أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وديع العبيدي - الأمركة والأسلمة.. وما بينهما (2)















المزيد.....



الأمركة والأسلمة.. وما بينهما (2)


وديع العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2536 - 2009 / 1 / 24 - 08:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


- ملامح السنوات المقبلة-
“طرفا المقص يتقاطعان ويتكاملان، يقطعان كلّ ما يصادفهما، فيزدهران، أما هما فلا ينقطعان.”

{في حملات المقاومة الوطنية لبدايات الاستعمار الغربي لبلاد العرب في القرنين التاسع عشر والعشرين ، لعبت القيادات والشعارات الدينية دور القيادة والنضال، دون التفريط بالوطني لحساب التطرف. أما اليوم، في القرن الحادي والعشرين، فتتنافس القيادات والتيارات الدينية لخدمة الاحتلال الأمريكي وتنسيق مصالحها مع مصالحه الستراتيجية، عسكرياً وسياسياً، مع تغليب خطاب التطرف والعولمة على حساب الوطني والمحلي.}


[1] صراع القومية والشيوعية.. فجر الحداثة عند العرب..

في فترة ما بين الحربين (العالميتين)، نمت حركة القومية العربية، لتحجيم النمو الكاسح لحركة الشيوعية والماركسية العربية عقب انتصار ثورة اكتوبر 1917 في موسكو، وبزوغ فجر جديد يدغدغ أحلام البشرية. ومع خمسينيات القرن الماضي كانت الحركتان تتجاوران وتتكافآن. وساعدت الليبرالية الدستورية للأنظمة الملكية السائدة في المنطقة على فرض الطبيعة السلمية للحياة السياسية الداخلية. لكن نتائج الحرب العالمية الثانية الممثلة بفوز الحلفاء، كان مؤشر ثنائية القطبية [الاشتراكية - الرأسمالية]، واعلان قواعد الحرب الباردة عنواناً للسياسة الدولية الجديدة. على صعيد العالم الثالث، كان ذلك يعني، الانتقال من الوسطية الدولية إلى الانحياز والولاء المعلن. وبدأت حركة الانقلابات العسكرية تلتهم بلدان العالم الثالث بقيادة الضباط الشباب، الجيل الجديد في العسكرية الملكية التقليدية. وإذا كانت الدكتاتورية والجمهورية، ظهرتا لأول مرة في روما في القرن الرابع قبل الميلاد، فقد ترادفتا صفتين للدولة الوطنية في العالم الثالث بعد الخمسينيات. وكانت المهمة الأولى للجمهوريات العسكرية الفتية، ضرب الشيوعية المحلية وتصفية قواعدها ومرتكزاتها. بنفس مستوى تحريم وتصفية الحركات الدينية السياسية في الوضع العربي. يومذاك، كانت (حركات) الاخوان المسلمين والماسونية والبهائية والتشيع السياسي، وما إلى ذلك، على نفس الدرجة من الحظر الدستوري والملاحقة القانونية، في عموم الشرق الأوسط. لكن انقلاب السادات على سياسة عبد الناصر، لم يقده لمصالحة الشيوعيين، المناوئين للامبريالية الأميركية، وانما لمصالحة الاسلاميين. ففي أيام السبعينيات انهزم الجيش الأمريكي في فيتنام (1975)، وفي نفس العام زحف الجيش السوفياتي وغزا كابول مؤسسا جمهورية أفغانستان. ولم تنفع المساومات لاقناع الكرملين بالانسحاب. وبدت الادارة الأميركية في موقف لا تحسد عليه، بين عار الهزيمة في حرب الخمسة عشر عاماً في فيتنام، وانعكاساتها على الرأي العام الداخلي وانتعاش الحركات المعارضة للحرب. في تلك اللحظات لم تغب عنها تلك المشاعر البدائية ضد الشيوعية كفكر (إلحادي)، لا ينسجم مع العقائد الدينية لشعوب الشرق الأوسط. وشكل هذا، - أي الغزو الروسي لأفغانستان-، بداية مرحلة جديدة في السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، اصطلح عليها محمد حسنين هيكل ي وقت مبكر بالاسلام السياسي. وصار الاسلام يتردد أكثر وأكثر في عناوين الأخبار وواجهات الخبر السياسي. تقول مؤرخة سعودية، ان آل سعود ركزوا في حكمهم على الشأن الداخلي بالدرجة الأولى، ولم يعنوا بالقضايا العربية والاقليمية عناية مباشرة، حتى بداية السبعينيات. فالسبعينات لها من الدلالات والأطر ما يمايزها، ويجعل لها صفة رئيسة، في ترسيم ملامح الراهن على أعتاب قرن جديد. وهنا تستتبع عدّةة متغيرات رئيسة..

