الحجاب كان ضرورة طقسية قبل الدينية للرجل والمرأة .. ؟

مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 2637 - 2009 / 5 / 5 - 10:02
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

..
قبل ظهور الأديان في الجزيرة العربية فرض الطقس الحار المغبر الجاف سطوته على الإنسان وأجبره طوعاً وللضرورة الطقسية على لف رؤوسهم الرجال قبل النساء حيث كانوا يرسلون شعورهم أيضاً لعدم توفر أدوات الحلاقة وبالأخص المقصات ، فكانوا يجدلونه وفي سبعينات القرن الماضي شاهدت الكثير من البدو الذكور شعورهم طويلة ومجدولة وكذلك الرجال من الطوارق الذين لايظهروا سوى عيونهم ومعظم سكان المغرب العربي يغطون رؤوسهم بالبرنص المعلق بثيابهم نساءً ورجالاً وهناك في الأسكيمو حيث البرودة إلى مادون الصفر بأكثر من عشرين درجة يستتر الإنسان فيه بحجاب كامل حتى أصابعه بفرو سميك للضرورة الطقسية أيضاً بينما في الغابات الإستوائية والمناطق الحارة غير المغبرة يغلب العري الكامل تقريباً على سكانه والنساء فيه لا يسترن فيه سوى عوراتهن ولا تعتبر الجسد إلى مافوق السرة وحتى قمة الرأس وكذلك الأثداء المرسلة عورات بل هي من السفور بمكان فالضرورة الطقسية في هذا المكان فرض أيضاً سطوته ولكن سفوراً وليس تحجيباً . ونعود إلى سطوة الطقس في الجزيرة العربية والذي يحتم ستر الرأس وباقي الجسد ترك الشعر حراً بدون عصاب قماشي يضبط الشعر المسترسل يعيق الإنسان من كلا الجنسين عن الرؤية وتبادل الحديث وحتى شرب الماء دون أن يعمل على كبح جماح خصلات الشعر المسترسلة من التطاير بقوة الرياح الدائمة والمغبرة كما كان يشكل عائقاً رئيسياً أمام الرجال في غزوهم وصد العدوان عن قبائلهم وانقلبت الضرورة الطقسية إلى عادة دائمة وهوية شخصية لساكن الصحراء والبادية ومن لايلف رأسه يظهر شاذاً على مجتمعه .. والرسول لم يكن غبياً ليتوسل إلى فرض المفروض سلفاً وقبل آلاف الأعوام .. إذاً كان الحجاب أو الخمار موجوداً وبقوة الضرورة وكعادة متأصلة في بداية الدعوة الإسلامية ولاحاجة حتى إلى إشارة للتخمر أو التحجب طالما كان جزءاً متمماً للشخصية العربية للجزيرة .. أي أن غطاء الرأس كان ظاهرة شائعة وعامة للضرورة الطقسية وليس للفرض الديني وكان فرض الستار بين نساء الرسول وزواره من الصحابة ليكلموهن من خلف ستار كما كان في موضع آخر وضع الخمار (جلابيبهن) للتفرقة بين المرأة الحرة وتلك الأمة ، وذلك عند خروج النساء لقضاء الحاجة وحتى لايتعرضهن الشباب المتربصين وليبتعدوا عن الحرّة وفق علامة الجلباب وكانت الآماء يمنعن من التشبه بالمرأة الحرة ووضع الخمار أو الجلباب أو أي ساتر على الرأس وكان الخليفة عمر يزجر الأمة ويرفع الحجاب عن رأسها لأن العبودية كانت مترسخة ديناً وعرفاً في أوساط المجتمع العربي والإسلامي ... ويمنع العبد التشبه بالحر ...؟ وكذلك جاء الحجاب لستر جيوبهن التي تعني الصدر لأن الثياب كانت تفتح طولياً في موضع الصدر ولعدم وجود أزرار في ذلك الوقت كان منظر الصدر المفتوح (الجيب)غير لائق ومزعج وكانت الآية الآمرة بستر فتحة الصدر بقطعة القماش ( الحجاب ) ومن غير المعقول أن يخاطب الرب عباده المحجبين سلفاً وكهوية شخصية تثبت انتماءهم لجغرافية المكان ويطلب منهم أن يتحجبوا وهم محجبون أباً وعن عشرات الأجداد ولمئات من السنين قبل الإسلام ..؟ وعليه فالحجاب عاده وليس عبادة ...

#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل