أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هبة عصام الدين - جيسكا














المزيد.....

جيسكا


هبة عصام الدين

الحوار المتمدن-العدد: 1946 - 2007 / 6 / 14 - 09:51
المحور: الادب والفن
    



- قصة قصيرة

تصطك البراري داخلها، توغل في دمها، تدمنها روحها التي ضاقت بالأمكنة، والتي تثقب السقف والجدران بوخزٍ دؤوب، في كل يوم تتقن خلخلة جديدة، حتى إبر التريكو تجيد الهدم إذا وُضعت في أيدٍ برية!
.
تشفق على ذلك العائد من سراديب السنين، كيف ستخبره أن لا جدوى من صحوة الفارين من قبورهم عندما يفعلها ويأتيها منكسرا على حصانه الخشبي، كيف تواجه إنسانا بحقيقة أنه ميت فينتبه أن جلده يتساقط ولحمه يتآكل أمام اللحظة الآنية، تصرخ: " آه يا أشباحي التي هزمتني يوما، يتعبني أن أراك مهزومة أمامي.. يتعبني جدا!.."
.
الصدفة العاهرة .. هذه الدنيا التي تضج من حولها وتهرب من ضجيجها، تصمت فجأة وفي مصادفات غريبة عندما تحتاج لشيء منها إلى جوارها، لا تجد سوى نفسها فقط، ويتمها الفجائي، وحزنها الانفرادي!
لو يعرف البحر كمّ مخاوفها لتعجب كيف تكسر صدفتها وتسكن الموج
.
ليت لجيسكا روحاً أقوى، وجسدا واثقا يلعب الجمباز ولا يخشى السباحة وركوب الدراجات، ولا يخاف عبور الطريق، ولم يخجله نموه المفاجيء، جسدا لم يرضع أن يخاف الناس والحياة والرجال الأوغاد، ولم يُساق شبقه إلى المقصلة، ذلك اليوم وهي طفلة حين أشارت أمها للعار المقبل: " سيبترون هذا..!"، وشيء في عينيها جعلها تشعر أن مجرد السؤال جريمة!..، وفي عيادة الطبيب.. رجفة هائلة ثم استسلمت كالشاة لمشارطهم الحادة، عشرون عاما ولازالت تتحسس مكانه لتقنع أن كل شيء بخير، لتصدق أنهم لم يسلبوا كامل إحساسها... اللصوص..!!
.
تصرخ في وجه الحياة على طريقة الروك آند رول، لكنها تخشى أصحاب العيون الكبيرة، والأنوف المدببة؛ فترجع من حيث أتت، لا درب يكتمل ... مصابة بفوبيا مفترق الطرق، ومفترق الحياة، ومفترق الحب، لا تملك شجاعة الإختيار، ولا المغامرة..
.
تقذفها جرأته في ركن ضيق تنكمش فيه كفأر مرتعب، تخبيء وجهها الذي تتملكه تعبيرات الارتباك والخجل والشهوة الخرساء..
تهمس: "أعطني نصف جرأتك وخذ أغنياتي؛ ستحملني إليك الأولى وتشعلك الثانية!.."
.
تتهيا كعروسٍ لموعدٍ ستخلفه!
لكن الريح سئمت مراوغتها وأدارت الشراع لجهةٍ أخرى..
وتسلل القمر بين شعرها الذي استطالت خصلاته في انتظار لحظة لا تجيء!
.
تضم نعاس الوسادة، تنام طويلا!



#هبة_عصام_الدين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حالما يحتضر الوقت
- غيبوبة
- على كفها
- عزلة - قصة قصيرة
- وقفة
- الشعر سلعة راكدة احتفت بها صنعاء
- اسكتش
- قبل الفجر
- موال
- جِنّي
- قلم رصاص - قصة قصيرة
- لعبة القط - قصة قصيرة
- قصص قصيرة
- أَلِفٌ .. بـَاءْ
- بأي عقلٍ يفكرون
- لحظات للبوح
- وأمضي...


المزيد.....




- -المعرفة- في خدمة الإمبريالية والفاشية والاستبداد
- روزي جدي: العربية هي الثانية في بلادنا لأننا بالهامش العربي ...
- إيران تكشف عن ملصق الدورة الـ43 لمهرجان فجر السينمائي
- هوس الاغتراب الداخلي
- عُشَّاقٌ بَيْنَ نَهْرٍ. . . وَبَحْر
- مظهر نزار: لوحات بألوان صنعاء تروي حكايات التراث والثقافة با ...
- في حضرةِ الألم
- وزير الداخلية الفرنسي يقدّم شكوى ضدّ ممثل كوميدي لتشببيه الش ...
- -بائع الكتب في غزة-.. رواية جديدة تصدر في غزة
- البابا يؤكد أن السينما توجد -الرجاء وسط مآسي العنف والحروب- ...


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هبة عصام الدين - جيسكا