سياسة الانفتاح الساداتي المقترنة بالافراج عن الجماعات الدينية المحظورة، والمتوجة بسنّ دستور جديد يقرّ بالدين الاسلامي كمصدر (أساس ووحيد) للتشريع [دستور 1980- المادة 23].
تكليف إسامة بن لادن بأعمال شركة الطرق والجسور في أفغانستان ظاهريا والعمل على تأجيج المشاعر الدينية ضد الغزاة الروس عمليا، وذلك بتنسيق بين المخابرات السعودية ووكالة المخابرات الأمريكية.
اخراج الخميني من العراق (1975) وإشهار الثورة الاسلامية {ثورة الكاسيت} في ايران والتي انتهت باعلان جمهورية ايران الاسلامية (1978) –خلال ثلاث سنوات- وايران محاددة لأفغانستان وتحتضنها من ثلاثة جوانب.
استلام صدام حسين للحكم بعد إزاحة سلفه البكر في تموز 1979، بعد أقل من عام من استلام الخميني للسلطة في ايران، لتبدأ بينهما أول وأطول حرب اسلامية اسلامية.

العنوان الرئيسي لهذه التغيرات السياسلامية قبل ثلاثين عام كان – كل شيء من أجل أفغانستان-، واليوم……….؟!!..

*

[2] حرب تشرين 1973 وحظر تصدير النفط العربي..

لكن هذه القراءة بدون التقاسيم الرئيسة للشرق الأوسط تبقى ناقصة. فالحدث الأكثر خطورة في السبعينات، هو حرب الأيام الستة في 23 تشرين 1973، واستخدام حظر البترول العربي – للمرة والأولى والأخيرة- سلاحاً في المعركة (!!). يومها توقفت عجلات الكثير من المعامل الانتاجية في الغرب، ووقف العالم مصروعاُ غير مصدق.. شوارع توقفت فيها حركة العجلات، وأعيد اكتشاف الدراجة الهوائية وسيلة للمواصلات. لقد أراد العرب أن يقولوا نحن هنا. وللمرة الأولى اتفق العرب ما بينهم قليلاً أو كثيراً. كانت دماء تشرين وإطلالة قاسيون على دمشق ساخنة جداً وملهبة للضمائر، يزيد منها وقع ذكرى حزيران 1967 التي أودت بجبروت عبد الناصر وقادته للاعتذار والاستقالة . يومها بكى كثيرون من المحيط للخليج.. وبقيت آثار الدموع ساخنة. ولكن الغرب فهم الرسالة بشكل آخر. الغرب، المادي، البراغماتي، الرأسمالي، والمفطور على العنصرية والشوفينية، والهيمنة، اكتشف أنه كان مخطئاً في التقليل [underestimated] من المخاطر المحتملة من العرب. وبدلاً من تصحيح المعادلات السياسية في توازنات الشرق الأوسط، أو إعارة وزن أكبر للشريك العربي في الصفقات والمراهنات الجديدة، بدأ الغرب يفكر جدياً، في خلع أنياب المارد العربي، وكسر شوكته، مرة وإلى الأبد.

*

غزو الروس لكابل، حدث ثانوي اكتسب أهميته من خطورة مضاعفات حرب تشرين. فإذا كان العرب، يقدرون على وقف عجلة الاقتصاد الرأسمالي، بحظر تصدير البترول، لماذا لا يستطيع الاتحاد السوفيتي، الدبّ المرعب منذ خروجه منتصراً على أبواب برلين، كسر جبروت الامبريالية الأميركية التي كانت حتى يومئذ تحتل المحيط الهندي والشريط الجنوبي لآسيا حتى رأس الخليج. ثم ماذا سيحدث، لو التقى المحور العربي، مع المحور السوفيتي، في رهان واحد ضد الغرب الرأسمالي؟.. كنا إذن، قرأنا (الفاتحة) على أمجاد الرأسمالية منذ زمن(!)، بدلاً من دكّ صرح الاشتراكية التي وقفت مع الشعوب الفقيرة وآمنت بالخبز حقاً لكل فرد.

*

[3] عرابة عهد جديد..

