أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - الديمقراطية . . ونزيف الدم ؟














المزيد.....

الديمقراطية . . ونزيف الدم ؟


مهند البراك

الحوار المتمدن-العدد: 807 - 2004 / 4 / 17 - 13:10
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


سقطت الدكتاتورية السوداء بعد ان خرّبت البلاد والشعب وزادت فرقته ومحنه، وازداد فيه الفقر والأمية سواءاً في اللغة او في المعرفة والسياسة . . وتعاني البلاد من تأخر وتخلف ومن عشعشة الخرافات، ومن ضياع ويأس وبالتالي . . سهولة انقياد الناس بالتحريض والمال. واذا كانت المجتمعات ترتقي وتتطوّر، واخرى تتأخر وتتخلف . . فان مجتمعنا تخلّف، ويعاني اليوم من جهل وامية وتخلف اجتماعي وتطرّف وتمسّك بالغيب، بعد ان فقد الرجاء والأمل بالمرئي والموجود . . وبعد ان هام على وجهه شاكياً الضيم، مستصرخاً الضمائر، مقدماً احلى البنات والأبناء قرباناً، واستمر في ذلك . . بل وانتفض وسُحق بكل مالا يخطر ببال ولم يُسمعْ، بل وتكبّل بقيود ماانفكت تزداد، سواء كانت من الدكتاتورية ام من الجوار والعالم، وكانت النتيجة ان عاش لعقود من الزمن وهو ميّتاً . . حتى قيل له جاءت الدمقراطية وهو لايزال يزحف كي يستمر في الحياة ولايباد !!
كيف ؟ ماذا تعني ومن ؟ بعد ان طار فكره ولايزال الى السماء الى الخيال بحثاً عن (عدالة) يدعو اليها الأله، بل وطار البعض بجهله واحلامه المغذّاة يبحث عن حوريّات، والتقوا بغلمان وورثة ( القائد الضرورة ) الذي تسبب بتلك المأساة بعد ان توهمه عدد (رباً) شقواّ طاعته، حين كانت طاعته هي الحياة والاّ لما استطاعوا العيش . . والملايين ترى وتتابع صامتة خوفاً وقلقاً من الجريمة والبطالة والأحتلال، الذي اخذ القسم يتوهّمه صداماً جديداً، بل بدأ البعض وهنا مكمن الخطورة يترحّم على زمان العار، زمان صدام الذي تسبب بهذا الحال !!
لقد صار الحال خرافياً كما يصفه ويشبهه البعض، فبعد ان استيقظت الحواس كأستيقاظ وفعل حواس (وليد جديد) لم ينضج بعد للخروج من رحم امه، بل اخرج بفعل نطاسي اخرجه في موعد قرره له . . خرج حمداً للسماء حياً، الاّ انه يصرخ ويرفس من خوف نما عليه تجاه خليط معقّد لايعرفه ولم يستطع تبينه بعد، يصرخ خوفاً من الجديد، خوفاً من الفرح الذي لم يجدْ التعبير عنه بعد، خوفاً من اعضاء كثيرة تعطّلت بفعل الصدمة . . يرفس بهمجية بفعل الخوف على امه الوطن، والخوف من الغريب ومن سلاحه ومن المحكومين جيرانه الذين يلاعبونه و تتقادح نظراتهم شرراً عليه، من الكره والغضب والطمع والخوف على الذات . . والنطاسي يبعد الجميع عنه بما فيهم امه بدفئها، بخرافاتها ودرجة معرفتها واساطيرها، ولكن بحنانها وحبها اللامحدود .
فيما يحتقن الحنق والغضب الكبيران على ضياع العمر الذي حُزّم و فنى في الآلام والبعد والأحزان والكفاح الذي لم يصل غايته المرتجاة . . الحنق على عدم معاقبة كبار المجرمين بل والحفاظ على الدكتاتور واعوانه من قبضة الشعب في السجون الحديثة وفق لوائح حقوق الأنسان، على الوطن الذي اصبح محتلاً .
هكذا مجتمعنا الآن ـ بتقدير العديد من اهل المعرفة والخبرة ـ في ظرف يحاول فيه صياغة الأمل الذي لايمكن ان يصاغ بالهواء وحده وبالشعارات فقط، فلا يمكن للأنسان ان يعيش على الأمل وبه لوحده . ان الوضع الخطير القائم اليوم يوجب على من اعتقد وتوهّم ان بالنظرية لوحدها وبالقوة تبنى الشعوب وتصاغ البلدان، ان يعيد النظربما يراه، والاّ فالعراق والمنطقة مقبلان على دمار وحرائق لن تنتهي بسهولة .
ويجلب آخرون انتباه قوات التحالف، الى استحالة القفز على الواقع القائم بعد القفزة الهائلة باسقاط الدكتاتورية بحرب من الخارج، وانما الأنطلاق من الأعتراف به، نحو التغيير الذي لايمكن ان يكون صاروخياً، بل بالصبر وبفسح المجال واعطاء الصلاحيات اكثر لأهل البلاد، وخاصة القوى التي ناضلت ضد الدكتاتورية، والأخرى التي تؤمن بالديمقراطية وببناء العراق البرلماني الديمقراطي الموحد وتنبذ العنف اسلوباً لحل الخلافات، بعد ما صار الذي صار، لتدبير امورهم وللوقوف امام الفتن واعمال الأرهاب والجريمة . . ويذكّرون بما توصّل اليه واغتيل اثره، الزعيم الصهيوني رابين، بعد عقود طويلة من بحور الدم، حين توصّل الى ( اننا لسنا وحدنا، هناك شعب آخر) على حد قوله، الذي اغضب الأجنحة الأكثر تطرفاً فاغتالته . . ليستمر ويزداد نزيف الدم والخراب والدمار، اثر غيابه وبالتالي مجئ داعية الحرب شارون .
ان تحرك وخطط الأحتلال المسؤول عن امن وسلامة البلد ومدنييه ( وفق لوائح الأمم المتحدة والقوانين الدولية )، وفق جداول تعود لمصالحهم ولمجتمعاتهم وحياتهم هناك فقط، وبالأستخدام المفرط للقوة وبالعقاب الجماعي . . دون مراعاة وحساب واقع البلاد ومصالحها وابنائها برجالهم ونسائهم وتنوّعهم ومشاركتهم، في بلد ازداد تخلفاً وعنفاً بدكتاتورية دامت 35 عاماً، خططت بدعم الكبار وعملت على عسكرته وزيادة تخلفه بالحديد والنار وبالتعذيب والقتل الجماعي والمقابر الجماعية . .
اضافة الى تنبيه آخرين لمن يدعو الى زوال الدولة والحدود بفعل العولمة والتحضر . . الى ان الدولة والحدود لازالتا اساسيتين في انحائنا، بعد مايقارب القرن من الزمان على تخطيطها، اضافة الى اساسيتها لذات قوى الرأسمال العالمي التي لاتزال تتصارع ـ وان ببزّات جديدة ـ على تقسيم وحساب ثروات المنطقة، دون حساب مصائر ابنائها. وان اي تلويح واغراء بتغييرها واللعب على هذا الوتر الآن وبهذه الأساليب والأوضاع المتفجرة، ودون تعويض وحساب حقوق البشر وتحسين الدخول ومكافحة الجريمة والبطالة . . لن يزيد النار الاّ اشتعالاً، لتعم ( الشرق الأوسط الكبير) كلّه.
كلّ ذلك وغيره ان لم يجر الأنتباه للتحذيرات، سيزيد من دور ومصالح ومخططات وارباح مجمعات الصناعة والنفط والسلاح، المقنعة بقناع الحضارة، وسيجلب المزيد من الفقر والجريمة والمخدرات والأنحطاط ، وسيشكل خطراً رهيباً ليس على العراق فحسب، وانما على امن وسلام المنطقة والعالم .

