أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - توفيق أبو شومر - نتنياهو بين جامعة القاهرة وبار إيلان















المزيد.....

نتنياهو بين جامعة القاهرة وبار إيلان


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 2689 - 2009 / 6 / 26 - 09:44
المحور: القضية الفلسطينية
    


لم يكن خطاب أوباما في جامعة القاهرة، مثل خطاب نتنياهو في جامعة بار إيلان، فالخطابان مختلفان تماما.
فأما خطاب أوباما يوم الرابع من يونيو في جامعة القاهرة كان امتدادا لسياسة [ الاستشراق] وهي السياسة التي تستمد مبادئها من قانون ( البطل المجهول) القادم من وراء البحار، البطل الذي يملك مفاتيح كنوز الأرض ويحتكر المعارف والعقل الراجح، ويملك البصيرة النافذة للحكم على الأمور، وهو المنقذ من الضلال والظلام لينقذ أمة العرب التي تعوم منذ قرون في بحر العالمين على متن قاربٍ مثقوب تتسرب إليه المياه من وسطه ومن جوانبه.
فأوباما اعتلي منصة أقدم الجامعات العربية جامعة القاهرة ، أو جامعة فؤاد الأول التي أسست عام 1908 ليخاطب العرب والمسلمين منها باعتبارها كانت رائدة العصرنة والتطور في القرن العشرين ، وباعتبارها حلقة الوصل بين الشرق والغرب،وباعتبارها مولودة من رحم الاستشراق، فخاطب العرب من على منبرها كما خاطبهم قواد الجيوش الغازية وكما خاطبهم نابليون بونابرت الذي لخص دهاءه السياسي بجرأة ووضوح حين قال:
" انتصرتُ في مقاطعة الغانديه ، عندما صرتُ كاثوليكيا ، واحتللتُ مصر عندما صرتُ مسلما ،وربحتُ معاركي في إيطاليا عندما صرتُ جبليا ، وإذا حكمتُ اليهود فسأكون الملك سليمان" .