في برنامج إذاعي، استمعت لوقائع الجلسات الرئاسية عقب حرب أيلول الأسود 1969. كان عبد الناصر في ذروة الانهاك العصبي، وهو يعيش ما يجري لفلسطين [عروس عروبتكم!]. حرب داخل البيت العربي والعائلة العربية. قرأت أشياء كثيرة عن عدم اقتناع عبد الناصر تسمية السادات نائباً له، واستمرار رفضه للأمر. وقع ذلك بضغط خارجي كالعادة. ثمة قرارات وظواهر كثيرة، ليس في حكم عبد الناصر، وانما غيره كذلك، وقعت (بضغط) خارجي. ثم اندمل الخارجي وسجلت باسم الحاكم. لكن التصحيح الساداتي كان معداً سلفاً، سواء من الخارج أو من الداخل. تم نقض البناء وإعادة تشكيله وفق معايير عمارة الغرب، الانفتاح الصريح على السوق الرأسمالية. ازدياد العداء للروس، والولاء للغرب، والمصالحة مع الاسلام السياسي. وكان عبد الله المؤمن والرئيس المؤمن من قاموس السادات، قبل أن تروج في سجل صدام حسين بعد عشر سنوات. أعاد السادات مصر من دولة علمانية لبرالية إلى دولة اسلامية أو تكاد، وصادر الاخوان الشارع والنقابات والجامعات، واحتفظت الحكومة بالسلطة الرسمية والاسمية. المطلوب هنا الاجابة على ثلاث أسئلة:

علاقة السادات بالغرب الرأسمالي، وتحديدا الولايات المتحدة؟..
علاقة السادات بالاسلام السياسي، وتحديداً الاخوان..؟..
علاقة الاسلام السياسي بالأمريكان في صورة العراب الساداتي؟..

*

[4] المرآة ونظرية الانعكاس.. (مصر~ عراق)..

بعد عقد من سياسة التصحيح المصرية، يحدث تغير سياسي مماثل في رأس السلطة في بلد عربي آخر، ويعقبه تغير في طاقم الحكم، ثم برنامج الحكم والسياسات العامة. وفق السياسة الجديدة يتم الانقضاض على جملة سياسات الفترة السابقة، وتقويض منجزاتها، وتصفية رموزها. وبدلاً من الأفكار الاشتراكية والشعبية، تبدأ الميول الغربية، ويدخل البلد أتون حرب طاحنة غير مبررة على الصعيد الداخلي. في الحقيقة، أن العراقيين، المثقفين والجنود المساقين، وعوائلهم، بقوا سنوات، فاغرين أفواههم، يحاولون الاستدلال على مبرر واحد، حقيقي، لاعلان حرب ، من العيار الثقيل، تقلب كل حياتهم، وتقضمهم واحداً تلو واحد. ولكنهم إزاء موجات قوافل التوابيت التي صارت تنتظم واجهات البيوت واللافتات السود، صار الحزن والمناحة، عزاء وحيداً، وصارت التقية، أكثر جدوى، من خسران كل شيء، بلا مبرر جدير.

كان صدام معجباً بصورة البطل القومي (عبد الناصر). وأول تمرين له في القتل كان في شخص مسؤول شيوعي في تكريت. وباسم العداء للشيوعية شارك في اغتيال عبد الكريم المتهم بموالاة الشيوعية. وفي 1963 كان الشخص الثاني في جهاز تعذيب وتصفية الحركة الشيوعية. كل هذه الممارسات لم تخرج عن إطار الصورة القومية وإجراءات عبد الناصر. في السبعينيات، تشكلت جبهة للحركات السياسية، وتوثقت عرى صداقة رفاقية بين صدام وأعضاء قيادة الحزب الشيوعي العراقي الممثلة بعزيز محمد وعامر عبدالله وغيرهم من الحرس القديم. لكن (زواج المتعة) سرعان ما انفضّ بعد استنفاد أغراضه. وبدأت حملة تصفية جديدة لقواعد الحزب الشيوعي منذ 1978. ولم تقتصر الحملة على الشيوعيين، وانما حركات سياسية شيعية. وهذه تتطابق مع ضربات عبد الناصر ضد الشيوعيين والاسلاميين. في عام 1983 يتخذ قرار إعادة العلاقات العراقية الأمريكية. في العام التالي تبدأ إجراءات الخصخصة الملبية لتوصيات مؤسسة البنك الدولي، تحت عنوان كاريزماتي مثير (الثورة الإدارية)، وتوالي الصحف نشر دراسات تبجحية دعائية حولها وحول النظام الاقتصادي العالمي الجديد. يومها لم يكتب أحد عن البيروسترويكا التي أعلنها غورباتشوف قبل عام في موسكو (1983). ولم تمنع الحرب وعسكرة الاقتصاد النظام من الاستجابة للتوصيات الدولية. القرار الآخر، الذي بقي بلا إجابة مقنعة أو مبرر لدى أبناء البلد، هو القرار المفاجئ بوضع عبارة (* الله * أكبر*) بين نجمات العلم العراقي الخضر الثلاثة، وأشيع أن صدام وضعها بخطّ يده. وهي النسخة الرسمية لعلم النظام السابق. في الثمانينات، طغت لغة الخطاب الديني والنص القرآني، على بيانات الحرب، وأخبار المعارك، والرسائل المتبادلة بهذا الصدد. كان الاعلام الايراني يصف العراقيين بالكفار، والاعلام العراقي يصف الايرانيين بالمجوس. في أواسط الثمانينيات، صدر تعميم رسمي، يلزم بذكر اسم الرئيس مقترناً بعبارة (حفظه الله ورعاه) في المكاتبات الرسمية والنشريات، ويعاقب من يخالفه. وبدل الأب القائد والرفيق المناضل ، سرت أوصاف المجاهد والمؤمن وعبدالله وقرن ذكره وصوره ورموزه بالرموز التاريخية والدينية. وشهد العقد الثمانيني، ضمن قراءات متعددة، رواج الخطاب الديني والدعائي، وانتشرت صور له ولعائلته وهم يزورون العتبات المقدسة أو يقومون بالصلاة. وطيلة حرب ايران حتى ما قبل غزو الكويت، قام صدام وطاقم حكمه بزيارات متواصلة للمملكة السعودية ونقلت أفلام متلفزة صور دورانهم في الحرم المكي وهم في ثياب الحرم. ومع تقدم التسعينيات اكتسح المدّ الديني (الوهابي) الشارع العراقي، الذي ساعد ظرف الحصار الدولى في ترك ثغرات لتسلله. الورقة الدينية، كانت آخر أوراق صدام حسين، التي طابقت بينه، وبين السادات. وإذا كان ثمة اختلاف في الآلية والمظاهر، فأن كلاً منهما لقي حتفه على يد من أفسح لهم بنفسه. اغتيل السادات بيد خالد الاسلامبولي في عرض عسكري، لم يصبْ فيه غير السادات بشخصه. وكان استلام الاسلام السياسي ثمرة تغيير الحكم والاحتلال الأمريكاني، وما ترتب عليه من الحكم بالاعدام وتنفيذه من قبل الاسلاميين. هذه المفارقات التاريخية النادرة وغير البريئة، كيف يمكن قراءتها، راهنياً؟.. وهل يمكن الاحتماء بالمصادفة، أو رفض مفهوم المؤامرة، للتخلص من الجواب؟.. من الضرورة هنا إعادة نفس الأسئلة في حالة السادات مع صدام حسين..

