أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - كي لايكون العراق غنياً للعالم، فقيراً لأبنائه !















المزيد.....

كي لايكون العراق غنياً للعالم، فقيراً لأبنائه !


مهند البراك

الحوار المتمدن-العدد: 796 - 2004 / 4 / 6 - 08:37
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


اقترنت انتفاضات وثورات الشعب العراقي وتحولاته الكبرى بوحدة العراقيين على اختلاف طيفهم القومي والديني والطائفي والسياسي، ودخلت عميقاً في مفردات الوعي الفكري والسياسي والثقافي في البلاد منذ ثورة العشرين ضد الأستعمار البريطاني، ووثبة كانون 1948 وحتى ثورة 14 تموز 1958 وقيام الجمهورية، وانتفاضة ربيع 1991 ضد نظام صدام الدكتاتوري المقبور . وقد انتظر الناس تلك الوحدة الوطنية وهم يعيشون سقوط الدكتاتور، الاّ ان الأمر لم يكن كذلك ولأسباب متنوعة، كما سيأتي .
لقد استهدفت الدكتاتورية الدموية ومنذ البدء تفريق وحدة العراقيين بكل السبل، ووجهت سياستها على اساس ضرب القوى الوطنية احداها بالأخرى، بعزل احداها عن الآخر سياسياً وقومياً ودينياً وبمهادنة وتأجيل الصراع مع بعضها لمواجهة البعض الآخر، على اساس شعاراتها المنافقة في ( الوحدة القومية والحرية والأشتراكية واحترام القوميات على اساس انساني واحترام شعائرالأسلام والتراث العربي . . )، بل وامتد نشاطها المحموم ذلك الى السجون التي ضمّت المناضلين السياسيين وعملت على بث الفرقة والفتنة بالدس والوقيعة والقتل، بل وطال نشاطها التخريبي مخيمات وتجمعات العراقيين المهجّرين والمهاجرين بسبل متنوعة متسببة بخسائر في الأرواح والأموال، مضيفة لهم فرقة وتشتتاً ومشاقاً وآلاماً مضاعفة اخرى.
واضافة الى القمع الوحشي والديماغوجيا السياسية والعنف الذي ادى الى مواجهته بالعنف وبروز الأتجاهات الأكثر تشدداً في كل طرف ومُكوّن معارض للدكتاتورية من اجل الوقوف امام وحشية القمع والموت . . لعب ازدياد اهمية العراق النفطية للعالم (غربه وشرقه ولدول المنطقة) ، الثورة الأيرانية وظهور الأسلام السياسي، انهيار الأتحاد السوفيتي وبروز الصراعات الأقليمية والقومية والدينية والفكرية في العالم وبشكل اكثر حدة في الشرق الأوسط والخليج، اضافة الى اعادة تشكّل واصطفاف المصالح الأقليمية الأقتصادية والعسكرية والأمنية في المنطقة . .
لعب كلّ ذلك ادواراً ادّت الى اصطفاف اطراف الطيف العراقي بدرجات متفاوتة الى اطراف الصراع الأقليمي وحركته، بعد ان اخلّ الدكتاتور بالأمن الأقليمي وقام بحرب الثماني سنوات على الجارة ايران وبعدوانه الوحشي على الكويت الشقيق، وبعد تدخله اللامعقول بشؤون الدول الأقليمية واجباره ورميه المستمر لمئات الآلاف من ابناء الطيف العراقي عراة معدمين الى دول الجوار بشتى الحجج والذرائع القومية والدينية والطائفية ومواجهتهم مصائر متنوعة هناك . . . الأمر الذي اضاف تعقيدات جديدة على وحدة القوى الوطنية العراقية بزيادة تشابكها مع قوى المنطقة التي تشهد من جانبها صراعات دموية حادة تسعرها سياسة حكومة شارون التي ادت مؤخراً الى تصفية غير متوقعة للشيخ احمد ياسين احد الرموز الأسلامية البارزة في المنطقة، اضافة الى السياسة المتشددة للأدارة الأميركية الحالية في المنطقة.
لقد سقطت الدكتاتورية الدموية باعلان الحرب من جانب واحد، الحرب التي لم تختارها ولم تتحمس لها غالبية قوى الطيف العراقي، التي كانت تنتظر الدعم وليس التغييب او التحجيم او الأستعاضة عنها في اسقاط الدكتاتورية المكروهه المتعنّتة. . ورغم ان الحرب من الخارج خلّصت الشعب من الدكتاتورية، الاّ ان قيامها و اعلان الأحتلال، شكّل عاملاً خارجياً نقل التناقض الداخلي بين الدكتاتورية والشعب والذي كان يسير في طريق النضوج والحسم رغم بطئه، بتزايد واستمرار انسلاخ فئات عنها . . الى تناقض جديد يسير في اتجاه آخر، يثير الكثير من التساؤلات وعدم التقبّل .
لقد سقط النظام، وعدد هام من القوى السياسية الأساسية المعارضة للدكتاتورية (1)
لم يكن قد استطاع بعد من الوصول المقبول (المعقول) للعب دوره المطلوب ، للمشاركة في مواجهة تركة الدكتاتورية الأرهابية والحروب والحصار . . وبناء دولة المؤسسات، بل ولم يُفسح المجال من جهة أخرى الى الفرز والأصطفاف الداخلي في الحزب الحاكم ذاته للتعبير عن ذاته، ولتشارك اطراف منه في اسقاط الدكتاتور وتميّز دورها وتقوم بما من شأنه التكفير عن اخطائها امام الناس، ان ارادت .
وقد سقط الدكتاتور بدون ان تلتقي قوى معارضة الدكتاتورية شعبياً على الساحة ( عدا في كردستان العراق )، ولم تكن قد حلّت وشذّبت مشاكلها مع بعض والتقت على بديل وطني موحد استطاعت ان تحشّد له الناس، او عرفت به الناس على الأقل . . الأمر الذي جعل انسحاب البعض مما تم الأتفاق عليه في مؤتمر صلاح الدين، دون اعلانه اسباب واضحة لذلك، امراً ليس مستغرباً كثيراً لعديد من المراقبين، لأنه لم يكن مترافقاً مع تحشيد وتهيئة وافهام جماهيري له، الأمر الذي أخّر واربك الأعلان عن قانون ادارة الدولة الأنتقالي، الأساس الهام لوحدة وحشد الطاقات الوطنية نحو دولة المؤسسات والقانون .
ورغم الأسس غير المناسبة التي شُكّل عليها مجلس الحكم باجماع عديدين، وعدم شموله المناسب لكل الوان الطيف العراقي الكثير التعقيد من جانبه، فأن القوى الوطنية العراقية التي شاركت فيه من منطلق التحرك وفق المتوفر ومن اعتباره ساحة ومؤسسة لممارسة النشاط القانوني والقيام بدورها من اجل انهاء الأحتلال وبناء البديل لقانوني، لم تستطع ان تنسّق وان تكوّن جهداً مشتركاً شعبياً موحداً لمواجهة ؛ الأرهاب، فلول صدام، الجريمة، البطالة والجوع، في الوقت الذي يشكو فيه اعضاؤوه من انعدام الصلاحيات والأموال وشحتها، ومن اجراءات قوات الأحتلال التي تتزايد الشكاوي منها .
ان المشاكل الخطيرة المستمرة جراء انعدام الأمن واعمال العنف والأرهاب والبطالة واستمرار رقعة كبيرة من الفراغ السياسي ، وتدخل دول الجوار(2) سواء كان مباشراً او اعلامياً وغيره . . تهدد بتصاعد الفتن واعمال العنف وزيادة وحشيتها، الأمر الذي يتطلب التحرّك العاجل لعقد مؤتمر (اجتماع) طارئ لكل ممثلي الطيف العراقي داخل مجلس الحكم، وخارجه من القوى التي ناضلت ضد الدكتاتورية، ومن التي تؤمن بالديمقراطية وتنبذ العنف، للتوصل الى حلول آنية عاجلة لمواجهة الأرهاب ومخاطر الفتنة اولاً ، وللأتفاق وتقريب وجهات النظر نحو سبل نقل السلطة ومؤسساتها وانهاء الأحتلال وتشكيل الحكومة الأنتقالية، انطلاقاً من ان قوة العراق من وحدة ابنائه العراقيين على اختلاف طيفهم .
ان الوضع يتطلب تحركاً عاجلاً لعقد اجتماع لدول الجوار والعراق، يضم ممثلين عن الأمم المتحدة، اضافة الى قوات الأحتلال كمسؤول اول عن امن وسلامة البلد المحتل وامن وسلامة مدنييه وفق المواثيق الدولية . . للتوصل الى احترام سيادة العراق ومنع والكف عن التدخل بشؤونه عسكرياً واقتصادياً وامنياً، وايقاع عقوبات دولية بحق المخالف، وللأتفاق على اسس عاجلة لحلول المشاكل العالقة.
ويرى العديد ان العراقيين ان لم يسعوا لوحدتهم وتكاتفهم، الحجر الصلب لمواجهة الجريمة والبطالة وانهاء الأحتلال وبناء الدولة الفيدرالية الحديثة . . فان الفتن ستعشعش على ارضية مؤلمة مناسبة لها، من فقر وجهل ومرض، وسيكون مداها اكثر وحشية من . . جريمة، حرب اهلية وخراب البلد اكثر، تقسيم البلاد او دكتاتورية وحشية جديدة على صورة من سيرقص على اشلاء العراقيين العراقيات وبلادهم الغنية للعالم، الفقيرة لأبنائها .

