أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وديع العبيدي - الموت.. دورة المطلق الحميمة















المزيد.....

الموت.. دورة المطلق الحميمة


وديع العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2498 - 2008 / 12 / 17 - 03:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


(كان لنا أقارب تحت أرض هذه المدينة، لم يحدثني أحد عنهم. ولم نذهب يوماً في زيارة إليهم. لأن أهلينا لم يكونوا يصطحبوننا إلى القبور. ولم نسمع منهم أشياء مؤلمة حدثت قبل أن نولد. كان عدد موتانا كبيراً، وكان موضوع النقل يدخل في متاهات اجتماعية وفقهية وإنسانية.)

في الأيام التي كان فيها عدد الولادات مرتفعا، كان الموت مفردة شبه عادية عند العوائل. ولم تكن كثرة الولادات غير ردّ فعل طبيعي على تعدّد أسباب الموت. ثمة منطق فاعل لقانون الاصطفاء الطبيعي يومذاك، على غير ما يسود هذه الأيام، حيث تتدخل عوامل البيئة والتنمية والرعاية الاجتماعية والصحية للحدّ من فاعلية عوامل الطبيعة. ولعلّ نظرة إلى أجيال الآباء والأجداد، تكشف رشاقة الأبنية العائلية لتلك العهود. ليس بفعل تحديد النسل وتنظيم الأسرة، وانما بفعل تنظيم الطبيعة والاصطفاء الطبيعي. فأنا لا أعرف لجدي (من جهة الوالد) أخوة. وكان له بنتان وولدان، أي كان لي عمّ واحد وعمتان فقط. وقد مات جدّي في الستينات بعد أن رأى أبناء أبناء أبنائه. أما جدّي (من طرف الوالدة) فقد كانت له أخت واحدة، وقد تضاربت الأخبار بعد وفاته حول وجود أخوة أو أبناء عم له في الرمادي لم نعرف عنهم شيئا من قبل. وكان له ثلاثة أبناء وبنتان. وقد توفي في بداية السبعينات. وفي عوائل الجيل التالي، في أواسط القرن العشرين بين الحربين وعقب الثانية، فأن معدل الولادات في الأسرة الواحدة لم يقل عن الأثنين أو الثلاثة عشر، وهو قياس بعض العوائل التي لم تشهد حالات موت بين أطفالها، أما العوائل التي كان لها نصيب في موت الأطفال والولادات الميتة كالعائلة التي ولدت فيها، فقد استقرّ عدد الأفراد على نصف ذلك، أي رقم ستة أو سبعة. فقد توفيت لي أخت في سنواتها السبع ولم يحذف إسمها من سجل قيد العائلة ربما حتى الآن. ثم توفي لي أخ في عمر الثانية والعشرين، وتبقينا خمسة أخوة وبنت واحدة. وقد توفي والداي في بداية التسعينيات بعد تجاوزهما الستين من العمر. ثمّ غادرت العراق منذ بداية التسعينات، - قبل موت الوالدين-، ولم أعرف ماذا حصل بعد ذلك، لعدم عودتي وانقطاع الصلة. بتعبير آخر، أنه لم تمرّ خمس سنوات متعاقبة في حياتي دون حصول حالة موت أو فقدان مفاجئ في الدائرة القرابية. وكان هذا كفيلاً بتطبيع مفهوم الموت في حياتي وثقافتي، وايقاظ اهتمامي للتمعن في الموضوع ومحاولة الوصول إلى أجوبة ممكنة قدر ما يسعفني عقلي.
*
الموت.. هو الحقيقة الوحيدة في الوجود، لذلك يتحرج كثيرون من التطرّق إليه. أنه مرعب، غامض، يأخذ شكل دهليز، أو تنين، أو نملة أو فيروس يدخل خلال الجلد دون أن يترك جرحا أو ألماً.. أجمل ما في الموت أنه لا يؤلم..
أجمل ما في الموت التوحد..
أنه يواجه الشخص وجها لوجه، دون أن يسمح لأحد بالتدخل،
ودون أن تسطيع جهة ما، لا أخ ولا أخت ولا أم أو والد، أو جيش أو حكومة أو العالم، من التدخل في عمله.. أو خدش حميميته الرهيبة وهو يقتنص فريسته بطريقة الاجترار، لحظة، وينتهي كل شيء. الموت ليس غير لحظة، بكل كهنوتها وجبروتها وبساطتها.
الموت سلطة، ليس فوقها سلطة، لا أحد يمنع عمله أو يتدخل، الموت سرّ، لا زال الانسان المغرور بعقله، يجهل كل شيء عنه. لكني أعتقد أن الموت، هو الرحم، أو التربة، التي تولد منها الحياة ذات لحظة كونية، ووحده رحم الوجود، هو صاحب الحق والسلطة على استعادة امتلاكنا واستعادتنا، مهما تأخر الوقت، ولو إلى حين.
نحن لا نعرف من أين أتينا، ولا إلى أين نمضي.
الجواب ببساطة،
جئنا من الموت، وإليه نمضي.
الكذب خاصة في البشر، خاصة نابعة من العقل الذي يورث الغرور.
لقد استخدمت فعلين بشريين (أتينا، نمضي)، ولكن هل حقيقة، (أتينا) نحن، ونحن (نمضي). لقد جيء بنا، ووُضِعنا هنا.. وسوف نؤخَذ على حين غرة، رغما عنا.
هل يفكر المرء بما فيه الكفاية، وهو أمام لحظة (الشوق – أو- الالتحام الجنسي)، أن ما يفعله هو (تأسيس) كائن آدمي جديد، أو بثّ حياة في بذرة جديدة.
اللحظة الجنسية هي نقطة من سديم المطلق التي تتعطل فيها القوى الأرضية، يتعطل العقل والشعور والذاكرة، ويختزل الكيان والكتلة حتى يتصور البعض أنه يطير، أو يحلق في فضاءات الهيولى. فالجنس في ذروته، لمن يبلغها -حق قدرها- هي نقطة التقاء الوجود بالمطلق، والتقاء العلم بالغيب، لكن هيمنة المطلق العارمة تمسح الذاكرة وتعطل عمل الحواس. هل التحليق، أو التذاري ذاك، هو الموت.
الموت هو انطلاق الروح.
انطلاق الروح من محيط الجسد.
انفصال المادة عن الوعي،
انفصال المكان عن الزمان.
قطع الصلة بين الجسد الترابي أو الطيني أو المادي أو الفيزيكي والروح الملغزة.
الجسد قبل الروح ميت، والتقاء الروح بالجسد ينتج (النفس)، ولكن النفس تنتهي وتتلاشى عند انفصال الروح عن الجسد، ويعود الجسد هامدا وهو ما ندعوه خطأ بالموت.
الموت هو لغز مجهول غير مدرك الجوهر والخواص، والجسد والمادة أشياء معلومة، وهي لا تفعل شيئا بذاتها ودون دخول عوامل محركة وموجهة لها.
الموت هو الرحم الواهب والمبدع والهيولي، الذي منه نولد، وإليه نؤخَذ، في أبدية لا تبدأ ولا تنتهي.
*
يقول نص الانجيل: أنا الألف والياء، الألفا والميغا. الحق أنه لا يوجد ألف ولا ياء، لا (A) ولا (Z)، لا ألفا، ولا ميغا. المطلق هو دائرة، أو مربع أو أي شكل لا يزال خارج المدرَك.
تبتدئ توراة موسى بعبارة (في بدء)، ومثلها انجيل يوحنا الحبيب، لكن هل كان ثمة "بدء". هل ترتقي الرياضيات والفيزياء للتعبير عن مطلق ملغز، يرفض التكشف والانجلاء. هناك دوائر يتشكل منها الزمن والمادة تتحول خلالها الأشياء من حالة إلى حالة، ومن هوية إلى هوية، لكن لا توجد بداية ونهاية بالمعنى الحقيقي أو الحرفي أو الفيزيائي للكلمة.
كل ما التقطه الفكر الانساني من المطلق هو تلك التهيؤات اللحظوية الخاطفة التي سجلها بضعة من أناس استطاعوا أن يعيشوا بالروح أكثر من الجسد، وبالعقل أكثر من النفس، والفكر أكثر من الواقع، وبالانقطاع والقطيعة أكثر من الغريزة والحاجة.
الاتصال بالمطلق، لحظة التغاء المدركات الحسية والعقلية، هي اتصال بالموت وإطلالة عليه.
وإذا كان الموت هو الأمر الأكثر خيفة وكارثية على النفس البشرية، فلم يصل البشر حتى الآن إلى درجة التآلف معه واعتياده زائرا أو مقيما بين ظهرانيهم.
ذلك الخوف ما يجعل الموت أكثر وقعا ورعبا. ان الموت الحقيقي هو الحياة في الخوف من الموت. والديمومة هي الحياة مع الموت، واعتياده وتوقعه والتحسب له، بمحبة وفرح وابتهاج. الخوف من الموت لم يمنعه أو يؤجله أو يجعل للخائفين امتيازا. فالخوف شعور في الكائن، هو أشد ضعفات الكائن انحطاطا ووقعا. أشد حتى من أشد الغرائز المادية الممثلة بالجوع والعطش. ولكن هل من سبيل للتحرر من الخوف أو الانتصار عليه. ذلك هو تحدي البشرية الدائم. وبالنظر إلى العلامات المميزة في التاريخ، من أبطال وظواهر أخذت طابع الميثولوجيا، انما هي مظاهر تحدي الموت أو الخوف والانتصار عليه. وتحدي الموت والانتصار عليه لا يكون إلا بعلاقة حميمية خاصة معه. حميمية تختزل الخوف والمشاعر إلى درجة المألوف. نحن نموت لأننا نخاف. ولكننا عندما نتجاوز الخوف لا يعدّ الموت تيمة لنا. في حالات الحرب أو الكوارث، تكتنف وجوه البعض صفرة أو زرقة، وتنسحب منها الدماء، وجوه تبعث الموت فيمن ينظر إليها، وتجعل صاحبه في حالة تشوش ذهني وفيزياوي تتيه به عن الصواب أو القدرة على تصرف صحيح.
افعل ما تقدر عليه، واترك ما لا تقدر عليه لغيرك.
علينا أن نثق بالمطلق، حتى لو كان في صورة الموت، لأننا منه وبه وإليه. وحياتنا الأرضية، بكل ما سطره التاريخ انما هو بركة من بركات المطلق، ووحي منه.
لولا عناية المطلق بالحياة لما كانت، ولما كان الجمال والحب والقيم النبيلة والرغبة والطموح والسعادة. ان الذي يمنح الأشياء طعمها هو رغبتنا فيها، ولكن الذي يمنحنا الرغبة والاندفاع والايمان بالحياة والمستقبل والجدوى، انما هو المطلق الكامن فينا في صورة الروح.
*
ثقافة الخوف.. ثقافة الفرح..
عندما تقام طقوس العزاء في مجتمعاتنا يكون الحزن والنواح والعويل واللون الأسود دالة العزاء، ويحرص ذوو العلاقة على الالتزام التام بإظهار معالم الحزن والسواد أمام العامة. وتستمر طقوس العزاء ثلاثة أيام أو سبعة أو أكثر.
في مجتمعات أخرى، في الغرب، تختزل طقوس العزاء في أمرين، القاء النظرة الأخيرة على الميت أو منح السلام له، وحضور مراسم الدفن. لا يستغرق ذلك غير ساعات محددة من نهار واحد. وفي وزائر الأقربين يكون التأبين بتناول كأس من النبيذ على روح المرحوم.
ترى.. ما هو الفرق بين هؤلاء وأولئك..
الموت هو نفسه في كل مكان، ولكن الذي يختلف، هو ثقافة الموت. أي الأطر الدينية والعادات الاجتماعية لفلسفة الموت.
ثقافة قائمة على الرعب والخوف وبالتالي الحزن والألم. وثقافة قائمة على التحدي والمتعة والفرح.
في الشرق تتعدد مناسبات الموت وأحداثه وتستقطب منطومة من العادات الاجتماعية والعقائد الدينية والممارسات الروحية، والانسان الشرقي في العموم متشائم متوجس يشغل الموت جانبا من حياته وتفكيره. لكن طابع هذا الانشغال هو سلبي، مسكون بالخوف والحزن والتشاؤم. على العكس منه، لا يحتل الموت حيزا في يوميات الانسان في الغرب. ومن النادر رؤية شخص يبكي لموت أحد ذويه، ولا صلة لهذا الأمر بالمحبة والصلة العائلية. قد يعبر الغربي عن احزن بطؤيقة أخرى، ولكن ليس بالبكاء والنوح والعويل.
ويحفل التقويم الغربي بعديد المناسبات المتعلقة بموت شخصيات تاريخية أو دينية، ولكن طقوس الاحتفال بتلك المناسبات عامرة بمشاهد الفرح والبهجة والتسلية.
ترى.. ماذا نتوقع ونحن نحدث أصدقاءنا الأجانب عن موت أحد ذوينا، وكيف نتصرف ونحن نلتقي صديقا أو صديقة فقد/ت أحد ذويها قريبا.. هذه معضلة حقيقية!.
*
العالم الآخر..
ان علة الخوف من الموت أو الفرح أو عدم التظاهر بالحزن على أقل تقدير، مردّه رؤية كلّ من الثقافتين الغربية والشرقية لعالم ما بعد الموت.
في الشرق، الموت هو البرزخ، الجنة والجحيم.
في الغرب، الموت هو الحياة الأبدية مع المسيح. وفي التعبير المسيحي لا تستخدم كلمة الموت، وانما يستعاض عنها بكلمة (الانتقال)، فيقال -انتقل فلان-.
هنا تشعر أن الموت كلمة مهينة، بينما في الانتقال تكريم واحترام.
الحكم يصدر بالموت، والشنق والاعدام يرفق بعبارة (حتى الموت). وعندما يتشاجر أثنان أو يتباغضان يدعو أحدها للأخر بالموت أو يتوعده بالموت. من يخالف الدين يحكم بالموت، ومن يخالف الدولة يحكم بالموت، ومن يسئ في أمر فمصيره الموت. الموت أسهل شيء وأكثر حضورا وتواردا في ثقافة الشرق. القتل والرجم والجلد والتجويع والقصاص كلها صور للموت، ومن أطرف القول (ولكم في القصاص حياة يا اولي الألباب). هذا يجعل كثيرين يستنكرون أن يكونوا من (أولي الألباب) فلا يكون لهم في القصاص نصيب!.
هنا يمكن القول أن الموت يشكل جوهر الدين أو مبرره الأساسي. وتعدّد الأديان، تعبير عن تعدّد فلسفات الموت في الثقافات المختلفة. حيرة الانسان الأول أمام سؤال الموت قاد إلى نمطين من التعامل: السلبي والايجابي.
مثلت الديانة اليهودية تلخيصاً لمفاهيم الشرق القديم عن الحياة والموت والفضيلة والمجتمع والخلود. الشرق بشقيه الرافديني والنيلي. ثقافة ملتبسة بالخوف والتوجس الدائم المقترن بتقديم القرابين والأضحية المتعددة خلال العام وتكرار الصلوات والأناشيد الدينية تزلفا وتضرعا للربّ الأله. ناهيك عن توسل صيغ قرابة أو علاقة خاصة للتميز أمام الآخرين. كان ملوك الرافدين والفراعنة يزعمون انحدارهم المباشر من ظهراني الآلهة أو تمثيلهم واتصالهم المباشر بهم، وهو ما استورثه (الأنبياء) في مرحلة لاحقة. فالـ(نبيّ) شخص وسيط بين الإله وشخص الملك لتوصيل الرسائل وتحصيل البركات. لكن تلك العلاقة لم تتحرّر من الخوف والضراعة والطاعة العمياء والخضوع والتبعية وحالات التمرّد والعصيان والانحراف التي استتبعت سلسلة من لعنات ووعيد ومراثي وأحداث مؤلمة لما تزل تجترح الذاكرة العبرانية وتتشظى في ثقافات الشرق الأوسط بنسب وأنماط متعددة. وكما جاءت (اليهودية) مستخلصة لثقافات الشرق الأوسط القديمة، تبعها الاسلام بعد حوالي الألفي عام، لإعادة استنبات مظاهر تلك الثقافات وإعادة انتاج الفكر اليهودي بنسخة عربية حجازية، دونما تغيير أو تعديل في ثقافة الموت وأهوال الجحيم.
*
المفارقة والاختلاف..
اعتقدت اليهودية أن الطريقة الوحيدة لتجنب الجحيم هو التزام أداء طقوس الفرائض والأعمال الحسنة فتضمن الشفاعة لهم في العالم الآخر.
هنا كان ظهور دعوة يوحنا المعمدان للتوبة عن عمل الشرّ وإقامة المعمودية دالة فارقة للانتقال من حياة الخطية إلى حياة التوبة والصلاح. وكان يوحنا يجول في مستوطنات وادي الأردن داعيا للتوبة ويعمد التائبين.، "صوت صارخ في البرية ،توبوا فقد اقترب ملكوت السموات". لكنّ يوحنا الذي يعني اسمه بالعبرية (الربّ تحنّن!)، لم يحمل وعداً أكثر من ذلك، جاء تحقيق ذلك الوعد من خلال ابن خالته يسوع المسيح، ومعنى "يسوع" – الربّ يخلّص-. فكانت رسالته هي الخلاص (من الخطية) أو "رجاء العالم" (في الحياة الأبدية). وهنا يذكر أن الأبدية، أو الخلود، والخلاص من الموت كان سؤال ملحمة جلجامش وغاية مسعاه. أما طريقة الخلاص الموعود فهي الايمان برسالة يسوع.. "الحقّ الحقّ أقول لكم، إن من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني تكون له الحياة الأبدية، ولا يحاكَم في اليوم الأخير، لأنه انتقل من الموت إلى الحياة. الحقّ الحقّ أقول لكم، إن الساعة التي يسمع فيها الأموات صوت ابن الله، ستأتي بل هي الآن، والذين يسمعونه، يحيون"/ يوحنا5: 24،25. ولم تفته الاشارة لما سبقه بالقول: "أنتم تدرسون الكتب لأنكم تعتقدون أنها ستهديكم إلى الحياة الأبدية. هذه الكتب تشهد لي. ولكنكم ترفضون أن تأتوا إليّ لتكون لكم الحياة"/يو5: 39، 40. فالثقافة الاجتماعية للغرب النابعة من الوجدان المسيحي لا تنظر للموت نظرة الخوف والارتياب والتوجس وانما نظرة اطمئنان ويقين للأبدية. فالمسيح هنا يسجل موقفا مميزا من الحياة ومفهوما جديدا من الموت قائما على الانتصار عليه. صحيح أن هذا المفهوم روحي يتجاوز المعنى الفيزياوي للجسد، لكن جوهر فلسفته ينتمي إلى الخلاص السابق لذلك من الشعور بالخطية. وذلك على خلفيات الفكر الديني الذي جعل الموت مرتبطا بالخطية (لأن الخطية إذا كملت تنتج موتاً)/يع 1: 15. هذا الخلاص يتأكد من خلال معالجة العوامل النفسية والفكرية التي تحاثثه. وما يسمى حالة سلام مع النفس أو مع العالم، التي يحسها الانسان الغربي أو المسيحي، نابعة من الشعور بالتبرير الحاصل بالايمان أساساً. وينعكس بالتالي في الرؤية العامة للحياة والانسانية والوجود..



#وديع_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيرة و مكان
- قراءة في مجموعة [إمرأة سيئة السمعة]
- الطائر الذي يغني من داخل القفص
- العنف.. ثمرة ثقافة سيئة
- الاشتراكية..تحرير الفكرة من العصبية والدولة
- وأذكر أني عراقيُّ.. فأبكي!..
- العنف الاجتماعي بين الهمجية والمرض النفسي
- (غداً..!)
- أشعياء بن آموص
- (حجيّة غُرْبَتْ)
- إلى وسام هاشم
- الانتخابات العراقية.. أكبر صفعة لآلام العراقيين (لكي لا يُلد ...
- منفيون(14)
- مقامة نَسِيَها الواسطي
- منفيون(12)
- منفيون من جنة الشيطان
- منفيون(11)
- منفيون(10)
- منفيون(9)
- منفيون(8)


المزيد.....




- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وديع العبيدي - الموت.. دورة المطلق الحميمة