أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - المجد لشهداء عاشوراء ماهي خطة صدام بعد السقوط ؟















المزيد.....

المجد لشهداء عاشوراء ماهي خطة صدام بعد السقوط ؟


مهند البراك

الحوار المتمدن-العدد: 764 - 2004 / 3 / 5 - 08:54
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


      في غمرة افراح الشعب بقومياته واديانه وطوائفه بالتوصل الى صياغة القانون الأنتقالي لأدارة الدولة الذي اتفقت عليها الأطراف الوطنية، وفي غمرة الأحتفال بذكرى استشهاد سيد الشهداء الأمام الحسين (ع)، انطلقت عصابات الجريمة لتنفّذ جريمة وحشية جديدة وفي اكثر الأماكن قدسية لدى مسلمي العراق، راح ضحيّتها المئات من المدنيين رجالاً ونساءاً وشيوخاً واطفالاً، كانت الثالثة بعد الجريمة الكبرى الأولى التي استشهد اثرها السيد اية الله الحكيم والثانية التي تسببت باستشهاد كوكبة لامعة من قادة وكوادرالحزبين الحاكمين وعشرات المدنيين في كردستان العراق .
 ولاتثير هذه الجرائم المروّعة الاّ الحزن والألم والسخط والغضب، الذي قد يولّد من جانب آخر اطلاقاً في الأتهامات، في ظرف متشابك كثير التعقيد يثير الرغبة في الرد السريع لوضع حد لدوامة الأرهاب والفوضى، الأمر الذي قد يبعد التفكير عن منبع الخطر الأصلي .
 ويفيد اخصائيون، بأنه لو وضعتْ جانباً السياسة وتأثيرات دول الجوار والأرهابيون الأجانب على خطورتهم ، للتركيز اكثر على منابع الخطر الموجودة في البلاد والتي تتلخص بالتركيز على ذلك الجيش الذي ذاب، من الوحدات الخاصة المتنوعة ( وحدات المهام الخاصة، فرق خاصة من (فدائيو صدام)، وحدات التحقيق والأعمال القذرة، انواع الفرق الصغيرة والكبيرة بشتى التسميات ومن افراد اختيروا من الأولاد اللاشرعيين ومن الأوساط التي كانت تعيش في قاع المجتمع ان صحّ التعبير، الذين صاروا هم السلطة الوحشية بشكل مدروس وبدفع الدكتاتورالذي صار لهم ـ العراب الأب ـ الذي بدونه لايعرفون كيف ولماذا يعيشون .  .  ) 
تلك الوحدات التي تدرّبت وتقولبت على حياة الظلام، وتخصصت في معاداة الشعب وفصائله الوطنية، ومارست اقذر الأدوار في الحروب ليس ضد العدو الخارجي بل ضد ابناء العراق سواءاً في الحرب العراقية ـ الأيرانية او ضد ابناء الأنتفاضة الباسلة في حرب الخليج الثالثة، والرابعة، حيث كانوا افراد فرق الأعدام وكل الفرق الخاصة التي تدرّبت على تمزيق العراقيين وصار ذلك طبعهم بلا ادنى قيد من شرف او ضمير .  . 
لقد مارسوا ويمارسون القتل الجبان بحق المدنيين والعزّل، كعمل يومي تلقائي لعقود طويلة من السنين وادمنوه، وتدرّبوا على التلوّن والتعايش مع مختلف الظروف وعلى النفوذ في الأوساط الأجتماعية، كما عكستها وثائق مؤسساتهم التي سقطت بيد وحدات البيشمه ركة (الأنصار) اثر العمليات العسكرية والهبّات والأنتفاضات  . أين ذهبوا بأعدادهم الهائلة بعد ان حلتّ تلك الوحدات وفي ظرف لاتوجد فيه قوات كفوئة لحفظ الأمن لأسباب متنوعة ؟!
وتفيد تجارب سقوط الدكتاتوريات، من حكّام وطغم مسلّحة ( هتلر، موسوليني، انسحاب الجيش الفرنسي من الجزائر وتكوّن الجيش الفرنسي السريّ الرافض للسلام، شاوشيسكو، ميلوسوفيتج .  .  ) ان الدكتاتور تتكوّن لديه مع الزمن مشاعر، يشعر فيها انه مالك الوطن، يمتلك الوطن وفق شخصيته هو ومديات ادراكه، فصدام يشعر بشهادة العديد من مقرّبيه انه الأقطاعي الذي يمتلك العراق ارضاً وسماءاً وبشر ، انه (الذي البس العراقيين النعال وجعل منهم اوادم) حسب خطبه وهو (الذي يرضع كل رضيع اسمه مع كلّ قطرة من حليب أمه) كما جاء في مقابلته العلنية اليتيمة مع الصحفية الأميركية في بغداد عام 1988، التي تناقلتها وكالات الأنباء العالمية بلا حياء بعنوان (صدام ابو العراقيين)، اضافة الى شعور الطاغية وسط تهليل عفلق بأن العناية الألهية هي التي ارسلته للعراقيين وللعرب ولحزبه المنهار .
الخلاصة، ان شعور الطاغية كونه مالك العراق والعراقيين، أمر لايحتاج الى براهين، أي انّه لم يكن يمثّل وانما كان يعكس وعيه لدوره غير المشرّف وفق تصوراته (ثقافته؟) كدكتاتور، الأمر الذي انعكس على اسلوب تعامله مع رعيّته (شعبنا)  التي ساقها سوق العبيد بحراّسه واجهزته التي هي ليست افضل من حراّس العبيد والكلاب والسمسارين، الذين يسبّحون بحمد الدكتاتور وحده الى الآن، ولايعرفون العيش خارج ذلك الهرم الأرهابي الحديدي الذي اداموه وجلس على رأسه الدكتاتور، وان انهيار الهرم يعني انهيار حياتهم التي عاشوها طيلة خمسة وثلاثين عاماً . 
ويصف اخصائيو هذه الموضوعات، بان بعد كل سقوط لدكتاتور، انكشف بعد زمان طالَ او قصَرْ ، انه وضع خطة للوطن ( باعتباره المالك الأصلي له ولأبنائه من بعده؟!) ي حالة موته اوسقوطه.  لقد عيّن هتلر ادميرال البحرية خليفة له ـ الذي وقّع وثيقة الأستسلام بعدئذٍ ـ ، ووضع خرائط للمئات من مخابئ الأسلحة والمتفجرات والنقود وكلّف الآلاف من اعضاء وحداته الخاصة التي شكّل خط انتقامها الضاري وحدات الفتيان التي سميّت بـ (فيرفولفه) Werwoelfe (1) التي كانت تتحرّك لتضرب وتفجّر وتقتل تجمعات المدنيين في الليالي التي كان البدر يكتمل فيها، عقاباً وتهديداً ووعداً بظهور فوهرر جديد يقود الأمة الألمانية الى النصر! لقد تحطّمت تلك الوحدات بسرعة لضراوة الضربات العاجلة التي وجهها الحلفاء لها .
 اتصفت تلك المجاميع بالحقد على الشعب، لأنه سيقتلهم ويقتل عوائلهم اذا انكشفت ادوارهم واعمالهم الوحشية الوضيعة في الوثائق التي سقطت، انهم فقدوا الشئ الذي بنيت حياتهم له ولايعرفون غيره وهو خدمة الدكتاتور الذي قاموا باخسّ الأعمال في سبيله. انهم يشعرون انهم فقدوا حياتهم اذا أُخذ بالأعتبار نوعيّتهم التي جرى اختيارهم لتلك الأعمال على اساسها .  .  جهلة، قتلة، محدودي أفق، رهن اشارة القائد، لذا فأنهم يتعطّشون لأطفاء ضغوطهم النفسية بممارسة اعمالهم القذرة ذاتها التي تربّوا عليها (ووجدوا شخصيّتهم) بها (2)، وفق آخر أوامر الدكتاتور، ابيهم الحنون !! انهم يحاولون تدمير الجميع بعد ان (تدمّرت) حياتهم .
 لقد سقط الدكتاتور صدام وانغلق ملف غاية بالأهمية في تقدير العديدين، الملف الذي نقلت فيه الصحافة والأحزاب عن خطط الدكتاتور للمواصلة ان سقطت العاصمة بغداد وافاضت بكثير من التفاصيل حول انشاء تنظيمات طوارئ وحزب النواة، وغيرها .  .  . فماهي خطة واوامر صدام الى جيش القتلة الكبير الذي ذاب، في حالة سقوطه؟ ومن ناحية أخرى فانه لمن المفاجئات الكبرى، انه حي الى الآن ومعتقل. فماذا يَعتَبر وضعه بالنسبة الى جيش القتلة، او كيف يرون هم حاله .  .  ميّت، اسير ينتظر تخليصه من الأسر، هل هو من يعطي الأوامر من سجنه ام عيّن خلفاً او نائباً له ومن هو؟ ويرى عدد من الباحثين انه من المهم ان يعلن الدكتاتور المعتقل استسلامه وندمه على جرائمه ويدعو هو، افراد جيش القتلة الى الهدوء مقابل بعض التطمينات بخصوص عوائلهم مثلاً .
 لقد بقي الأمن مخترقاً بدلالة تلك الجرائم الوحشية ، ويبدو ان الملفات الأمنية لاتزال راقدة بعيداً عن الفحص والتدقيق، بعيدة عن اليد العراقية الخبيرة بشؤون البلاد، مضافاً اليها الصعوبات اللغوية في فكّها وفكّ الكثير من الوثائق الحساسة المكتوبة بخط يدّ بدائي، بدائية الدكتاتور ورجاله وكلابه وقَتَلته التي يعكسها اعلان ماتم اعلانه منها لحد الآن .  . 
 ويتسائل العديد عما اسفره التحقيق مع من اعتقلوا بتهمة القيام بتلك الجرائم المروّعة او اعتقلوا متلبّسين بها، هل ثبتت عليهم التهم وان ثبتت كيف عوقبوا؟ ولماذا ليس علناً؟ ان الوضع الشديد الحراجة الذي تسببه تلك الأعمال الأجرامية الكبرى، يتطلّب بالحاح زجّ القوى الوطنية كلّها داخل وخارج مجلس الحكم في صيانة الأمن وتسليحهم تسليحاً يناسب المخاطر القائمة وخطورة القائمين عليها، في ظرف تعج فيه البلاد بجيش كبير ذائب من القتلة ينتظر قائد! اضافة الى وجود اعداد هائلة من قطع السلاح وكميات المتفجرات المخبّأة التي كان يعلن عن خطر وجودها بين فترة واخرى .
 ان التزايد في حجم الخسائر المستمربالأرواح، لايولّد الاّ المرارة والألم والشعور بضعف الجهود وعدم الأهتمام بأمن وسلامة المواطنين رجالاً ونساءاً واطفالاً وشيوخاً .  .  وسيولّد مضاعفات جديدة اخطر ان لم يجرِ العمل حثيثاً على تسليم الملف الأمني للعراقيين الأكثر كفاءة  لمواجهة افراد جيش القتلة الذائب، الذين يرجعون الى صلاتهم ومراتبيّتهم السابقة في الجريمة المنظّمة التي رعتها الدولة المنهارة، للأسباب المذكورة آنفاً اضافة للبطالة، ذلك الجيش الذي دون وجوده لايمكن لأية مجاميع ارهابية قادمة من خارج البلد ان تخطط وتنفّذ جريمة كبرى كجريمة يوم عاشوراء في كربلاء والكاظمية، كما يرى الكثيرون.

