أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هبة عصام الدين - قصائد من ديوان “حُلة حمراء وعنكبوت”















المزيد.....

قصائد من ديوان “حُلة حمراء وعنكبوت”


هبة عصام الدين

الحوار المتمدن-العدد: 2643 - 2009 / 5 / 11 - 05:53
المحور: الادب والفن
    



1- ما هوَ لي




العرّافةُ لا تُغريني الآنَ
ولا الأبراجُ
ولا الصَدَفُ المسكونُ بصوتِ الموجِ
وطعمِ الملحِ
ورائحةِ الحلمِ الغجريْ
صار سواءً
أن يقتات البحرُ قصورَ الرملْ
أو أن تنفضَ عن عينيكَ
نعاسَ الوقتْ
أو ترتادَ دروبَ الرفضِ
على صهوةِ فرسٍ مجنونْ
عِشْ في حذرك حتى الموتْ
واحسب خطوَك قبل عبورِ الشارعِ
قبل صعودِ سلالمَ بيتِك
قبل الشفع وقبل الوترِ
وبعد القبرِ
وصارع وشماً
في ناصيةِ الزمنِ الفائت
لا يعنيني أن يوقظك الوخزُ
ولا يشغلني شَيءٌ
حول مداراتِ الأحلامْ
ما هوَ لي
سيجوب الوقتَ إلى حينٍ
وسيرقص فوق سنام الجمر إلى حينٍ
أثَرٌ كرفيفِ فراشاتٍ في أقصى الأرضْ
سيفكك أحجيةَ الحلقاتِ المنسية
سيقدم أحداثا ويؤخر أحداثا أخرى
ويبدّل كرةَ النارِ بماء الوردْ
ما هوَ لي
يأتيني سعياً
لن أخطفهُ مِن بينِ كفوف الأقزامْ
لن تلمح أعينُهم أطرافَ ردائي الورديْ
ما هوَ لي
سيُفرِّع أجنحةً عطْشَى
ويطير إليْ ..





……………………………..







2- غيبوبة






الزائراتُ يُثِرنَ فوضى الذاكرةْ
يكتبْن فوق مُلاءةِ المشفى
وأغلفةِ الدواءْ
يكشفن عُرْيَ وجوههِنْ
هذي أنا
هذي أنا
والثالثةْ
والرابعةْ..
يحملن نفسَ ملامحي
وذبوليَ المجبولَ من أوجاعهنْ .

كَتَبَتْ أنا:
بي رجفةٌ تمتد من عمقِ الغيابِ إلى دمي
وتـَرِفُّ من سفح التلال الظامئاتْ
حتى سماء الأمنيةْ
.
الثانية:
أثرٌ على رمل الدروب الضائعةْ
رجعُ الصدى
ونقوش حناءٍ بذاكرة الأفولْ .

الثالثة:
وقتٌ بمقدارِ الجروحِ
يُعبّئُ الوجعَ المسافرَ
ثم يمضي مُبطئاً أو مسرعاً
كلٌّ تُحرّكهُ الحمولةُ فوق ظهرِ عقاربهْ

.
الرابعة:
حتماً ستُختَصر الحياةُ بلفظةٍ عاديةٍ
ستُمَدُّ في ظهري انحناءةُ ناسكٍ
ويزول من قلبي الجنونُ مبكراً
وأُزَجّ في منفىً أصمَّ بكذبةٍ كبرى
وألفِظُ بغتةً بعضَ اليتامى
.
الخامسة:
شطحُ النجومِ الهارباتِ من الدُوارْ
أُهدِي لنافذتي مساءً عارياً
وأبُث في كَتِفِي رفيفَ الأجنحةْ
يقتاتني شبحُ الأبدْ
ويشدني وخزُ الجذورِ المنهكاتْ
أرتد أسئلةً يموءُ جنونُها
وأعود أفترش الحياةَ كما هي:
أحلامي البكماءُ بيتٌ من دُمَى
وصدى الخواءِ يلوكُني..
فلم التعجبُ حين أُزعِجُ غفوةَ الأيامْ
أو أكسر الكرسيَ كي لا أستريح؟! .

السادسة:
لسذاجةِ الأشياءِ طعمٌ مالحٌ
وهمٌ تمدد بين أغطيةِ الضبابْ
أسميتُه حصالةَ الفرحِ
هو ما ادخرتُ من السنينِ التائهاتِ
ولم أزلْ
تمضي الحياةُ وخلفَها
أكذوبتي وحقائبُ السفرِ
.
السابعة:
ياظليَ المخبوءَ خلف وساوسي
ارقصْ فإن العمرَ يأكل ساقـَهُ
والرقصُ سال لعابُه من خطوتِكْ
ارقصْ لتهرُبَ أيها المذعورُ
من شبحِ الفناءْ
وأنا على هدبِ الحياةِ
أراقبُ الموتَ البطيء..

……………………………..





3- حُلةٌ حمراء وعنكبوت






نَمِراتٌ من غاباتِ الجنْ
تتسلق عقلَ الصاخبةِ الشهباءْ
جَمَراتٌ تحرِق بردَ الروحِ
ومسُّ جنونْ

.

ولكارمن عاداتٌ حمقَى
تَدخُلُ حُلَّتَها الغجرية
ترقص
يتطاير ما فوق الجسد الرافض
تتحررُ من صَمغِ الخوفْ
تصعدُ فوق المارةِ والأقزامْ
شامخةً
تتنفس أبخرةَ العمرْ
في الأسفل يعتادون المِلحَ
وخفْضَ الرأسْ

.
للعقلاءِ نصيبٌ
ولكارمن أنصبةٌ أخرى
لا يعرفها الآمنُ تحت الظلِّ
ولا الداجنةُ بكهفٍ حجري
لا يعرفها الخائفُ من خُطوته الحُبلَى

.

يَتسع العالم؛
يستوعب كارمن..
تضجر رئتاهُ؛
يضيق..
غَزْلُ عناكبَ يَشبِكُ قدمَ الطيرْ
ترفضُ، تركلُ،
تنـزفُ حُلّتُها الحمراءُ ،
… تموءْ



……………………………..





4- قبل الفجر






اترك نافذتَك مشرعةً
واستبْقِ الوردَ علي عتبات ستائِرها
فسأدخل قبل الفجر
وقبل الضوءِ الساطعِ من يقظةِ حُلمٍ مبتورْ
وسأنبشُ في أروقةِ الصمت
وأومضُ حيث فَراشُ الوقتِ
يُقايض صوتَ العصفورِ
بلون القزحِ علي جنبيه
وأُطلق طيرَ الحب يثرثر
في قَصَصِ الأطفال
وكتبِ الآلهةِ المنقوشةِ في عينيك
سأوغل في عبث الأوراق الملقاة
على رفٍ مهجورْ
وأشاكس ما خطَّته يداك
فأُوقظ أخيلةً و سطورْ
وسأمرح في فوضاك المثلى
ملابسِك المهملةِ يمينا و يسارا
أقلامِك
عطرِك
لوحاتِك
وبقايا حلوى غافيةٍ
بجوار سريرٍ مخمورْ
سأُدَوِّن ما تهذي شفتاك
وأضحكُ حين تَمَسُّ رُؤاك
تخومُ الوعي
فتفتح عينيك المتعبتين
على طيفي
وتُعاود سُكرك مأخوذا
برحيق الليل
وحين يُرصّع وجهَ الكون
رذاذُ النور
سأقبل فاك على عجلٍ
وسأوصد خلفي نافذةً
يسكنها الورد

……………………………..







5- كانت أنا







تلك العجوزُ المرهقةْ

بملابسٍ سَوداءَ ترمق بعضَ أشيائي الصغيرةْ

تمضي بأمتعة الرحيلْ

برعونة المذعور أركضُ خلفها

تخطو كرعبٍ في دمي

أدنو؛ فتختلج الخُطَى

ترنو إليّ .. تحل بي

رباه ما هذا الجنون..

كانت أنا..!





……………………………..





6- اسكتش






لشروديَ الطوافِ بي
ورعونةِ الحلمِ المشاكسِ في ثياب المدرسهْ
تركيبةٌ
كَتب الجنونُ رموزَها
السطرُ مسكونٌ بألف تميمةٍ
والحبرُ ممزوجٌ بقرص الهلوسهْ
.
لطلاسم العشقِ المسافرِ في صداه إلى دمي
نقشٌ تفرَّق بين لبلاب السماء
ورؤىً يشتت لحنَها
شبحٌ أصمْ
أنا لا أخادعُ إن عشقتُ ثلاثةً
أنا لا أبالغ لو رسمتُ وجوهَهم فوق الزجاجِ
ولا أبالي حين يطويها العدمْ
أنا كائنٌ قيد الخيالْ
والقلب تحت الطبع في ركن المجرةِ
تحت نافذة السأمْ
.
لنبوءتي
وشمٌ يناوشُ خاطري
شباكيَ المهجورُ في كراسة الرسمِ
سأطلُّ منه، وبعدها..
سأدرُّبُ العينَ الوليدةَ
أن تحدِّقَ في الفراغْ …



……………………………..







7- جِنّي






في الشُرفة جِنِّيٌ أسمرْ

يتقلد تاجاً فضِّياً

العينُ اليمنى شاخصةٌ نحو اللاشيءْ

واليسرى يسكنها الحلمْ

في كل صباحٍ أَرقبُهُ

يتسلق درجات الشمسْ

عيناهُ يُحدّثها الله ْ

يُنْبِئها عن سرِّ البدءْ

عيناه نتوءٌ في جبهة زمنٍ صخريْ

تتفجر دمعاً..

فيحلِّق في الغيب نبيْ

……………………………..





8- عابرة ليلية





مُتعَبةٌ فوق رصيف الليلْ
الشفقةُ كانت أجدرْ
لكن الشيءَ الغامضَ يسكنها
فيدبّ الخوفْ
.
نامت في زاوية الحائطِ
صرخَتْ؛ فارتعدت أبنيةُ الشارعِ؛
أطفأتُ المصباحَ الخافتَ والتلفازْ
ونظرتُ من الركن الضيقِِ
في نافذة الغرفةْ .

يخرج حارسُنا الليليْ
تتوسلُ أن تَبقى/
يتركها ويمررُ ثقلَ اللحظاتْ
فتعود الصرخةُ توقظ بومَ الليلْ
أَختبئُ قليلاً خلف ستارِ النافذةِ البكماءْ
.

تصرخُ كي يسمَعَها اللهْ
تثقب أذنَ الحارسِ
يخرج مشتاطاً
ويردد أن الناسَ نيام
يلفظها في جوف الليلْ
.
الروحُ الـ كانت تتوسل شيئاً مجهولاً،
الوقت الغامضُ،
والرهبةُ، ونذيرُ الغيبْ،
ساعاتٌ..
ويُشَجُّ الطفلُ الغجريْ
شاحنةٌ تقذف لعبتَهُ
وتخضب أسفلتَ الحيْ …

.

الروحُ الـ كانت هائمةً في قلب الليلْ
تعلم ما يخفيه الصبحُ القادمُ
ناحبةً كانت،
تتوسلُ قَدَرَاً آخرَ
خاتمةً أبعدْ
…. قُضي الأمرْ


……………………………..

شعر/ هبة عصام

من ديوان “حُلة حمراء وعنكبوت” الصادر عن دار شرقيات



#هبة_عصام_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كانت أنا
- حُلةٌ حمراء وعنكبوت
- عابرة ليلية
- ما هوَ لي
- جيسكا
- حالما يحتضر الوقت
- غيبوبة
- على كفها
- عزلة - قصة قصيرة
- وقفة
- الشعر سلعة راكدة احتفت بها صنعاء
- اسكتش
- قبل الفجر
- موال
- جِنّي
- قلم رصاص - قصة قصيرة
- لعبة القط - قصة قصيرة
- قصص قصيرة
- أَلِفٌ .. بـَاءْ
- بأي عقلٍ يفكرون


المزيد.....




- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هبة عصام الدين - قصائد من ديوان “حُلة حمراء وعنكبوت”