أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - توفيق أبو شومر - إسرائيل دولة المستوطنات















المزيد.....

إسرائيل دولة المستوطنات


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 2673 - 2009 / 6 / 10 - 06:07
المحور: القضية الفلسطينية
    


ما أروعنا !
كنا نُطالب إسرائيل منذ سنوات بإزالة المستوطنات، ثم أصبحنا نطالبها بعدم التوسع الاستيطاني، ثم صرنا نطالبها بتفكيك البؤر الاستيطانية، وها نحن اليوم نطلب من إسرائيل (تجميد نشاطها) الاستيطاني فقط، أي وضع المستوطنات في الفريزر الإسرائيلي لتظلَّ صالحة للاستعمال محتفظة بخصائصها ونكهتها وطعمها اللذيذ !
كما أننا اقتبسنا كلمة [ نشاط ] التي تُشير إلى عمل محبوب ومرغوب ومنحنا هذه الكلمة الجميلة لأبشع عملية في تاريخنا ، وهي "الاستيطان" الذي يعني اقتلاع أصحاب الأرض الشرعيين واستبدالهم بمغتصبين !
وسنبقى أوفياء لمبادئنا الفلسطينية في مطالبة الدول الكبرى والدول الصغرى والدول التي تقع بينهما بأضعف الإيمان وهو ممارسة الضغط على إسرائيل لإيقاف التوسع الاستيطاني!! وسنستمر كعادتنا بالتصفيق الحار لأي مسؤول أوروبي أو أمريكي يُجاهر بالطلب المؤدب من إسرائيل بالحد من التوسع الاستيطاني، وهذا هو ( أقوى الإيمان) عند الفلسطينيين والعرب وأحرار العالم .
إن الاستيطان، هو جوهر العقيدة الدينية ، وهو أهم أسس الصهيونية التي تنسب إلى استيطان صهيون، وأن إسرائيل بدأت ( تمرينات) الاستيطان منذ القرن التاسع عشر، فأسست آنذاك عددا من المستوطنات، وفي القرن العشرين ابتدعت الحركة الاستيطانية الجديدة ( الكيبوتس) التي أثارت إعجاب كل حركات اليسار، وكثفت من تأسيس الموشافات الزراعية ، وهي أيضا نمطٌ آخر من أنماط الاستيطان ، وكانت أبرز(جولات الاستيطان) بعد الانقلاب اليميني عام 1977 بصعود الليكود للمرة الأولى سدة الحكم ، فتحرر حزب ( المفدال الديني ) من ربقة حزب العمل ، أو بعبارة أخرى عاد حزب المفدال إلى (حقيقته) الدينية كحزبٍ مشيحاني يؤمن بعودة الماشيح في أرض الميعاد، بعد أن كان يشبه – كما يظن بعضهم- الكمبارس الديني لحزب العمل، وأنجب من حركة غوش إيمونيم أو كتلة الإيمان التي أسست عام 1975 توأمين متخصصين في الاستيطان، الأول اسمه (حركة يشع) وهي أكبر مؤسسات الاستيطان ، تملك اليوم أكثر من 25 مجلسا بلديا وعشرة مجالس محلية وتشرف على مائتين وخمسة وعشرين ألف مستوطن وفق إحصائية قديمة ، أما التوأم الثاني فهو (أمانا) المتخصص في القدس وهو (مايسترو) الاستيطان المركزي العملي الذي ينفذ المشروعات الإسكانية.
وللعلم فقط فإن مستقبل كل المرشحين السياسيين مرهون بيد التوأمين اللذين يقرآن في صلواتهما كل صباح سفر التكوين 15 :
" لنسلك أعطي هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير الفرات"
قال أحد المتحدثين في الإذاعة الإسرائيلية قولا موجزا معلقا على الاقتراحات بتفكيك المستوطنات:
