أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد العزيز الخاطر - -امه- فى العنايه المركزه














المزيد.....

-امه- فى العنايه المركزه


عبد العزيز الخاطر

الحوار المتمدن-العدد: 2558 - 2009 / 2 / 15 - 08:27
المحور: المجتمع المدني
    


استدعاء اموات وغرباء بعد ان عق الابناء

بقلم / عبدالعزيز محمد الخاطر
( كاتب من قطر )
عندما رفض الشعب البريطاني التجديد لتشرشل رئيس الوزراء المنتصر بعد الحرب العالمية الثانية مباشرة هل كان يضع انجاز الماضي في ذهنه ؟ وعندما ثار الشعب الفرنسي في الستينات من القرن المنصرم على ديغول قائد فرنسا أثناء الاحتلال النازي والزعيم الملهم ومؤسس الجمهورية الخامسة وأسقطه هل كان يدرك تماماً ما قدمه ديغول لفرنسا ؟ مع العلم أنهم كانوا إحياء ولا يزالون يمارسون حياتهم ونشاطهم السياسي وبكامل قواهم العقلية . اعتقد أن الثورة المعرفية التي وصلت إليها تلك الشعوب وضعت الإنسان ضمن حجمه الطبيعي وعظمت من قوة وإدراك الشعوب لمصيرها وما ينتظرها . وهي بذلك تصنع واقعاً جديداً للتعامل مع ما يستجد وتفرض بالتالي إرادتها وتعمل وفق مصالحها . فالثقافة هناك ثقافة في حالة صيروره دائمة وليست ثقافة مبسترة . لنرى الآن كيف يتعامل أصحاب الثقافــــــة المبسترة ( نحن ) مع الواقع المتجدد دائماً وما يعانونه من مشاكل وكيفية حلها . عندما اغتصبت نساء العراق من قبل جنود الاحتلال الامريكي صاح أصحاب الثقافة المبسترة " وامعتصماه " وعندما ظلم الجلادون الشعوب تنادى أصحابها أين " عمر بن الخطاب " أو أين " عمر بن عبدالعزيز " وعندما عجزوا عن أقامة الديمقراطية أو فرضت عليهم الديكتاتورية صوتوا " للمستبد العادل " . وبعد مصيبتنا فى غزه صرخنا "واردوغوناه" و"ا تشافيزاه" وا" موراليساه"
هؤلاء بعضهم أموات ومنذ قرون والجدد لهم شعوبهم وثقافتهم التى افرزتهم بعيدا عن تصوراتنا الابويه التى تختزل الامه فى رجل وانما جاوؤا من خلال الصناديق ومرجعياتهم شعوبهم فهم اليوم فى السلطه وغدا خارجها ولكن ثقافتنا تخرج الاموات الى النور من قبورهم وتستعير الاخرين بعد ان عجزت من افرازهم ليحلوا مشاكلنا وتشابكاتها ، أن الموقف الثقافي الحقيقي ينتج عن حالة جديدة تواجه المجتمع أو الأمة تتطلب رؤية جديدة فتتكون بالتالي ثقافة خاصة بهذه الحالة ، أما في حالتنا فالحلول الثقافية المبسترة حيث الإفلاس المشهود . كيف يمكن للمعتصم إذا عاد أن ينتقم لثكلي فلسطين والعراق ؟
وكيف يمكن لأبن الخطاب أن يحكم بالعدل بين ملايين البشر اليوم ؟ وبالصورة التي نقلها إلينا التاريخ في عهده المجيد .وماذا يمكن لتشافيز او اردوغان او موراليس ان يفعلوا لاهل غزه اذا لم نفعل نحن لهم شيئا؟
بل كيف يمكن أن للمستبد أن يبقى عادلاً ً؟
هذا الإعياء التاريخي لا يمكن أن تنهض به الأمم فالثقافة الحقيقية قوة دافعة الى الأمام ذاتياً وبشكل تراكمي . عجزنا منذ تاريخ أولئك الأوائل من صنع الموقف الثقافي الفاصل المؤرخ لعصر جديد فاكتفينا بمحاكاة نماذج تاريخية عظيمة فردية جاد بها الزمن مرة في ظل وضع لا يمكن أن يتكرر ثانية ونسينا أن هذه الثقافة المبسترة تحمل أيضاً نماذج سلبية يمكن استعادتها لتبرير الكثير من الأعمال والمواقف السلبية ، فصور وأسماء أهل النفاق واضحة في ثقافتنا المبسترة وكذلك أهل الغدر والخيانة وحقق هؤلاء انجازات في ذلك الوقت رغم سوء مسلكهم فمادامت العملية فقط استيراد نماذج أو محاولة استحضارها ولو ذهنياً أو وجدانياً فمن الصعب تبرير الدفاع عن عدم استحضار هؤلاء أيضاً لمن أراد أن يفعل ذلك . طريقة التفكير بجدوى الحل الثقافوي يجب أن تنتهي ولكن يبدو أنها تحولت الى نوع من النمط ينتج نفسه ذاتياً وبدون وعي فنحن نريد من الماضي البعيد العهد الصحابي الأول ونريد من الماضي القريب نماذج كعبدالناصر ومن الماضي الحاضر نموذج الشيخ زايد مثلاً وهكذا جيلاً بعد جيل في حين أن ثقافة النظام Systemالمغايرة والتي لم ننتجها بعد لا يهمها من يدخل هذا النظام لأنه قادر على إصلاحه ومراقبته وفي أسوأ الحالات إخراجه أو طرده ، انجازهم كبير بلا شك .
أدعو هنا الى خلق الموقف الثقافي الذى يتعامل مع الحدث وينتج عنه رؤية جديدة أو تصور جديد أو كما أسميته في مقال سابق " ثقافة المشروع " فتكرار الأمثلة العظيمة على مسامعنا شئ عظيم ونفتخر به ولكن عجزنا عن التقدم خطوه أكثر من ذلك هو المشكلة وكلما ازدادت الفجوة التاريخية وظل الوضع على ما هو عليه دب الوهن والضعف أكثر وأكثر وانتقل الرمز سواء القديم أو الحديث من فترة الى أخرى وأصبحنا نبكي على الراحل رغم مأساويته وما سبب لنا من كوارث لا لشئ إلا لأن القادم جديد ولم نتعود على ظلمه وغدره وبطشه بعد ، أمة تدير حاضرها من خلال البحث في مقابرها أمة حق عليها الوبال .



