أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مصطفى حقي - واقع المرأة العربية في بداية الإسلام لم يعد بداية ....؟














المزيد.....

واقع المرأة العربية في بداية الإسلام لم يعد بداية ....؟


مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 2597 - 2009 / 3 / 26 - 09:49
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


ماقبل الإسلام لم يكن هناك ما يسمى بالجاهلية ، لأن العرب كانوا يؤمنون باليهودية والمسيحية ويطوفون حول الكعبة يعززون إيمانهم بمعتقداتهم ولكل إلهه ضمن جدران الكعبة يحجون إليها وفق معتقداتهم الغيبية ، كما يفعل المسلمون اليوم مع اختلاف الرموز ومصدر القوة والانبهار الجمعي .. وكان العرب مجرد قبائل بدائية متصارعة راحلة أبداً تبحث عن الماء الشحيح والكلأ والمرعى لتعيش وإبلها ومواشيها ، والقبائل القوية تخضع الضعيفة منها وتغزوها وتسبيها .. انها شرعة الصحراء صنواً لشرعة الغاب .. وفي مثل هذه المجتمعات الضيقة الجاهلة إلا من العادات والتقاليد العشائرية الموروثة فشروط الحرية الشخصية تكاد تكون معدومة لكلا الجنسين الرجل والمرأة .. وضمن محيط القبيلة فالمرأة كانت تابعة لسيدها الرجل رب العائلة وكم الحياة من حولها كان ضيقاً جداً .. خِيَم القبيلة الإ بل والمواشي وجلب الماء وتربية الأطفال وخدمة الأسرة وحق الزوج الأساسي وهو الحاجة الجنسية .. لا دولة .. لادوائر رسمية .. لامدن كبيرة .. لامدارس ولا تعليم .. لاإعلام لاأخبار سوى مايتداوله الناس شفاهاً من أخبار قليلة عن العشائر المجاورة .. فكل قبييلة تتلقى الأوامر من شيخها وتنفذه بدون تردد وفي كل أسرة يتبع الجميع سيد الأسرة أيضاً بلا تردد .. والقبائل المنتصرة في غزواتها تقتل من تقتله وتسبي الأموال وتسترق الأحياء رجالاً ونساءً وأطفالاً فالرق كان مباحاً واستمر حتى في الإسلام ولم يلغى .. وإن من شرّع وألغى العبودية والرق هم الكفار في أميركا بعد حروب طاحنة بين الشمال والجنوب .. أي أن شرعة تحرير الإنسان من العبودية جاء من أهل الكفر ثم تحوّل إلى شرعة دولية ولم يزل أهل الإيمان خجلين من الاعتراف بتحرير العبيد .. وأما المرأة في بداية الإسلام واستمراراً لم يكن لها أي من الحقوق سوى في خدمة الرجال وتربية الأبناء وإطفاء شبق الذكور .. وانطلاقاً من حظيرة القبيلة .. فدور المرأة كما ذكرنا هو للخدمة وللمتعة ودور الرجال للغزو والقتل وركوب الخيل واعتلاء النساء .. هذا كان حال المرأة في ذلك الوقت وكذلك حال الرجل ... ولكن بتقدم المدنية وانحسار دور القبيلة ونزوحها إلى المدن وتوسع الأخيرة وتنوع سكانها والخضوع لسلطة دولة وافتتاح المدارس وتوسع دوائر الدولة وإنشاء المعامل والمصانع وتنوع مطالب الأسرة وارتفاع النفقات وعجز ربّ الأسرة الرجل عن تأمين وكفاية حاجات الأسرة ، قدّم للمرأة خطوة بل خطوات لمساعدة العائلة مادياً بالدرجة الأولى لسد حاجات الأسرة عن طريق خرق أسوار سجنها التاريخي لتكون المنقذ في الوقت المناسب بدخولها ميدان العمل وكسب الرزق إلى جانب الرجل الذي فوجيء بدور المرأة الإيجابي كمعين مهم في تنشئة وإكمال دربها في الحياة وانكماش النظرية السلبية عن وظيفتها التقليدية إلى قفزة نوعية في إظهار قدرتها الفائقة في مسيرة الأسرة والتي كان يحجب تلك القدرة الخلاقة عبر قرون الظلام مفاهيم الجهل والتعصب الأعمى والفهم الخاطيء لدور المرأة وقدرتها الخارقة والتي في أحيانا كثيرة تكاد تفوق الرجال وتخرق نظرتهم الدونية إلى المرأة فإذا بها تبرز وبجدارة إنسانة متعلمة ومثقفة وتحتل مناصب إدارية وحكومية مهمة كمدرسة وتحمل درجة الدكتوراة في اختصاصها وتنصب كوزيرة وكقاضية وإعلامية وطبيبة حاذقة وتساهم في إجراء العمليات الجراحية مثلها مثل الرجال .. ان الزمن قد تحول في كافة مجالاته ، ولم يعد للماضي يدٌ في صنع الحاضر ، وكما تحول مجال الرجل من مجرد مقاتل غازٍ وممارس للجنس إلى مجالات حياتية متنوعة قد يكون آخرها القتل والغزو والمرأة تحولت إلى كائن معطاء في كل مناحي الحياة الخدماتية آخرها العبودية لمفاهيم السلف غير الإنسانية ففي تبدل الأزمان تبدل الأحكام ونمو وازدهار قيمة الإنسان الحضارية .