" من يطالبنا بتفكيك أي مستوطنة من المستوطنات، يُطلق على رأس إسرائيل رصاصة الرحمة، وهو يسعى لزوالها عن الخريطة ، فهو أبشع من الإرهابيين "!!
قال الكاتب الإسرائيلي يائير شيلغ في صحيفة معاريف منذ أكثر من ثماني سنوات وبالتحديد في 1/7/2001 عندما أشتعلت حرب الاستيطان في الخليل:
كان المستوطنون يجوبون شوارع الخليل مسلحين، ترفرف فوق سياراتهم أعلام جيش إنقاذ إسرائيل( عصابات ليحي وشتيرن) أعلام بيت إيل، كانوا يُطلقون النار في الهواء كرعاة الأبقار في الأفلام الأمريكية، وشكلوا منظمة الحارس ... لم يعد الحديث يدور عن دولة تملك المستوطنات ، بل عن مستوطنات تملك الدولة !! " من كتاب الصراع في إسرائيل للكاتب.
ولإكمال الصورة الحقيقية التي رسمها الكاتب الإسرائيلي يائير شيلغ عام 2001 فإنني أشير إلى ما ورد في صفحة يشع الإلكترونية يوم 25/5/2009 وهي تعلن عن مبادئها الرئيسة بسخرية وتحدٍ :
" نحن ننوه إلى مبادئنا الرئيسة، التي هي مبادئ حركة يشع القديمة ويشع الجديدة وكل اليشعات التي تقع بينهما ، إن هدفنا الرئيس هو (بناء) و(تعزيز) و( تطوير) كل موقعٍ استيطاني.
وذلك ردا على السؤال الذي يتردد في كل لقاء:
هل ستعزز حركة يشع الاستيطان أينما كان؟!!
ونقول إن أعداء حركة يشع هم :
- حركة السلام الآن وأنصارها من السكان العرب.
- القرارات السياسية بإخلاء البؤر الاستيطانية، والتي يعرفونها ( غير شرعية) أو كما وصفها الرئيس بوش (أوزة عرجاء) !!
- قرارات المحكمة العليا الإسرائيلية، مثلما حدث في قضية مستوطنة ميغرون في رام الله، حيث أمرت المحكمة بإخلائها في 23/1/2008 "
وللعلم فقط فإن حركة يشع تملك خريطة كاملة لاستيطان أرض الميعاد، فهي مخلصة لاسمها المكون من ثلاثة مقاطعYa أي يهودا وSH أي شومرون أو السامرة وA أي غزة ، وهي تؤدي واجبها في ظل كل الحكومات مهما كان شكلها ولونها وانتماؤها، وهي تؤسس المستوطنات وفق تكتيك بسيط:
اختيار الموقع، ثم نقل خزان مياه أو أكثر وكرافان أو أكثر إلى الموقع وعائلتين أو أكثر، ثم تبدأ المفاوضات بين يشع والجيش، وينتهي دائما بانتصار يشع والحصول على مكان ملائم لمستوطنة جديدة معترفٍ بها من قبل الدولة تُضاف إلى قائمة مجالسها البلدية.
ونجحت يشع في تنويع المستوطنات وتفريعها، فهي: إما عشوائيات ، أو بؤر أستيطانية، أو مستوطنات غير معترف بها، أو نقاط مراقبة عسكرية، أو قبور مباركة، أو نقاط تفتيش !
وتمكنت الحكومات المتعاقبة اليسارية واليمينية من إرضاء يشع وإسكاتها مؤقتا، برفع شعار جديد ، وهو[ التوسع السكاني] في المستوطنات، ما يعني أن تتمدد المستوطنات وتبتلع مزيدا من الأراضي الفلسطينية المحيطة بها ما يساوي أكثر من مستوطنة جديدة أخرى ، مع بقاء اسم المستوطنة كما هو، وهكذا تخرج الحكومة من الورطة، وتقول للعالم: ألم تُلاحظوا بأننا لم نبنٍ مستوطنة واحدة جديدة ؟ !!
وتوّجتْ يشع جهودها الاستيطانية منذ أيام بتأسيس مستوطنة جديدة اسمتها [ كوخ أوباما] في الوقت الذي كان يلقي فيه أوباما خطابه في جامعة القاهرة !
ولنا أن نعترف بأن ما تقوم به حركة السلام الآن هو جهدٌ يستحق التقدير، فالحركة هي الوحيدة التي تملك إحصاءً دقيقا بعدد المستوطنات والمستوطنين ، وهي التي ترفع الدعاوى القضائية ، وهي التي تحتج على السور من منطلقٍ أخلاقي، في غياب أو ضآلة الجهود الفلسطينية في هذا الشأن وانشغال الفلسطينيين بالمناصب الوزارية والمصالحات والمناكفات وتشكيل الحكومات، وجمع الغنائم والمكتسبات دون أن يقدموا حتى للسكان الفلسطينيين في خطوط المواجهة مع المستوطنين الدعم المادي اللازم لصمودهم وتعزيز قدراتهم بما يناسب نضالهم الشريف!
ولا يشمل الدعمُ المطلوب الذي أقصده :
البيانات السياسية شديدة اللهجة ،ولا المهرجانات الحاشدة المحمولة والراجلة ، و لا يشمل أيضا خطابات الأحزاب المملوءة بالشجب والإدانة والاستنكار ، ولا البرامج الإعلامية المرئية والمسموعة والمقروءة التي تستضيف جهابذة التحليل والتفكيك والتركيب من زبائن المحطات الإعلامية، فالدعم المطلوب هو أن نعزز صمود إخوتنا وأهلنا المحاصرين بالمستوطنات بالدعم المالي ليتمكنوا من الصمود في وجه المؤامرة الخطيرة!!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قطار خرافات الألفية الثالثة
- لا تهدروا رصيد مستقبلكم
- الاحتفال ببلوغ القضية الفلسطينية سن التقاعد
- ماراثون المفاوضات وأولمبياد المباحثات
- القرصنة الفكرية وحفظ حقوق التأليف
- القمع اللفظي للمرأة
- احذروا إسرائيل الليبرمانية
- الإعلان سيد الإعلام
- لاجئ إسرائيلي ولاجئ فلسطيني
- تعقيم الروح بالفنون
- عكاظ وأولمبياد القمم العربية
- تطهير إسرائيل من اليسار والعلمانية
- الفلسطينيون وهواية جمع الألقاب
- شرطة مطاردة المجاز في اللغة العربية
- الإعلام ومراسلو الخوذات والدروع
- التمثيل النسبي للنساء في الأحزاب العربية امتهان لهن
- قرنفل غزة الحزين
- الإعلام العشوائي وفضائيات مصارعة الديكة
- حق اللجوء الإبداعي إلى دول السوفت وير
- غزة التي أدمنت الدمار


المزيد.....




- الدوما يصوت لميشوستين رئيسا للوزراء
- تضاعف معدل سرقة الأسلحة من السيارات ثلاث مرات في الولايات ال ...
- حديقة حيوانات صينية تُواجه انتقادات واسعة بعد عرض كلاب مصبوغ ...
- شرق سوريا.. -أيادٍ إيرانية- تحرك -عباءة العشائر- على ضفتي ال ...
- تكالة في بلا قيود: اعتراف عقيلة بحكومة حمّاد مناكفة سياسية
- الجزائر وفرنسا: سيوف الأمير عبد القادر تعيد جدل الذاكرة من ...
- هل يمكن تخيل السكين السويسرية من دون شفرة؟
- هل تتأثر إسرائيل بسبب وقف نقل صواريخ أمريكية؟
- ألمانيا - الشرطة تغلق طريقا رئيسياً مرتين لمرور عائلة إوز
- إثر الخلاف بينه وبين وزير المالية.. وزير الدفاع الإسرائيلي ي ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - توفيق أبو شومر - إسرائيل دولة المستوطنات