أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - مصطفى حقي - طفرة من رواية اللحاف لأيمن ناصر تثير جدلاً واسعاً..؟















المزيد.....

طفرة من رواية اللحاف لأيمن ناصر تثير جدلاً واسعاً..؟


مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 2495 - 2008 / 12 / 14 - 10:02
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


انها تسع لوحات زاخرة بنمنمات تشكيلية عبر ريشة فنان قبل أن يكون كاتباً تحت لحاف من ذكريات مضمخة بأريج الفكر المتجذر بالنبوغ الإنساني .. دفق وجداني يلون صفحات الذاكرة في إبداع نصّي موشّى بزخرف الحقيقة الناصع وخطوط عسجدية معلنة بدون نفاق أو رياء فالألوان مهما اختلطت يبقى الأسود أسوداً والأبيض أبيضاً .. انه الكاتب أيمن الناصر وعبر روايته الأولى (اللحاف ..والأيام التسع في حوث اليمن ..) وعبر صفحاته الـ277 تتجسد الدراما الروائية بقالب فني تشكيلي عبر لوحات ترصد الحدث الابداعي حيث يزج بالقارئ ابتداءً من اليوم الأول لأحداثه الحوثية اليمنية ثم يحلق به عابراً إلى وطنه والراوي يقص حكايته بصدق يأخذ بالألباب والقاريء يشاهد أبطال الحكاية كما الواقع ويعيش حالة درامية رائعة لاتعرف الملل يتابع أحداثها بشغف العاشق الوله وعلى متن جندول أنيق بأناقة التعابير الأدبية التي يجذف بها بتقانة (جندولية) إبداعية نادرة عبر اللوحات المنتقاة التالية... ( أكتبها لامرأة جميلة مفعمة بالسحر وتعاويذ الخلود تركض بين دمي واشتعال السطور انسلّت لتوّها من على أرصفة الحروف ص5) ..(يترقّب ردّ فعلي كأصيص خزفي فاجأته الريح وهو على شرفة من فرح ص7) ..( في اللوحة شارع طويل ما أن أضع خطوتي الأولى في أوله حتى يستلم هو باقي خطواتي .. فهي جميلة ..حين أفرشها على بياض اللوحة ... الألوان ياصاحبي كأسارير الوجه تتغير مع تغيير خلجات النفس ، أعشق الأحمر والأسود ... أكره الأبيض أحياناً ... في الأونة الأخيرة أدمنت الأصفر الفاقع ص35).. ( ألله يا هالوطن شمسوي بيّا...ص41) ..( قرار استقبالك في غرفتي فقد أيقظت فراشات ملونة وطيوراً نائمة في مختبرات الذاكرة 0ص42)..( المرأة .. حين تعشق تغدو كالفراشة المستباحة يغويها الضوء من كل الجهات ، ويهامس النسيم أجنحتها فترتجف وتميل .. نعلن هشاشة رجولتنا أمام طغيان أنوثتها ، كأنها النهر يغوينا فلا نمل السباحة فيه ولا نرتوي ص43) ..( الريح وحدها كانت تكنس الحقائق ، تستعرض محاكم القتل والتفتيش ، تعربد ثكلى أمام زنزانات الموت والتعذيب المتروسة بأحزان النسور ص49) ..( صمت الغرفة ينساب بارداً ، لزجاً في شراييني يستفز كريات دمي ص53)..( فاضت عيناه بسحائب من الامتنان والشكر غطت لون الزيتون فيهما ص69)..(ضحكاته المجلجلة جمرات كاوية ومؤلمة . نفرت دمعتا فرح من شواطئ عينيه ص 70)..(ما انحنيت إلى شفتيها أو عنقها مرّة إلا وشممت رائحة مطر وسنابل خضراء، وما ضممتها إلا وينبثق من حقول صدرها فل وياسمين ص107) ..( أصبحت في عناقي لها كعباءة مبللة ندية ترفرف على ثناياها تهامس جمرها دون أن تطفئه ، وضوءاً خافتاً يتواطأ مع تلافيف جسدها دون أن يخترقه ص108)..