علاقة صدام بالغرب الرأسمالي، وتحديدا الولايات المتحدة؟..
علاقة صدام بالاسلام السياسي، وتحديداً التيار السلفي..؟..
علاقة الاسلام السياسي بالأمريكان في صورة العراب الصدامي؟..
ان الموجات الدينية التي تغرق العراق في اتجاهات متناقضة، بدأت بوادرها وبعضها ازدهر منذ التسعينيات، ووجد في الخطاب الديني للنظام في الثمانينيات أرضية خصبة وركيزة. بحيث يمكن القول، ان عراق اليوم، [الطائفي المذهبي]، هو تطور طبيعي ومنطقي لسيرورة النظام السابق، وتلبّس فكر البعث وقادته الجدد بالخطاب الاسلامي الجهادي، بدل النضال والقومية والاشتراكية، جزء من هذا التطور، الذي قام كل من السادات وصدام، بحفر طرقها وسنّ مبادئها، لتشهد رواجها اليوم بعد رحيلهما، في الشارع العربي والبلداني.

*

[5] تنامي الدور السعودي في العلاقات الاقليمية..

من ظلال عهد عبد الناصر الغبار الذي طغى على العلاقة بين مصر والسعودية، لأسباب معينة، منها ما عرف بقضية اليمن. عموماً، ان شخصية عبد الناصر، ككاريزما قومية طاغية، لم يكن مرحب بها في بعض البلدان، سيما ذات الأنظمة الملكية. المهم، ان موت الزعيم القومي، فتح صفحة جديدة للعلاقة بين البلدين عقب استلام السادات. ولا بدّ ان ترتيبات أرضية معينة، سبقت، اعلاميا، قراره، بالتخفيف عن الاسلاميين، بما يدعم زعامته وخصوصية عهده. اطلاق الاسلاميين ليست ميزة السادات أو ريادته الوحيدة. فقد اتخذ خلال حكمه الوجيز أهم وأخطر القرارات التي نقلت المنطقة وشعوبها إلى مواقع جديدة، لا تزال تدور في أفلاكها، والمقصود هنا، سياسات التسوية الفلسطينية وقرارات السلام والصلح مع إسرائيل.

