أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وديع العبيدي - حسن الخرساني و سقوط مردوخ















المزيد.....



حسن الخرساني و سقوط مردوخ


وديع العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2653 - 2009 / 5 / 21 - 10:11
المحور: الادب والفن
    



لو عرف الطغاة ما تسفر عنه حروبهم من نصوص وملاحم، لفكّروا ألف مرة قبل أن يقامروا بحياة إنسان!. ففي ظلّ الحرب والطغيان يرتقي كل ضحية إلى نص وملحمة. وكل سطر، بل كل كلمة وفارزة في نص أو ملحمة شاهد إدانة وصرخة احتجاج في وجهه حتى الأبد. حري..! بأولئك المنبشين عن أعداد الضحايا واللاهثين وراء التبرعات المادية الباذخة، أن يرفعوا أيديهم في وجه الظلم، لا المساومة وترويض الضحايا عن حقوقهم العادلة. حري..! بهم مراجعة نصوص الملاحم التي سجلها ضحايا الطغيان وجنود الحرب المغصوبين بدل التباكي على القانون الدولي من أجل انقاذ طاغية أرعن كان حكمه علامة سوداء في تاريخ العالم والانسانية. حري..! بتلك المنظمات الاعتذار لدمائنا وتشققات قلوبنا ولكل نظرة من عيون أطفالنا وامهاتنا، تركوا وحيدين في مواجهة الطغيان والكوارث أو جعلوا أدوات جاهزة لمؤامرات ومخططات دولية واقليمية قذرة. لكل آهة وشهقة ونجوى رفعها كل ضحية من ضحايانا في الحروب أو في الزنازين أو مقابر الصحارى الجماعية. ان أربعين عاماً من تاريخ البعث الدموي أكبر دليل على الاستهتار بالقيم الانسانية وأفضل دليل على غياب المنظمات الحقوقية عن أداء دورها المزعوم. ووقوفها اليوم.. إلى جانب منظمات ديماغوجية أخرى ليس سوى فضح لأصولها وحقيقة دورها في حماية الاستبداد والمستبدين من ساعة الحق ومنطق العدالة على أيدي ضحاياهم. دعوة، لأولئك المفلسين المتاجرين بالقيم الانسانية لمراجعة ما سطره جنود الحرب العراقيون.. من نصوص إنسانية دموية يائسة، لا تدعي تغيير ناموس التاريخ القائم على الاستبداد والاستلاب، ولكنها قادرة على إدانته وتقريعه، انتقاماً لضياع القيم، ولكل من فقدوا وما ضاع من حياتها..
يوماً بعد يوم.. وكما أخبرتهم:
المطر هو الطريق إلى القاع
ولمزيد من التعذيب
اقتلعوا شهقتي..
لا شيء
سوى القتلة
وافتراضات تحررت من المشانق
وببطء
ارفعوا ما تبقى من الحزن
ففي هذا العالم
هناك مقبرة في الجبل
لوطن
اسمه العراق..!! / "أمشي كي أصلّي"

فطيلة عقود أربعة.. دمّر مشروع القومية الاشتراكية وطننا .. دمّر الانسان والطبيعة والحياة.. ولم يترك حجراً في مكانه، من أقدم أسوار بابل حتى أبعد قرية في الجنوب وقمة من قمم كردستان. وإذا لزم ألمانيا خمسون عاماً، للتخلص من آثار أثني عشر عاماً من حكم القومية الاشتراكية، فكم عاماً يلزم العراق للتخلص من وسخ أربعة عقود. وإذا كان العالم أجمع، قد وقف لدعم الشعب الألماني، فما باله اليوم، يقف مناوئا لحقوق الشعب العراقي ومعاناته، مقامراً بكل شيء من أجل الحصول على حصة أكبر في الكعكة العراقية، مسجلاً بذلك طعنة نجلاء لا تندمل، إلى مستقبل العراق، وإلى قلب الدمقراطية الغربية، ولافتات العروبة والاسلام، الراكضة وراء بورصة الأموال والقمار.
تحت حقيبة
تضج بالانفجار
والنكات
ذوات الأحذية المهذبة
-الوطن كلام من مصابيح-
الوطن
عطش غائب
لا يعرفه إلا المفلسون
أصحاب المذاق
باتجاه الفصول..
الوطن أسئلة وممنوعات
أسئلة فوق مائدة الرأس..
ماذا تبقى من السماء
بعدما شرب البحر سواد العيون..؟؟
ماذا تبقى من الملح
ولنا خيمة معلّقة.. خيمة
تمطر الفشل..؟؟ 24/ "مذاق لمائدة معلّقة"

