أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وديع العبيدي - (سماء..)














المزيد.....

(سماء..)


وديع العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2672 - 2009 / 6 / 9 - 01:46
المحور: الادب والفن
    




(1)
انفتحي..
انفتحي.. انفتحي..
يا سَماءُ..
ليكنْ صدعُك طويلاً طويلاً
عميقاً عميقاً عميقاً..
مثلَ حزني
الذي يتكوّر..
مثل ألمي المَحكومِ بالقنوط
مثلَ غربتي فيك..
مثلَ عدمِ حاجتي لك..
تنزلي تنزّلي.. قليلاً..
فما عادَ ارتفاعُك يغريني..
اقتربي.. اقتربي..
فلا جَدوى لِهرَبي منك..
قلتُ ربّي لا تذرْني وحيداً..
ولا يتعقبني أبناءُ الشرّ.
*
(2)
القهوةُ سئمتُ تناولها
الشايُ كذلك..
لا أحبّ الريد واين
أحبّ نضارة الويسكي
من غيرِ (جاجيك)
ولا (كولا)
أحبّ عينيك
في هذا الظلام..
في الغابة
حيث لا يظهرُ قمرٌ
في ليلةِ الثاني من يونيو
مضفياً على حزني
رائحةَ الفقدان.
*
(3)
لا أحبّ الشهرَ الخامس
ولا اليوم الحادي والثلاثين منه
حيثُ الولادةُ الأولى
ذكرى فقدان.
كم همُ الآنَ مثلي..
يفعلونَ كلّ شيء
من أجلِ النسيان
الذي كانَ بعيداً
صارَ اليومَ أبعدَ..
أبعدَ منكِ أيتها السَماء!.
*
(4)
صلواتنا هذه
مجرّد اعترافٍ بِنُصرَةِ الشيطان
وقنوطُنا
إقرارٌ بهزيمةِ الالهة..
ماذا تبقى لكِ أيتُها السَماء..
المرفوعةُ عَلى أعمدةِ الهَواء
توسّلي ..
سلطانَ الهَواء
الذي يحفظُك على هذا الارتفاع.
لا أريدُ أن أكونَ نبياً..
ومن زُهدي مَللتُ..
مَللتُ.
*
(5)
كلّ ما عندي عليّ..
كل ما عندي..
ليسَ لي..
قبلَ أن أكون..
كانتِ الفُروضُ..
وأوهامُ الآخرين..
كلّ ما جعَلَ وجودي
حماقة.. أيتُها السَماء.
ماذا يفعلُ الغريب..
في عالمٍ أشدّ غرابة.
*
(6)
لو كانتْ لي أمّ..
تضمّني إلى صدرِها..
لو كانَ لي أبٌ..
تحضنُني عيناه..
لو.. لو..
لم أكنْ.. ولم يكنْ
أيّ شيء..
منْ هذِهِ الغُربَة..
مثلَ فقدان.
*
(7)
إذا لم أمتْ قريباً..
قبلَ الخمسينَ تماماً..
فلا بدّ أنْ أكونَ شخصاً آخرَ..
أو شيئاً آخرَ..
غيرَ ما كنتهُ حتى الآن..
وفي مكانٍ لمْ يخطرْ لي بِبال..
مِنْ أجلِكَ يا والدي..
لأجل صمتِكَ.. وَرغبتِكَ الخرسَاء
أكون.
سأترك نفسي لمشيئة..
لنْ أعترضَ..
لنْ أتمرّد..
لنْ أتفلسَف..
لنْ أقترِح..
كلّ شيءٍ سوفَ يرسُمُ نفسَه..
وكلّ ما لم تسْتطعْهُ..
سيكون.
*
(8)
لم أكنْ أولاً..
ولا أخيراً..
لا سعيداً.. ولا شقياً..
لا ناجحاً... ولكنْ فاشلاً..
كما يقولون..
بلا طموحٍ.. وبلا رغبةٍ..
تعلّلت مِنْ عَجزي بالزهد..
وبرّرتُ خجَلي بالقناعة..
هل في هذا العالم..
ما يبرّرُ وُجودي..
ما يبرّرُ موتكَ يا أبي..
ماذا أقولُ لأطفالي إذن..
يا سَماء..
الرّياء.
*
(9)
اللسانُ حِصانٌ مِن نارٍ
يتنزلُ في يومِ الخمسين..
هناكَ.. حيثما
ينتظرُ العِراقيّون
حدوثَ معجِزة..
"بوش" ليسَ المسيح
مخلّصَ العِراقيين
و"أوباما" ليسَ الأبن
الغافرَ خطا.. يا.. هم..
اللاهوتُ كلِمة غريبة
في قاموسِ العِراقيين
نصفها "لاهٍ"
والنِصفُ الباقي ..
"what".
*
(10)
انفتحي..
انفتحي.. انفتحي..
يا سَماء..
ليكنْ صدعُك طويلاً طويلاً
عميقاً عميقاً عميقاً..
مثلَ حزني
الذي يتكوّر..
في رحمِ "Daimon"
طفلاً أجنبياً..
مثل ألمي الملفوفِ بالقنوط
مثلَ غربتي فيك..
مثلَ عدمِ حاجتي لك..
تنزلي تنزّلي.. قليلاً..
فما عادَ ارتفاعُك يُغريني..
اقتربي.. اقتربي..
فلا جَدوى لهرَبي منك..
لا جَدوى..
لِضياعِك مني.
*
لندن
الثاني من يونيو 2009



