أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - محمود غازي سعدالدين - إيران بين الديمقراطية والتطرف ..















المزيد.....

إيران بين الديمقراطية والتطرف ..


محمود غازي سعدالدين

الحوار المتمدن-العدد: 2688 - 2009 / 6 / 25 - 10:00
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


لست مختصا وباحثا في الشأن ألإيراني لكن ومن خلال متابعتنا وقراءتنا المتواضعة لجل الوضع ألإيراني وتشابك العلاقات بين العراق وإيران وحكم الموقع الجغرافي لإيران وحدودها الطويلة التي تمتد لأكثر من 1500 كيلو متر مع العراق , تمتد من الخليج بتماس مع مدن كالبصرة والعمارة والكوة وأربيل و إنتهاءا بالسليمانية في أقصى الشمال العراقي جعلنا نخوض في هذا الموضوع ونسترسل فيه .
فإيران وعبر الـتأريخ لم تكن موطنا انبثق منه التشيع وأنتشر منها إلى العراق بل العكس صحيح وان المذهب الشيعي أنتشر من العراق إلى إيران ومن ثم إلى البلدان ألإسلامية ألأخرى فطالما قرأنا أن معظم ألإيرانيين كانوا من أتباع مدرسة أهل السنة والجماعة وكان فقهاؤهم يأمرون ويلعنون عليا على المنابر , حتى القرن العاشر الهجري أي القرن السادس عشر الميلادي وظهور الدولة الصفوية لتصبح مدينة أصفهان مركزا علميا كبيرا لنشر المذهب الشيعي إلى إن حلت الفوضى في إيران ومن ثم انهيار الدولة الصفوية وانتقال مركز العلوم إلى كربلاء ومن تحوله إلى النجف في القرن الثامن عشر لتبقى فيها ولحد ألآن , ولعل التقارب الذي حصل منذ ذلك الوقت بين شيعة العراق وإيران بحكم أداء الزيارات وزيارة المراقد ألمقدسة ودفن الموتى وطلب العلوم الدينية كان له أثره الواضح في هذه العلاقة ألأزلية.
لا شك أن دولة إيران بقيادة نظام ولي الفقيه قد ابتعدت كل البعد عن التشيع الحقيقي وهو الولاء وحب أل البيت وألإلتزام بكل ما كانوا يتصفون به من أخلاق عالية وإنسانية , ولعلي أستطيع القول إن التشيع أصبح فقط شعارا ترفعه دولة إيران أو ما تسمى دولة ولاية الفقيه تتخذ مظاهر وطقوسا من قبيل تنظيم احتفالات منظمة في ذكرى كربلاء لرثاء سيد الشهداء أبي عبدا لله الحسين وفي نفس الوقت تروج لأعمال مسلحة داخل العراق ليبكوا على الحسين ظاهرا ويقتلوا أصحابه في نفس الوقت.
قد لا يختلف معي اثنان إن لإيران بصماتها على الوضع السياسي والأمني العام داخل العراق وكان لتدخلاتها المتكررة أثرا واضحا في تلكؤ واستقرار ألأوضاع ألأمنية في مدن الجنوب طوال الثلاث سنوات ألأول من تحريره بدعمها لمليشيات مسلحة بحجة مقارعة وقتال ما سموه احتلالا , ولعلنا لا زلنا نستذكر أحداث مدينة النجف الدامية التي حولت المدينة إلى ساحة حرب حقيقية ولولا حكمة المرجعية والعقلانيين من التيار الصدري في حينه الذي حال دون جر العراقيين إلى حرب شيعية شيعية ومن ثم محاولات القاعدة لإشعال فتنة النار الطائفية بين السنة والشيعة وتأجيج الصراع القومي ولم تنجح كل تلك المساعي رغم ما وقع من إحداث دامية ومؤلمة وما نجم عن نزوح للعوائل من الطائفتين وطوائف أخرى من المناطق التي طالما تعايشوا فيها جنبا إلى جنب بمحبة وسلام ووئام.
جاءت نتائج ألانتخابات ألإيرانية على غير ما كان يتوقعه الشارع ألإيراني والتي حسمها الرئيس السابق (محمود احمدي نجاد) لصالحه بعد فرز معظم ألأصوات ألانتخابية حسب ما صرحت بها الهيئة العليا لمراقبة ألانتخابات ألإيرانية حيث أعلنت حصول نجاد على أكثر من 63- 65 % من ألأصوات , بعدما كانت جميع ألاستطلاعات ورأي الشارع ألإيراني تصب لصالح المرشح ألإصلاحي (مير حسين موسوي) .
لعلنا لسنا هنا لندعم هذا المرشح وندع ذاك ولم نكن من المقترعين لندلي بصوتنا لموسوي ضد نجاد ولكن ما يهمنا هو الشأن العراقي أولا وأخيرا ومن يخدم مشروع الديمقراطية في العراق وبشكل عام في الشرق ألأوسط ومن لديه خطاب مرن وواضح في أصل التعامل مع الغير ومع الدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة والتي ساعدت العراق في تحرره وتحرر شعبه الذي غالبيته من الشيعة.
خطاب محمود احمد نجاد المتطرف وسياسات ولي الفقيه المتعجرفة لم تجر سوى الخراب والدمار على دولة إيران أولا وعلى العراق ومساعي أنشاء دولة حديثة تتمتع بديمقراطية بسبب دعم ألأولى لتيارات شيعية وسنية متطرفة توالي توجهات ولي الفقيه وسياسات إيران في قتال ومحاربة المشروع ألإمبريالي الصهيوني حسب زعمهم !!
لسنا هنا لنفرق بين طوائف العراقيين ومللهم فبناء الدولة العراقية لابد أن يبتعد أي ولاءات أخرى خارجية ومن يدعم إلإستقرار ودعم الديمقراطية هو المهم لدينا وخطابات وشعارات من قبيل طرد ما يسمونه احتلالا ومصطلحات من قبيل عدم وجود السيادة هو تدخل سافر في الشأن الداخلي العراقي سواء كان من إيران وغير إيران.
جاءت نتائج ألانتخابات ألإيرانية لصالح نجاد وسرعان ما باركها الفقيه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وسرعان ما أيده أيضا معظم الزعماء الشموليين في أرجاء المعمورة وباركت فوزه المزمع .
فالمؤسسة ألإعلامية ألإيرانية التي توالي ولي الفقيه دعمت وروجت بشكل واضح الرئيس نجاد وحجبت جميع الوسائل التي كانت تروج للمرشح ألإصلاحي مير حسين موسوي وحظر معظم المواقع ألالكترونية كال face bock وtwitter عن الناخبين ألإيرانيين الذين أشارت ألاستطلاعات ألأولى إلى تقدم قائمة ألإصلاحيين على قائمة (المتطرفين) , وقال ألإعلامي المشهور من لندن السيد نوري علي زادة أن وزير الداخلية هنأ شخصيا المرشح مير موسوي عشية إعلان النتائج ثم ليفاجأ هو والجميع بظهور النتائج عكس ذلك , وما يؤكد ذلك أيضا هي المظاهرات الضخمة التي خرجت بعد إعلان النتائج معترضة على الخروق التي حصلت وعمليات التزوير في عدة محافظات إيرانية كانت الغالبية العظمى منهم تؤيد المرشح ألإصلاحي حسب استطلاعات الرأي التي أجرتها وكالات عالمية , ولتقابل السلطات هذه ألاحتجاجات السلمية بشتى أساليب القمع من تعتيم وطرد مؤسسات إعلامية واعتقال ألإعلاميين وقتل العشرات من المتظاهرين وزج المئات منهم في السجون والمعتقلات.
لعل هناك دليلا واضحا على أن الشعب ألإيراني في غالبيته كان يدعم فوز المرشح مير حسين موسوي ولعل من يتابع مباريات كرة القدم سوف يقف على هذه النقطة وأهميتها بالنسبة للحدث ورب سائل يسأل ما علاقة كرة القدم بالانتخابات ألإيرانية وفوز هذا المرشح وخسارة ذاك ؟؟
ولعل الجواب يأتي أن لعبة كرة القدم لعبة عالمية لها جمهورها الواسع ولعل حين أقامة أية مباريات حاسمة لأي منتخب وطني ولأية دولة (رغم إستغلال الدول الدكتاتورية والشمولية للرياضة عموما ولعبة مثل كرة القدم ذات الشعبية ألأكثر) يتحرك شعور داخل ألإنسان بدعم وتشجيع الفريق مهما كان من الضعف وقوة الخصم , ولعلي هنا أؤكد أن الشعب ألإيراني شعب تواق ومحب للعبة كرة القدم وللرياضة عموما ولعلهم أثبتوا عدم دعمهم لولاية ثانية للرئيس نجاد وسياسات دولة الفقيه .
ففي مباراته ضمن التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم في جنوب أفريقيا مع فريق كوريا الجنوبية شاهدنا العفوية التي كان عليها جميع لاعبي منتخب إيران وطاقمه التدريبي والإداريين وهم يعلقون شارات خضر تشير إلى دعمهم للمرشح المعتدل مير حسين موسوي .
الديمقراطية الواعدة في إيران في مهب الريح فيما لو استمرت سياسات ألاعتقالات والقتل وقمع التظاهرات السلمية وفي ظل بقاء السلطة في يد المتطرفين بدعم من المرشد الروحي (ولي السفيه) التي هتف بها المتظاهرون (مرك برك خامنئي) ,لابد أن المجتمع الدولي المتمثل بالدول الداعمة لتحرر الشعوب وعلى رأسها الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا والإتحاد ألأوربي عموما لن يقف متفرجا ومكتوف ألأيدي في ظل استمرار ألأزمة النووية ألإيرانية وما أستجد من انتهاكات لملفات حقوق ألإنسان وحرية التعبير بعد ألانتخابات ألإيرانية , المنطقة مقبلة على تغييرات جذرية في خضم تحرك وعي الشعوب التي تطمح لنيل حريتها بعيدا عن الخطاب المتطرف ولغة العنف والتهميش والإقصاء .



#محمود_غازي_سعدالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجربة العراق الديمقراطية ومساعي إفشالها ..
- ألاتفاقية ألأمنية و ألاختبار الصعب..
- رحلة أل 1000 مفسد بدأت بوزير..
- البرلمانيون سكارى وما هم بسكارى !!!
- العقلانية والتسامح في قراءة التأريخ..
- الطائفية بين تحرير العراق والكويت ..
- أنفلونزا الخنازير وأنفلونزا المؤامرة !!
- هيئة الرئاسة وعلامات إستفهام كثيرة ؟؟؟
- فقراء مسالمون وأغنياء إرهابيون ..
- طيور الجنة أم طيور الجحيم ..
- ال ..حجي ( عجيرش) وتوماس اديسون !!
- العد التنازلي لإنقراض البعث ..
- الدين داء ودواء..
- تحرير العراق آهات ونظرات وعبرات..
- المرأة (تطفيء) المرأة !!
- المرأة بين سندان المحرمات ومطرقة العشيرة (الجولة الثانية)
- المرأة بين سندان المحرمات ومطرقة العشيرة
- وجدت الاسلام ولم اجد المسلمين
- نظرية المؤامرة من عبدالله بن سبأ ألى صدام حسين
- مناسباتنا الدينية وعقولنا المتخلفة


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - محمود غازي سعدالدين - إيران بين الديمقراطية والتطرف ..