أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى حقي - الكاتب المسرحي وورطة الإخراج ...؟














المزيد.....

الكاتب المسرحي وورطة الإخراج ...؟


مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 2540 - 2009 / 1 / 28 - 05:55
المحور: الادب والفن
    


تأليف وإخراج .... ؟ تردد سابقا كثيراً على لوحات الإعلان عن مسرحية ما ولم يزل حتى تاريخه ... والسؤال أين المشكلة ..ان النص من تأليفه وهو أدرى بشعابها بعكس المخرج الوارد على المؤلف والغريب عنها .. ولكن عملية الإخراج هي ترجمة بحد ذاتها إما أن تترجم حرفياً وتشوه النص أو بتصرف إبداعي وترقى بالعمل إلى مستوى فني لائق .. إذاً هي ليست مشكلة فقط بل مشكلة المشاكل .. لأن تسلط الكاتب على ما كتبه ليخرجه مسرحياً يرتكب خطأ جسيماً لأنه سيكون هناك تشويه للأصل الإبداعي ( النص المكتوب ) عندما يصب الكاتب بذات القالب الذي روى فيه عمله المسرحي ... وبذات التصور والتقييم .. أي أن الكاتب عندما يقدم على إخراح ما كتبه هو امتداد للنص تدويناً وليس إخراجاً بمعني الإبداع بل بمعنى التكرار .. فالابداع الأول هو الكتابة لنص مسرحي جامد مشبع بعبقرية وإبداع الكاتب .. ثم يأتي دور المخرج الذي يضفي إبداعه أيضاً محركاً جمود النص بثقافته الإخراجية الإبداعية .. أي أن النص بمثابة جسد حي ولكنه جامد عن الحركة والعطاء الحركي معدوم النشاط ليأتي المخرج ويحقن النص بوصفته الإبداعية الخاصة لينطلق العمل بحيوية ولكن بشخصية مغايرة لما تصوره الكاتب النصي ، فالعمل الإخراجي هو رؤيا خلاقة إبداعية يحوزها المخرج خارج تصور الكاتب .., أي ان الكاتب ينتهي دوره بعد أن يختم النص مدوناً ... ثم يأتي دور المخرج الذي يستقل عن الكاتب برؤيا إبداعية قد تغايره تماماً .. وكنت قد حذرت زملائي المسرحيين أن لا يقدموا على إخراج ما كتبوه من مسرح قبل انعقاد المهرجان المسرحي الثالث بالرقة ، ولكن زميلاً أقحم نفسه في عملية الإخراج فإذا به يقدم عملاً ديكورياً بالمجمل الذي غطى على الموضوع الرئيسي من العمل .. ان الديكور المسرحي قد تطور من المادي إلى الرمزي لم يعد تكديس العفش (الديكوري) على خشبة المسرح إلا عبئاً غير فعّال .. فالتلاعب بالأنوار ورشق صور ( لوحات) على جوانب المسرح وتلوين الجو العام بات فناً إخراجياً متميزاً وهو الذي لا يملكه كاتب النص .. ففي بدايات عملنا المسرحي ( نادي الفن ) كنا نعمد إلى تحديد خشبة المسرح بألواح متحركة ليستوعب حدود العمل ، ولكن تكنلوجيا الأنوار والأضواء ثوّرت البعد المسرحي في الزمان والمكان وبواسطة تسليط الأنوار والموسيقى المرافقة وبأقل الجهود يمكن للمخرج أن يحدد مكانه وطقسه وزمانه بأضيق مجال كما يمكنه أن يتجاوز حدود المسرح ، فالديكور الكلاسيكي لم يعد له وجود في المسرح الحديث ، انه تلاعب عصري يخفف من العبء الديكوري المنقول إلى سحر اللون والصورة بإضاءة إبداعية بأقل جهد وتكلفة وأكثر غنى وتعبيراً يواكب العصرنة والتقنية والحداثة .. ويجهد المخرج الجاد بأن يبرز عبقرية الممثل وإبداعه أيضاً عن طريق الحركات الجسدية والتعبير الوجهي مستعيناً أيضاً بتقنية الأنوار مع الصوت (المسرحي ) المؤثر .. ومع الأسف الشديد أغلب المخرجين المسرحيين يتجاهلون تقنية اللفظ المسرحي (النطق)المعبر المفهوم بحيث لايختفي أي حرف أو يُضمر أثناء خروجه من فم الممثل مع مستوى صوتي مقبول مع الاعتماد على اللواقط الصوتية الحديثة الألكترونية .. وجل اهتمامهم ينصب على حركات الممثل ...والمسرح والحال عليه في أزمة انحسار وتراجع جماهيري بسبب غزو الفضائيات المذهل وبسبب تراجع القراءة والمطالعة الأدبية وتكاد الثقافة المسرحية تنعدم لدى الجماهير ’ مما يوجب ثورة مسرحية رائدة تعيد للمسرح اعتباره ودوره الرائد التثقيفي للمجتمع فالمخرج المسرحي هو مترجم فعلي للنص وهو الذي يعكس أفكار الكاتب ولكن بالصورة الإبداعية التي يراها من منظوره كمخرج وليس ككاتب للنص ...