( .. الحياة ليست ماءاً راكداً . هي نهر متدفق الجريان ، والسعيد السعيد الذي يجتازه حتى الضفة الأخرى ص129)..( أرى المطر يشبه الحب ..على رأي وليد معماري يجافي الحقول زمناً ثم ينهمر دون موعد .. ثم يغيب ..معانداً كل أوراق التقويم .. مخيباً كل توقعات الأرصاد ، ما عدا العاشقين ص160)..( أواه ياسيد ..؟ أيها الغر القادم من البراءة والذهول؟سليل أبيك الغابي الأول أنكيدو لن تعجز غانية الإنكليز عن حلّ ركبتيك... كما فعلت غانية المعبد حين أرسلها جلجامش لترويض أنكيدو صنيعة الألهة ص171) ..( أه يا أختاه ما أجمل الوطن حين يكون بداخلنا كبيراً وجميلاً ، وتكون بداخله حبات رمل تتناثر على شواطئه تتوهج تحت شمسه وغيمه وعطر أنفاسه ص182)..(أغمضت عيني حين شممت عطرها ... فأيقظت كل القطا والحبارى ..ورفرفت العصافير ص185)..(مذ حملتها يا سيد في أرض المطار وهي تسقي جديلتها بعطر الانتظار ص235)..( لماذا تتراقص العصافير فرحة فوق سطح الذاكرة ؟ص265) ....
ومع رحلتنا هذه بين لوحات الناصر الهادئة الجميلة المشبعة بالروح الإنسانية .. إلا أن طفرة أو إعصاراً من مزاج سوداوي ينتاب الكاتب في الجزء11من يومه الأول وعبر الصفحات من 89 وحتى 96وماأكثر ما يصاب به المبدعون من الرسّامين حتى وصل بفان كوخ إلى حد قطع أذنيه وانتحار آخر.. ولكن وقع انفلات المؤلف لهذه الرواية أصابت من مدينته وأهلها ما أصابت وبدأ بالتاريخ وهو يروي ان الرشيد بكل عظمته .. كان يحكم مدينة تعج بالقوادين والعاهرات .. (ثم يتابع) :.. مدينة تغص بفتيات جميلات مضى بهن قطار العمر ..رافضات كل من تقدم إليهن ليقعن آخر الأمر... في أحضان شيخ عجوز ... فيمسين بعد حين أرامل مثقلات بالحزن .. يحوّل صهيل الدم في أرحامهن إلى محض انتظار .. ( ثم يشكو الكاتب غربته في مدينته) .. ما برحنا غرباء بنظر القلّة من أدعياء أهلها ، كدت أقول السفهاء .. تشهد على ذلك المجالس المنتخبة بأنواعها .. فمن الذي يحق له أن يترشح غير الذي تزكيه السلطة المحلية وتحميه قوانين العشيرة ؟ ...يكفيه أن وراءه رجالاً يسدّون عين الشمس بهراواتهم وعباءاتهم ... آزرني أناي قائلاً : نعم ، فأنا لاأنسى أنك نشأت وترعرعت في حواريها،وشربت عذب فراتها ’ وتعللت بنسائم أمسياتها ،وعايشت أغلب مثقفيها ،ومنهم من نبت له جناحان وحلّق بعيداً خارج السرب فملأت شهرته الآفاق، ومنهم من غدا كاتباً مرتزقاً طال قلمه أقلام أقرانه وما تجاوز طوله طول القلم يغرق في كأس من الخمر ، أو فناناً مرموقاً ضاقت به البلاد فسرى تاركاً وراءه معاطف الأنين والترجي غير أسف إلى فضاء أرحب ، ترفع له القبعة فيه .. وآخرون اغتربوا في الخليج ... ( المدن كالنساء لايمكن السيطرة على سلوكهن ،يفرحن بالغريب، يفتحن له أبواب أسرارهن ، فيقف مذعوراً أمام رغباتهن التي لا تنتهي ، حتى يستنزفن آخر ما تبقى من رجولته وشبابه )... لاأدري ان كنت سأتحدث عن تلك الكائنات البشرية الريفية التي أخذت تنمو وتتكاثر على أطراف النهر ... كائنات هاربة من قدرها إلى أقدار مرسومة على مقاس حظها العاثر ..تنبطح وتزحف ...تقدم الجسد كرمى لعيون المنصب والوجاهة والتزلّف الكاذب ..( مدينتي أيضاً ...مريودة ومحبوبة من الأغراب ، تعشق وتحب وتعج بالقصّاصين والشعّار والرواة ..