أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف 8 اذار/مارس يوم المراة العالمي- 2009-اهمية وتاثير التمثيل النسبي (الكوتا) في البرلمان ومراكز صنع القرار في تحقيق مساواة المراة في المجتمع - توفيق أبو شومر - التمثيل النسبي للنساء في الأحزاب العربية امتهان لهن















المزيد.....

التمثيل النسبي للنساء في الأحزاب العربية امتهان لهن


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 2568 - 2009 / 2 / 25 - 09:03
المحور: ملف 8 اذار/مارس يوم المراة العالمي- 2009-اهمية وتاثير التمثيل النسبي (الكوتا) في البرلمان ومراكز صنع القرار في تحقيق مساواة المراة في المجتمع
    


ستظل المرأة العربية عند كثير من العرب جزءا من متاع الرجل، وستظلُّ عند آخرين حلية وديكورا يتزينون بها أمام الآخرين ، وستبقى عند جماعة أخرى قنبلة موقوتة ومرضا خطيرا يمكن أن تُفجِّر الأسرة والعشيرة والقبيلة.
إن هذه الحقيقة جد خطيرة ، وقد كتبتُ مراتٍ عديدة عن منزلة المرأة وعن استحقاقاتها وعن مأساتها وعما يجب عليها أن تفعله ، وأنحيتُ باللائمة في جزء كبير منه على المرأة ذاتها، لأنها ستظل تتألم وتنسب ألمها إلى ممارسات الرجال القمعية ، وستظل تشكو حالها من التمييز والدونية ، إذ أن نساء كثيرات ظللن يساعدن الرجال حتى يبقين ظلالا للرجال ، أي في المرتبة الثانية دائما بعد الرجال، على الرغم من أنهن يقمن بأخطر المهمات، وأكثرها صعوبة، وهي التربية والتعليم ، ويصدق عليهن المثل الياباني الذي يقول : (للنساء السيطرة ، أما الرجال فلهم المكانة والمنزلة)
وقد ذكرتُ أمثلة عديدة لنساء تمكنّ من اجتياز هذه العقبات جميعها، بفضل إصرارهن على كسر الحصار المضروب حولهن ، وقد أقنعن مَن حولهن بتفوقهن فصار يُنظر إليهن باحترام وتقدير ، حتى أن كثيرين من الرجال أصبحوا يُنسبون بفخر إلى أمهاتهم وأخواتهم البارزات المتفوقات .
وإذا أردنا أن نناقش دور المرأة في القيادة ، فلا يجب أن نَغْفَل عن دور المرأة في السياسة ، فما تزال مجتمعات عربية كثيرة لا تثق في أن تلج المرأةُ باب القيادة ، ، هم يرضون أن تقود الأسرة كلها ، وأن تنظم حياتهم، غير أنهم يمنعونها من قيادة سيارة ، وهذا جزء من موروث العادات والتقاليد القبلية بالدرجة الأولى ، فالقبيلة بمفهومها التقليدي القديم ما تزال ترى المرأة خادمة وجارية وحلية ومتاعا وشرفا للقبيلة ، لذا فمن الأفضل لمن تكون هذه هي صفتها ألا تقود الرجال في العلن حتى لا تسبب للقبيلة أية مشكلة ، وإذا أضفنا إلى تلك التقاليد القبلية ما يقوم به كثير من الفقهاء أو أدعياء الفقه ممن ينتسبون إلى الدين حين نسجوا للنساء أصفادا وقيودا ، مجدولة من قشور الدين، وليس من لُبِّه ، لذا فقد صارت المرأة رهينة محبسين القبيلة وما يُنسب إلى الدين .
وفي بدايات القرن الماضي ظننا بأننا سنستفيد من تجارب الأمم الحضارية ، ونبني مجتمعاتنا وفق أنماط ديموقراطية حضارية ، فاستوردنا أنماطا عديدة من الأشكال الديموقراطية في مجالات الأحزاب السياسية
وكانت المشكلة في كثير من الأحزاب العربية ، وما تزال هي قضية كيف ندمج النساء العربيات في الأحزاب، وأصبحت هذه هي قضية أحزاب عربية كثيرة .
فبعض الأحزاب العربية المنسوبة إلى الأوطان أو اليسار في النصف الثاني من القرن الماضي أفسحت مجالا للنساء في أحزابها ، اعتمادا على مبادئ تأسيسها الرئيسة التي تقوم على الحرية والديموقراطية ، ووفرتْ للمرأة الحماية والغطاء الحزبي الضروري من هجمة التقاليد والعادات ، وتمكنتْ نساء عديدات أن يستفدن من هذه التجربة .
وكانت أعظم فوائد هذه التجربة تربيتهن لأبنائهن وبناتهن وفق الأصول الديموقراطية، غير أن ضعف وتفكك معظم تلك الأحزاب بفعل ضعف التيار اليساري العربي والعالمي ، أضعف إنتاج سلالات قيادية نسائية عربية في أواخر القرن الماضي وأوائل الألفية الراهنة ، ولعلي لا أكون مبالغا حين أقول بأن معظم أحزاب اليسار الفلسطينية وبعض الأحزاب الوطنية شاخت ولم تستطع أن تبقى مخلصة لأيدلوجيتها التقليدية ، فلجأت إلى جهة اليمين ،محاولة أن تقلده في حجم مريديه وأتباعه . وكانت المرأة العربية هي أبرز ضحايا هذا الانقلاب الحزبي، فضحّت بعض أحزابُ اليسار بالنساء لتنال الشعبية الذكورية .
وإذا أضفنا إلى ما سبق ؛ أن أعداء الأحزاب الوطنية واليسارية العربية تمكنوا خلال سنوات طويلة من بلورة هجوم كاسح على أحزاب اليسار وما يدور في فلكها ، وهذا الهجوم ظل يتمثل في أن أحزاب اليسار ، أو بعض الأحزاب الوطنية هي أحزاب تنشر الفساد وتدعو للخروج عن القيم والتقاليد باستعمال النساء لذا فهي ألدّ أعداء الدين ، لذلك فقد نظر جمهورٌ كبير من العرب إلى نساء الأحزاب اليسارية باعتبارهن داعيات إلى الرذيلة والفساد وتحدي السائد في العادات والتقاليد .
وساعد على ما سبق ضعف التثقيف الديني في أحزاب اليسار ، إذ أن كثيرا من أحزاب اليسار والأحزاب الوطنية غضتْ الطرف عن التثقيف الديني الواعي الذي يرمي لمواجهة التطرف المنسوب إلى الدين ، واعتبرته خروجا عن مبادئها ، وهي بهذا منحت الأحزاب التي تنسب نفسها إلى الدين تفويضا باحتكار كل الأمور الدينية .
وبما أن أحزابا وطنية ويسارية كثيرة لم تنجح في بلورة صيغة ثقافية للرد على هذا الهجوم ، ولم تفلح أيضا في بناء مؤسسات وجمعيات حزبية قادرة على منافسة الأحزاب اليمينية ، وهي لم تتمكن أيضا من بلورة صيغة جديدة للرقي بالمرأة لا تشبه النموذج الأوروبي النمطي للمرأة ، بل تنطلق من البيئة المحلية، لذلك فقد كانت النساء هن الضحايا.
ومن أسباب الأخرى التي أنهكت الأحزاب اليسارية العربية وبخاصة الأحزاب اليسارية الفلسطينية ، هي أن معظم هذه الأحزاب لم تستطع أن تجد صيغة للوحدة بينها ، ولم تتمكن من جعل المنافسة بينها طريقا لتعزيز مركزها في المجتمع الفلسطيني ، فأصبح التنافس بينها تنافس وجود أو إقصاء، ولم يعد يرمي إلى النهوض بالمجتمع ثقافيا وفكريا ، مما أثَّر سلبا على الثقافة العامة، وهذا ينعكس على المرأة مباشرة ، لأن الثقافة والوعي هما دعامة تحرير المرأة من كبوتها.
وتمكنتْ الأحزاب الثيوقراطية المنسوبة إلى الدين من استغلال ضعف دور النساء في الأحزاب الوطنية واليسارية بسبب ما تعرضن له من تشويه ، وتمكنت هذه الأحزاب من استقطاب أعداد كبيرة من النساء في صفوفها ، لدرجة أن عدد المنضويات من النساء في بعض تلك الأحزاب الثيوقراطية صار يفوق عدد الرجال.
ومما ساهم في تحجيم دور المرأة في كثير من أحزاب اليسار والأحزاب الوطنية ، أن (كوتة) المرأة في هذه الأحزاب صارت مضمونة فليست هناك انتخابات لفرز القيادات النسائية في الأحزاب، بل هناك تعيينات بنسب مئوية معينة ، فقد خصَّصتْ بعضُ الأحزاب نسبة عشرين في المائة للمرأة من مجموع القيادات ، وظلت القيادات النسائية التقليدية حتى مع تقدمها في السن لا تتغير .
وكنتُ وما أزال أرى في هذا النظام النسبي الحزبي ، أو الكوتة النسائية الحزبية اعتداء على المرأة وامتهانا لها ، وإن كانت الغاية المقصودة والشعار المرفوع هو احترام النساء ومنحهن أدوارا قيادية .
وكنتُ وما أزال أطالب النساء برفض هذه المِنَّة والمنحة الحزبية الرجولية ، فهي تجعل من المرأة حليةً من الحلى وصورة من الصور المبروزة في الأحزاب ، بدون أن تقوم المرأة بدورها الفاعل ، مثلها مثل الرجل ، وكنتُ وما أزال أرى بأن كل امرأة تقبل هذا التعيين الحزبي امرأة قنعتْ بالمعتاد والسائد ، وركنتْ إلى أن الحزب قد حولها إلى تمثال جامد لا يصلح إلا لأن يكون معرضا للفرجة فقط .
وما أزال أذكر في النصف الثاني من القرن الماضي أن أحزابا وطنية ويسارية فلسطينية ظلت تبذل جهودا رائعة للنهوض بالمرأة الفلسطينية ، وكانت أحزابٌ عديدة تقوم بابتعاث نساء كثيرات للدراسة في الدول الأخرى وتخصص لهن منحا دراسية ، لغرض إكسابهن المهارات والقدرات القيادية المختلفة ، وكان لهن ، وما يزال دورٌ بارز في مجتمعنا الفلسطيني .
أما اليوم فقد تقلص دور النساء الرائدات ، وأصبح مجالهن الرئيس مقتصرا على (جمعيات ) النساء بمختلف أقسامها وأنواعها ، وأصبح دور المرأة مقتصرا على المرأة نفسها ، ولا علاقة لها بأماكن الرجال ومراكز أعمالهم ، وهذا بالطبع جعل المرأة العربية نمطية لا تتطور ، مع العلم بأن للمرأة تأثيرٌ كبير حين تتولى القيادة في مجالات الرجال ، والعكس أيضا صحيح .
23/2/2009