5 / 4 / 2004، مهند البراك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) لايشمل ذلك، الأشخاص الذين ارادوا الشروع ببناء احزاب ومؤسسات جديدة اثر سقوط الدكتاتورية، وكانوا بعيدين عن واقع البلاد .
(2) " مقابلة مع الحاج سعيدي " ، جريدة الشرق الأوسط اللندنية، عدد 3/4/2004



#مهند_البراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لمناسبة عامه السبعين سلامٌ حزب الكادحين !
- لم ينلْ (الكيمياوي) من شعلة النوروز !
- المصالحة الوطنية كبديل للدكتاتورية
- حازم جواد لايتذكّر 2 من 2 الزعامة مهما كان الثمن ؟!
- في 8 آذار-الدفاع عن المرأة ودورها شرط اساس لتقدّم المجتمع
- المجد لشهداء عاشوراء ماهي خطة صدام بعد السقوط ؟
- حازم جواد لايتذكر ـ 1 من 2 محاولة عقيمة لتجميل الماضي
- نصفنا الآخر ـ 2 حقوق المرأة والصراع الأجتماعي الطائفي
- نحو 8 آذار، نصفنا الآخر ـ 1 قضية المرأة، قضية المجتمع بأسره
- ادارة الدولة والتنوّع العراقي ـ 2
- قانون ادارة الدولة والتنوّع العراقي ـ 1
- اسلحة الدمار الشامل ومسألة التعويضات
- المجد لشهداء مجزرة اربيل! - الأرهاب لن يزيد القوى الوطنية ال ...
- قراءة في مشروع مارشال
- الأنتخابات (الديمقراطية) على ارضية رفض الفدرالية وحقوق المرأ ...
- الأنتخابات (الديمقراطية) على ارضية رفض الفدرالية وحقوق المرأ ...
- بعد خمس وعشرين عاماً على اختفاء آثارها - المجد لأبنة الشعب ا ...
- الفيدرالية الديمقراطية . . بين المخاطر والآمال الكبيرة ! 2 م ...
- الفيدرالية الديمقراطية . . بين المخاطر والآمال الكبيرة !
- لا لأعادة تأهيل صدام !!


المزيد.....




- منهم آل الشيخ والفوزان.. بيان موقّع حول حكم أداء الحج لمن لم ...
- عربيا.. من أي الدول تقدّم أكثر طالبي الهجرة إلى أمريكا بـ202 ...
- كيف قلبت الحراكات الطلابية موازين سياسات الدول عبر التاريخ؟ ...
- رفح ... لماذا ينزعج الجميع من تقارير اجتياح المدينة الحدودية ...
- تضرر ناقلة نفط إثر هجوم شنّه الحوثيون عليها في البحر الأحمر ...
- -حزب الله- اللبناني يعلن مقتل أحد عناصره
- معمر أمريكي يبوح بأسرار العمر الطويل
- مقتل مدني بقصف إسرائيلي على بلدة جنوبي لبنان (فيديو+صور)
- صحيفة ألمانية تكشف سبب فشل مفاوضات السلام بين روسيا وأوكراني ...
- ما عجز عنه البشر فعله الذكاء الاصطناعي.. العثور على قبر أفلا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - كي لايكون العراق غنياً للعالم، فقيراً لأبنائه !