أمنية شبه مستحيلة

سعد تركي

الحوار المتمدن-العدد: 2664 - 2009 / 6 / 1 - 11:08
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    

بعد أشهر سيكون علينا أن نشارك في انتخابات مجلس النواب لاختيار ممثلينا..وقبل ان نذهب الى صناديق الاقتراع سيكون علينا ان ننصت الى وعود المرشحين ونصدقها..وان نتحمل رؤية صورهم وهي تزيد من قتامة وكآبة شوارعنا وساحاتنا والكتل الكونكريتية..
بعد أشهر سيكون لزاماً علينا أن نذهب الى صناديق الاقتراع لا لأننا آمنا بالكلام عن الديمقراطية والشفافية والفيدرالية وبوعود المرشحين لكن لأننا نؤمن بالوطن وأن فيه من الصالحين ما يفوق عديد الطالحين,لأننا لن نتوقف أبداً عن الحلم بغد أفضل,لأننا(وان فشلنا سابقاً في اختيار الصالح)نتعلم من تجاربنا السابقة.
سنرى (كما رأينا سابقاً) من سيجعل لنا(الهور مركة والزور خواشيك).وسيقضي على شيء اسمه بطالة فلن نرى -بحسب وعودهم- أي(عطّال بطّال) ربما لأنهم(العاطلون عن العمل)سيموتون هماً وكمداً أو يقضون بمفخخات المناضلين أو أحزمة المجاهدين!!سنرى (قبل أن يرتد الينا طرفنا) من يبني للأجيال الآتية بيتاً وسكناً وستفيض المساكن والشقق عن حاجة مواطنينا لتصبح لدينا ازمة سكان بعد أن كانت أزمة مساكن,كما أصدقنا وعده وزير كهربائنا الوطنية فصرنا نصدر الفائض منها(بلية حسد)الى دول الجوار!!
بعد أشهر سنرى(كما رأينا سابقاً) أن جل المرشحين يحملون جنسية مزدوجة ويحملون جوازي سفر يعيناهم على قضاء حوائجهم في حال أعيتهم الحيلة أو تعرض أحدهم للشمس فبانت عورته وافتضح أمره ولم يعد بامكان كتلته أو حزبه الا التضحية به حفظاً لوجوه أريق ماؤها من كثرة الكذب والمماطلة والتسويف..وسنرى من يعلق فشله على من سبقه كما علق السابقون فشلهم على الوضع الأمني المتردي وكما علقه الأسبقون على خطايا النظام المباد..سنرى الفائزين في الجلسات الأولى لبرلماننا العتيد يشرعون القرارت والقوانين التي تزيد من امتيازاتهم في حين يبقى ما يخصنا معلقاً على الرفوف يعلوه التراب..
ولكي لا نرى ما كنا قد رأيناه سابقاً (لأننا سئمنا تكراره كفيلم رديء عرض أكثر من مرة وصار بدؤه كما منتهاه معروفاً للجميع) ندعو المفوضية العليا المستقلة للانتخابات أن لا تقبل مرشحاً يحمل جنسية مزدوجة,وأن يكون ممن شاركنا في أكل خبز الحصة التموينية زمن صدام عله بهذا يكون مخلصاً وأميناً شاعراً بأخوته ومواطني بلده الذين تقاسموا رغيف الحصة الأسود مغمساً بـ(وحش الطاوة)!!

#سعد_تركي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل