أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - مهند البراك - بعد خمس وعشرين عاماً على اختفاء آثارها - المجد لأبنة الشعب البارّة شذى البراك !















المزيد.....

بعد خمس وعشرين عاماً على اختفاء آثارها - المجد لأبنة الشعب البارّة شذى البراك !


مهند البراك

الحوار المتمدن-العدد: 875 - 2004 / 6 / 25 - 05:10
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


  " هناك مشاعر بعيده عن اللمس والرؤيا، اماّ ان تتحول الى رماد، او يتحول بها المناضل الى انسان متألق .  .  .  !   "  ولدت في 15 شباط عام 1948 في بغداد، لعائلة بغدادية مثقفة متوسطة، احسنت تربية ابنائها، وكانت منحازة لقضية الشعب والكادحين . درست في مدارس بغداد، في الصليخ وفي  متوسطة قريش للبنات في الكاظمية، ثم في اعدادية الحريري للبنات في الأعظمية وكانت من المتفوقات ، حيث قبلت بعدئذ في كلية الصيدلة ـ جامعة بغداد .
 

المجد لأبنة الشعب البارّة شذى البراك
 وقد حملت ـ ككبرى البنات لوالدة موظفة ـ وزراً كبيراً وبوقت مبكّر، لعائلة اضطُهدت من قبل السلطات الحاكمة المتعاقبة، سواءاً لدى محاولة اغتيال الوالد التي نجا منها بعد ان جُرح، واضطُرّ لترك البيت والعيش بعيداً عن العائلة، او لدى محاولة عصابات البعث حرق الدار بعد ان اضرموا فيها النيران عام 1960 اثر الهجوم على القوى الديمقراطية بفرق العصابات ، ولدى اعتقال الوالد اثر انقلاب شباط الأسود عام 1963  لكونه من الرعيل الماركسي الديمقراطي الأول، وانقطاع الأخبارعن مصيره لفترة طويلة آنذاك. نشطت الشهيدة شذى في صفوف اتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية ـ كلية الصيدلة، وساهمت مع زميلاتها وزملائها في الكلية آنذاك، في نشاطات ومظاهرات واضرابات الأتحاد من اجل ديمقراطية التعليم، ومن اجل الديمقراطية والحكم الذاتي الحقيقي لكردستان العراق . وامتزجت مع اوساط الطالبات الأكثر جديّة وحرصاً على الدراسة ومن كلّ الوان الطيف العراقي عرباً وكرداً وكلدوآشوريين وشاركت ووقفت لهم بمناسباتهم الوطنية والقومية والأجتماعية والدينية، و بادلوها عين الحب والتقدير سواءاً في الكلية وعموم الجامعة، او بعد سنين وهم وجوهاً سياسية ونقابية واجتماعية ومن كلّ اطياف العراق، بذلوا جهوداً كبيرة في محاولة البحث والكشف عن مصيرها .  بعد تخرّجها من كلية الصيدلة، تعيّنت في مستشفى سامراء الجمهوري كصيدلانية، وقد احبها اهالي سامراء لخدمتها لهم ولحبها للعوائل الفقيرة التي شكّلت غالبية اهالي المدينة، وساهمت في نصحهم وارشادهم على التصرف السليم للحفاظ على العائلة، لقد ساعدتهم سواءاً من خلال انجاح مشاريع التأمين الصحي اومما تتذكّره نسوة المدينة من مواقفها الطيبة سواءاً عند المرض، او في الأعياد والزفاف والولادات والمآتم . وقد ساعدت القائمات على برنامج محو الأمية للكبار سواءاً بكيفية تقديم الدروس او بدعمهم مالياً، الأمر الذي زاد من التفاف كادحي المدينة حولها وحول حزبها بعد ان علموا بانتمائها اليه . لقد عبّرت نسوة المدينة عن حبهن واخلاصهن لها والذي استمر فيما بعد الى بحثهن ـ وازواجهن ـ المخلص عنها ومحاولة الكشف عن مصيرها، الذي لم يتوقّف الاّ بعد ان أُنذروا باشد العقوبات من ازلام نظام صدام الدموي . لقد كانت صديقة صدوقة لعوائل المناضلين الكورد وللعوائل الكردية التي ابعدت الى سامراء اثر الأنهيار المؤسف للثورة الكردية عام 1975 ونالت حبها واعتزازها .  .  وبعد انهائها العمل في سامراء ـ وفق قانون التدرج الطبي ـ  اوائل عام 1977 ، تعيّنت كصيدلانية في مستشفى النور الجمهوري في مدينة الشعلة في بغداد.كانت عضوة شيوعية نشيطة، ثم كادراً حزبياً ، جمعت خبرة كبيرة للعمل في صفوف النساء  وخاصة الكادحات منهن اللواتي كانت تجد سبل اجتماعية متنوعة للصداقة معهن ومشاركتهن في حلّ مشاكلهن من اقتصادية واجتماعية وشخصية وعائلية، وباحترامها للعادات والتقاليد المحلية وسبل النهوض بها .  .  وعملت في المجال الطلابي وكانت نشيطة في العمل الصحفي الطلابي، واعدت الكثير من البحوث والدراسات الميدانية حول احوال ومعاناة الكادحين والمرأة الكادحة بشكل اخصّ، الأمر الذي دفعها للنشاط اكثر في "رابطة المرأة العراقية" حيث زاملت مناضلات العمل النسائي المعروفات آنذاك كـ"زكية خليفة" ثمّ المناضلة المعروفة "عايدة ياسين" التي وجدت فيها الرفيقة والصديقة وعملت معها في مختصة نسائية بغداد .لقد ادركت الشهيدة شذى وبوقت مبكّر ان نجاح المرأة في نيل حقوقها يتوقّف على نضال المرأة والرجل معاً لتحقيق تلك الغاية النبيلة التي تشكّل مكسباً لهما معاً، وعرفت كيف تترفع عن الصغائر وضيق الأفق .  كانت مرهفة الحس عزيزة النفس اليفة في تعاملها مع من حولها، فأحبها من ناضل وعمل معها .احبّت اغاني ام كلثوم وفيروز واهتمّت باناقتها، وكان يهزّها الربيع ومنظر الفجر واغاريد عصافيره، احبّت حتى الوان الخريف البرتقالية والحمراء. لقد احبّت الحياة وتذوّقت النكتة والفرح وكانت تحلم بطفل وعائلة. وقد عملت اضافة لوظيفتها، صيدلانية في "صيدلية المدينة" في الباب الشرقي في بغداد، وصرفت ماتقاضته منها على عوائل وابناء الشهداء، بعد ان خططت لذلك وكانت عصامية مكتفية براتب وظيفتها في المستشفى، بلا ضجيج، وبعيداً عن الأضواء !بعد هجوم البعث الفاشي على القوى الديمقراطية والشيوعية عام  1978 / 1979 حملت هموم الوطن والحزب ونذرت نفسها بكل وجدانها لقضية الشعب العادلة عن ثقة وتصميم، وانتقلت الى العمل السريّ  وساعدت مع رفيقاتها ورفاقها الكثير من المناضلات والمناضلين على حياة الأختفاء، وحاولت مع عدد من المناضلات أعادة بناء التنظيم رغم تفاقم شراسة الدكتاتورية آنذاك وانفلاتها في قمع قوى المعارضة بألوان طيفها وخاصة الحزب الشيوعي العراقي .في خضمّ ذلك النضال الشاق المعقّد في العاصمة بغداد. دوهم المنزل عام  1980 حين كانت فيه، وكان الأخ في قوات الأنصار، والأخت في حياة سرية أخرى بعيدة .  كسّروا وحطّموا الأثاث بحثاً عن ممنوعات واعتقلوا الشهيدة شذى واختها الصغيرة ووالدهما وابقوا على الوالدة في المنزل تحت رحمة اسلحتهم وكمنوا فيه اعتقلوا من زاره،  فأعتقل الطالب النشيط والذكي "محمد قاسم حبه" ابن بنت العم الذي ضاع اثره تماماً مذ ذاك ايضاً .اطلق سراح الوالد والشقيقة الصغرى بعد شهرين من العذاب، ولم يطلقوا سراح شذى التي انقطعت اخبارها تماماً حيث كانوا قد اوقفوهم كلاًّ في مكان . قيل انها سيقت الى مديرية الأمن العامة، وقال آخرون انهم شاهدوها في معتقل الفضيلية كما روى عدد من الشاهدات اللائي رأينها عندما كنّ معتقلات كرهائن مقابل ذويهّن من البيشمه ركة آنذاك  .   .  بعد اشهر استدعي الوالد الى الأمن العامة وطلبوا منه الحديث معها (لأنها عنيدة) على حد وصفهم، و(تركوه) معها !  شاهد الوالد ابنته الجميلة ذابلة ناحلة شاحبة بعينيها النافذتين، وقال لها بقلب كسير، بعد ان قبّلها :ـ طلبوا مني الحديث معكِ وانتِ الأعرف، انت صاحبة القرار ! ! قبّلت جبهته وقالت والعزم يشعّ منها :ـ سأرفع رأسكم !! قرقعت الأكرة المعدنية فوراً وفُتحت الباب ، ودخل الأوباش ورموا الوالد خارجاً .  .  ومنذ ذاك الوقت انقطعت اخبار المناضلة "شذى البراك" لتعيش عميقاً في افئدة رفيقاتها ورفاقها، ولتكون في " المشاعر البعيدة عن اللمس والرؤيا.  . " ـ كما كانت تردد ـ التي تحوّلت بها الى انسانة متألقة تستصرخ الضمير وتطالب بالحياة والكرامة لشعب العراق وبناته وابنائه ! واليوم وبعد ربع قرن على تأريخ انقطاع كلّ خبر عنها وعن الآلاف من خيرة بنات وابناء شعبنا بعربه وكرده وتركمانه بمسلميه ومسيحييه وطوائفه والوان طيفه، وفق سياسة الدكتاتورية الوحشية في اخفاء معالم معارضيها، التي فشلت في غسل عقول الناس ولم تستطع ان تنسيهم من دافع عن حقوقهم حتى الشهادة، بعد ان حملت المواليد الجديدة اسمائهم ذكوراً واناثاً وبعد ان تعالوا رموزاً للخير والعطاء والمحبة، تسأل الأجيال عنها وتفخر بها انتماءاً وتسعى للأفتداء بها في حلّ المعضلات وفق ظروفها المستجدة .    هذه الأيام فقط وبعد جهود مضنية لرفاقها ورفيقاتها، ورد في العدد 19 لعام 2004  لصحيفة " طريق الشعب" الجريدة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، ورد اسم الشهيدة شذى ضمن ( قائمة ضمت أسماء 56 شهيدة وشهيداً شيوعياً اعدمتهم الدكتاتورية المقبورة، تضمنها كتاب مديرية أمن محافظة بغداد : سري للغاية، العدد / س/ 19 / ق3 / بتاريخ 5 / 12 / 1983 )، لينتهي الشك باليقين .  .  لقد استشهدت شذى البراك، ولايعرف احد لحد الآن كيف ولا،اين يرقد جثمانها الطاهر؟ مذكراً بمصير جثمان شهداء الحقيقة والحق الذين حتى بعد ان تبيّن مرقد عدد منهم، صار لهم اكثر من مرقد في اكثر من مكان وزمان، الاّ ان المرقد الأكبر بقى ويبقى في النفوس نداءاً أبياً صادقاً الى الخير والمحبة، نداءاً الى العدل والنور .  المجد كل المجد للشهيدة شذى البراك ولرفيقاتها ورفاقها الميامين !المجد لشهداء الشعب العراقي !     9 / 1 / 2004 ، مهند البراك / عن عائلة الشهيدة 