في نفس الصعيد، جاء استلام صدام للسلطة ايذاناً، بفتح صفحة جديدة من العلاقات الطيبة، ليس مع السعودية فحسب، وانما مع النظام الأردني والبلدان الخليجية. وكانت مناهج الكتب الدراسية مكرّسة تعكس صورة سلبية ومؤذية في أذهان التلاميذ، ولا يرد اسم نظام (ملكي) بغير عبارة (الرجعي العميل)، إضافة لمثلث [الاستعمار والصهيونية والرجعية العربية]، مسبوقا بشعارات مثل: (البعث ثورة على..) وما شاكل. زادت حرب ايران من العناق العربي الرسمي، وظهر للوجود ما دعي [اتحاد التعاون العربي] بين العراق ومصر والأردن واليمن، صورة محوّرة من [وحدة مصر وسورية (1958- 1961)]. وانتشرت أفكار كثيرة من فضليات الرومانسية السياسية التي بقيت تدغدغ وجدان الشخصية العربية، قبل أن يقضى عليها نهائياً، بالضربات المتلاحقة وتوالي النكسات، مؤشرة بغزو الكويت [أوغست 1990]. ترك عهد صدام حسين، مؤشرات كثيرة ونوعية، على الصعد المحلية والاقليمية والاسلامية والدولية، وفي قطاعات السياسة والثقافة والدين والاقتصاد وغيرها، ما يصعب تجاهل آثارها في مشهد الراهن. فلهذين الشخصين وعهديهما، أثر كبير، وملامح بارزة، يدين لها، حياة الكثيرين، إن لم يكن الجميع. سلباً أكثر منه ايجاباً. لقد ازداد عدد المهاجرين المصريين من طوابير العمالة للخارج، كما ازداد عدد المهاجرين والمنفيين العراقيين، ولم يبقَ بلد عربي، لا يساهم في تصدير العمالة والمواطنين، نحو الخارج، الذي أصبح يمثل فسيفساء عربية واسلامية متوزعة في بلاد الشتات، حاملة معها كل آلامها، ونزعاتها، وخلافاتها، مستمرة في التشظي، على غرار المشهد الداخلي، حتى أصقاع اليأس المدقع.

*

[6] الزعامة الدينية بدل الزعامة القومية..

استطاع محمد علي باشا [1805- 18446] أن يجعل من مصر مركزاً للحداثة العربية بين القرنين التاسع عشر والعشرين، أهّلها لقيادة ركب البلاد العربية التي كانت ملامح بعضها لم يتشكل، وبعضها تحت السيطرة الأجنبية. ومنذ 1945 احتضنت القاهرة مقر الجامعة العربية، كرمز لحلم الوحدة العربية، بمؤسساتها المتعددة. وقد استطاع عبد الناصر [1952- 1970] الافادة من ذلك في تقديم صورة العروبة القومية، مستقطباً الحركات والأحزاب السياسية العربية والاقليمية، وصولاً لدوره مع نهرو وأحمد سوكارنو في حركة عدم الانحياز (1955). بيد أن زيارة السادات [1970- 1981] لتل أبيب (1977) جعل العرب صفاً واحداً في وجه مصر واتخاذ قرار نقل مقر الجامعة العربية إلى تونس. ورغم إعادة مكاتب الجامعة إلى القاهرة بعد سنوات، إلا أن دور مصر لم يستعد مركزيته وبريقه السالف. وقف العراق بشدّة، بشخص صدام حسين، وراء قرار عزل مصر، ولا ينعزل ذلك من حلم استعارة صورة البطولة القومية والقطبية الاقليمية، وجاءت حرب الثمانينيات، لتخدم هذا التوجه الكاريزماتي، وساهم أدباء من مصر ولبنان وغيرها، في بناء صورة الرمز. ولكن بنفس التكتيك الساداتي البراقشي، قضى صدام على مشروعه بغزو الكويت، لينقلب عليه الجميع بين ليلة وضحاها، ويخسر الدعم والدعاية الاعلامية والكاريزما القومية، ويبقى تحت وطأة الحصار العربي قبل الدولي، دون أن يزور أو يزار، من مسؤول كبير، حتى نهاية عهده.

المستفيد الأول، من خريطة الزلازل السياسية العربية، منذ السبعينيات حتى اليوم، هو المملكة العربية السعودية. وكما أن الخطاب القومي وأيديولوجية الوحدة العربية والدولة القومية، كانت مداد حقبة الخمسينيات والستينات والسبعينات وجانب من الثمانينات؛ فالخطاب الديني والأصولية المتطرفة ودولة الشريعة، هي شعارات رائجة منذ التسعينات، تتردد في أكثر من مكان، ولا يستبعد، أن بعض من يرددها، ويروج لها، كان ذات يوم، يروج لسابقتها، وبنفس الطريقة، سيسعى ويردد، ما تتمخض عنه مرحلة جديدة، هو أو أبناؤه وأحفاده.

*

[7] أين نحن من الماضي..؟.. أين نحن من أنفسنا؟..

