أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - وديع العبيدي - المرأة والمكان.















المزيد.....

المرأة والمكان.


وديع العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2622 - 2009 / 4 / 20 - 10:47
المحور: سيرة ذاتية
    


المرأة بيت الرجل – (حكمة مصرية قديمة)
حيث يكون كنزك، يكون قلبك – (الانجيل)
أينما تكون المرأة.. فذيّاك هو الوطن (شعر معاصر)

المكان دالة ذاتية شديدة الخصوصية، عكس منظورها الفيزياوي، نرتبط بها بواسطة الحواس، بل هي الأكثر تأثيرا في الحواس. فالانسان الطبيعي تعبير عن استشعار علاقة طبيعية بالمكان الموجود فيه. والانسان غير الطبيعي، تعبير عن عدم استشعار علاقة طبيعية بالمكان/ البيئة/ المحيط. وحسب هذه المعيارية المعقدة تبدو قيمة (الطبيعية) نسبية متفاوتة متغايرة عند الانسان الواحد، ومختلفة من شخص لغيره، حتى لو كان الشخص الثاني من أقرب المقربين للشخص الأول كالزوج أو الأبن أو الصديق، طالما أن العوامل المؤثرة في منظومات البشر الداخلية ليست واحدة، وليس كل البشر سواسية في طرق ومقدرات استقبالها، وانعكاساتها المتبادلة. والانسان نفسه، ليس (طبيعيا) دائما ولا ثابت المزاج والرؤية من العالم، ولا يمكن اعتباره قانعا بالبقاء في مكانه أو مسكونا بهاجس البحث والتغيير عن مكان آخر. وحسب توصيف أحد الوجوديين: أحب أن أكون في أي مكان، إلا حيث أنا موجود. ولكولن ولسن الوجودي الانجليزي كتاب بعنوان (حيث لا وجود)- ذلك إن كانت الذاكرة تسعفني-!.
*
الانسان مولود المرأة..
اعتبار الانسان مولود المرأة، يمهد لتأسيس علاقة حميمة ليس بين الانسان والانسان (المرأة)، فحسب، وانما بين المكان والانسان. وكما يعتقد بعض فلاسفة السوداوية أن سبب غربة الانسان أو قلقه الوجودي مرتبط بحنينه (اليائس) للفردوس المفقود، وصورة الفردوس المفقود عند أولئك هو رحم الأم (المرأة). ولكن عودة الانسان إلى الرحم غير ممكنة أو معقولة، وإذن فلا بد من الاحتيال عليها، والاحتيال يكون بطريق الفن حسب علم النفس التعويضي في تعليله للعامل النفسي للابداع، ممثلا بالحرمان أو الألم.
العلاقة بالأم أو المرأة ترسم أحد خصائص المكان، الانتماء أو التماهي في الشيء. فالمولود مع الأم واحد وليس أثنين، وفي علاقته التالية بالمرأة (يترك أباه وأمه ويلتصق بالمرأة) تعبير عن عودة إلى علاقة الانتماء والتماهي الأولى، المذكّرة بالعلاقة الأمومية. والتفسير الوجودي المحض للعلاقة الجنسية هي حنين لتحقيق العودة إلى الدخول في الرحم (الفردوس الأول). دالة العلاقة الجنسية ومهماز سعادتها تتمثل في التقرب من فتحة المهبل المطلّة على عنق الرحم (ارض الفردوس الأولي). ان الاتصال الجنسي يبتعث سعادة غريبة مدهشة قائمة على تحقيق التماهي واللاوجود (الوجود الوحيد يتحقق عبر الآخر). وفي الممارسات الحقيقية السامية تنتاب الطرفين أو احدهما رغبة ميتافيزيكية في تحقيق الاتحاد في أقصى صوره، أو الدخول في الآخر أقصى ما يمكن الدخول، وهي رغبة لا تقتصر على الذكر، وانما تكون من الأنثى التي تجتهد لاحتواء نصفها الآخر. تلك اللحظة النادرة دالة عظيمة على أصالة الواحد على الأثنين، وحقيقة الاتحاد على الانشطار الذي يشير بعض المفكرين إلى حدوثه في رحلة ما، بعدما كان الذكر والانثى كائنا واحدا متحدا، ولا زال المغزى الابستمولوجي للفظ (إنسان) قائما على بنية التثنية بإضافة الألف والنون (أنس + أ = ن). وعلى غراره كثير من المسميات الرئيسة مثل (شيطان) المحوّرة عن (شيت/ شيث) ابن آدم وحواء الثالث، بعدما قام قايين بقتل قابيل وحمل دم أخيه ونفيه من الأرض. فالتاء أو الثاء في مصدرها (الآرامي) تحولت إلى (طاء..) عند التعريب، ولا زالت تلفظ (شيتان) في لغات الشرق أوسطية القديمة والمعاصرة حسب أصلها الآرامي.
أما اتصال دلالتها بأصل الشرّ في تطوره الميثولوجي فلا دالة عليه. وكذلك دالة ربط الجنس (بالمحرّم) فهو لغز آخر لم تكشف عنه مصادر الميثولوجيا واللاهوت وتاريخ فلسفة الجمال والأديان. الزعم الوحيد الذي يقدمه أصحاب هذا المذهب أن الألاهة حين خشيت من تدخل الكائن العملاق في أمورها وغضبت عليه، حكمت بفصله إلى جنسين منفصلين، يشتاق كل منهما للآخر حتى يعودا كائنا واحدا. ويمكن اعتبار النص التوراتي (وقال للمرأة تكثيرا أكثّر أتعاب حبلك، بالوجع تلدين أولادا، وإلى رجلك يكون اشتياقك!)* من دوال القصة القديمة التي دخلت في نص قصة الخليقة العبرية.
يترتب عليه- كما سبق- أمران، ربط الجنس بالشرّ والخطيئة واللعنة، من جهة، وربط الانجاب بالجنس والحمل والدين، من جهة ثانية كما يتضح من نص التكوين، (أتعاب الحمل/ وجع الولادة/ حنين الاشتياق للآخر).
والخلاصة، هل يمكن تفسير أزمة اغتراب الانسان على الأرض، بالنفي أو الطرد خارج الرحم، وهل المكان الأصلي أو الحقيقي مرتبط بالرحم الأمومي- صورة الفردوس.
*
ان مشاعر الدفء - الطمأنينة – الأمن- الامتلاء – المحبة- الارتقاء- القوة، صفات انسانية ترتبط بالكائن الحي أكثر من مجرد جماد أصم أخرس جامد.
وليس من الصواب وصف الأرض بحد ذاتها، بالجماد والصمم وما إليه، فهي أصل الحياة ولها كل الخصائص الحيوية، وإن لم يكن لها صورة كائن حي. وسرّ حياتها لا يقتصر على ما تعطيه من حياة للنبتة التي يعتاش عليها الحيوان والبشر، ولكنها الأصل الذي منه صنع أول إنسان.
وجبل الربّ الاله آدم ترابا من الأرض،.. (تك 2: 7)
وأنبت الربّ الاله من الأرض كل شجرة شهية للنظر وجيدة للأكل. (تك2: 9)
لأنك تراب وإلى تراب تعود. (تك 3: 19)
لكن الجدارة تبقى للأصل الانساني، منبع الحيوية والخلق والمحبة والحميمية.. وهي سمات لا تجتمع إلا بتحرر الانسان من الخوف، ولا حرية من الخوف إلا في حضن المرأة (أم/ زوجة..).
*
هوامش..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• التوراة- سفر تك (3: 16).
• قايين: أسم مثنى مكسور أو مجرور (بالخطية)، علامته الياء والنون (قا- ي- ن). ويمكن مقارنة اللفظ الاتيني (kain) حيث ترد ياء واحدة، أما في العربية فقد تم مضاعفة الياء لتحسين اللفظ، علما أن اجتمع ثلاثة أحرف علة متتالية في كلمة واحدة ليس بالبناء السليم (ألف- ياء- ياء). فالحرف الصحيح المتبقي هو (ق) فقط، ولم تكن الحركات الاعرابية أو أحرف العلة تدرج في كتابة اللغات القديمة.



