أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عبد العزيز الخاطر - خطبة الجمعه- فيلم قديم ام حضور فاعل














المزيد.....

خطبة الجمعه- فيلم قديم ام حضور فاعل


عبد العزيز الخاطر

الحوار المتمدن-العدد: 2683 - 2009 / 6 / 20 - 04:07
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


فيلم قديم ام حضور فاعل
خطبة صلاة الجمعة وعلاقتها بالانجاز الحضاري
عندما ترى الناس تتهافت الى اقصر المساجد خطبة يوم الجمعه, وتهرول الى اسرع الخطباء انجازا وختاما لها,و عندما تلحظ انزياح الناس عن اطول المساجد خطبة, واكثر الخطباء تطويلا,و عندما تعى ان موضوع الخطبه ليس ذى بال لدى المصلين بقدر ماهو للوقت التى تستغرقه. عندما يتهمها البعض بانها اقرب الى الفيلم العربى القديم الذى جرت مشاهدته مرات كثيره ومتعدده الى درجة الحفظان .تدرك ان ثمة شىء غير طبيعى قد تسلل بين وعى المسلمين فى هذا الوقت بالذات بدينهم ومشاعره الرئيسيه حولها من طاقه فاعله الى مجرد اداء اقرب الى التمارين منها الى المعنى الحقيقى والمهمه الاصليه التى من اجلها فرضت وهنا ثمة سؤال يفرض نفسه وهو
هل هناك علاقة بين خطبة صلاة الجمعه وانجاز الامه الحضارى ؟ بمعنى ان صوريه اداءها الذى نلحظه هو جزء لايتجزأ من وضع الامه المتردى والعكس صحيح؟ عبر التاريخ كانت هذه الشعيرة الإسلامية تعبر عن ضيق هذه الأمة حيناً وانفتاحها أحياناً أخرى وعن خط سيرها الحضاري سواءَ كان قوةَ أو ضعفاً وما تعانيه من ضيم واستغلال سواءً من الداخل أو الخارج . فهي ترمومتر هام يكشف عن صحة الأمة واعتلالها فنراها كما كانت في أحوال سابقة تضيق حتي لتقتصر على مدح السلطان والتسبيح بحمده وأحياناً أخرى تتسع لتشمل كل الآم الأمة وما تعانيه من جبروت وتخويف وتجويع وما يواكب هذين الطرحين سواءً من مكافآت وعقوبات . وكذلك تكمن أهميتها في كونها تجمع أسبوعي يدل على وحدة المسلمين وتناصرهم وكشفاً لما يعترض طريقهم من مشاكل وطرحاً لحلول تلك المشاكل والعقبات إن ما نشهده اليوم مختلف تماماً ولا يدل على احتفاظ هذه الشعيرة بمكانتها السابقة حتى أن الناس أصبحت تتسارع الى أقصر المساجد خطبة كعمل روتيني ينبغي الخلاص منه بأسرع وقت فلم تعد هذه الشعيرة نبض الأمة ولا مصدراً لشحناتها الإيمانية الأسبوعية . ولست هنا بصدد قضية الإطالة أم القصر في أداء الخطبة فالإطالة في كل الأحوال مذمومة ما لم تكن هناك حاجة لذلك ولكنني الحظ ظاهرة اجتماعية لها مدلولاتها التاريخية وهي ظاهرة تحول هذه الشعيرة الإسلامية الكبيرة من مكانتها العظيمة التي أرادها لها الشارع الى مجرد شعيرة روتينية وهذا التراجع ليس في التشريع وإنما في إدراك الناس . وأعتقد أن هناك سببان يتعلقان بعنصري الخطبة الأساسيين وهما الخطيب ونص الخطبة نفسها وهناك سبب ثالث عام يتعلق بتراجع الأمة ككل ومن ثم تراجع مرتكزاتها وأساسياتها .
أما السببان الذاتيان المتعلقان بعنصري الخطبة فأولهما نص الخطبة وموضوعها فهي أن لم تكن تلامس مشاعر مسلم اليوم وقضاياه وتستشرف مستقبلة وتنقله من قضية الى أخرى داخل إطار اهتماماته فهي بالتالي لا يمكن أن تشد انتباهه وتركيزه . أما السبب المتعلق بالخطيب فأنا أعتقد إن الخطيب الجيد هو ذلك الذى يجمع في طرحه بين العاطفة والعقل ويعمل على استملاك هذين الجانبين المهمين في شخصية المستمع بحيث لا يتركه ينأى بعاطفته بعيداً ولا يستند على عقلانية مركزه تستدعيها ظروفنا الحالية توقعه في براثن اليأس وأنما يمزج بين عاطفة الماضي المجيد والإمكانية العقلية للخروج من حاضرنا البائس من خلال زرع الأمل في نفوس الناشئة . أما السبب الثالث فهو خارج عن نطاق عنصري الخطبة ويتعلق بوضع الأمة ككل وهو على ما يبدو يتمثل في فقدان الأمل وعدم وجود الدليل المحسوس على إمكانية التغيير ، بعد الإدعاء بأن الدين هو صانع الدولة فإذا به يصبح أحد أدواتها ، فبالتالي تصبح ممارسة الشعائر عملاً روتينياً تخص الأفراد ولو استعملنا التعيير الاقتصادي لأمكننا القول بأن هناك خصخصة للدين فلم يعد نبراساً تنهض به الأمة من خلال ركائزه وشعائره التي منها صلاة وخطبة الجمعة ، بالقدر الذى تحول فيه الى عملاً فردياً وأن كان الإدعاء الرسمي غير ذلك ونظراً لضرورة ارتباط الأقوال بالأفعال وإذا أردنا أن نعيد لهذه الشعيرة أهميتها كذلك فلنجعل لها انجازاً حضارياً ترتكز عليه وتعيش في كنفه بدلاً من استحضار الماضي كل الوقت والالتفاف حول الحاضر وليس بالضرورة أن يكون مادياً لعدم إدراكه في وقتنا الحالي وإنما من الممكن جداً أن يكون معنوياً من خلال مزيداً من الحرية والعدالة والمساواة وإشاعة ثقافة الحوار بحيث لا تتركز السلبيات في أنفس الناس ليطالبوا المنابر وخطباءها بايجاد الحلول وتحمل المسئولية التي تفرضها هذه المنابر ، ولتكن بعد ذلك دينية خالصة مما يمكث في الأرض وينفع الناس ، وللحقيقة أن هناك أسماء لا تزال تجذب الناس للاستماع إليها في خطب الجمعة لمكانتها وعلمها وقوة تأثيرها ولكن لا نريد أن تتحول هذه الشعيرة العظيمة من كينونتها الخاصة الى كونها انجازاً فردياً مما يفقدها قيمتها في ذاتها وتفتقر بالتالي الى الهدف الذى من أجلة شرعت ولكن من العدل الاشاده ببعض خطباؤنا الشباب لادراكهم ووعيهم لاهمية هذه الشعيره وتناولهم للمواضيع فى اطار من التوسط الزمنى والعقلانى .

[email protected]






#عبد_العزيز_الخاطر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اولاد غير شرعيين
- حول النقد والتعويل عليه
- من -اغضب- الى -ماكان ينبغى- وياقلبى لاتحزن
- التاريخ الهجين
- من نقد السلطه الى شيطنتها
- كيف نحصن الهويه العربيه ,والخليجيه من الخوف؟
- -مجنون ليلى بين الطب والادب-
- مفهوم -المصالحه - واثامه على الشعوب
- قمة الدوحه-اصلاح النظام العربى ام اعلان وفاته
- المواطن العربى بين الحلم وكابوس اليقظه
- الدوله العربيه بين حمايتها من الخارج والتهامها من الداخل
- الديمقراطيه استيرادها - واد غير ذى زرع-
- -امه- فى العنايه المركزه
- الماضى-المكتمل- والحاضر المنقوص دائما
- -تم- ياطويل العمرالخصوصيه العربيه فى حل الخلاف الى متى هى فا ...
- قمةغزه والعلاج بالصدمه
- دين السلطه ام سلطة الدين
- جلباب العروبه وعورة الانظمه العربيه
- هل يستحى العرب
- مصر والبحث عن الذات الدور العربى والآم الفقد


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - عبد العزيز الخاطر - خطبة الجمعه- فيلم قديم ام حضور فاعل