أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد مضيه - الجدار ..نقتلعه أم يقتلعنا















المزيد.....

الجدار ..نقتلعه أم يقتلعنا


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 2655 - 2009 / 5 / 23 - 10:33
المحور: القضية الفلسطينية
    


عودنا المحتلون الإسرائيليون ان لا نتق بمبرراتهم، ولا بتفسيراتهم حتى ولا بوعودهم. لا نصدق الخطاب الإسرائيلي إلا عندما يسرب أن هدفه الاستراتيجي هو اقتلاع السكان الأصليين وإحلال اليهود محلهم. وحقا ما قاله بابا الفاتيكان، فالجدار مثلما بني يجب أن يهدم. والطلب يستجيب لمقتضيات القانون الدولي كما ورد في فتوى محكمة العدل الدولية؛ كما أنه يستجيب لمتطلبات السلام في المنطقة . فإذا ما نفذ المشروع الصهيوني بالكامل فسوف تستقطب إسرائيل غضب وكراهية الشعوب العربية، وستحكم حولها جدار العزلةالخانق. لم يكن شارون يعني سوى المراوغة وهو يدعى أن الجدار يشيد لغرض امني. اللغة السياسية للإسرائيليين مخاتلة ومراوغة، والأمن في قاموس السياسة الإسرائيلية مرادف لنهب الأرض والتوسع الاستيطاني. لكن الوهم العاجز تخيل الجدار يضع حدا لأطماع إسرائيل التوسعية، ليأتي التطبيق العملي اللاحق ويبدد الوهم. فالجدار خطوة على طريق التوسع الاستيطاني؛ وما لم يقوض فسيقوض الوجود الفلسطيني على أرض الوطن.

في البداية سمح للمزارعين عبور الجدار من بوابات إلى أراضيهم بقليل من العوائق؛ وما هي إلا أسابيع حتى تتالت القرارات العسكرية تصعد تدابير عرقلة عبور المزارعين هنا وهناك في بقاع الضفة الغربية. وخلال واحد وأربعين عاما والقرارات العسكرية هي النافذة وصاحبة القول الفصل. منذ واحد وأربعين عاما والشعب الفلسطيني يخضع لأنظمة الطوارئ والأحكام العسكرية، والمحكمة العليا تقارب القرارات العسكرية مسلمات، باستثناء حالات قليلة توفر فيها ضغط شعبي. برزت من خلف المهمة الأمنية مهمة قضم الأرض. مصادرة المزيد من الأراضي الفلسطينية وضمها إلى المستوطنات، ثم ترحيل السكان العرب.
كتب ميرياد ماكواير في مجلة كاونتر بونش يهيب بالرئيس الأمريكي ، أوباما،الوقوف ضد نظام الأبارتايد في فلسطين، مثلما وقف من قبل ضد النظام في جنوب إفريقيا. وقال الكاتب،" كل من جاء فلسطين من قادة النضال المناهض للأبارتايد من جنوب أفريقيا أكدوا أن ما يجري في فلسطين أبشع مما كان يجري في بلادهم إبان الحكم العنصري".
واصدر مكتب الأمم المتحدة للشئون الإنسانية تقريرا أورد فيه أن الجدار سوف يقيد وصول الناس إلى أماكن العمل والمراكز الطبية والتعليمية وأماكن العبادة. وبات معلوما أن القدس الشرقية سوف تقطع تماما عن الضفة الغربية . وفي منطقة أخرى سوف يعزل خمسون ألف مواطن عزلا تاما بين الجدار وما كان سابقا الخط الأخضر. وسيحرم هؤلاء من الوصول إلى المدارس والعيادات الصحية والمحلات التجارية داخل إسرائيل أو الضفة بدون الحصول على التصاريح. وبذا فالحاجز ’ الأمني‘ هجومي لا دفاعي؛ وهو مثال يوضح كيف تحاول إسرائيل طمس الواقع عن طريق التلاعب باللغة".
واستطرد التقرير يقول، "ما يجري بعد تشييد الجدار يذكّر بما قاله يهوشافات بالمون مستشار رئيس بلدية القدس للشئون العربية في 26إبريل 1972’نحن نستولي على الأرض أولا ، وبعد ذلك يحضر القانون‘: إجراءات الطوارئ للدفاع، قانون المناطق المهجورة، قوانين الطوارئ لمصادرة الأراضي الفلسطينية المهجورة، قانون أملاك الغائبين، قانون يتيح لكل ضابط إعلان المنطقة عسكرية ألخ، هذه القوانين هي محاولات لتعزيز الخرافة التي روجها الصهاينة حين قالوا عن فلسطين ’ أرض بلا شعب‘. أما الكاتب اليهودي موشيه كيرين فقد أطلق على التدابير ’نهب بالجملة مغلف بقشرة القانون‘".
ومضى التقرير إلى القول،" تستند الدولة الصهيونية إلى استبدال السكان الفلسطينيين باليهود بواسطة القوة. وبذا فمنع المزارعين العرب في الضفة الغربية عن طريق القوة من قطف الزيتون في الموسم السابق إحدى الوسائل المتبعة لتدمير الحياة التقليدية وإجبار الناس على النزوح من أراضيهم. (وسنرى في واقع قرى شمالي الضفة ما يؤكد ذلك). وبالمثل فإن الاستراتيجيات الهادفة لتهويد مناطق سكنى العرب ومأسسة التمييز ضدهم داخل أراضي 48 ما هي سوى محاولات لجعل حياة المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل صعبة لا تطاق بحيث تضطرهم للهجرة . باختصار يجري على جانبي الخط الأخضر تنفيذ مخطط تطهير عرقي هدفه تخفيض الكثافة السكانية ولغاية النهائية إنجاز المشروع الصهيوني ل ’استصلاح‘ المناطق التاريخية للفلسطينيين واستئصال ’التهديد ‘ الفلسطيني".
يختزل تقرير مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ( OCHA )، أضرار الجدار بالأرقام فيقول:

يتألف الجدار حاليًا من أسوار إسمنت مسلح، وحواجز، وطرق، وأسلاك شائكة، وسياجات كهربائية وهو يمتد على طول 409 كم، يبلغ طول الجدار الجديد المخطط بناؤه 780 كم.
يشار إلى أن رئيس لجنة الاقتصاد في الكنيست الإسرائيلية قدر أن تكاليف بناء الجدار ستبلغ 3.4 مليار دولار أمريكي، وبالتالي ستبلغ تكلفة الكيلومتر الواحد 4.7 مليون دولار أمريكي.
الأضرار الناجمة

إن حوالي 840,000 دونماً، أي ما يعادل 14% من أراضي الضفة الغربية ( القدس الشرقية مستثناة) ستنحصر بين الجدار والخط الأخضر. منها معازل(أراضي يحيطها الجدار من الجهات الأربع ) تقدر مساحاتها ب 148,000 دونمًا ومناطق مغلقة( أراضي سوف تعزل ما بين الجدار الفاصل والخط الأخضر) ، وتبلغ مساحاتها 612,000 دونما، ثم ما مساحته 81,000 دونمًا تخصص للحواجز الثانوية أو الحواجز العميقة التي يخطط جيش الاحتلال لإقامتها .
تجدر الإشارة إلى أن هذه الأراضي تؤوي اليوم أكثر من 274,000 فلسطيني يعيشون في 122 قرية ومدينة.
• 161,000 نسمة سيعيشون في المعازل.
• 96,000 نسمة سيعيشون ضمن ما يسمى بمنطقة الحواجز الثانوية.
• 17,000 نسمة سيعيشون في المناطق المغلقة بين الخط الأخضر والجدار.
إضافة لما تقدم سوف يضطر أكثر من 400,000 فلسطيني يعيشون شرقي الجدار عبوره من أجل الوصول إلى مزارعهم، وأماكن عملهم ؛ وهذا يعني أن حوالي 680,000 فلسطيني، أو ما نسبته 30 % من مجمل فلسطينيي الضفة الغربية سوف تلحقهم الأضرار بشكل مباشر من وجود الجدار الفاصل.

* طول الجدار الفاصل:

يبلغ طول الجدار780 كيلومتر بما في ذلك الجدار المبني في القدس ويمتد الجدار الجديد من جنين شمالي الضفة الغربية، حتى محافظة الخليل في أقصى الجنوب. وبسبب الالتواءات في مساره فوق أراضي الضفة الغربية، فإن طول الجدار سيكون ضعفي طول الخط الأخضر؛ وحين يستكمل بناؤه سيفوق طوله أربعة أضعاف طوله الحالي.
جدير بالذكر أن 11% فقط من الجدار الحالي مبني على طول الخط الأخضر الذي تقرر في العام 1949؛ وأما باقي الجدار فهو يقتطع عميقًا داخل أراضي الضفة الغربية- حوالي 22 كم- حيث يحيط بمستوطنة اريئيل المقامة على أراضي مدينة سلفيت وقرى مردا و ياسوف وكفل حارس.


صورة 1: مقطع من الجدار في طولكرم

صورة 2 : مقطع من الجدار في القدس

علاوة على ما تقدم فان المنطقة المحصورة بين الجدار الفاصل والخط الأخضر تتضمن 54 مستوطنة إسرائيلية غير شرعية، يقيم بها 142,000 مستوطناً، أي ما يعادل63% من المستوطنين الذين يسكنون في الضفة الغربية، إضافة إلى الاستيطان شرقي القدس.

* العواقب الإنسانية:

معطيات التقرير الوارد أعلاه غير مكتملة؛ فهي تغفل حقيقة لم تخطر بالبال. فالمنطقة التي أطلقت عليها الأوامر العسكرية الأخيرة " منطقة تماس" تشمل أراض على جانبي الجدار الجدار، وليس خلف الجدار فقط. منها أراض أمام الجدار يتراوح عرضها بين خمسمائة وألف متر. يمنع العمل داخل المنطقة ، بما في ذلك خدمة الأرض وإقامة البنية التحتية. وفي بيت عوا اعتقل موظف بلدية كان يشرف على نصب أعمدة كهرباء لإنارة القرية، حيث اعتبر العمل ضمن المنطقة العازلة. وبالنتيجة وسع الجيش مناطق التدريبات العسكرية ؛ وبات كل من يتواجد داخل منطقة التماس عرضة للخطر. وتصريح العبور بموجب الأمر العسكري الجديد لا يلغي مفعول الأمر العسكري بالإعلان منطقة عسكرية. فالأوامر العسكرية لا تلغى بالتقادم. أما الإعلان عن إعادة العمل بأمر سابق فيلغي تلقائيا تصريح عبور البوابة. وعندما اغتال الجنود ياسر الطميزي من بلدة إذنا كان يحرث أرضه التي تبعد سبعمائة متر عن البوابة على الجدار.
أما الوقائع المتعينة على الأرض فتقول أن هناك جدارا ديمغرافيا من شانه أن يحول دون إحداث تغييرات على الأرض. فلكي لا يجري توسيع الضفة جنوبي محافظة الخليل، وفق ترتيبات تسوية محتملة قد تفرض على إسرائيل ولو بادنى الاحتمالات، ومن أجل النهب المنظم لأراضي المزارعين العرب، فقد أقيم قوس مستوطنات جنوبي محافظة الخليل يستحيل اجتيازه. والمستوطنات على أراضي يطا والسموع والظاهرية هي كرمل ، ماعون، سوسيا، شمعة ، تينة، اشكولون(قرب أراضي الرماضين). وشرعوا يعززون المستوطنات بأخرى جديدة منها حافات ماعون، بيت يائير . وجاء صاحب أغنام يهودي وسكن بأغنامه فوق تلة تخص مزارعين من يطا. واعتاد حرس المستوطنات إطلاق النار على كل من ينوجد بالمنطقة سهوا أو عامدا. وفي هذه المنطقة لم يشيد جدار.
وكل من يسافر من رام الله إلى نابلس وطولكرم يشاهد عشرات المستوطنات منثورة فوق قمم الجبال والتلال. أساليب لقضم الأرض، وحاجز امني للساحل وما أقيم عليه من مدن ومشاريع صناعية وخدمية ، كما يقطن بها أصحاب الأعمال كي يفوزوا بالإعفاء الضريبي .
نتيجة بناء الجدار سوف يفقد عدد من المواطنين الفلسطينيين المعتمدين على الزراعة وتربية الدواجن مصدر الرزق وسوف يعانون المشقات وتتعطل خدمة الأراضي بسبب ممارسات حرس بوابات الجدار. يشار إلى أن من الصعب إصلاح الضرر النازل بالأراضي الزراعية وبالممتلكات نتيجة بناء الجدار. وحتى لو طرأ تحسن على الوضع السياسي فإن الفلسطينيين لا يملكون القدرة على ترميم هذه الأضرار أو إعادة الوضع إلى سابق عهده. يتبع



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجد لكم يا حراس الأرض
- الدفاع عن الأرض دفاع عن الوطن
- علم النفس الإيجابي وبناء الاقتدار بوجه الهدر
- استحالة التقدم في ظل الاستبداد
- عرض كتاب -الإنسان المهدور- الحلقة الثانية
- الإنسان المهدور
- مين فرعنك يا فرعون
- محمود أمين العالم في الحياة الفكرية العربية 3- جدل الواقع في ...
- محمود أمين العالم في الحياة الفكرية العربية - 2 الجدلية جوهر ...
- محمود أمين العالم في الحياة الفكرية العربية الحلقة الأولى
- المجزرة .. كوارث ودروس
- الجدار واغتيال ياسر
- الهندسة الوراثية لدولة إسرائيل
- الأحزاب الصهيونية تتبارز بالدم الفلسطيني
- بوش والحذاء... سخرية في حفل ساخر
- فليسعد النطق إن لم يسعد الحال
- تصعيد المقاومة الشعبية بوجه سعار الاستيطان
- زيوف أقحمت لتشويه الماركسية
- ماركسية بلا زيوف 1
- تحية للحوار المتمدن في عيده السابع


المزيد.....




- علماء يستخدمون الذكاء الاصطناعي لحل مشكلة اختفاء -غابات بحري ...
- خبيرة توضح لـCNN إن كانت إسرائيل قادرة على دخول حرب واسعة ال ...
- فيضانات دبي الجمعة.. كيف يبدو الأمر بعد 3 أيام على الأمطار ا ...
- السعودية ومصر والأردن تعلق على فشل مجلس الأمن و-الفيتو- الأم ...
- قبل بدء موسم الحج.. تحذير للمصريين المتجهين إلى السعودية
- قائد الجيش الإيراني: الكيان الصهيوني اختبر سابقا ردة فعلنا ع ...
- الولايات المتحدة لا تزال غير مقتنعة بالخطط الإسرائيلية بشأن ...
- مسؤول أوروبي: الاتحاد الأوروبي يحضر الحزمة الرابعة عشرة من ا ...
- إصابة 3 أشخاص في هجوم انتحاري استهدف حافلة تقل عمالًا ياباني ...
- إعلام ونشطاء: هجوم صاروخي إسرائيلي جنوبي سوريا


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد مضيه - الجدار ..نقتلعه أم يقتلعنا