#عبد_العزيز_الخاطر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الماضى-المكتمل- والحاضر المنقوص دائما
- -تم- ياطويل العمرالخصوصيه العربيه فى حل الخلاف الى متى هى فا ...
- قمةغزه والعلاج بالصدمه
- دين السلطه ام سلطة الدين
- جلباب العروبه وعورة الانظمه العربيه
- هل يستحى العرب
- مصر والبحث عن الذات الدور العربى والآم الفقد
- الى غزه - اشكو العروبة ام اشكى لك العربا-
- الكيمياء القاتلة التطرف بين الذات الانسانيه والعقيده الدينيه
- الكيمياء القاتله
- -الحج- والبعد الانسانى
- المجتمعات الجاهزه- ومأزق الحراك الاجتماعى
- -المجتمعات الجاهزه- ومازق الحراك الاجتماعى
- مهرجان -مزايين- الديمقراطيه
- دول الخليج وسؤال الهويه
- بناء الشخصيه الوطنيه كيف؟
- مجتمع على صفيح ساخن- قطرى-مابعد الحداثه-
- حتى لاتنام نواطير الامه عن ثعالبها
- نحو مواطن اقل هذيانا
- المواطن بين - الفرقه الناجيه واليتم الاجتماعى


المزيد.....




- -بحلول نهاية 2025-.. العراق يدعو إلى إنهاء المهمة السياسية ل ...
- اعتقال العشرات مع فض احتجاجات داعمة لغزة بالجامعات الأميركية ...
- مندوب مصر بالأمم المتحدة يطالب بالامتثال للقرارات الدولية بو ...
- مندوب مصر بالأمم المتحدة: نطالب بإدانة ورفض العمليات العسكري ...
- الأونروا- تغلق مكاتبها في القدس الشرقية بعدما حاول إسرائيليو ...
- اعتقال العشرات مع فض احتجاجات داعمة لغزة بالجامعات الأميركية ...
- تصويت لصالح عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- الأمم المتحدة تدين الأعمال العدائية ضد دخول المساعدات إلى غز ...
- الإمارات تدين اعتداءات مستوطنين إسرائيليين على قافلة مساعدات ...
- السفير ماجد عبد الفتاح: ننتظر انعقاد الجامعة العربية قبل الت ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد العزيز الخاطر - -امه- فى العنايه المركزه