16 / 4 / 2004 ، مهند البراك



#مهند_البراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كي لايكون العراق غنياً للعالم، فقيراً لأبنائه !
- لمناسبة عامه السبعين سلامٌ حزب الكادحين !
- لم ينلْ (الكيمياوي) من شعلة النوروز !
- المصالحة الوطنية كبديل للدكتاتورية
- حازم جواد لايتذكّر 2 من 2 الزعامة مهما كان الثمن ؟!
- في 8 آذار-الدفاع عن المرأة ودورها شرط اساس لتقدّم المجتمع
- المجد لشهداء عاشوراء ماهي خطة صدام بعد السقوط ؟
- حازم جواد لايتذكر ـ 1 من 2 محاولة عقيمة لتجميل الماضي
- نصفنا الآخر ـ 2 حقوق المرأة والصراع الأجتماعي الطائفي
- نحو 8 آذار، نصفنا الآخر ـ 1 قضية المرأة، قضية المجتمع بأسره
- ادارة الدولة والتنوّع العراقي ـ 2
- قانون ادارة الدولة والتنوّع العراقي ـ 1
- اسلحة الدمار الشامل ومسألة التعويضات
- المجد لشهداء مجزرة اربيل! - الأرهاب لن يزيد القوى الوطنية ال ...
- قراءة في مشروع مارشال
- الأنتخابات (الديمقراطية) على ارضية رفض الفدرالية وحقوق المرأ ...
- الأنتخابات (الديمقراطية) على ارضية رفض الفدرالية وحقوق المرأ ...
- بعد خمس وعشرين عاماً على اختفاء آثارها - المجد لأبنة الشعب ا ...
- الفيدرالية الديمقراطية . . بين المخاطر والآمال الكبيرة ! 2 م ...
- الفيدرالية الديمقراطية . . بين المخاطر والآمال الكبيرة !


المزيد.....




- أمريكا تزود أوكرانيا بسلاح قوي سرًا لمواجهة روسيا.. هل يغير ...
- مقتل أربعة عمال يمنيين في هجوم بطائرة مسيرة على حقل غاز في ك ...
- ما الأسلحة التي تُقدّم لأوكرانيا ولماذا هناك نقص بها؟
- شاهد: لحظة وقوع هجوم بطائرة مسيرة استهدف حقل خور مور للغاز ف ...
- ترامب يصف كينيدي جونيور بأنه -فخ- ديمقراطي
- عباس يصل الرياض.. الرئيس الفلسطيني وزعماء دوليون يعقدون محاد ...
- -حزب الله- يستهدف مقر قيادة تابعا للواء غولاني وموقعا عسكريا ...
- كييف والمساعدات.. آخر الحزم الأمريكية
- القاهرة.. تكثيف الجهود لوقف النار بغزة
- احتجاجات الطلاب ضد حرب غزة تتمدد لأوروبا


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - الديمقراطية . . ونزيف الدم ؟