أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض الحبيّب - خلايا العسل في مرايا الحب والغزل- 2














المزيد.....

خلايا العسل في مرايا الحب والغزل- 2


رياض الحبيّب

الحوار المتمدن-العدد: 2672 - 2009 / 6 / 9 - 01:47
المحور: الادب والفن
    


أصرّت كاتيا Katja على التقاط صُوَر لكِلينا بالكاميرا التي مع والدتها
في إحدى أماسي ليماسول العاري نسبيّاً
قدّام البحر والقاعدة الإنگليزية القائمة على إصبعه-
في إمكانها رصد جميع الأجسام الساكنة منها والمتحرّكة
لكنها عاجزة عن رصد حركات الشفاه ولغاتها
إذ كنّا نتحدّث بلغة الزنابق
بروح هادئة تحبّ الحياة أكثر ممّا مضى

وحين دعوتهما إلى مائدة العشاء في المنزل
أحضرتا معهما هديّة- قنينة فودكا VODKA بلون نبيذ أحمر
كانت مخصّصة لأوّل شخص يقوم تجاههما بواجب الضيافة
قالت كاتيا: لا ينقص منزلك سوى شيء واحد-
أن يكون قريباً من السّاحة الحمراء التي في قلب موسكفا MOSKVA (موسكو)
وقبل أن يحين موعد السّفر بسُوَيْعات
رأيتهما عائدتين توّاً من البحر والنهار في أوّله

بعد مرور أسبوعين
تلقيت نُسَخاً من الصّوَر من بريد ليماسول
كما تلقيت كتاباً مبسّط الشرح لتعليم اللغة الرّوسيّة
لا تزال الصّوَر معي في الذاكرة
لكني ضيّعتُ العنوان والكتاب بعدما تركتُ قبرص
أمّا القصيدة التي بعثتُ بها إلى كاتيا فلا تزال معي-

إنها للشاعرة الرّوسيّة: آنا أخماتوفا (1889-1966)
هي مقاطع من قصيدة: من يدي يأكل الحمام
[ترجمة: جمانة حداد]


سوف أشرب نخباً أخيراً لمنزلنا المدمَّر

لحياتنا التعيسة

لوحدةٍ عشناها اثنين

وسأشرب نخبكَ أيضا:

نخب خداع شفتيك اللتين خانتا

نخب جليد عينيك الميت

نخب هذا العالم الوحش

الحنان الحقيقي لا يشبه شيئاً:

صامتٌ هو

بلا جدوى إذا تغطي كتفيّ

وصدري بمعطف الفرو

وبلا جدوى كلماتك المهموسة

عن روعة الحب الأول:

كم بتّ أعرفها جيداً

نظراتك هذه العنيدة والجشعة!



لا أعلم هل أنتَ حي أو ميت

هل على هذه الأرض أستطيع البحث عنك

أم يمكنني فقط

عندما يخبو المغيب

أن أندبكَ بصفاء في أفكاري؟



كلّ شيء لك: صلاة النهار

حرّ الليل الأرِق

والأبيضُ من سرب أشعاري

والأزرقُ من نار عينيّ

لم يُعشَق أحد أكثر منك

لم يُعَذبني أحد اكثر منك

ولا حتى ذاك الذي خانني حتى كدتُ احتضر

ولا حتى ذاك الذي غمرني ورحل



لقد علّمتُ نفسي أن أعيش ببساطةٍ وحكمة

أنظر الى السماء وأصلّي للرب

أتنزّه طويلاً قبل نزول المساء

كي أُنهك همومي الباطلة

وعندما الأشواك تصنع حفيفها في الوهد

وعندما تتدلّى عناقيد السّمـن الحمراء

أكتب أبياتاً فرحة

عن انحطاط الحياة

عن انحطاطها وجمالها

ثم أعود من نزهتي

الهرّة الكثيفة الزغب تلحس راحة يدي

تخرخر بنعومة

والنار تتوهج فجأة

على برج المنشرة الصغير عند البحيرة

وحدها صرخة لقلاق يحطّ على السقف

تكسر الصمت من حين الى حين

لقد علّمتُ نفسي أن أعيش ببساطةٍ وحكمة:

حتى إذا قرعتم بابي

لن

أسمعكم

ربما



هكذا هو الحب:

تارةً يتلوّى كمثل أفعى

ويمارس سحره في أنحاء القلب

وطوراً يهدل كيمامةٍ

على حافة نافذتي البيضاء



هكذا هو الحبّ:

قد يبرق على الجليد المتلألئ

أو يتراءى لي في غفوة القرنفلة

لكنه بعنادٍ وصمت

يخطف منّي راحة البال



أسمعه ينتحب برقّة

في صلاة كماني المُعَذب

وكم أخاف حين يعلن قدومه

في ابتسامة رجلٍ غريب



أنا صوتكم يا عشّاقي الكاذبين

وحرارة لهاثكم

وانعكاسُ وجوهكم في المرآة

والخفقان الباطل لأجنحتكم الباطلة

لا يهمّ من أنا

فحتى اللحظة الأخيرة سأرافقكم

لهذا تدّعون حبّي بجشع

رغم ذنوبي وشروري

ولهذا تعهدون إليّ بخيرة أبنائكم

لهذا لا تسألون عنه قط

وتلفّون منزلي الخالي على الدوام

بمدائحكم الدخانية

لهذا تقولون: لا يمكن اثنين أن يلتحما أكثر منّا

وتقولون: لا يمكن أحداً أن يحبّ امرأة بجنون أشدّ



مثلما يتوق الظل الى الانفساخ عن الجسد

مثلما يتوق الجسد الى الانفصال عن الروح

هكذا أنا اليوم

أتوق يا عشّاقي الكاذبين

إلى أن تنسوني
..............


آنا أخماتوفا: سيرة ذاتيّة
http://www.adab.com/world/modules.php?name=Sh3er&doWhat=ssd&shid=599

القصيدة كاملة:
http://www.adab.com/world/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=80718&r=&rc=0



#رياض_الحبيّب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الله يوناني
- خلايا العسل في مرايا الحب والغزل- 1
- أطفالنا وحق التمتع بالطفولة
- مناظرة زاويّة بين ثلاث قصص
- مناظرة زاويّة بين القصّتين القصيرة والقصيرة جدّاً
- في رثاء عمّو بابا - شيخ الكرة العراقيّة
- من أوراق العراق- 4 من مالانهاية
- من أوراق العراق- 5 من مالانهاية
- من أوراق العراق- 3 من ما لانهاية
- إختلاف الأخبار عن أصناف النار
- مِنْ وحْي آدمَ-حوّاء
- المنهل الطَّيِّب في موجز تعليقات الحبيِّب- رابعاً
- تبشيرولوجيا
- من أوراق العراق- 2 من ما لانهاية
- من أوراق العراق- 1 من ما لانهاية
- العجز اللغوي في الكتاب البدوي
- مقاطع من ليماسول- رابعاً وأخيراً
- مقاطع من ليماسول- ثانياً
- مقاطع من ليماسول- ثالثاً
- مقاطع من ليماسول- أوّلاً


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض الحبيّب - خلايا العسل في مرايا الحب والغزل- 2