نظام الخلافة الإسلامية مستمر في البلاد العربية وبجدارة ..؟

مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 2559 - 2009 / 2 / 16 - 06:43
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

كل من يعتقد أفول الخلافة الإسلامية وزوالها هو حالم ... هل أن تغيير الأسماء واليافطات يعني الزوال أو التغيير الجذري لنظام حكم وراثي فردي شمولي .. لنأخذ أي دولة عربية ونقارن نظام حكمها الفعلي مع نظام الخلافة الإسلامي مثلا لجهة وصول الرئيس أو الملك أو السلطان أو القائد في هذا الزمن إلى السلطة والذي لن يكون إلا بإحدى الطرق أو الوسائل التالية ، ثورة انقلابية مؤامرة الاستيلاء على السلطة أو بواسطة انتخابات ديمقراطية صورية لتجديد البيعة أو بالتسلسل الوراثي ومباركة مجلس الأمة وتأييدها بالإجماع وخروج الشعب المحكوم المسيّر (الرعية) لتأييد الرئيس أو الملك أو السلطان أو القائد بمنصب الخلافة (الراعي) كما كان في نظام تنصيب الخليفة وعلى المنوال ذاته ثورة انقلاب اغتصاب السلطة وراثة ولي العهد .
الرئيس أو الملك أو السلطان أو القائد في هذا الزمن يعين وزرائه ورئيسهم أيضاً ويعملون بمشورته ويأخذون موافقة القصر في الشاردة والواردة وحتى أخذ الإذن ليعطسوا أو يكبتوا تلك العطسة .. والخليفة بدوره كان يعين وزيراً وحاشيته بإمرته ومشورته أيضاً بالشاردة والواردة وحتى الابتسامة من عدمها ... وقد يشاور الخليفة ممن يسميهم بالمستشارين ولكن رأيه هو النافذ لا رأي مستشاريه ..يساعده إسباغ الشرعية على قراراته جيش من رجال الدين الفقهاء المؤيدين والمبررين لسياسة الخليفة وبعض مدعي الفقه والعلم ليزوروا أحاديث نبوية وتأويل نصوص أيضاً مثل (تأويل آيات السمع والطاعة لصالح السلطة السياسية ولي الأمر، ودفعت ببعض المحدثين إلى انتحال أحاديث السمع والطاعة لصالح ولي الأمر وإن جلد ظهرك وأخذ مالك، ودفعت ببعض الفقهاء إلى تأصيل قتل البغاة الذين يتمردون على سلطة ولي الأمر تحت باب قتل البغاة)(من مقال عبد الحكيم الفيتوري .. الشورى...).تؤيد سياسة أولي الأمر وكذلك يوزع عيونه هنا وهناك ليراقب مكامن الخطر وكبح المؤامرات يسانده جيش من العسس والجلادون ..
بمرور القرون وتبدل الأيديولوجيات وتطور أنظمة الحكم .. طوّر خلفاء العصر أنظمتهم أيضاً واستعاروا التعابير السياسية مثل الديمقراطية البرلمان ، نواب الشعب ، التمثيل الشعبي ، انتخابات حرة ونزيهة ، الدستور ، القوانين .. فصل السلطات .. تشكيل وزارة بعد تسمية رئيسها .. اجتماع مجلس الشعب .. إصدار قوانين .. إصدار مراسيم جمهورية .. إصدار قانون الطوارئ وكل ما ذُكر من تسميات هي صور ديكورية لمؤسسات بالاسم فقط .. ولكن الفعل والنتيجة هي بيد الرئيس أو الملك أو السلطان أو القائد بدلاً من تسميته بالخليفة .. فالخليفة العصري هو أحد هؤلاء المذكورين وأخطر وأقوى من الخلفاء السابقين يساعده جيش من الإعلاميين وبكافة الوسائل المقروءة والمسموعة والمرئية كلهم يسهمون في الدعاية لسياسة الخليفة العصري والذي يدعمه جيش ميداني قوي إلى جانب أجهزة قمعية مرعبة في الداخل من مخابرات ورجال أمن ومخبرين مدنيين ومعتقلات وسجون وشعوب مقموعة وحريات موؤدة تصنف في عداد الدول المتخلفة والمستهلكة لكل شيء ، والحال عليه ان إبدال أسماء أولياء الأمور من الخليفة إلى القائد أو الملك أو أي مسمى آخر لن يغير ويبدل من الواقع الفعلي شيئاً وكم كان رائعاً لو بقي الخليفة خليفة منتخب في ظل نظام حكم متطور وتمثيل ديمقراطي حقيقي وقد تمتع الشعب بحقوقه في الحرية والكرامة والمساواة ولكنّا من تعداد الشعوب المتقدمة في كافة المجالات ولو تحت اسم خليفة ..؟

#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات