أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - توفيق أبو شومر - القمع اللفظي للمرأة














المزيد.....

القمع اللفظي للمرأة


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 2637 - 2009 / 5 / 5 - 09:55
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لماذا ليس هناك يومٌ في العام لتقدير الرجال، الرجال الآباء والرجال العاملين والرجال المضحين بأنفسهم من أجل الوطن؟
مع أن هناك ساعات محددة في يومٍ واحدٍ من أيام السنة نُخصصه للاحتفال بالمرأة، الأم والأخت والزوجة؟
أليس هذا دليلا على أن الرجال استولوا على كل أيام السنة، بسطوتهم الذكورية ، ومنحوا المرأة ساعات في العام فقط ليحتفلوا بها احتفالا بروتوكوليا؟
أننا نحتاج قبل أن نحتفل ساعاتٍ بأفضال النساء إذا رغبنا رغبة صادقة في إنصافهن إلى غربلة مخزوناتنا اللفظية من مفردات وتعبيرات القمع التي تعتبر الأنثى رمزا للمهانة والجبن والضعف، فإذا اتهمنا فردا بالجبن فإننا نسميه(مَرَه) وهو نحتٌ تحقيري من لفظ امرأة ، وإذا أردنا أن نُسخِّف كلاما ، نقول: " كلام نسوان" ولا نكتفي بتلك الألفاظ، بل نُوَرِّثها لأبنائنا وأبناء أبنائنا
وقد أزعجني أحدهم عندما جلستُ أمام بيته يوما، فأمر ابنه بالدخول إلى البيت، وعدم اللعب في الشارع، فلم ينصعْ لأمر والده، فشتمه وهو يبتسم قائلا: يلعن أمك!
ابتسم الطفل ولم يُطع أباه، حاولت أن أعرف سبب ابتسامة الطفل الذي لم يبلغ الخامسة من عمره فعرفت بأنه عندما يسمع شتيمة الأم ، فإنه يظنها (دُعابة) من الأب، لأن الشتيمة الحقيقية التي رسختْ في عقل الطفل الصغير والتي تُثير الغضب وتكون تهديدا جادا، هي شتيمة الأب وليس الأم!
كما أن كثيرين أيضا يستخدمون صيغة أخرى للمداعبة والمزاح قائلين عن زميلهم : " يلعن أخته" ! ولا يلعنون أخاه.
هكذا إذن نحن بحاجة إلى أكثر من مناسبة مدتها ساعات في العام لنكرم المرأة ، ونتغنى بأفضالها في عيدها، ونهديها باقات الورود، ونُكرر أقوالنا المعتادة في مثل هذه المناسبة:
"الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق ، والأمُ هي الأخت والزوجة والأم"، والمرأة هي أم الشهيد ومربية الأجيال.....!!"
إننا في حاجة إلى برامج عديدة لتنقية لغتنا من مفردات الضعة والدونية التي علقت بالمرأة طوال التاريخ، والأهم أننا في حاجة إلى تربية أبنائنا على قيم احترام الأنثى، ليس لأنها ضعيفة ، وليس لأن احترام الذكور لها مِنَّة ومنحة منهم، يجودون بها على النساء ، بل لأن المرأة صنو الرجل ، وهي مساوية له تماما ، بل إنها تتفوّق عليه في كل المجالات.
ليس صحيحا بأن تنقية اللغة من مفردات احتقار المرأة أمر صعبٌ ، بخاصة في المجتمع الذكوري، مثلما هو الحال في مجتمعنا، وليس صحيحا أن تقاليدنا الاجتماعية تحتقر المرأة ، فالمرأة الفلسطينية ظلتْ طوال التاريخ حاضنة النضال الفلسطيني ، مكونة الأسرة والمجتمع.
يمكننا أن نُكثّف التثقيف العام في هذا المجال ، وأن نعالج هذا الخلل في برامجنا التربوية والتعليمية، لنعوِّد أبناءنا على أن إهانة النساء جريمةٌ، ليست في حق النساء فقط، بل إنها تحطُّ بقيمة الرجال أيضا.
وما أزال أرى بأن المرأة نفسها تتحمل مسؤولية ضعفها وهوانها، عندما تنصاعُ للتقاليد الموروثة ، فتميّزُ الأمهاتُ والبناتُ والأخواتُ الذكرَ عن الأنثى في العناية والطعام والمصروف، وتغضُّ الطرف عن أخطاء الذكور، وتعاقب البنات على الأخطاء نفسها.
وما أزال أرى بأن نساءً كثيرات ما يزلن يعتبرن إنجاب البنات نقيصةً، بل إن بعضهن يعتبرنه ليس إنجابا، فالإنجاب عند بعض النساء، هو إنجابُ الذكور فقط.



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احذروا إسرائيل الليبرمانية
- الإعلان سيد الإعلام
- لاجئ إسرائيلي ولاجئ فلسطيني
- تعقيم الروح بالفنون
- عكاظ وأولمبياد القمم العربية
- تطهير إسرائيل من اليسار والعلمانية
- الفلسطينيون وهواية جمع الألقاب
- شرطة مطاردة المجاز في اللغة العربية
- الإعلام ومراسلو الخوذات والدروع
- التمثيل النسبي للنساء في الأحزاب العربية امتهان لهن
- قرنفل غزة الحزين
- الإعلام العشوائي وفضائيات مصارعة الديكة
- حق اللجوء الإبداعي إلى دول السوفت وير
- غزة التي أدمنت الدمار
- إسرائيل وعقدة شمشون في غزة
- آخر صلوات بوش أمام الشمعدان
- قمع المرأة للمرأة
- قصتان من غزة بمناسبة العيد السعيد
- الحوار المتمدن شعلة الحرية
- ظرفاء الإنترنت ومقامات بديع الزمان


المزيد.....




- لحظات تحبس الأنفاس لغرق سيارة تقودها امرأة في بحيرة مليئة با ...
- النيابة تطلب إحالة أشرف حكيمي إلى المحاكمة بتهمة الاغتصاب
- فرنسا.. النيابة تطالب بمحاكمة أشرف حكيمي بتهمة -الاغتصاب-
- المغربي أشرف حكيمي يواجه احتمال المثول أمام القضاء بتهمة الا ...
- المغربي أشرف حكيمي مهدد بالمحاكمة بتهمة الاغتصاب
- النيابة العامة تطلب إحالة حكيمي الى المحاكمة بتهمة الاغتصاب ...
- بيروت تخنق نساءها: نوع جديد من عنف غير مرئي
- الصين تكبح تراجع الإقبال على الزواج ومعدلات الإنجاب بالدعم ا ...
- للمرة الخامسة.. تحطيم تمثال المرأة العارية في الجزائر بعد تر ...
- وزيرة فلسطينية: قرار الأمم المتحدة بشأن المرأة الفلسطينية يم ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - توفيق أبو شومر - القمع اللفظي للمرأة