لكنها تميل للنذل ،ليس بها جامعات لكنها تتاجر بالعاج البشري وهي متعة الأغراب ،امرأة مستباحة في الليل للأغراب وفي النهار للقادمين من الغرب ... مدينة لاتفتح ذراعيها للأغراب فقط ،بل تنحني وتنبطح وتجيد كل وضعيات الذل .. وبالأخص وضعية الفارس تكون فيها هي المطية ، أول مدينة تطبق الاختلاط في ثانوياتها ...ولتجريب المناهج الحديثة في مدارسها .. ستظل مدينتي على حالها لو عُدتها بعد ألف عام ، فهي كباقي المدن العربية والمستعربة تظل تنفض عنها غبار أربعة بل خمسة قرون من نعال التخلف والعثمنة وبعر الماشية..!؟ (انتهى)
ظاهرة الاغتراب وإن كان سمة غالبة على المبدعين والذي قد يفسر بعدم تمكنهم من الاندماج في مجتمعاتهم المدنية والسلطوية بسبب مطيتهم العقلية المتقدمة ونمطية أفكارهم وتفكيرهم الجاد بمادية خارج إطار العواطف الجارفة في شرق قد ورث الروحانية الصرفة وبجدارة؟ ولكن هل يشفع الواقع المجتمعي تهرب الكاتب وفوقيته عن مشاكل بيئته وهو يعيش فيها أباً عن جدٍ ... أليس من مهمة المتنوّر أن ينوّر بدوره أيضاً لا أن يرتقي بلا مسؤولية ودون أي جهد مبذول .. نعم هناك مشكلة عنوسة وظاهرة تريّف المدن والتزلف إلى السلطة ليس في مدينة الكاتب فقط بل تطال دول العالم الثالث بالمجمل ، بسبب تخلفها وتبعيتها الاقتصادية والثقافية والتكنلوجية وحتى في رغيف خبزها، وان الغرباء والمسئولين السلطويين ورجال العشيرة الأفذاذ الذين يحتلون المناصب الحساسة وتعتمد عليهم السلطة هي ظاهرة عامة تتناول معظم الدول العربية وكذلك واقع المرأة في أية مدينة منها لايختلف عن الأخرى .. والغريب أيضاً ان الكاتب ينتقد ظاهرة الاختلاط في الثانويات وتطبيق مناهج الحداثة فيها .. هل يريد أن يعيدنا إلى مرحلة الكتاتيب الدارسة ورفع الفلق .. ( بالحقيقة لم أستطع أن أفسر هذا النقد من كاتب متنور ) ومع كل ماتقدم مع شطحات المؤلف التلقائية وقد سبقه الكثير من المؤلفين والشعراء العرب في نقد مجتمعاتهم ومدنهم بألفاظ جارحة مثال الأديب المصري الذي قال ان القاهرة امرأة تفتح ساقيها .. والشاعر الذي هجا .. بيا أولاد القحــ ..؟ وخازوق دق بأسفلنا من شرم الشيخ إلى سعسع ..!
وما كتبه الكتاب الغربيون عن مدنهم ومجتمعاتهم بأقسى الأوصاف ..برغم كل ثورة كاتبنا وخروجه عن المألوف وطفرته المكبوتة .. فإن العمل الروائي يحمل بصمات النجاح لغة وبناءً وبجدارة وأشارك الزميل وليد معماري برؤيته ..انها فتح جديد بعد زمن من الركود ..؟ إلاّ اننا نرفض ظاهرة الفوقية على المجتمع .. لأنه محيطنا وواقعنا ان شئنا أم أبينا ، وسلخ الجلود عملية جراحية ولا تعوِّض عن الجلد الأصلي .. ومن مهمة الأديب أن يتواجد في ميدان المواجهة مسلحاً بالحكمة والدراية واللغة المفهومة وعلى جانب كبير من المسؤولية وعلى كافة المستويات ، فالرسالة التي يحملها حضارية مستقبلية وبقالب عصري تتطلب الكثير من الحنكة والدهاء واحترام الآخر ومعتقده كي يصل إلى هدفه عبر مراحل إنسانية في قالب علماني ديمقراطي .. والنقد الجارح ولغة الاستهتار بالآخرين ستنعكس بسلبية على الأديب وأدبه ...؟
• رواية اللحاف تسعة أيام في حوث صادر عن اتحاد الكتاب العرب في سورية..2008



