أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - توفيق أبو شومر - قطار خرافات الألفية الثالثة














المزيد.....

قطار خرافات الألفية الثالثة


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 2665 - 2009 / 6 / 2 - 08:10
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


بمَ نُفسِّر هذا التقدم التكنلوجي السريع، والتطور في مجالات الاتصالات، والاكتشافات العلمية الحديثة التي تمكنت من (تفكيك) النُطف البشرية إلى جينات، ووضع شيفرات لمجموعات الجينات، واستنساخ الجينات لعلاج الأمراض، وعزل الجينات المسببة للأمراض؟
وكيف نفسر (بودرة الجينات) الجديدة التي تساعد على استنبات الأعضاء المفقودة في الجسم من جديد ؟
والغريب أنه في الوقت الذي تتسارع فيه هذه الابتكارات، تتراجع الثقافات، وتزدهر الخرافات والأباطيل، وتنتشر جيوش التجهيل والترهات ، ويصبح أتباعُ الدجالين في بلد واحد أضعاف أعضاء كل المنتديات الثقافية في عدة بلدان !!
وقد أصبحت عربات قطار الألفية الثالثة تُقلُّ نقيضين عجيبين :
التكنلوجيا فائقة السرعة ، والخرافات فائقة الانتشار !!
شاهدتُ عرضا لبرنامج تلفزيوني قالت مقدمة البرنامج :
إن مشاهديه جاوزوا المليون، بحساب رسائل (الإس إم إس) حاولتُ أن أعرف السبب، فتابعتُ البرنامج ، فكان السبب ببساطة وجود أحد الدجالين في البرنامج ممن يدعون القدرة على تفسير أحلام النائمين والنائمات، وهم طائفة من العوالق البشرية من إنتاج سلالات التجهيل في الفضائيات، برعوا في تفسير أحلام الوجبات الدسمة المرعبة في الليل، وجعلوها رؤية مستقبلية تشير إلى الأخطار والمصائب التي تعترض طريق الحالمين، وهذه التفسيرات تدعو أصحابها المساكين إلى (انتظار) ما سيحلُّ بهم ، وتُقعدهم عن العمل المنتج ، وتجعلهم ينظرون إلى الآخرين، بعيني مفسّر الأحلام.
وفي هذا البرنامج الشعبي الكبير ! سألتْ امرأةٌ هذا الدجال عن شبحٍ مُرعبٍ في صورة وحشٍ هائل الجسم ، بشع الصورة، يطاردها في أحلامها مراتٍ عديدة خلال شهر، مما يجعلها تستيقظ فزعة مذعورة ، ففسّر المفسر المغوار الشبح المخيف بزوجٍ طمّاعٍ يُطاردها ليحصل على ثروتها، أو بوريثٍ ينتظر موتها ليحصل على ما بيدها من مال، وما إن تلقّى المفسّر أول إيماءات ضحيته حين سمعها تقول:
صدقت يا شيخ فقضية الأملاك هي التي تشغلنا في العائلة، حتى استطرد في الشرح معتذرا عن الاختصار والشرح، لحجم المكالمات الواردة على فضيلته ! ونصحها أن تأخذ حذرها، وتستعين بالناصحين الأوفياء، والعلماء الأتقياء ( ممن هم على شاكلته) بالطبع !!
وأنا أتخيل مفعول( أن تكون حذرة) على المرأة نفسها، إن كانت المرأة صاحبة الحلم ليست من ممثلات المحطة التلفزيونية، ممن يقمن بتلك الأدوار لمنفعة المحطة نفسها ، فهي إن كانت غير ممثلة – وأنا أشك في ذلك- فإنها سوف تمضي بقية حياتها في رعبٍ وخوف، تنتظر المجهول !!
تلك إذن إحدى صور الترهات المربحة التي توزعها فضائيات كثيرة بين الناس ، وتكسب من توزيعها ملايين الدولارات !
إن حجم مكاسبها من هذه الخزعبلات يفوق بالطبع ميزانية مراكز أبحاث علمية في جامعات عربية ، ويفوق أيضا الهبات والمنح والجوائز والمكافآت التي تمنحها الدول العربية للمبدعين والمبدعات !!
ولكن ما سبب ازدهار الخرافات في عصر تكنلوجيا المعلومات؟
هل يعود السبب إلى أن التطور السريع في علوم الدول المتقدمة قد أصاب العمود الفقري للدول الهزيلة في فكرها وإبداعها مُصادفةً بالعطب ، مما أقعدها وشلّ حركتها، وتركها تقتاتُ على خزعبلات تُبشرها بمستقبل مشرقٍ آتٍ؟
أم أن غياب الثقافة والمثقفين وقرب اندثارهم، وقربٍ انقراض آخر سلالات المفكرين والمبدعين، ما جعل عقولُ أبنائنا خاوية من أي فكر نهضوي، جعلهم مصابين بنقص المناعة الثقافي، وأصبحوا يلجؤون إلى المهرطقين والدجالين والمشعوذين؟!!
أم أن هناك خطةً يجري تطبيقها على قطار عالم الألفية الثالثة بحيث لا يجرُّ من العربات، إلا نوعين منها فقط :
عربات الدرجة الأولى الفارهه، وهي المخصصة للمخترعين وتجار شنطة المخترعات وسماسرة الإدمان، إدمان الدواء والغذاء والكساء، وهم أباطرة العالم وسادته وقادته ومخططو السياسات، ودول الصناعات والإنتاج .
أما عربات القطيع المكشوفة ، فهي المخصصة لمن تخلصوا من آخر العقول وبقايا الأفكار وثمرات الإبداعات قبل ركوب عربات القطار عربونا لقبولهم خدما لركاب القطار، لكي يظلوا من مستوردي الأفكار، مستهلكي الثقافات ، حتى يظلوا عاجزين عن إنتاج الأفكار، يؤجرون عضلاتهم فقط ،بعد أن يُدمنوا الاستهلاك ؟!!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تهدروا رصيد مستقبلكم
- الاحتفال ببلوغ القضية الفلسطينية سن التقاعد
- ماراثون المفاوضات وأولمبياد المباحثات
- القرصنة الفكرية وحفظ حقوق التأليف
- القمع اللفظي للمرأة
- احذروا إسرائيل الليبرمانية
- الإعلان سيد الإعلام
- لاجئ إسرائيلي ولاجئ فلسطيني
- تعقيم الروح بالفنون
- عكاظ وأولمبياد القمم العربية
- تطهير إسرائيل من اليسار والعلمانية
- الفلسطينيون وهواية جمع الألقاب
- شرطة مطاردة المجاز في اللغة العربية
- الإعلام ومراسلو الخوذات والدروع
- التمثيل النسبي للنساء في الأحزاب العربية امتهان لهن
- قرنفل غزة الحزين
- الإعلام العشوائي وفضائيات مصارعة الديكة
- حق اللجوء الإبداعي إلى دول السوفت وير
- غزة التي أدمنت الدمار
- إسرائيل وعقدة شمشون في غزة


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - توفيق أبو شومر - قطار خرافات الألفية الثالثة