#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا لانثير اهتمام الآخرين ..؟ !
- مابين القمم العربية ضاعت (لحانا) والقضية ..؟
- حقوق المرأة في العالم العربي تقاومها المرأة ...!؟
- الشارع العربي في مسيرة اللطم والنواح وبإدمان ...؟
- مهزلة إنسانية شاملة في غزة ..؟
- حوار الأديان للوصول إلى احترام الإنسان وحرية العقائد ..؟
- شركة تعمير أم تهديم أحلام السوريين .. من هو المسؤول ..؟
- العبادة لأولياء الأمور أم للإله ...؟
- ثقافة الحذاء الطائر تجتاح الشارع العربي بمثقفيه ..؟
- الشارع العربي يصفق للحذاء كما صفق لصدَام ..؟
- العلمانية مجتمع المساواة والعدالة ...؟
- طفرة من رواية اللحاف لأيمن ناصر تثير جدلاً واسعاً..؟
- سبع أعوام من العطاء في حوار حضاري ..؟
- الوطن والقومية والدين في ميزان العلمانية ...؟
- الدكتور الشعيبي بين الكتلة والمجتمع والخطاب الديني ..؟
- اما أن تكون قرصاناً أو تُقَرصَن ...؟
- مظاهر العنف ضد المرأة
- ألم يحن الأوان لطي صفحة عقوبة الجلد المتخلفة ...؟
- هل الأديان إقصاء للآخر وتكفيره .. وضدالتسامح والإنسانية ..؟
- الكل بوش .. لكنها ديمقراطية رائعة أمريكا ..‍؟


المزيد.....




- المحرر نائل البرغوثي: إسرائيل حاولت قهرنا وكان ردنا بالحضارة ...
- مجاهد أبو الهيل: «المدى رسخت المعنى الحقيقي لدور المثقف وجعل ...
- صدر حديثا ؛ حكايا المرايا للفنان محمود صبح.
- البيتلز على بوابة هوليود.. 4 أفلام تعيد إحياء أسطورة فرقة -ا ...
- جسّد شخصيته في فيلم -أبولو 13-.. توم هانكس يُحيي ذكرى رائد ا ...
- -وزائرتي كأن بها حياء-… تجليات المرض في الشعر العربي
- هل يمكن للذكاء الاصطناعي حماية ثقافة الشعوب الأصلية ولغاتها؟ ...
- -غزة فاضحة العالم-.. بين ازدواجية المعايير ومصير شمشون
- الهوية المسلوبة.. كيف استبدلت فرنسا الجنسية الجزائرية لاستئص ...
- أربعون عاماً من الثقافة والطعام والموسيقى .. مهرجان مالمو ين ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى حقي - الكاتب المسرحي وورطة الإخراج ...؟