* * *

والشاعر حسن الخرساني هو أحد شهود عصره، وأحد ضحايا القمار الدولي على العراق وأبنائه، أحفاد جلجامش الأب. أحد الشهود الذين أنطقتهم كوارث وطنهم وأضافت إلى سنواتهم أعماراً من المآسي والدسائس. عاش في ظل الطغيان وارهاب الدولة، قبل أن ينتقل للمنفى، ويجد الارهاب الدولي في كل مكان.
قصيدة الخرساني صعبة، معقدة، مركبة، لا تسلم نفسها بسهولة، ولن يقترب منها النقاد. وسوف يمضي كثير وقت، لتبلغ به شاطئ الشهرة. ولكن لا خيار للشاعر في اختيار قدره الشعري . كما افتقد ذلك الخيار في قدر حياته وهو يجدها تندفع في جوف الحرب. جنديا في الصفوف الأمامية، تطوح به رغبات الضباط، وشهوات الكارثة. يقول الشاعر: أنه أحسّ ذات مساء بضيق واكتئاب في وحدته العسكرية قرب مندلي، ترك على إثرها الوحدة، وعندما وصل المدينة القريبة راح يستعيد صور الحياة ويستنشق هواء الحرية، قبل أن يعود ويجد أن الضابط المسؤول قد طلبه، وحين سأله أين كان، أجابه: ذهبت الى المدينة!. فنظر اليه الضابط بحنق وسأله: وكيف تقولها هكذا وبكل بساطة؟.. فأقسم الشاعر أنه فعلاً ذهب الى المدينة؟.. عندها تراجع الضابط الى قليل من التفهم وقال: هذا غير صحيح.. عليك أن تعرف ماذا تقول لتنقذ جلدك.. لا أن تذهب الى السجن بقدميك لأنك لا تريد أن تكذب!.. شكلت هذه الحادثة صدمة كبيرة في ضمير الشاعر. فالعسكرة والحرب والحياة عامة، ليست كلمات معجمية مجردة، ولكنها فلسفة لها أصولها وقوانينها القاسية، القادرة على مسخ حيوات وعقليات الكثير من ضحاياها، غير المقتصرين على قوائم الموتى والجرحى. وهنا لابدّ من التنويه، أن علاقة الشاعر بالحرب، كانت منذ اللحظة الأولى لبدئها، تلك العلاقة المبنية من خليط من مشاعر القلق والرهبة والحيرة والقنوط، ولم يكن الانخراط فيها إّلا تتويجاً لذلك القلق والرهبة والاغتراب، مجرد محاولة جوانية لرؤيتها وكشف سراويلها الداخلية. ذلك الذي سوف يعني الكثير بالمقارنة بمجرد المراقبة أو السماع من الخارج. انه هنا أحد أولئك الذين تتوجه اليهم الأنظار وتنقل عنهم الأحاديث.
في كل زوايا رئتي
كتاب لشهيد
وخريطة لفنائي.. 26/ مجموعة (قمر ليس للموت)*
في رئتي دُفِن الجميع.. 27/ ن. م.
أما الأمر الآخر، فهو الخروج من الحرب بعد أن بلغ اليأس من النفوس مبلغاً، جعل من نهاية الحرب واستمرارها أمراً واحداً. فقد تضرر الزرع والضرع، وتعرضت العوائل العراقية إلى عملية ترشيق وتصفية، ثمة عوائل مسحت إلى الأبد من السجلات. اضطراب اقتصادي وفساد إداري وعمالة أجنبية تنخر البلد.
وأنا..
- في الليل-
أتدحرج إلى الداخل
الداخل وطن أميراته أرامل
جداره إخطبوط صُنِع في USA .. 30-31/ن. م.

نهاية الحرب بهذا المعنى لم تكن سوى انتقالة لمرحلة جديدة في معايشتها. انها مرحلة الكارثة. مرحلة التأمل والاكتشاف والبحث عن رابطة بين خيوط الماضي المنسحقة وخيوط المستقبل المعدوم. الوقوف وجهاً لوجه أمام أهوال الحرب ونتائجها المفزعة، بينما يحاول النظام تصوير الأشياء كأنها في مسارها الطبيعي. وفي ظل انعدام حرية التعبير ووحشية آلته القمعية، لم يكن أمام الضحايا سوى الانكفاء نحو الباطن وترويض الذات على ازدواجية شيزوفرينية، أصبحت جزء من شخصية الانسان العراقي في ظل امتدادات الأنظمة القمعية التي تسلقت كاهله.
أفكر في ماء أبيض
أغسل فيه وطني.. 26/ ن.م.
وهو القول الذي عاد بوضوح أكثر في (سقوط مردوخ):
البحر المتوسط (الأبيض) يضحك
تدغدغه بوارج أمريكا
أمريكا نهر
لا بدّ لنا أن نغسل قادتنا
والكرسي أيضاً...