4 / 3 / 2004 ، مهند البراك
       
المراجع :
ـ معنى الدكتاتور والدكتاتورية ، المعهد الوطني لحفظ الوثائق، برلين .
ـ دائرة المعارف لألمانية

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) فيرفولفه، مفردها بالعربية " الرجل الذئب" ، مخلوق خرافي بشكل رجل، يتحوّل الى ذئب عند اكتمال البدر ويهاجم فرائسه بوحشية .
(2) الأمر لايعني ضرورة ابادتهم، وانما توضيح خطرهم وملاحقتهم وفق الأصول القانونية، واحالة قسم منهم للمعالجة الطبية .



#مهند_البراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حازم جواد لايتذكر ـ 1 من 2 محاولة عقيمة لتجميل الماضي
- نصفنا الآخر ـ 2 حقوق المرأة والصراع الأجتماعي الطائفي
- نحو 8 آذار، نصفنا الآخر ـ 1 قضية المرأة، قضية المجتمع بأسره
- ادارة الدولة والتنوّع العراقي ـ 2
- قانون ادارة الدولة والتنوّع العراقي ـ 1
- اسلحة الدمار الشامل ومسألة التعويضات
- المجد لشهداء مجزرة اربيل! - الأرهاب لن يزيد القوى الوطنية ال ...
- قراءة في مشروع مارشال
- الأنتخابات (الديمقراطية) على ارضية رفض الفدرالية وحقوق المرأ ...
- الأنتخابات (الديمقراطية) على ارضية رفض الفدرالية وحقوق المرأ ...
- بعد خمس وعشرين عاماً على اختفاء آثارها - المجد لأبنة الشعب ا ...
- الفيدرالية الديمقراطية . . بين المخاطر والآمال الكبيرة ! 2 م ...
- الفيدرالية الديمقراطية . . بين المخاطر والآمال الكبيرة !
- لا لأعادة تأهيل صدام !!
- استسلام صدام وقضية محاكمته
- كل عام و- الحوار المتمدن- بالف خير . .
- ارادة التغيير بين السياسة والآيديولوجيا !
- نعم لنقل السيادة والرجوع للشعب ! لا لأنتخابات بما فصّل الدكت ...
- تغيير الأولويات، واهمية وحدة قوى التغيير العراقية !!
- العراق: احتلال ونهب وجرائم وبطالة و . . ديمقراطية


المزيد.....




- فن الغرافيتي -يكتسح- مجمّعا مهجورا وسط لوس أنجلوس بأمريكا..ك ...
- إماراتي يوثق -وردة الموت- في سماء أبوظبي بمشهد مثير للإعجاب ...
- بعد التشويش بأنظمة تحديد المواقع.. رئيس -هيئة الاتصالات- الأ ...
- قبل ساعات من هجوم إسرائيل.. ماذا قال وزير خارجية إيران لـCNN ...
- قائد الجيش الإيراني يوضح حقيقة سبب الانفجارات في سماء أصفهان ...
- فيديو: في خان يونس... فلسطينيون ينبشون القبور المؤقتة أملًا ...
- ضريبة الإعجاب! السجن لمعجبة أمطرت هاري ستايلز بـ8 آلاف رسالة ...
- لافروف في مقابلة مع وسائل إعلام روسية يتحدث عن أولويات السيا ...
- بدعوى وجود حشرة في الطعام.. وافدان بالإمارات يطلبان 100 ألف ...
- إصابة جنديين إسرائيليين بجروح باشتباك مع فلسطينيين في مخيم ن ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهند البراك - المجد لشهداء عاشوراء ماهي خطة صدام بعد السقوط ؟