#وديع_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (شوسع الدنيه وما لمّتني..)
- مظفر النواب.. من الرومانتيكية الثورية إلى الاحباط القومي
- (سوبرانتيكا)..
- (رجل وامْرأة..)
- صلاة نافلة
- نوال السعداوي.. قليلاً من السياسية
- (وحدي).. الصورة أجمل!*
- قال المعلم
- لا أرغب فيك
- الثقافة والمثقفون والعالم
- (شيء..)
- نهايات
- (غياب)
- (أصدقاء)
- ساعةٌ أخرى مَعَ ئيلين - (1)
- ساعةٌ أخرى مَعَ ئيلين
- أين شارع الوطني؟..
- بي هابي.. بي هابي
- ليزنغ مان
- فرحة غادرة


المزيد.....




- مصدر لـCNN: مدير CIA يعتزم زيارة إسرائيل مع استمرار مفاوضات ...
- بيروت.. الطلاب ينددون بالحرب على غزة
- أبو ظبي تحتضمن قمة AIM للاستثمار
- رويترز: مدير المخابرات الأميركية سيتوجه لإسرائيل للقاء نتاني ...
- البيت الأبيض: معبر كرم أبو سالم سيفتح يوم الأربعاء
- البيت الأبيض يعلن أنه أوعز لدبلوماسييه في موسكو بعدم حضور حف ...
- شاهد.. شي جين بينغ برفقة ماكرون يستمتع بالرقصات الفولكلورية ...
- بوتين رئيسا لولاية جديدة.. محاذير للغرب نحو عالم جديد
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لاقتحام دباباته لمعبر رفح
- بالفيديو.. الجيش الكويتي يتخلص من قنبلة تزن 454 كلغ تعود لحق ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - وديع العبيدي - المرأة والمكان.