لكن للكبت النفسي والفكري والعذاب الروحي حدوداً. نهايتها الجنون أو الخلاص. الخلاص بالموت أو النفاذ. فلا غرو أن يكون ضحايا الحروب هم النسبة الغالبة في جيوش المنفى، بحثاً عن لحظة الهدوء والتخلي أو محاولة حقيقية لفهم ما يجري. وبالفعل كان الخروج تجربة مضافة لكل العراقيين. ليس في فهم مهازل البعث الكارثية، وانما في كشف شعاراته القومية السقيمة التي غلّقت كل الأبواب في وجوه حراس البوابة الشرقية!. فالخروج من الوطن كان المرحلة الرابعة في علاقة الشاعر بالكارثة. وثمة.. فقد خاب المسعى وعزت الوسيلة. ولم يعد الاستمرار في التنقل والحياة غير قيمة مضافة على صعد المعاناة والتجارب الصعبة. ولم يخطر لأية جهة دولية أو عربية، النظر إلى العراقيين كضحايا حروب ومجازر بشرية. رفضتهم البلدان العربية والمسلمة، واستقبلتهم الأنظمة الغربية كأيدي عاملة رخيصة تبحث عن حياة أفضل. هذا التلخيص القسري لمأساة الانسان العراقي ليس سوى إضاءة بسيطة لفهم الشعرية العراقية الجديدة وتلمس طريق الدخول في متاهاتها.
رأسي الذي توزّع
كان بقايا حرب تتناسخ.. / مج. قمر ليس للموت

القصيدة الجديدة بهذا المعنى هي نتاج تراكمي لتاريخ مكبوت من المشاعر والأفكار والهواجس. يمكن تأشير ظاهرتين في الشعرية الجديدة: غزارة في الانتاج، أو زهد فيه. قصائد مطولة أو قصيرة أو مجرد إشراقات لا تتعدى السطر والسطرين. وما يقال في الشعر يصح في القصة وغيرها. ان طول القصيدة ومستوى التكثيف والتقنية المستخدمة فيها، تعود إلى طبيعة تجربة الشاعر من جهة، وطريقة ومستوى تفاعله مع الكارثة وتعامله مع النص، الذي سوف يبدو في هذه الحال نوعاً من إعادة إنتاج الماضي لاطلاق الحكم عليه، أو إدانته وإعدامه من ذاكرة الشاعر. الكتابة بمعنى المراجعة وحكم التفريغ الفكري والشعوري بحثاً عن لحظة الطمأنينة ونقطة التوازن الجديدة مع العالم وتوقيعا ً لاتفاقية جديدة مع الحياة. ان منع تلك المشاعر والأفكار من الانبجاس هو بمثابة اعدام صاحبها. وهو ما يصح كذلك في محاولات تجاهل أو تغييب النصوص وأصحابها كما لو أنها جزء من تراث مرحلة حكمها النسيان.
في الثمانينيات كتب الشاعر مقطوعاته الشعرية الأولى، وهي من القريض المحكم شديد التكثيف. تنبّأ له أساتذته بمستقبل واعد. ولكن حسن الخرساني مقل إلى درجة تبعث الألم. مقل في الكتابة، ونصوصه قصيرة النفس. لكن ما يشفع له قدرته المذهلة في التكثيف، التي تتيح له قول أشياء كثيرة في سطور قليلة. ولذلك يجد نفسه عاطلاً عن الكتابة. تقنيته الشعرية تعتمد الاستبطان. يتركها تغلي في وعيه الباطن مدة طويلة قبل ان تجد الهماز الذي يفتح ثغرة في جهازه السمبثاوي للاندلاق نحو الخارج. الهماز هو صمام الأمان الذي يوازن احتقاناته الداخلية. ان درجة التكثيف العالية في النص هي نتيجة لطول مدة الغليان الداخلي. والشاعر كائن تعلّم أن يعيش مع نفسه. أو داخل نفسه. والكتاب كلهم انطوائيون وميالون للعزلة، بدرجات متفاوتة. ذلك ما يجعلهم جميلي المعشر. والكلمات لا تستهلك نفسها لديهم. وعندما يستخدمونها يمنحونها مذاقاً آخر، غير المذاق اليومي الذي اعتاده الناس. جزء من امتياز الشاعر. هذا الغليان الداخلي الطويل نسبياً والقصير النفس في تعرضه للخارج، ترك بصماته العميقة على قصيدة الخرساني. وبالتالي.. جعلها.. أو جعل الكلمة الشعرية لديه تبدو مثل هزة أرضية. أو زلزال. انها كلمة صاعقة. صادمة أحيانا. ولكنها قد تبدو متشظية أيضاً بشكل يجعل المعنى فيها باهتاً. لكن مدمن قراءة قصائده سوف يجدها واضحة المآرب والمشارب، عندما تتحول القراءة الشعرية، وليس الكتابة فقط، إلى لحظة صوفية تذوب فيها ذات الشخص داخل الكلمة وتتماهى مع النص ويتحد الشاعر والقارئ في آن.
تعتمد قصيدة الخرساني من حيث البناء على تداعي الصور، وصوره قصيرة غالباً، تتلخص في سطر أو سطرين، أو في كلمة واحدة أو كلمتين. ويبذل الشاعر جهداً بليغاً لايقاع مفردة، أي وضعها على الورقة. ذلك يجعل سطوره قليلة الكلمات، وقصيدته محدودة السطور. المفردة التي يتخيرها شديدة الوقع، سواء في مبناها أو موقعها الغرائبي في الجملة. ويمكن ملاحظة ذلك على خير وجه لدى الاستماع إلى القاء الشاعر. تأكيده على مخارج الحروف والاشباع النفسي من خلال الالحاح والضغط لدى كل صوت. انه يعتبر الكلمة وحدة بنائية رئيسية، تحل محل الصورة أحياناً. أو تتوسط السطر الشعري لوحدها. وتراصفها داخل السطر لا ينبغي أن يوحي أو يعني صلة لغوية أو نحوية. ان الدلالة الاشارية هي مبرر وجودها، أما اللغة والنحو فلا تشغل بال القصيدة، طالما سعت لتجسيد المعنى أو اللحظة الشعورية..

تمرين في القراءة
"قصيدة مذاق لمائدة معلّقة"/ص26-27

تحت حقيبة..
المفردة/ الأداة هنا مادية، يمثلها الشاعر بكلمة "حقيبة" وقد جعلها (نكرة)، والشاعر يكره (أل التعريف) عموماً مثل كثيرين من جيله. مما يعكس موقفاً وجودياً ً وفلسفيا "لأن الأشياء في عمومها لم تعد كلية البعد"**. ولكنه لا يبتدئ بها مجردة، بل ظرفية متصلة بالمكان. على افتراض أن الصورة الشعرية تولد في مخيلة الشاعر قبل تسجيلها على البياض. ولكنه لم يستطع تبين ما كان بجانبها أو فوقها، يمكن مطابقة اللحظة الشعرية بالرؤيا (الحلم) إذ تتراءى للحالم مشخصات محددة مقطوعة عن النسيج العام، فيرى شخصاً ضمن حشد، بالرؤية الحسية ولكنه لا يرى الحشد أو تفاصيله- وقد تجلى موضع الحقيبة - تحت- شيء ما، ليس مرئياً أو لا يذكره تحديداً، في هذه الحال يترك الشاعر للقارئ المشاركة في الكتابة (التأويلية) كأن يعتبر أنها تحت منضدة أو أريكة.
في السطر الثاني يعبر عن شعور حدسي بماهية الحقيبة أو ما يمكن أن يكون داخلها،
تضج بالانفجار
فهي إذن حقيبة مفخخة كما في أفلام المآفيات.. بيد أن الشاعر لن يترك المعنى سائباً من خلال تجميع أجزاء الصورة المتناثرة في القصيدة.. وسيكون من المجحف لكل نص اطلاق معناه عبر مقطع صغير واحد..
ما يزال الشاعر عند الحقيبة منتقلاً من طرف المكان إلى تفاصيلها الداخلية، ليضيف إليها رمزاً جديداً، أكثر غرائبية وصدمة من المتفجرات وتقاطعا معها.. فهي مزدحمة بالمواد المفرقعة و..
والنكات
ان الصورة الغرائبية هنا أكثر ايحاء وحيوية وإثارة، مما لو استخدم مفردة ( النواح) أو (الالام) مما يسفر عن صورة تقليدية مملة.. ثم يتبع الصورة الشعورية بجملة (جار ومجرور ونعت) ليسجل أطول سطر في قصيدته حتى الآن..
ذوات الأحذية المهذبة
وشبه الجملة من – الجار والمجرور والنعت- في محل جرّ نعت للنكات. هذه النكات ترتدي احذية دبلوماسية مهذبة، لا يعتورها غبار. فالنكتة – الشعرية- ليست النكتة -التقليدية السمجة- التي لا يتعدى مغزاها الاضحاك الفارغ. ان النكتة هنا هي في طبيعة تشكيل الصورة التي يفترض أنها اتضحت للقارئ. ثمة حقيبة محشوة بالمتفجرات تعود لأشخاص (حسب عدد الأحذية) يعملون في سلك دبلوماسي، هل يكفي هذا ليكون أمراً باعثاً على النكتة. من طبيعة العمق الشعري غير المنظور في الما قبل والما بعد إضفاء عناصر مستمرة تزيد من غنى اللوحة الشعرية، هذا جانب، أما الآخر، فهو عدم نزول القصيدة من العدم. ان كل نص شعري أو فني وثيق الصلة بحيثية تاريخية دالة على زمان ومكان معين. وفي النص عراقثمانيني فان الاشارة الواضحة هنا، عند الانتقال من النص إلى الواقع، في صورة الحقائب الدبلوماسية، صفة الحقائب الدبلوماسية هنا أنها مستثناة من اجراءات الفحص والوزن والتفتيش، حقائب تخرج من النظام محملة بالأموال والأسرار، وتعود محشوة بالمتفجرات ( المضحكة). قد تكون غاز الخردل الذي تم تجريبه في حلبجة مما يهيج القصبات التنفسية فيبدو المصابون به كأنهم يضحكون حتى يقعوا هامدين، وقد تكون قطع غيار المفاعل الذري العراقي الذي جمعه وكلاء النظام من الأسواق السوداء العالمية، أو ربما، بالعودة إلى تاريخ القصيدة، هذه القنابل وهدايا الموت التي تتوزع مدن العراق وحافات شوارعه ومدارسه وكنائسه بعد قلع الدكتاتورية لتستكمل مشروع قتل العراقيين الذي بدأه نظام القومية الاشتراكية العربية في العراق ولا يريد أن يترك لنفسه لحظة ندم. قد يكون ثمة تحميل أو مبالغة في تصوير حالة بهذا الحجم في مجرد ثمانية كلمات (عادية). لكن هذه القراءة لا تعني غلق الطريق أمام قراءة أو قراءات أخرى قد تكون مغايرة وقد ينسف بعضها البعض، إذا لاحها شيء من محتويات تلك الحقيبة. لكن الأمر لم ينته بعد. ولايفاء النص/ الشاعر حقه من المعنى لا بد من العودة إلى طرف المكان الذي استهل به النص. (تحت). والتي تحمل دالة رئيسية هنا، وهي دالة إشارية على (السريّة)، التي تمت بها وتتم هذه الممارسة النضالية الثورية. ان علاقات النظام البائد الواسعة عربياً وعالميا، رسميا وشعبياً، لم تستند إلى شعبيته ومصداقيته، فالشعبية والمصداقية يؤكدها وضعه الداخلي ونظرة العراقيين الشزرة إليه، ولو استطاع كسب هذا التأييد الشعبي في الداخل لما لزمه شراء ذمم المنظمات والشخصيات الدولية والعربية من سياسيين وتجار وأدباء وفنانين، أغدق عليهم، حتى انكشفت جيفة لهاثهم وراء كلمات جوفاء ودعوات مدانة رسمت الحدّ الفاصل بينهم وبين إرادة الشعب العراقي. وليس من غرض هذه القراءة درج قوائم المرتزقة والعملاء المنتشرين في العالم. ما يهم هنا هو صفة الصفقات السرية التي يعقدها أفراد الحكومة وسفاراته في الخارج مما انكشف في الدعوات والسياسات التي تلت سقوطه المخزي.
-الوطن كلام من مصابيح-
عبارة يضعها الشاعر بين خطين اعتراضيين. ويعني أمرين، الأول أنه مقول قول:عمل النظام على تكريسه وتخدير الجماهير به. يمثل هذا القول تعريفاً لمفهوم أو ماهية الوطن. والتعريف هذا يتكون من جزئين:
الوطن كلام
الثقافة العربية عموماً ليست ماديّة، في قواعدها أو أدواتها أو غاياتها، لا ترتبط بأرض ولا تقيم اعتباراً للانسان وليست غايتها تحقيق مستقبل اقتصادي سياسي مزدهر. وفكر البعث ورجاله جزء من هذه الثقافة. ولذا، فالوطن، في عرفهم، هذا عراق جلجامش وحمورابي وسنحاريب ، برافديه وسهوله وجباله، وبكل مكوناته التاريخية والاجتماعية والحضارية، العراق = كلام. وعلى العراقيين أن يشبعوا من هذا الكلام ويقوتوا به أنفسهم إزاء نوائب الدهر. وما يصحّ في الوضع العراقي لا يعني أنه لا يطابق بلاد العرب الأخرى. فعلى مدى الأربعين عاماً من حكم القومية الاشتراكية لم ينل أبناء البلد غير الكلام والشعارات والوعود جزاء الدماء والتضحيات والجهود المبذولة من أجل حياة حرة كريمة. ان الديماغوجية السياسية التي درج عليها هذا النظام الشوفوني لم تتعامل مع الوطن وحده على أنه كلام، بل تعاملت مع كل شيء على أنه مجرد كلام. بهارج. مزوقات لفطية ومحسنات بديعية. قصائد مديح وترضيات وتكسّب وجبر خواطر ومعالجة نفسيات غير سويّة. وما عدا ذلك الشعارات والهتافات والادعاء والفخر واتنابز والحروب اللغوية أو المدافع الاعلامية التي لو صحّ حرف واحد منها لما انتهت بالنظام العربي للوقوع على وجهه..
لا بدّ لقادتنا
من الاعتصام بحبل أمريكا..
أما أن يكون – الوطن كلام من مصابيح- فذلك تصوير لبريق الشعارات الرنانة التي أسكرت الخيال العربي نصف قرن "أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة".. والتاريخ المجيد والقادة الأبطال والسياسات الرشيدة، وما ّإلى ذلك..
ولا يتركنا الشاعر نتمادى في السكر، فقد وضع العبارة كلها في سطر واحد محاصر؛ ليفجئنا مباشرة بالحقيقة المرّة..
الوطن عطش ..
الوطن غائب..
فكلمة غائب الملتصقة في القصيدة بالعطش، لا معنى لها، وليست نعت للعطش، لأنه بذلك ينسف المعنى أو الصورة الباهرة المتولدة، وانما كلمة (عطش) هي خبر للمبتدأ الساكن لوحده في السطر السابق (الوطن)، و(غائب) هي خبر أيضاً للمبتدأ الذي هو كذلك (الوطن).
وهو يتدرّج في شرح وتعريف ماهية الوطن الذي عرفه وعاشه..
الوطن أسئلة وممنوعات
الوطن أسئلة فوق مائدة الرأس
لا.. ليس وطن الشاعر حدائق ومصابيح ولا أنهار عسل وخمر ولبن، أنه وطن جوع وعطش وخوف.. ويستطرد في وضع النقاط على الحروف وايضاح الشروح.. فيصف عطش الوطن وغيابه بأنه (ليس كلاماً) مرنّماً وانما هو آلام ومعاناة أيام وليالٍ وسنين عجفاء.. ذلك العطش..
لا يعرفه إلا المفلسون
ويصف (المفلسون) بأنهم..
أصحاب المذاق باتجاه الفصول..
لمفردة (المفلس) في المعجم اللغوي البرجوازي أو الارستقراطي الاكليروسي معنى سلبي ذو وقع اجتماعي منفر ومقذع، ويختلف في معناه عن (الفقير و المعدم) نتيجة التفاوت الاجتماعي الطبقي وسوء توزيع الثروة، المفلس في العرف الاجتماعي هي صفة إدانة تلصق بـ(المقامر). ولذلك يتولى الشاعر تحديد أو تفسير هذه الكلمة بأنهم أولئك (أصحاب المذاق) الذين لا يرتضون خبز المذلة والارتزاق المهين الذي تمده البرجوازية المتسلطة على رقاب الوطن وأبنائه.. أولك لا تغيرهم ( الفصول) ولا يتغيرون أمام المساومة والمهادنة.. ذلك الوضع غير المعقول وغير الطبيعي لحالة الوطن (العراقي) يفتح عيون الأطفال على أسئلة وممنوعات وعيب.. تلك الأسئلة التي تبقى في مائدة الرأس مدى الحياة والتاريخ.. و(مائدة الرأس) هنا إحالة على (مائدة المعدة) كناية على الجوع أو تعريف الوطن السابق..
قال الشاعر العربي القديم:
العيس في البيداء يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول
وأورد الجواهري الكبير ذلك في بيت أبدع..
أدري بأنك من ألفٍ مضت هدراً تهـزيـن من حكــم السـلاطــين
تهزين من خصب جنّاتٍ منشّرة على الضفاف ومن جوع الملايين
وقال السياب الكبير في إنشودة المطر
هل مرّ عام والعراق
ليس فيه جوع ..!
وهي إحدى التيمات الرئيسية في الشعر العراقي للعقدين الأخيرين ومنهم الخرساني حيث يقول في مجموعته الأولى:
إفترضت
رأسي المنفلت من بين أصابعي
مئذنة
وأذنت باسم الجوع
ولا صدى.. 25/ قصيدة- نقاط رأس متواصل-
..رؤوسنا خبز للتوهم
ونحن مثل أثداء النور مبعثرون. 40/ مجموعة- قمر ليس للموت-

بعدها يعود الشاعر لتحقيق مفردة (الوطن) في مظانها المتعددة فيتساءل..
ماذا تبقى من السماء
بعدما شرب البحر سواد العيون
ماذا تبقى من الملح
ولنا خيمة معلّقة.. خيمة
تمطر بالفشل..؟
في هذا المقطع.. المتكوّن من تسعة عشر كلمة، يريد الشاعر أن يعاتب الـ (سماء) كمرجعية فيزيائية فيزيقية أو ميتافيزيقية، السماء كمصدر للماء والمطر، أو رمز للرحمة والخلاص. ولنا أن نقارن بين تعبير السياب المباشر قبل نصف قرن (مطر.. مطر..) باستخدام التكرار للتأكيد والتدليل وبين تسعة عشرة كلمة ربطت بين البحر والعيون والخيمة والسواد والملح والدموع، فتكررت كلمة الماء ثلاث مرات من خلال دلالاتها: البحر، العيون، الدموع، وتكررت كلمة السماء ثلاث مرات من خلال دلالاتها: السواد، الخيمة، الملح. وربط كل ذلك النسيج بكلمة واحدة: الفشل. ولم يستخدم كلمة الخيبة أو القنوط، ليترك مساحة للتأمل أو البياض.

- سلاماً للشهيق
لأول وهلة تبدو انتقالة الشاعر من عدم (الماء) إلى تيسّر (الهواء) المجاني نوعاً من الشماتة والتحدي لحكم السماء، (فليس بالماء وحده يحيى الانسان) ولكن بالهواء أيضاً. لا.. أن الصورة هنا أكثر درامية مما يمكن تصوره. لقد رفعت أرض الفراتين موائد من أبنائها إلى شفة السماء بعدما خذلتهم مفردة (الوطن/ الأرض)..
سلاماً للشهيق
الذي اطمئن للموت
يمكن الانتباه هنا إلى دور العامل النفسي واللحظة الانفعالية التي تكتنف الولادة الشعرية.. وذلك من خلال رصد عدد الكلمات والاسطر التي يوظفها الشاعر في التعبير، احتاج كلمتين أو أربعة لتوصيف الوطن، واحتاج ثمانية كلمات لوصف السياسة التصفوية للنظام، وتسعة عشر كلمة للتعبير عن الجوع، واستخدم أربعة كلمات أو كلمة واحدة للتعبير عن الموت. فالموت لا يعرف المجاملة أو التأخر. ولذلك وصف شهقة الموت، فتلك الشهقة قادرة أن تمنح السلام والسكينة التي يعجز كل من الوطن والسماء عن منحها. وعندما يقنط الشاعر منهما.. يهلل للموت والموتى الذين يملأون ذاكرته.. " تتأملني جثث تحت ثيابي"20/ مجموعته الأولى. فيقول:-
منفيون..
مثل حسرات المحيطات
قلوبهم على حصان الغربة
وأرواحهم تحت ظل شارد..
يحتشدون للانتظار.. وبلا جزر
وفوق خليج ذابل
تقرر أنفاسهم النوم..
قالت الحرب:
انهم قشرة الأرض
لهم دوائر باتجاه المياه
ولسنوات عديدة
كأنهم تفاصيل يوم ممطر.! 16/ كما يعتقد النشيج- قمر ليس للموت.