#مهند_البراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفيدرالية الديمقراطية . . بين المخاطر والآمال الكبيرة ! 2 م ...
- الفيدرالية الديمقراطية . . بين المخاطر والآمال الكبيرة !
- لا لأعادة تأهيل صدام !!
- استسلام صدام وقضية محاكمته
- كل عام و- الحوار المتمدن- بالف خير . .
- ارادة التغيير بين السياسة والآيديولوجيا !
- نعم لنقل السيادة والرجوع للشعب ! لا لأنتخابات بما فصّل الدكت ...
- تغيير الأولويات، واهمية وحدة قوى التغيير العراقية !!
- العراق: احتلال ونهب وجرائم وبطالة و . . ديمقراطية
- من هموم منتسبي قطاع الدولة في العراق - 3
- من هموم منتسبي قطاع الدولة في العراق ـ 2
- من هموم منتسبي قطاع الدولة في العراق ـ 1
- امان شعبنا وصراع القوى الكبرى - 2 من 2
- شعبنا وصراع القوى الكبرى - 1 من 2
- النفط والجبال والسلاح !
- نصف عام على انهيار الدكتاتورية !
- الشهيدة رمزية جدوع (ام ايار) وكفاح الطلبة ضد الدكتاتورية !
- العراق : اعادة البناء والخصخصة - الجزء الثاني
- العراق ؛ اعادة البناء و الخصخصة
- استشهادالحكيم يقرع الناقوس عاليا لوحدة العراقيين !


المزيد.....




- انتشار التعبئة الطلابية ضد الإبادة الجماعية الإسرائيلية
- بيلوسي للطلبة المتظاهرين: انتقدوا إسرائيل كما شئتم لكن لا تن ...
- فرنسا: القضاء يوجه اتهامات لسبعة أكراد للاشتباه بتمويلهم حزب ...
- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - مهند البراك - بعد خمس وعشرين عاماً على اختفاء آثارها - المجد لأبنة الشعب البارّة شذى البراك !