أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - نساؤنا الذهبيات














المزيد.....

نساؤنا الذهبيات


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 2685 - 2009 / 6 / 22 - 05:01
المحور: كتابات ساخرة
    


هناك علاقة وثيقة بين الذهب والزواج ، فقد كان مفروضا أن يكون هناك تماثل بينهما في معاني كل منهما ، فالذهب معدن غالٍ وكذلك رباط الزوجية ، والذهب ثروة مخبوءة مؤجلة إلى وقت الشدة وكذلك الزوجة والذهب معدنٌ طري يحتاج إلى مهارة في تشكيله وتكوينه على صورته وكذلك الزوجة ، كما أن هذا المعدن يحتاج إلى رجل ماهر في التنقيب والغوص في أعماق الأرض وغربلة الصخور حتى يحصل في نهاية الأمر على الذهب وكذلك الزوجة .
بالإضافة إلى ما سلف فإن هناك حكمةً أخرى في الذهب ، وهو أنه يظلّ لامعا ولا يصدأ في جوف الأرض كما تصدأ المعادن الأخرى وتذوب وكذلك الزوجة.
كان مفروضا أن يصبح الذهبُ رمزا لما سبق ، لكنه تحوّل من معانيه السامية السابقة لتقاليد أسرية بائسة في أيامنا هذه .
فكثير من نسائنا اللاتي لم يستوعبن معانيه السامية جعلن منه أصفادا وقيودا في أشكال شتي ، أصفادا لليدين وخلاخل للقدمين وأقراطا للآذنين وسلاسل للرقاب فأصبحن بهذه الصورة عبيدا للمعدن الأصفر اللامع .
كما أن الكثيرات المولعات بالذهب استخدمنه استخداما آخر خطيرا يبتعد بالطبع عن معناه ، فقد استخدمنه لسان استهزاء وغمزة إغاظة للناظرين والمنافسين والمنافسات وللأسف الشديد فإن معظم نسائنا من هذا النوع ، يلبسنه في الاحتفالات ليس لإبراز رسالته السامية بل لإغاظة بعض المنافسات وأشهر أنماط الذهب قاطبة هي الحيات في الأيدي ولا أعرف سبب ولع النساء بالحيات الذهبية وليس بالوردات ، وكأن ذلك إشارة إلى استعدادهن للدغ ، بالإضافة إلى أن بعض أنواع حلق الأذنين يكونان على شكل عقرب أيضا . كما أن بعضهن يستخدمنه كطعمٍ من طعوم الصيد حين يذهبن في مهمة لخطبة فتاة فهن يرتدينه ليشرن به إلى غناهن وثروتهن وقد يكون مستعارا من أُخريات !
وأنا أعتبر النساء اللاتي يستخدمن الذهب هذا الاستخدام قليلات الثقة بأنفسهن يستخدمن الذهب وسيلة تعويض عن نقص الثقة والثقافة والوعي .
النساء لسن معرضا متنقلا لثروات الأزواج المادية يسرن وهن مصفدات بالأصفاد الذهبية ، وكأنني أسمع هؤلاء المصفدات يقلن :
أنا لا أملك في داخلي ما يستحق الاعتبار فالفكر خالٍ ، والقلب أيضا ، وكل ما أملكه هو الذهب الأصفر اللامع ، فما أنا سوى معرض متنقل لبضاعة زوجي وأهلي ، وما جسدي سوى مساحة لعرض معروضاتهم .
ومن صور النساء الذهبيات : واحدة ذهبية تذهب إلى الفرح بفستان بلا أكمام ، لتتمكن من تصفيف الأساور والأفاعي الذهبية من نوع الكوبرا السامة من المرفق حتى نهاية اليد ، أما الأصابع فهي تتباعد عن بعضها بواسطة الخواتم ، وهي عندما تجلس تحاول أن تضع بضاعتها في مقابل أنظار الأخريات ، لتستدرجهن لكي يسألنها عن مصدر هذه البضائع الذهبية ومن هم أصحابها .
ومن الصور للنساء الذهبيات في بلد يُستهلك فيه الذهب كما يُستهلك الأرز في جنوب شرق آسيا هناك تتبارى النساء في عرض أحزمتهن الذهبية الثقيلة الغالية ، ففي أحد الأفراح ادعت إحدى النساء الذهبيات بأنها عاجزة عن الرقص في احتفال الفرح لأن حزامها الذهبي الثقيل يحول دون خفتها فخلعته أمام النساء وأعطته لابنتها وكانت ترقص وهي تنظر نحو الحزام الذهبي ، فلم ترَ واحدة تقدمت لفحص الحزام والسؤال عن ثمنه !
وأخيرا كفتْ عن متابعة حزامها لأن الراقصات كلهن اقتدين بها وخلعن أحزمتهن الذهبية ، وهذه ليست قصة خيالية ولكنها واقعية.
وأخيرا انسلت المرأة الذهبية من الفرح وهي تحس بضآلة بضاعتها !
بئست المرأة التي تقبل أن تكون (فاترينة) عرض حتى ولو كانت المعروضات ذهبية
ونعمت المرأة التي لا تقبل أن تكون خزانة ملابس وفاترينة معروضات أو أنها تحمل فقط على جسدها ذكرى عزيزة عليها حتى ولو كانت ميدالية تنكية !
[ من كتاب أنابيش]





#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسرائيل دولة المستوطنات
- قطار خرافات الألفية الثالثة
- لا تهدروا رصيد مستقبلكم
- الاحتفال ببلوغ القضية الفلسطينية سن التقاعد
- ماراثون المفاوضات وأولمبياد المباحثات
- القرصنة الفكرية وحفظ حقوق التأليف
- القمع اللفظي للمرأة
- احذروا إسرائيل الليبرمانية
- الإعلان سيد الإعلام
- لاجئ إسرائيلي ولاجئ فلسطيني
- تعقيم الروح بالفنون
- عكاظ وأولمبياد القمم العربية
- تطهير إسرائيل من اليسار والعلمانية
- الفلسطينيون وهواية جمع الألقاب
- شرطة مطاردة المجاز في اللغة العربية
- الإعلام ومراسلو الخوذات والدروع
- التمثيل النسبي للنساء في الأحزاب العربية امتهان لهن
- قرنفل غزة الحزين
- الإعلام العشوائي وفضائيات مصارعة الديكة
- حق اللجوء الإبداعي إلى دول السوفت وير


المزيد.....




- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - نساؤنا الذهبيات