أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وديع العبيدي - فرحة غادرة














المزيد.....

فرحة غادرة


وديع العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2543 - 2009 / 1 / 31 - 10:29
المحور: الادب والفن
    



شعر بسعادة لوصوله المحطة قبل مرور الباص.. سيصل البيت قبل الموعد اليومي بربع ساعة.. لحظات وكان الباص يقف وكتلة الجموع تحمله إلى جوفه، في هذا الوقت يكون الازدحام على أشدّه.. ولكن لا بأس.. وجد مكاناً للوقوف بين صفوف الكراسي ممسكاً بمقبض معدني معلق في السقف مثل إنشوطة.. وهو يهتز مع تأرجح الباص في حركته اللولبية.. لسعته موجة برد.. وأحسّ بقليل من الخجل.. مرة أخرى راوده شعور بالفرحة لشدّة الازدحام المحيط به من كل جانب.. لحسن الحظ.. لن يلحظ أحد ذلك.. دار بنظره حواليه .. كان وقوفه أمام فتاة.. فتاة أنيقة.. صرف اهتمامه بسرعة منشغلاً بمراقبة أرصفة المدينة المكتظة.. تحوّل البرد إلى خيط من الألم.. حرّك ساقيه وقرّبهما من بعض.. لا شيء لا يحتمل.. عضّ شفته السفلى وأفلت يده من الانشوطة متحسساً سرواله.. كان كل شيء في مكانه.. أو هكذا بدا. توقف الباص ونزل بعض الراكبين.. استغل خلو المكان المجاور فوضع مؤخرته على مهل وهو يرسل ابتسامة مغتصبة الى الفتاة الجميلة.. التي لم تعره أيما أهمية.. راح الأم يضغط على عضلات فخذه العليا.. ليرتفع معدل حرجه الى ما لا نهاية.. لا يدري.. أهو الألم حقاً.. أم الخجل الذي يجعل كل شيء مزرياً.. ثم لماذا الخجل.. أليس العري أمر عادي هذه الايام.. الاعلانات والتلفزة والمسابح.. وأيام الصيف.. كان يحاول تهدئة نفسه ويعرف أنه لا علاقة له بكل ذلك.. هو هكذا منذ ولد ويبقى حتى يموت .. خجول.. معقد.. غبي.. طول عمرك تمشي عالرصيف.. ارسل ابتسامة مغتصب ثانية إلى جارته على المقعد وصرف نظره الى النافذة.. كل شيء ولا المستسفى.. كل شيء ولا المداخلة الجراحية.. يفضل الموت ولا يسجى عارياً على سدية العمليات أمام عيون الاطباء والممرضات.. متى يتأخر الباص كثيراً في مسيره.. متى سأصل البيت. أوه.. ولكن.. ماذا سأفعل في البيت.. إذا كان هذا الألم يمرني.. هل أذهب مباشرة الى الطبيب.. هل.. أخذ الدوار يتشكل حلقات أمام ناظريه.. والباص كأنه طائرة تحلق على مستوى منخفض.. الألم ينتقل إلى حدقتي عينيه.. يبدأ باقتلاعهما.. لا.. عيناه تغوران.. ارتفع جهاز الصوت معلنا الوصول الى المحطة القريبة من سكنه.. استعاد قدرته عل الرؤية ثانية.. قام من مكانه واتجه الى باب النزول بظهر منحني.. ووجه لا يخفي معاناته.. في الطريق سار بتمهل كمن انفجرت زائدته الدودية في بطنه.. سأحمل روحي على راحتيييييييييييييييييييييييييييي.. وألقي بهااااااا على أرصفة العالم.. حياة.. وضغط بطرف لسانه على مقدمة الفم.. ةةةةةةةة.. فتح باب شقته وهو يكاد يفقد الوعي.. تناوش أقرب فراش يستقبل جسده.. وأصابع يده المرتجفة تفكّ أزرار بنطاله ليتحسس عضلات فخذيه وو.. حتى نصفه الأعلى على نصفه الأسفل لينظر بأم عينيه.. تردد بين الضحك والبكاء.. هل يضحك من حماقته أم يأسى حاله.. حياةةةةةةةة.. كان سرواله الداخلي منزلقاً..والاستيكة.. الاستيكة القاتلة تضغط على خصيتيه من الاسفل.. تذكّر عجلته وهو يغادر المرحاض للحاق بالباص.. ةةةةةة!.



#وديع_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن التجديد والتجريب والحداثة - مدخل الى دراسة لطفية الدليمي)
- التجسس الإلكتروني على الأفراد ذرائع غير مقنعة وغايات غير مكش ...
- الأمركة والأسلمة.. وما بينهما (2)
- الاسلمة.. والأمركة (1)
- روبنسن كرويز في تل حرمز
- نظرة نحو الخلف...
- من داود بن يسي
- المريض العراقي
- أنا الخطاب.. أنا الآخر - في آلية الحوار-
- مات إله الشياطين
- رسالة لم تصل إلى جلجامش
- ابحث عن رصيف يحتمل موتي..
- أنسى..
- مدينة الحوار المتمدن
- الموت.. دورة المطلق الحميمة
- سيرة و مكان
- قراءة في مجموعة [إمرأة سيئة السمعة]
- الطائر الذي يغني من داخل القفص
- العنف.. ثمرة ثقافة سيئة
- الاشتراكية..تحرير الفكرة من العصبية والدولة


المزيد.....




- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وديع العبيدي - فرحة غادرة