#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زوال التخلف رهن بتطبيق العلمانية ولا خيار..؟
- الهام لطيفي تحاورالاستاذ مصطفی حقی
- ليستمر منبر الحوار المتمدن متمدناً .. ؟
- تعدد الشخصيات وشم تراثي في مجتمعنا العربي ..؟
- كل صباح وأنتم بفتوى .. ويحق للجيران طلب تطليق زوجين متشاجرين ...
- معركة الأحذية في العالم العربي يتوجها البشير ..؟
- الرجال محجوبون قبل النساء في هذا الشرق السعيد...؟
- عيد الأم عيد الأرض الوطن...؟
- نظام (الكوتا) خط عبور ذكي لأنصاف المرأة ...؟
- عندما يكفّر المسلمون بعضهم البعض ,,؟
- هل السجود للأقوياء دليل احترام أم إذلال للساجد ..؟
- أردوغان والعوم في بحر السياسة الهائج .. ؟
- نظام الخلافة الإسلامية مستمر في البلاد العربية وبجدارة ..؟
- من هو المسؤول عن قتل ليليان ووالدتها المقعدة وبوحشية ..؟
- القومية والدين في البلاد العربية ..؟
- مستقبل القضية الفلسطينية تركها فلسطينية بلا عربية ...؟
- الكاتب المسرحي وورطة الإخراج ...؟
- لماذا لانثير اهتمام الآخرين ..؟ !
- مابين القمم العربية ضاعت (لحانا) والقضية ..؟
- حقوق المرأة في العالم العربي تقاومها المرأة ...!؟


المزيد.....




- -الحب أعمانا-.. أغنية تقسم الموريتانيين بين حرية المرأة والع ...
- ليدا راشد.. ضحية العنف الطبي في لبنان
- دراسة: النساء استهلكن كميات أكبر من الكحول مقارنة بالرجال خل ...
- -المدرسة تلبي أوهام صبي يتظاهر بأنه فتاة-.. غضب بعد فوز عداء ...
- لبنان.. العثور على جثّة امرأة مقطّعة في المية ومية
- ما هي العوائق التي تواجه النساء في إجراء تصوير الثدي بالأشعة ...
- توصية بتشريع الإجهاض في ألمانيا.. بين الترحيب والمعارضة
- السعودية.. القبض على رجل وامرأة ظهرا بطريقة -تحمل إيحاءات جن ...
- -ملكة جمال الذكاء الاصطناعي-.. الإعلان عن مسابقة هي الأولى م ...
- ازاي احمي المراهق/ة من التنمر؟


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مصطفى حقي - واقع المرأة العربية في بداية الإسلام لم يعد بداية ....؟