#وديع_العبيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المكان هو المنفى.. الوطن هو الغربة!..
- مقاربات نصّية في قصيدة (خوذة الشاعر) لنجم خطاوي
- الاستهلال السردي في قصة التسعينيات..
- القصة العراقية في المنفى
- عن فضاءات الطائر
- الوطن -جنّة- أم -جنينة- في قصة باسم الأنصار (نحيا ويموت الوط ...
- معرفة الحقيقة العارية والاستفادة من دروس الماضي
- داليا رياض.. - رغم أني جملة كتبتها السماء-
- ستة عقود في محراب الحرف- حوار مع الفنان كريم الخطاط
- - أريد الطحين لأخبز معه أحزاننا-
- مقدمة عامة في تجربة مظفر النواب الشعرية
- حسن الخرساني و سقوط مردوخ
- مفيد عزيز البلداوي وقصيدة الحلزون
- سعد جاسم وقصيدة الحداد لا يليق بكريم جثير
- دراسة في مجموعة ” نون ” لأديب كمال الدين
- حمّالة الحطب.. عن المرأة والغزو!..
- (عَنترَهْ..)
- (فراغ..)
- (إلى صلاح نيازي..!)
- جدلية الزمان والمكان في رسالتين إلى حسن مطلك - قراءة تحليلية


المزيد.....




- -الست- يوقظ الذاكرة ويشعل الجدل.. هل أنصف الفيلم أم كلثوم أم ...
- بعد 7 سنوات من اللجوء.. قبائل تتقاسم الأرض واللغة في شمال ال ...
- 4 نكهات للضحك.. أفضل الأفلام الكوميدية لعام 2025
- فيلم -القصص- المصري يفوز بالجائزة الذهبية لأيام قرطاج السينم ...
- مصطفى محمد غريب: هواجس معبأة بالأسى
- -أعيدوا النظر في تلك المقبرة-.. رحلة شعرية بين سراديب الموت ...
- 7 تشرين الثاني عيداً للمقام العراقي.. حسين الأعظمي: تراث بغد ...
- غزة التي لا تعرفونها.. مدينة الحضارة والثقافة وقصور المماليك ...
- رغم الحرب والدمار.. رسائل أمل في ختام مهرجان غزة السينمائي ل ...
- سمية الألفي: من -رحلة المليون- إلى ذاكرة الشاشة، وفاة الفنان ...


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وديع العبيدي - (سماء..)