#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سبع أعوام من العطاء في حوار حضاري ..؟
- الوطن والقومية والدين في ميزان العلمانية ...؟
- الدكتور الشعيبي بين الكتلة والمجتمع والخطاب الديني ..؟
- اما أن تكون قرصاناً أو تُقَرصَن ...؟
- مظاهر العنف ضد المرأة
- ألم يحن الأوان لطي صفحة عقوبة الجلد المتخلفة ...؟
- هل الأديان إقصاء للآخر وتكفيره .. وضدالتسامح والإنسانية ..؟
- الكل بوش .. لكنها ديمقراطية رائعة أمريكا ..‍؟
- فتوى لعق الأصابع .. ليزيد في الطنبور نغماً ..!؟
- الحجاب عادة وليس عبادة .. وأقحم في السياسة ...؟
- شعوب تراوح في مكانها ... وإلى الأبد ...!؟
- كوميديا ساخرة من طرابلس الغرب إلى العاصمة الجزائر ....؟
- دولة قومية ديمقراطية علمانية...كيف ...؟
- هل هو غزو ثقافي أم جائحة فكرية حضارية ... ...؟
- لعبة الشجرة المحرّمة .. أية لعبة هذه ...؟!
- تسونامي الانهيار المالي يعبر أمريكا إلى العوالم ..من الفاعل. ...
- ميكي ماوس يقيم دعوى على الشيخ منجد بجرم التحريض على القتل .. ...
- كل الأديان تلتقي في بحيرة الأخلاق...
- انهم يخترعون ويبتكرون ويبدعون ونحن عباقرة الإفتاء
- العلمانية تصون الأديان والقوميات خارج السياسة ...؟


المزيد.....




- هل تتعاطي هي أيضا؟ زاخاروفا تسخر من -زهوة- نائبة رئيس الوزرا ...
- مصريان يخدعان المواطنين ببيعهم لحوم الخيل
- رئيس مجلس الشورى الإيراني يستقبل هنية في طهران (صور)
- الحكومة الفرنسية تقاضي تلميذة بسبب الحجاب
- -على إسرائيل أن تنصاع لأمريكا.. الآن- - صحيفة هآرتس
- شاهد: تحت وقع الصدمة.. شهادات فرق طبية دولية زارت مستشفى شهد ...
- ساكنو مبنى دمرته غارة روسية في أوديسا يجتمعون لتأبين الضحايا ...
- مصر تجدد تحذيرها لإسرائيل
- مقتل 30 شخصا بقصف إسرائيلي لشرق غزة
- تمهيدا للانتخابات الرئاسية الأمريكية...بايدن في حفل تبرع وتر ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - مصطفى حقي - طفرة من رواية اللحاف لأيمن ناصر تثير جدلاً واسعاً..؟