ولم يخطر على بال أوباما- كما أظن - بأن عبد الناصر ألقى خطابا في التاريخ نفسه قبل اثنتين وأربعين سنة في 4/6/1967 قبل النكسة بيوم واحد يشتم أمريكا لتحيزها إلى إسرائيل ، وقال:
"نوجه خطابنا إلى أمريكا ونقول لها أنتم تتحيزون لإسرائيل، وإسرائيل مستمرة [ببجاحة] في تجاهل حق الشعب الفلسطيني، وواصل قائلا : نحن ننتظر المعركة الفاصلة على أحر من الجمر "!!
وقبل خطابه كان أوباما متأكدا بأن أمة العرب ما تزال تعيش في عصرها القديم، عصر [ السوبرمانية] عصر السيف والرمح وعصر المطارحات الشعرية والمبارزات الخطابية، وهم ما يزالون يعشقون الخطابات لدرجة أن كل وسائل الإعلام العربية جنّدتْ مراسليها ومذيعيها لمتابعة حركات وسكنات أوباما، وفرضت وسائلُ الإعلام نظام حظر التجول على المشاهدين واعتقلت المحللين السياسيين من قُراء كف الزعماء لتحليل [ فقه] خطاب أوباما، ووصل الحال بكثيرٍ من أبناء يعرب أن اعتبروا أوباما هو المنتظر الذي سيُصلح ما فسد من الأيام والسنين في أمة العرب والمسلمين، فها هو يستشهد بآيات من القرآن ! إذن فهو أبو حسين !! .
والغريب أن معظم المحطات الإعلامية الأمريكية كانت لا تعتبر الزيارة حدثا استثنائيا يستوجب حتى إلغاء برنامج واحد من برامجها المعتادة، فاستمرت في برامجها التقليدية بدون تغيير، لأنها ببساطة كانت تعلم الحقيقة، وهي أن أقوال أوباما ليست سوى بضاعة مُعدة للتصدير الخارجي ! وما أوباما سوى مطربٍ سياسي أمريكي حديث يعزف على أوتارٍ نسجتها التكنلوجيا الأمريكية، يخطب من ورقة وضعها حكماء أمريكا، ويتحرك وفق إيقاع المايسترو الأمريكي الأكبر( الحلم الأمريكي).
أما عن خطاب نتنياهو فهو الرد الرسمي الذي يمثل الإسرائيليين، هو رد على كل من تسول له نفسه أن يفهم خطاب أوباما وكأنه أمرٌ لإسرائيل، أو انتقاصٌ من مكاسبها، قرأه فقط نتنياهو من على منصة جامعة [ بار إيلان] في حي رمات غان، فنتنياهو حامل رسالة الدولة اليهودية بعد أن صاغته الأصولية اليهودية الحريدية بعناية، ليقرأه ليس في أي جامعة ، بل في الجامعة التي ترمز إلى الدولة اليهودية، ولا ترمز إلى دولة إسرائيل لأن مؤسسها هو الحاخام [مائير بار إيلان] المولود في روسيا عام 1880 وهو مؤسس تيار (الصهيونية الدينية) بالمفهوم العقدي الديني لا السياسي ،أي حزب مزراحي( المركز الروحي) .
فالراب مائير بار إيلان الذي تُنسب له الجامعة تصدّى بشراسة للاقتراح البريطاني الذي كان يهدف لمنح اليهود دولة في شرق إفريقية، وهذا الاقتراح وافق عليه كثير من اليهود ومنهم الأغودات الحريديون المتزمتون، ورفضه الحاخام مائير، فلا دولة لليهود إلا في فلسطين.
وصل إلى القدس 1926 حيث تصدى أيضا للكتاب الأبيض ووقف ضد قرار التقسيم .
ها أنا أقتبس قولين يعكسان آراءه بوضوح ، الأول في المؤتمر الصهيوني العشرين عام 1937قال:
" يجب أن نكون مستعدين لتحمل أقسى الظروف وحتى خوض الحرب لنرث أرض إسرائيل، أرض التوراة الموعودة، ولن نساوم على تقسيم وطننا، فأرض إسرائيل كل إسرائيل هي لنا "
والثاني في احتفال في تل أبيب عام 1948 قال:
"إن زي الجيش الإسرائيلي لا يشبه أزياء الجنود الآخرين ، فجنود إسرائيل يلبسون لباس [ مملكة إسرائيل] التي أعيد بناؤها بعد ألفي عام "!
هاهو بنيامين نتنياهو يؤكد لجده مائير بار إيلان تمسكه بأرض إسرائيل الكبرى حين طالب الفلسطينيين بالاعتراف بأن دولة إسرائيل هي [ الدولة اليهودية] !
إذن فمن يعترف بأنها دولة اليهود، فهو يعترف ضمنيا بألا مكان فيها لغيرهم ، وما بقاء الآخرين فيها حتى ولو كانوا من سكانها الأصليين سوى بقاءٍ موقوتٌ خاضع للمفاوضات !
ومن يعترف بيهودية الدولة، لا يمكنه بعدئذٍ أن يطالب بحق العودة للاجئين والمشردين والمطرودين من أرض أجدادهم ! فتصبح المطالبة بحق العودة تجديفا وهرطقة !
ومن يعترف بيهودية الدولة ، فمن باب أولى فإنه يوافق على شعارها بأن تكون القدس هي عاصمتها الأبدية !
ومن يوافق على يهودية الدولة يوافق على شعارها الأزلي (كمملكة يهودا الكبرى) التي تنتظر مشيحها ليعيد لها حدودها الضائعة الواسعة !
ومن يعترف بيهودية الدولة، يُسقط حقه الضائع إلى أبد الآبدين !
إذن فخطاب نتنياهو هو [نشيد إسرائيل الوطني] ودستورها الأزلي.
كان موجها بالدرجة الأولى إلى الأغلبية اليمينية في إسرائيل ، وبالدرجة الثانية هو ردٌ [ مفحم] على نظرية الاستشراق الأمريكية الجديدة، التي تُسوِّق أحدث إنتاج للمؤسسة السياسية الأمريكية ! وهو ثالثا تجاهلٌ متعمد لكل المطالبين بأن تتنازل إسرائيل وتفاوض الفلسطينيين على (دولة فلسطينية) فأي تسمية لأي كيانٍ فلسطيني حتى وإن كان دولة سيبدأ أولا بالاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية ، ثم على الدولة الفلسطينية المقترحة أن تلبس في يديها وقدميها الأغلال والقيود والألجمة، وتمنح مفاتيحها طوعا واختيارا إلى ضابط الركن الإسرائيلي الذي يتحكم في حركاتها وسكناتها .فلا مجال جوي أو بحري أو بري، ولا سلاح ولا تسليح ، ولا بنية اقتصادية مستقلة،فليس لها من صفات الدول غير اسمها وجوازات سفرها ذات اللونين ، الأخضر للكادحين ، والأحمر للعلية والساسة الطامحين !






#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نساؤنا الذهبيات
- إسرائيل دولة المستوطنات
- قطار خرافات الألفية الثالثة
- لا تهدروا رصيد مستقبلكم
- الاحتفال ببلوغ القضية الفلسطينية سن التقاعد
- ماراثون المفاوضات وأولمبياد المباحثات
- القرصنة الفكرية وحفظ حقوق التأليف
- القمع اللفظي للمرأة
- احذروا إسرائيل الليبرمانية
- الإعلان سيد الإعلام
- لاجئ إسرائيلي ولاجئ فلسطيني
- تعقيم الروح بالفنون
- عكاظ وأولمبياد القمم العربية
- تطهير إسرائيل من اليسار والعلمانية
- الفلسطينيون وهواية جمع الألقاب
- شرطة مطاردة المجاز في اللغة العربية
- الإعلام ومراسلو الخوذات والدروع
- التمثيل النسبي للنساء في الأحزاب العربية امتهان لهن
- قرنفل غزة الحزين
- الإعلام العشوائي وفضائيات مصارعة الديكة


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - توفيق أبو شومر - نتنياهو بين جامعة القاهرة وبار إيلان