطع الاشجار من قبل الاهالي واستعمالها كوقود في بلد عز عليه استخدام ثرواته النفطية لهذا الغرض ..كما ان شحة المياه وارتفاع درجة حرارة المناخ بشكل كبير ساعد ايضا الى اختفاء الكثير من النباتات والاعشاب التي كانت تساهم في تثبيت التربة وتمنع تطاير حبيباتها عندما تهب العواصف والرياح ..تجفيف الاهوار واختفاء المساحات الواسعة من الاراضي الرطبة هو الاخر ساهم بدوره في زيادة تصحر التربة فاصبحت الارض جرادء يسهل تعريتها وتحولت الى رمال يمكن ان تشكل عواصف كبيرة بمجرد هبوب الرياح.

الخطر كل الخطر يكمن اليوم في وجود ذرات اليورانيوم المنضب ضمن حبيبات التربة هذه والتي اصبح من السهل تحريكها ونقلها من مكان الى اخر نتيجة هبوب العواصف الرملية بصورة متكررة وشملت العواصف الرملية مناطق لم تكن تهب عليها في السابق ..وهكذا فان عملية التصحر قد ضاعفت من مشكلة اليورانيوم المنضب التي هي اصلا مشكلة معقدة لكون كل الدراسات تشير الى تورط ذخائر اليورانيوم المنضب في كونه المسبب الرئيس للاصابة بامراض السرطان المختلفة وعلى الاخص سرطان الجهاز التنفسي والكليتين.
ان وجود الاف المواقع الملوثة باليورانيوم المنضب في تربة العراق يجعل منها قنابل موقوته تصيب العراقين كل لحظة ..فبقايا هذه الذخائر التي استعملت بصورة مكثفة على مناطق واسعة من العراق تبقى في التربة وتتكون منها غمائم من حبيبات دقيقة خطيرة تنقلها الريح حيثما تشاء .
لذا فان الخطر مزودج ويصعب وصفه وتحديد مداه خصوصا حينما تتكرر هبوب العواصف الرملية بصورة اكثر من المالوف هذا يعني انتقال دقائق اليورانيوم المنضب الموجودة في في حبيبات التربةالى مناطق اخرى قد تكون سليمة .
ان انتشار الأمراض السرطانية، بهذا الشكل المخيف وغيرالمسبوق، وإرتفاع معدل التشوهات الولادية وحالات الإجهاض الغير طبيعية والولادات الميتة المتكررة، كل هذا جعل من المشكلة متعددة الجوانب واكبر من قابلية دولة واحدة, مهما كانت مواردها, على احتواءها وانما يتطلب تدخل المجتمع الدولي باسره لحلها فهناك التكنولوجيا الحديثة والخبرات الطويلة والاكثر من ذلك هناك القوانين التي وضعوها والتي تقول ان من يلوث ينظف وراءه او يدفع ثمن ذلك ..لكن ذلك لايأتي دون مطالبة عراقية صريحة وليست خجولة لمناشدة المجتمع الدولي والمنظمات الانسانية والمدنية كي تقوم بمسؤلياتها تجاه الشعب العراقي الذي خرج من حكم الدكتاتور ليحكم عليه بامراض ماانزل الله بها من سلطان



#شبعاد_جبار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عين على العراق
- من حقها علينا أكثر من ساعة
- المسابقة العربية الأولى لرواد المشروعات الصناعية الصغيرة وال ...
- المكتبة الخضراء المتنقلة تحت انظار وزيري التربية والبيئة الم ...
- الى انظار وزيرة البيئة على خلفية ورشة عمل- تحاور-
- (( لاءات )) بحجم الحب
- بوابة السلام خضراء ..فهلا زرعت نخلة..رسالة مفتوحة للسيد نوري ...
- آيات عراقية معطرة بلون الغربة
- رد على مقال الكاتبة وفاء اسماعيل: أنا معك و-يللا بينا نقاوم ...
- الى ريما..التي ملأت بريدي بسمات
- رسائل سوداء بلون المرارة الى ضمير العالم
- يسقط السجان..:
- كثر الخطّاءون
- يوميات معيدي بالسويد: تحب كلينتون .. اذن اعطهِ هويه
- عندما تصمت الانهار
- آه كم كنت ُ...
- سنثور
- لاتعزيني بعيدي …. أتعزي الخائفات!ا
- عندما بفشل السياسيون ..تتعلق امالنا بالمستطيل الاخضر
- وتظل بغداد اغنيتي الحزينة


المزيد.....




- نتنياهو يعلق على قبول حماس وقف إطلاق النار والسيطرة على الجا ...
- لوكاشينكو: العالم أقرب إلى حرب نووية من أي وقت مضى
- غالانت: عملية رفح ستستمر حتى يتم التوصل إلى صفقة لإطلاق سراح ...
- الرئيس الجزائري: لا تنازل ولا مساومة في ملف الذاكرة مع فرنسا ...
- معبر رفح.. الدبابات تسيطر على المعبر من الجانب الفلسطيني مع ...
- حرب غزة: هل يمضي نتنياهو قدما في اجتياح رفح أم يلتزم بالهدنة ...
- اتحاد القبائل العربية في سيناء.. بيان الاتحاد حول رفح يثير ج ...
- كاميرا مثبتة على رأس الحكم لأول مرة في مباراة الدوري الإنكلي ...
- بين الأمل والخوف... كيف مرّت الـ24 ساعة الماضية على سكان قطا ...
- وفود إسرائيل وحماس والوسطاء إلى القاهرة بهدف هدنة شاملة بغزة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شبعاد جبار - الخطر القادم مع الريح ..ماذا يمكننا ان نفعل؟