التنابز والتفاخر، سمات رئيسة في الشخصية العربية أو الشرق أوسطية، بالمعنى الأشمل. وتبادل الاتهامات والمعايب وتنزيه الذات والتزوير والقفز على الحقائق، أدوات مساعدة في القراءة. يبقى السؤال الرئيسي، على الصعيد الشخصي، بعد تفتت الوحدات الكبيرة، وانفصام العرى والروابط الواحدة تلو الأخرى، أين نحن الآن. أين أنا الآن. على كل منا أن ينظر تحت قدميه، ويقرأ عنوان الأرض التي يقف عليها والمسكن الذي ينزل فيه. وإلى متى يمكنه الوقوف أو الاستمرار في الاقامة فيه. حسبي، ان الكل مهاجرون. حتى المقيمون في بيوتهم ومدنهم، طالما تنعدم عوامل الاستقرار الوطني والاقليمي والعالمي. وللأسف، فأن، الشرق الأوسط، يقع في مقدمة أي بركان أو هزة أرضية سياسية طارئة. وكما ترشح المنطقة منذ عقود، بأعداد غير محصاة، من الضحايا اليومية، تحت عناوين شتى، كلها مزورة؛ سوف تستمر وتزيد أعداد الضحايا. فالانسان، آخر ما يخطر على بال الحاكم أو المشرّع الاعتداد به أو احترام كيانه. سيبقى الفردوس السماوي، الحلم الوحيد الممكن، والهروب الوحيد المتيسر. أما الأرض، فلمن (يعيث فيها ويسفك الدماء)!..

*

[8] أمريكا والأسلام
خبر قديم أعلن تعيين (إمام) يحمل رتبة (جنرال) في الجيش الأمريكي. يومها كان تعداد المسلمين في القوات الأمريكية حسب الخبر خمسين ألفاً. لا شكّ أن هذا الرقم تضاعف عدّة مرات خلال عقدين، ورتبة (الإمام) ارتفعت كثيراً، وربما صار مكتبه، يجاور مكتب وزير الدفاع الفدرالي في البنتاغون، أو مكتب نائب الرئيس في البيت الأبيض. فالحرب الأمريكية الأخيرة، تستعين بالملوّنين وذوي الأصول المحلية لتجاوز عقدة اللغة والسحنة والتقاليد. وربما زاد عدد (الأئمة) وتشكل (إكليروس) مسلم في البنتاغون، لتنظيم فتاوي حسب الحاجة. ليس هذا مربط الفرس.

المربط الرئيسي في تكساس، حيث مركز عائلة بوش ذات الاستثمارات النفطية العريقة، والتي مع وصولها للحكم [1988- 1991] شكّلت نقلة في التقارب مع البيت (!) العربي، كان مدادها مضاعفات الغزو العراقي للكويت (2 أوغست 1990- يناير 1991) والتي جعلت إسم شارع (بغداد) في الكويت يتحول إلى شارع (بوش). ورغم أن كلينتون الدمقراطي استكمل إجراءات سلفه الجمهوري في الحرب ضد العراق، فقد حباه الاعلام العربي بصفة (صديق العرب)، ونسب إليه التغير الكبير والمفاجئ في العلاقات الأمريكية العربية. هذا التوصيف الاعلامي له دلالة كبيرة ضمن تحليل الخطاب السياسي العربي. فهو مؤشر التحكّم الخليجي (السعودي)، ليس بمرتكزات الخطاب الاعلامي العربي (القومي)، فحسب، وانما التحكم بمفاتيح واتجاهات السياسة العربية ، المحلية والاقليمية والدولية. وفي ضوء السيناريو القديم، المتصلة جذوره بحرب اوكتوبر (1973)، وأفغانستان (1975)، جاء عهد بوش الابن تدرّجا رفيع المستوى والمن الدرجة الأولى، لاجراءات بوش الأب. بل أن تحليل شخصية هذا الأخير ومفردات قاموسه السياسي المغرق في التعابير والايحاءات الدينية، إلى حدّ يهدد اللبرالية العلمانية الأمريكية نفسه، ويضعها في مواجهة تساؤلات عصيبة، على نفس الغرار الذي يواجه الجمهوريات العلمانية العربية في انحيازها أو انجرافها الديني، باسم الدمقراطية كالسودان والجزائر والعراق أو باسم الاصلاحات الدستورية والسياسية مثل مصر اليوم.

قد لا تكون الصورة بهذه الفضائحية ميدانياً، والفضل هنا يعود لطابع الفوضى المتعمّدة والتشويش الاعلامي المقصود والموجّه عالمياً كمن مراكز القرار الرئيسة. حالة التضارب بين الأخبار الميدانية واتصريحات السياسية، ومسلسل التكذيب والتفنيد والمراوغة والتجاهل خلال ذلك. بحيث تترك مدمني قراءة الصحف ومتابعة الأخبار في حالة من الحيرة والارتباك، والحاجة المستمرة لمراجعة الأوراق والصحف القديمة. بعبارة أخرى، يصحّ هنا ما قاله خروشوف عن أمريكاً. أنها هوليوود كبيرة، والعالم، مسرح لأفلامها الفكشن.