سلاماً للتراب
المنتفخ برغبات الصراخ
سلاماً للشهوات
النائمة من عجز غامض
ثمة لازمة شعبية بين الماء والموت، أكثر من العلاقة بين الماء والحياة في بعدها الفيزيائي، ذلك سقاية الميت في النزع الأخير وسقايته الرمزية الميتافيزيقية بعد الموت بإجراء الماء أو الخمر على تراب القبر أو الدعاء له بالمزن. قطرة الماء الأخيرة في شفة الميت اطفاء لحرائق الشهوات التي عذبته في حياته كما تعذبه في تينك اللحظة. أما وصفها بالعجز الغامض في القصيدة فهو تعبير سوريالي متهكم أكثر منه شيء آخر.. فقد تدرّج الشاعر من الواقع والمنطق والطبيعة إلى أسئلة وممنوعات، جديرة بالتهكم، وليضيف إلى صفات الوطن الذي نعته بالغياب مرة، صفة الغموض..
الوطن
غامض أيضاً..
لأنه يعجز كل الأسئلة والتصورات. ليس للوطن جواب. ولا وجود ولا علاقات.. لوطن ضحاياً تبحث عن أجوبة.. ويستمر الشاعر في تهكمه..
غامض أيضاً..
لذا ما عاد يسمعنا
انه يحاول تبرير غياب الوطن أو غموضه أو عدم تأثره بأبنائه.. القصيدة اخذت مساراً نفسياً وشعرياً آخر.. إذ يقودنا ضمير النون المتصل بفعل السماع في محل نصب، إلى تبرير أو توصيف جديد.. نحن
نحن المبتلين بالعصيان (لماذا)
تركنا أهداب النخيل
يكحّلها الرصاص.. (السبب!)
ان العجز عن توفير أجوبة منطقية لسؤال محتّم أو تفسير وجود مضبّب، يقود تحت وطأة المعاناة والاحتراق إلى العودة للنفس ومحاولة استنتاج أجوبة منطقية من داخل الذات. والشاعر هنا يصل إلى حالة تقريع الذات وتحميلها مسؤولية الأوضاع التي يعانيها الشخص نفسه.. رغم التحفظ (هنا!) لقوة الاحالة الدينية التي تنسجم مع هكذا خطاب!..
وخطوة.. فخطوة
تفتح ساقيها للغبار..!!
تركنا
النساء للخريف
ووجوهنا على النوافذ..
للحرب ضحايا كثيرون.. أولهم الحقيقة بالوصف الاعلامي، وأولهم المرأة بالوصف الحقيقي، المرأة والمرأة الأخت والزوجة والبنت، وهي التيمة الأخرى التي استحوذت على مساحات شاسعة من راهنية الشعرية العراقية
وقد حاول الشاعر استخدام الكناية والمجاز كما يلحظ من تراتبية الصورة، ولكنه يمكن القول أن الشاعر إذا جعل الصورة بين انخيل (المتقدم) والنساء (المتأخرة) إضافة بعد جديد، يؤكد تلاحم الانسان مع الطبيعة عبر الأم، النخلة، من جهة؛ وفي الجانب الثاني الايحاء، أو استحضار صورة الدعاء و الضراعة من خلال مكساج صورة النخيل الباسق (بلا رؤوس!) وبين صورة السيقان المفتوحة، وتأكيد واقع (الفشل!) السابق بحضور (الغبار والخريف) اللذين يكلل كل منهما النخيل والنساء. و (الخريف) كذلك كناية عن الجوع والقحط المنسجم مع جو القصيدة وفكرتها الرئيسية.
ومن أبعاد التراتبية التي وردت في الصورة السابقة، أن النساء تعبير شمولي غير مخصص، تتضمن صورة الأم . وذلك من خلال المكساج الآخر الذي يتولد بين صورة الوداع من جهة والصبح والخبز والرماد وو.. ذي المداليل التراثية الغنية في الذاكرة العراقية. أما أبناء الوطن الميتمون، فقد:
وبلا صبح
مشينا إلى الظلام
صورة الوداع والرحيل القسري (وقع الخريف). الرحيل غير الموجه وغير المخطط نحو المجاهيل والأقدار، هو بمثابة السير في الظلمة، وقد ورد لدى شاعر آخر بصورة قريبة إذ قال:
إلى أين تمضي بدون عيون
ونحن زرعنا على وجه بغداد أعيننا من سنين
ونحن خلعنا على قلب بغداد
أضلاعنا ّإذ خرجنا 44/ مجموعة:أغنية الغبار***
لكن الشاعر كعادته في ملاحقة المعنى وإثراء الصورة يستمر في تراكب الصور وربطها ببعضها..
نحمل رائحة الخبز
ورماد انكسار ا لعمر..
مشينا إلى لغة
لن تكون..!
تمتزج صورة التنور والصبح والرماد في ذاكرة الرحيل النوستالجية بيد أن القصيدة القائمة على اللاوطن أو الوطن الذي لا يقدم غير الموت تغفل صورة الخبز وتكتفي بالاشارة إليه من خلال الرائحة. بينما تأتي اللغة الجديدة لتصوير حالة انسجام واندماج العراقي في الوطن الجديد والتي يصفها مبدئياً بأنها (لن تكون.. لن.).
ويمكن اعتبار هذه القصيدة مصداقاً للحالة التي تكتنف العراق منذ هروب النظام الفاشي وتحوله الى مليشيات تواصل سياسته الفاشية في نشر شبح القتل والدمار. والعنوان " مذاق لمائدة معلّقة" يتضمن دلالات متعددة، بدء بالشهوات المؤجلة والأمل غير المنقطع إلى التعويل على الغيب في تحقيق المعجزة!.

ايضاحات
• حسن اجميل الخرساني [1/4/1963] ميسان/ العراق. بكلوريوس لغة وأدب عربي. عمل مدرساً في ليبيا. مقيم في السويد.صدر له عن دار نعمان للثقافة في بيروت (صمتي جميل يحب الكلام) مجموعة شعرية/2007- و(تحت رغبات حقائبي) قراءات نقدية /2008. وقد سبق أن صدر له من قبل..
• قمر ليس للموت- مجموعة شعرية/ حسن الخرساني- منشورات دار ألواح/ مدريد 2002.
* سقوط مردوخ- مجموعة شعرية/ حسن الخرساني- منشورات دار ضفاف/ النمسا
• عن/ كلمة للدكتور محسن الرملي.
• أغنية الغبار- مجموعة شعرية/ وديع العبيدي- مراكش 2000.



#وديع_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفيد عزيز البلداوي وقصيدة الحلزون
- سعد جاسم وقصيدة الحداد لا يليق بكريم جثير
- دراسة في مجموعة ” نون ” لأديب كمال الدين
- حمّالة الحطب.. عن المرأة والغزو!..
- (عَنترَهْ..)
- (فراغ..)
- (إلى صلاح نيازي..!)
- جدلية الزمان والمكان في رسالتين إلى حسن مطلك - قراءة تحليلية
- (شيخوخة..)
- الدكتور يوسف عزالدين في حوار شامل
- (حزن..)
- الانسان.. ذلك الكائن الأثيري
- (مساء..)
- عن المكان الوجودي..
- المرأة والمكان.
- (شوسع الدنيه وما لمّتني..)
- مظفر النواب.. من الرومانتيكية الثورية إلى الاحباط القومي
- (سوبرانتيكا)..
- (رجل وامْرأة..)
- صلاة نافلة


المزيد.....




- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وديع العبيدي - حسن الخرساني و سقوط مردوخ