أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - عالم الرياضة - وسام الحسيني - عفيه بلد مابيه شريف !!














المزيد.....

عفيه بلد مابيه شريف !!


وسام الحسيني

الحوار المتمدن-العدد: 2653 - 2009 / 5 / 21 - 02:33
المحور: عالم الرياضة
    


وانا اتابع لقاء ناديا الغرافة مع الريان في نهائي بطولة كأس امير دولة قطر أذهلني الطراز العمراني الراقي للملعب الذي تجري عليه المباراة حيث المشهد ولا اروع ولا أحلى مشهد انيق يعكس ما وصلت اليه دولة قطر من تطور عمراني في مجال البناء والإنشاءات وما أدهشني أكثر هو كلام معلق المباراة ان المدرجات مكيفة بالكامل من كل جهات الملعب التي تحيط به من كل مكان كاميرات نقل تلفازي يتجاوز عددها ال22 كاميرا غير الكاميرا الأخطبوط التي تتحرك فوق رؤوس اللاعبين بمشهد ولا في الأحلام ..
لكن !!
ما آلمني حقاً هو مشهد التتويج والطريقة التي تم بها هذا التتويج !!
مشهد مأخوذ من بغداد القديمة وحكايات ألف ليلة وليله ..
مشهد بساط الريح تكرر بطريقة فنية مبهرة إعيد إنتاجه من حكايات التراث العراقي الجميل الى مشهد فني تقني لا تكفي كلمات الإنبهار لوصفه حينما هبط على الفريق الفائز وحملهم لمنصة تواجد امير دولة قطر لغرض التتويج .. ليست الحسرة على التراث الذي لا نعرف قيمتهُ لكن حسرةً على حال البلد ماعانى ومايعاني وسيعاني مع كل يوم وسدنا فيها أمرنا لغير أهل الأمر .. فلا صدام كان يحمل مؤهلات إدارة دولة بحجم العراق أغرقها بحروب اباد من خلالها الطبقة الوسطى المثقفة في المجتمع والتي كانت الأداة الحقيقية للتغير وأحرق ثروات البلاد التي خرجت من حكمه بمديونية تتجاوز ال120 مليار دولار .. ولا من وصلوا للسلطة اليوم الذين وجدوا أنفسهم في مركز أكبر من قابليتهم الطبيعية بكثير من الدرجات فأستغلوا اماكنهم لأنفسهم فقط .. كلّ ما يمكن ان افعلهُ وانا اتابع هذه الأناقة هو أن اقف مشدوها امام التلفاز لأتابع بحسرة وغصة على حال بلدي الذي يعتبر من أغنى دول العالم بما يملك من ثروات مادية وبشرية ولا يملك اُناس بنزاهة وكفاءة من يتواجد برأس السلطة في قطر.. قطر البلد المستقر إقتصادياً تقدر ميزانيتها السنوية للعام الحالي بما يزيد عن ال15 مليار دولار بنفوس لا تتعدى المليون نسمة والعراق بنفوسه السبع والعشرون مليون وبميزانيته 67 مليار دولار والميزانية الإنفجارية السابقة والتي بلغت ال80 مليار دولار في حين ان الحكومة عجزت عن توفير مفردات البطاقة التموينية للمواطن مع ان الحكومة ترصد لها مبلغ 6 مليارات دولار سنوياً وكل مايصل للمواطن منها هو دقيق يحتوي على برادة الحديد ومادة او مادتين منتهية الصلاحية او غير صالحة للإستهلاك البشري ولازال الوزراء يتحدثون عن الشفافية والديمقراطية والحرية التي ينعم بها العراقيون بعد الطاغية والحلّ الأمثل للقضاء على الفساد الأداري حسب رأي وزير التجارة هو القضاء على البطاقة التموينية !! هل ننتضر بعد ذلك علاج وتغير من أُناس بهذا المستوى من التفكير !!
مافائدة الديمقراطية والحرية مع وزراء متهمين بالفساد و الإرهاب وما الحكمة أصلاً من إسقاط صدام إذا كانت الغاية التي كنا نرجوها بإسقاطه لازالت بعيدة المنال وصعبة وقد تكون مستحيلة !.. وما فائدة إعدامه إذا كان القانون عاجز عن محاكمة وإعدام قتلة ومجرمون تحميهم متطلبات العملية السياسية !! وما فائدة التغير أصلا حينما نستبدل وجوه قبيحه بوجوه أقبح من ذي قبل ! وما فائدة الميزانية الإنفجارية إذا كان طريقها لجيوب لصوص العملية السياسية و حاخاماتهم من أصحاب كشائد الشياطين في بلاد العُطل والعاطلين عن العمل من الخريجين المثقفين في حين إن مدراء وموظفين بمراكز مهمة لا يحملون حتى شهادة البكلوريوس وصلوا للسلطة بخلفياتهم الحزبية كما كان سابقاً .. فأين التغير الذي دفعنا ثمنه!
آلا من شيء يقيد غرور لصوص السلطة اليوم داخل ذواتهم بعدما كانوا يعيبون على صدام بذخه وترفه وبناء القصور والشعب يعاني فاقه الحصار الإقتصادي .. على العكس تماماً ففي دواخل صدام كان هناك غرور مقيد منذ أنّ أتى لرأس السلطة بحادثة إغتيال عبد الكريم قاسم حيث لم يستطع صدام بمقدار تسلطه على العراق وطغيانه على أهله أن يحول الحدث الى قضية بطولية حينما صاغها كفلم سينمائي كان فيه البطل حسب مايدعي مع إن دورهُ في العملية كان توفير الحماية للمهاجمين واصابته في الحادثة كان عن طريق التراشق المتعاكس مع الغريري الذي قتل نتيجة هذا التراشق الخاطئ على سيارة الزعيم عبد الكريم قاسم ورغم مافعل وما لمّع فلازالت بنظرنا قضية جنائية تدل على طبيعة صدام .. لكن لصوص العملية السياسية اليوم ليس لهم ما يخشوه وما يقيد غرورهم داخل ذواتهم مع سدنتهم على مايبدو فالخشية على العراق فقط من الخراب هذا إن لم يصل للآن للخراب المطلق على ايديهم فالممسوخ لا يخشى على نفسه من سحق التاريخ .. وسيبقى سؤال المهداوي رئيس محكمة الشعب آنذاك حينما سأل المدانون الذين تم القاء القبض عليهم بتهمة محاولة إغتيال الزعيم عبد الكريم قاسم بعدما عرفوا أنفسهم واحداً تلو الآخر بأسم فلان التكريتي وعلان التكريتي فقال لهم ساخراً : (شو الربع كلها تكارته عفيه بلد مابيه شريف بس أنتو !! عجل يابه شراح اتسوون إذا اخذتوا السلطة ؟ ).. المهداوي حكم عليهم بالإعدام إلا ان الزعيم قال فيهم قوله المشهور (عفا الله عما سلف ) ليطلق سراحهم ويعودوا بإنقلابهم بعد حين ويقتلوه ويجيبوا على تسآئل المهداوي طيله سنين حكمهم السوداء .. ولصوص السلطة اليوم اجابوا عن نفس التساؤل حينما كانوا يُسألون به عن ماذا ستفعلون بالعراق بعد الإطاحة بصدام وقد أجابوا وللسنة السادسة على التوالي عن هذا السؤال بطائفيتهم وبفسادهم المالي والإداري وحتى الخلقي !! .. ولا أعلم متى سنجد الشريف الذي يتقي الله فينا حقَّ تقاته ويخرجنا مما نحن فيه.. حتى ذلك الحين سيبقى بساط الريح يطوف بين البلاد كما السندباد الى أنّ يلطف بنا وبه ربُّ العباد !!



#وسام_الحسيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إجعلوها ثورةً على هبل !!
- اعلوا هبل ..اسقطوا هبل !!
- معلش احنه بنتبهدل ..!!
- عرقنة الصومال
- لُطّفَاَ ..السِفَارَةْ في اَلّعِمَارَة !!
- طغاة نوعية فاخرة..صنع في العراق!!
- ثقافة المجاملات ..إلى أين!!
- أحبكِ أبداً
- قنبلة العمامة المسيسة .. إختراع لتدمير العقول!!
- لَستِ حَبيبتي ..حَبّيبتي لا تَكّذبّ..!!


المزيد.....




- قيمة ميسي تتراجع مع إنتر ميامي
- يويفا يدرس مخاوف كومان وساوثغيت من قوائم منتخبات يورو 2024
- تشابي ألونسو.. ليفربول يبحث عن خيار آخر وبارقة أمل لريال مدر ...
- محترف الهلال ميتروفيتش يتحدث عن أجواء رمضان في السعودية والو ...
- بالفيديو.. بنهاية عنيفة منتخب المغرب لكرة الصالة يفوز على إي ...
- أمير سعودي يعلق على إمكانية عودته لرئاسة النادي الأهلي (فيدي ...
- “الربع النهائي” موعد مباراه الاهلي وسيمبا التنزاني والقنوات ...
- تابع أشهر نجوم العالم في الدوري السعودي.. دلوقتي أحدث تردد ق ...
- عجلة الدوريات الأوروبية الكبرى تعود للدوران بعد التوقف الدول ...
- -يورو 2024-.. اليويفا يدرس مشكلة تؤرق بال المدربين


المزيد.....

- مقدمة كتاب تاريخ شعبي لكرة القدم / ميكايل كوريا
- العربي بن مبارك أول من حمل لقب الجوهرة السوداء / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - عالم الرياضة - وسام الحسيني - عفيه بلد مابيه شريف !!