أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مصطفى حقي - هل السجود للأقوياء دليل احترام أم إذلال للساجد ..؟














المزيد.....

هل السجود للأقوياء دليل احترام أم إذلال للساجد ..؟


مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 2566 - 2009 / 2 / 23 - 10:20
المحور: حقوق الانسان
    


قبل أن يعرف الإنسان الإله كان الضعيف منهم ينحني للقوي وقد يصل الانحناء إلى السجود والتضرع والتوسل عند أقدام المتغطرس بل وتقبيل تلك القدمين .. إذا كان هذا الإنسان ( بعضهم) الذين اتصفوا بالقوة أن يلزم المستضعفين السجود له ... كيف بهذا المتغطرس إذا اكتشف أن هناك إلهاً خارق القوة بل بيده الخير والشر والحياة والموت والفرح والترح والسعادة والشقاء .. عندها سيكون ذلك المتغطرس أول الساجدين لإله القوة الذي آمن به ويتبعه حتماً وبأشد الخوف الضعفاء أو الرعية التابعين له .. أي أن اكتشاف الإله من قبل الإنسان هو إضافة الرعب بأنفس المستضعفين من المخلوقات البشرية والسجود بهلع للإله ولخلفائه من أقوياء البشرية على الأرض .. الإنسان على الأرض وبالأخص القادة منهم ( أولي الأمر) لايمكنهم إخضاع رعيتهم لأوامرهم إلا عن طريق الإرهاب والسوط وسيف الجلاد أي ان إخضاع العباد لسطوة السلطان هو عن طريق إذلال العباد وإخضاعهم عن طريق طقوس الإهانة لشخص الولي العظيم الذي بدوره يسجد للإله الكبير وبخوف وإذلال أيضاً ... ومن أجل وغاية استمرارية العبودية العبادية للإنسان منع القائمين على طقوس العبادة ، العابد من التفكير واعتبروه خروجاً عن الإيمان وكفراً وإلحاداً والعبادة فوق التفكير .. بل عزوا كل مايمت إلى آلية الفكر والعقل إلى ابليس وشيطان اخترعوه لإرهاب الإنسان وعدم خضوعه لوسوسات الشيطان كما يدعون ، أي أنهم حاربوا الميزة الوحيدة التي تفرق بين الإنسان والحيوان وهو العقل والتفكير ، ولو كان الخالق يخشى أو يخاف من فكر الإنسان وعقله لخلقه منذ البداية بلا عقل مثله مثل الحيوانات وكفى المؤمنين شر القتال ... ولكن للإله غاية في جعل الإنسان مفكراً دون بقية المخلوقات ، لأن التفكير منبر للخلق والإبداع في شتى مجالات الحياة ، بل تجديد مستمر للحياة
والآن نلمس ذلك البون الشاسع ما بين الأمم الذين احترموا عقل الإنسان وتفكيره ومابين الذين كبلوا عقله عن آلية الفكر والتفكير واعتبروا العقل مجرد وعاء نقل لتعاليم الأولين أول ما توصل إليه العقل المفكر هو إزالة آليات استعباد الإنسان لأي كان غيبياً أو مادياً وإعطائه حرية العيش بكرامة بين أفراد جنسه في ظل حكومات منتخبة مؤقتة وغير دائمة في ظل رقابة إعلامية شاملة ورقية وإذاعية وفضائية تقف بالمرصاد لكل خروج يمس حرية الإنسان في التفكير وإبداء الرأي وحقه في التظاهر وفي المساواة بين الأفراد تحت شعار الإنسان المواطن المرتبط بأرض الوطن وليس الدين أو القومية أو الجنس .. ومن هذه الظاهرة الديمقراطية الرائعة انطلق الإنسان المفكر الحر ليبحر على متن العقل المفكر يخوض بحار العلم ليرتقي في سلّم الإبداع والاختراع لكل ما يقود إلى إسعاد البشرية في القضاء على كثير من الأمراض وتنوير ظلامه بضغطة زرٍ وجعل المسافات قريبة بين أقطاب العالم باختراعه الطائرات النفاثة والسيارات والبواخر ليكون من العالم المترامي الأطراف قرية كونية جامعة في مجتمع متجانس وحكومة عادلة ولا فرق بين الإنسان وأخيه الإنسان ولكلٍ اعتقاده الديني الخاص به من غير أن يلزم الآخر وكذلك حريته أن ينتسب إلى قومية أو جنس وبحريته الخاصة أيضاً دون أن يلزم الآخرين بأرائه .. والذي أدى إلى نشوء دول عصرية رائدة في أوروبا تحقق النجاح المتواصل تكنلوجياً وإنسانياً وفي كافة مجالات الحياة وبعكس الدول التي لم تزل تسير في ركب هيمنة الروحانيات ومسلمات القبيلة والعشيرة ومنع العقل من التفكير والإبداع لتشكل دولاً متخلفة وبكل معنى الكلمة وتعيش عالّة على العالم المتحضر وتستورد كل شيء ابتداءً من حبة الدواء وحليب الأطفال إلى الآلة وحتى رغيف خبزه وبالنتيجة أن يكون الإنسان مستقلاً في رأيه وفكره دون إرهاب عبادي أو قيادي ...؟



#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أردوغان والعوم في بحر السياسة الهائج .. ؟
- نظام الخلافة الإسلامية مستمر في البلاد العربية وبجدارة ..؟
- من هو المسؤول عن قتل ليليان ووالدتها المقعدة وبوحشية ..؟
- القومية والدين في البلاد العربية ..؟
- مستقبل القضية الفلسطينية تركها فلسطينية بلا عربية ...؟
- الكاتب المسرحي وورطة الإخراج ...؟
- لماذا لانثير اهتمام الآخرين ..؟ !
- مابين القمم العربية ضاعت (لحانا) والقضية ..؟
- حقوق المرأة في العالم العربي تقاومها المرأة ...!؟
- الشارع العربي في مسيرة اللطم والنواح وبإدمان ...؟
- مهزلة إنسانية شاملة في غزة ..؟
- حوار الأديان للوصول إلى احترام الإنسان وحرية العقائد ..؟
- شركة تعمير أم تهديم أحلام السوريين .. من هو المسؤول ..؟
- العبادة لأولياء الأمور أم للإله ...؟
- ثقافة الحذاء الطائر تجتاح الشارع العربي بمثقفيه ..؟
- الشارع العربي يصفق للحذاء كما صفق لصدَام ..؟
- العلمانية مجتمع المساواة والعدالة ...؟
- طفرة من رواية اللحاف لأيمن ناصر تثير جدلاً واسعاً..؟
- سبع أعوام من العطاء في حوار حضاري ..؟
- الوطن والقومية والدين في ميزان العلمانية ...؟


المزيد.....




- المبادرة المصرية تدين اعتقال لبنى درويش وأخريات في استمرار ل ...
- مفوض أوروبي يطالب باستئناف دعم الأونروا وواشنطن تجدد شروطها ...
- أبو الغيط يُرحب بنتائج التحقيق الأممي المستقل حول الأونروا
- الاتحاد الأوروبي يدعو المانحين لاستئناف تمويل الأونروا بعد إ ...
- مفوض حقوق الإنسان يشعر -بالذعر- من تقارير المقابر الجماعية ف ...
- مسؤول أميركي يحذر: خطر المجاعة مرتفع للغاية في غزة
- اعتقال أكثر من 100 متظاهر خارج منزل تشاك شومر في مدينة نيويو ...
- مسؤولان أمميان يدعوان بريطانيا لإعادة النظر في خطة نقل لاجئي ...
- مفوض أوروبي يطالب بدعم أونروا بسبب الأوضاع في غزة
- ضابط المخابرات الأوكراني السابق بروزوروف يتوقع اعتقالات جديد ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مصطفى حقي - هل السجود للأقوياء دليل احترام أم إذلال للساجد ..؟