*

[9] البكاء على الذهب الأسود
ليس الاسلام سوى ورقة بيد الساسة، المحليين والدوليين، وفي مقدمتهم الادارة ا|لأمريكية وشيوخ تكساس. وليس الغزو العسكري السوفيتي لأفغانستان سوى ذريعة واهية، لردم البيت على رؤوس أصحابه. فالسيناريو لم ينتهِ مع انسحاب الروس المفاجئ. ولا سقوط الاتحاد السوفيتي غير المفاجئ (1989). ناهيك عن قصص الحرب الأهلية في أفغانستان وقبلها في لبنان وبعدها في البلقان والشيشان والسودان وليس أخيراً العراق. وكلها تدور حول محور واحد، وتمر من نفق واحد إسمه (الاسلام)، السرّ الذي نما فجأة، ليغطي الشاشة، دون أن تتضح معالمه ومفاتيحه أو يزال عنه الغموض. فالغموض يخدم النص، في الشعر كما في السياسة، أو العكس. والعالم اليوم، لوحة سوريالية وقصيدة دادائية ونوع من أعرض جنون البقر غير المكتشفة حتى حين.

في برنامج أمريكي عرضه التلفزيون البريطاني عن اضطراب (!) منطقة الشرق الأوسط. أدلى كتاب وسياسيون وعسكريون عديدون بآرائهم وتأويلاتهم وتصوراتهم، الأجدر بينها، كانت كلمة وزير نفط الامارات الأسبق الدكتور يماني، في إحالته مجريات الراهن، إلى قرار حظر تصدير النفط (1973) أثر حرب تشرين. وهو العامل الذي حرص الجميع على تمويهه ولا تزال الادارة الأمريكية ومروجيها في المنطقة يروغون عنه كما يروغ الثعلب. كان يومها رتشارد نكسن في سدّة الإدارة. ويومها احتارت الإدارة الأمريكية في أمرها، حيرتها عقب غزو الكويت (1990). تقدم الاسطول السادس في مياه الخليج وظهرت اجتهادات وتصريحات متفاوتة، لكن أبرز مضاعفاتها، ما يدعوه صوت العقل في الإدارة الأمريكية، كان قرار تشكيل ما دُعِيَ [قوات التدخّل السريع] المفترض وجودها الميداني بالقرب من منابع النفط الاستراتيجية لاحتلال المنطقة في اللحظات الأولى قبل أي قرار مضادّ للمصالح الأمريكية أو الأمن القومي الأمريكي. تمّ الافراج عن براميل النفط والترسانات المحجوزة، وارتفع سعر البرميل مقارباً (83) دولار/ برميل وانتعش اقتصاديات الشرق الأوسط ، بما يساعد دعم سيناريوهات الحروب الأهلية والوطنية والقومية التالية في المنطقة. في (1974) بدأت حرب لبنان وتحول بلد الحب والجمال والحرية إلى ترسانة أسلحة ومليشيات مزنجرة بين يوم وليلة، وبدأ العراق وليبيا بناء ترساناتهم العسكرية وقصص المفاعلات الذرية التي لا تزال فصولها تترى في ايران. فالنفط والموارد المالية من جهة، و الوجود الروسي في أفغانستان والورقة الاسلامية، مفاتيح اللعبة التي تغرق شعوب المنطقة في وحولها حتى اليوم وحتى زمن غير منظور.

من هذا الجانب، يكون الاحتلال الأمريكي للعراق(مارس 2003)، تطبيقاً ميدانياً، مباشراً، لسيناريو [قوات الانتشار السريع] وبديلاً مدعّماً عنه. كانت ذريعة الحرب امتلاك العراق لأسلحة ممنوعة، وبعد تمام الغزو باسبوع صرّح بوش مفنداً امتلاك العراق لأسلحة ممنوعة، دون أن يسأله أحد عن مبرر الغزو إذن (؟!!). وأشهرت ذرائع أخرى كل واحد منها أوهى من التالية. وقيل أن الولايات المتحدة لا تنوي احتلال العراق، ولا تريد البقاء في العراق، ثم حدد فترة ثلاثة سنوات وتم تمديدها، سوف يجري تمديدها ثالثة ورابعة وخامسة. وهي تضيف لقواتها باستمرار آلاف مؤلفة جديدة. ولا أحد يعرف ما يجري خلال ذلك. يتحدث البعض عن سجون سرية على طول البلاد، ذلك أهون من التحرش بالأسرار الأستراتيجية الأمنية والعسكرية. فقد تحول معسكر الشعيبة العراقي إلى معسكر الصقر الأمريكي وثمة قاعدتان في كردستان، وغيرها في المنطقة الغربية. الحديث عن أربعة قواعد عسكرية امريكية دائمية في العراق تمهيداً لاعلان الانسحاب الرسمي (الاعلامي)، بعد تجميع تلك القوات وتوزيعها في القواعد الدائمة. هذه القواعد، إلى جانب غير الموجودة في منطقة الخليج والمحيط الهندي، والبحر الأحمر، وغيرها، سوف تكون كفيلة بتطويق مناجم الذهب الأسود، وحمايتها من كل يد سوء.