#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قرنفل غزة الحزين
- الإعلام العشوائي وفضائيات مصارعة الديكة
- حق اللجوء الإبداعي إلى دول السوفت وير
- غزة التي أدمنت الدمار
- إسرائيل وعقدة شمشون في غزة
- آخر صلوات بوش أمام الشمعدان
- قمع المرأة للمرأة
- قصتان من غزة بمناسبة العيد السعيد
- الحوار المتمدن شعلة الحرية
- ظرفاء الإنترنت ومقامات بديع الزمان
- أولمرت وموسم السياحة الحزبية في إسرائيل
- إدمان الولاء للحاكم
- مصطلحات إعلامية إسرائيلية ساحرة !
- مسكين باراك أوباما
- مجزرة الأسهم في قلعة النيكي والنازداك
- فاتنات السياسة
- تجارة الرقيق في الألفية الثالثة
- مرتبات القطط السمينة والأزمة المالية العالمية
- تسفي ليفني في الدين اليهودي
- أسمهان ونابليون الحكيم


المزيد.....




- فيديو رائع يرصد ثوران بركان أمام الشفق القطبي في آيسلندا
- ما هو ترتيب الدول العربية الأكثر والأقل أمانًا للنساء؟
- بالأسماء.. 13 أميرا عن مناطق السعودية يلتقون محمد بن سلمان
- طائرة إماراتية تتعرض لحادث في مطار موسكو (صور)
- وكالة: صور تكشف بناء مهبط طائرات في سقطرى اليمنية وبجانبه عب ...
- لحظة فقدان التحكم بسفينة شحن واصطدامها بالجسر الذي انهار في ...
- لليوم الرابع على التوالي..مظاهرة حاشدة بالقرب من السفارة الإ ...
- تونس ـ -حملة قمع لتفكيك القوى المضادة- تمهيدا للانتخابات
- موسكو: نشاط -الناتو- في شرق أوروبا موجه نحو الصدام مع روسيا ...
- معارض تركي يهدد الحكومة بفضيحة إن استمرت في التجارة مع إسرائ ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف 8 اذار/مارس يوم المراة العالمي- 2009-اهمية وتاثير التمثيل النسبي (الكوتا) في البرلمان ومراكز صنع القرار في تحقيق مساواة المراة في المجتمع - توفيق أبو شومر - التمثيل النسبي للنساء في الأحزاب العربية امتهان لهن