*

[10] إصلاحات مصر الاسلامقراطية
أسباب عديدة تجعل بلاد مصر في صدارة الشرق الأوسط، في الملمات والأفراح. من تلك الأسباب تاريخها وثقلها السكاني وخطابها السياسي. ووقوعها بين المشرق والمغرب جعل منها قدوة في ريادة العرب نحو المستقبل. كان هذا دورها في بدايات الاستعمار الفرنسي، ثم مشاريع التنوير والارساليات، والاسلام والتطرف.

فالأزمات المتعددة للسياسات السالفة غير الرشيدة، تعصف بالاقتصاد والحكومة المصرية. ويتردد إسم السادات على شفاه المصريين اليوم أكثر من أي وقت مضى، في تنكبه سياسة الانفتاح الاقتصادي غير العقلاني، أو إطلاق التطرف الديني الذي ينهش في بنية المجتمع والحكومة على السواء. يزيد من وطأة ذلك، ورقة اصلاحات الشرق الأوسط والدمقراطية الأمريكية التي لن تكون نتائجها أفضل من نتائج انتخابات الجزائر (1992). الرئيس المصري مبارك في ولايته الرابعة أعلن قبلها أنه لن يرشح نفسه لها، جاء في مقدمة المرشحين. وارتفعت أصوات معارضة كثيرة ضدّه علمانية ودينية. ومنذ العام الماضي، عقب مؤتمر الحزب الوطني الحاكم، سعار حملة إعلامية لاصلاحات دستورية واقتصادية واجتماعية في البلاد. يقابلها تزايد مشهود للضغط الاسلامي، مقترن بعنف مسلح. وإزاء حملة الاصلاحات، ليس أمام الاسلاميين غير ورقتهم السحرية الملغزة، [دولة شريعة إسلامية]. أين تتجه الاصلاحات السياسية، هل تنجح في معالجة قسم من أورام سياسات سياسة السادات، بعد ربع قرن؟.. هل تخفف من غلواء الغلاء والاضطراب عن المجتمع المصري؟.. هل تضع نهاية للفساد الاداري، وللتطرف الديني، المستشريين على حدّ سواء. هل ينجح الحزب الوطني في الاستمرار في قيادة حكم مصر، أم أن صلاحيته السياسية انتهت والبلاد بحاجة إلى بديل، لا تعرف توجهاته، وتقاطعاته مع الاملاءات الأمريكية؟!. ذلك ما يحدد صورة السنوات التالية والتي ستكون طويلة حتماً!.



#وديع_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاسلمة.. والأمركة (1)
- روبنسن كرويز في تل حرمز
- نظرة نحو الخلف...
- من داود بن يسي
- المريض العراقي
- أنا الخطاب.. أنا الآخر - في آلية الحوار-
- مات إله الشياطين
- رسالة لم تصل إلى جلجامش
- ابحث عن رصيف يحتمل موتي..
- أنسى..
- مدينة الحوار المتمدن
- الموت.. دورة المطلق الحميمة
- سيرة و مكان
- قراءة في مجموعة [إمرأة سيئة السمعة]
- الطائر الذي يغني من داخل القفص
- العنف.. ثمرة ثقافة سيئة
- الاشتراكية..تحرير الفكرة من العصبية والدولة
- وأذكر أني عراقيُّ.. فأبكي!..
- العنف الاجتماعي بين الهمجية والمرض النفسي
- (غداً..!)


المزيد.....




- رفع الأذان للمرة الأولى في مقر إقامة رئيس وزراء اسكتلندا.. و ...
- رفح.. صلاة الجمعة على ركام المساجد
- المسجد الأقصى.. الجمعة الثالثة من رمضان
- “من غير زن وصداع مع” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على نا ...
- فيديو خاص:كيف تسير رحلة أهالي الضفة إلى المسجد الأقصى؟
- الشريعة والحياة في رمضان- سمات المنافقين ودورهم الهدّام من ع ...
- أول مرة في التاريخ.. رفع الأذان في بيت هذا الوزير!
- أول مرة في تاريخ الـ-بوت هاوس-.. رفع الأذان في بيت الوزير ال ...
- قصة تعود إلى 2015.. علاقة -داعش- و-الإخوان- بهجوم موسكو
- صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان.. الاحتلال يعيق وصول المواط ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وديع العبيدي - الأمركة والأسلمة.. وما بينهما (2)