أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصطفى حقي - تعدد الشخصيات وشم تراثي في مجتمعنا العربي ..؟














المزيد.....

تعدد الشخصيات وشم تراثي في مجتمعنا العربي ..؟


مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 2586 - 2009 / 3 / 15 - 08:53
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


في الغرب إذا شعر المواطن انه قد بدّل شخصيته في تصرّف معيّن وخلاف حقيقته ، حيث تتجاوز الحرارة الخط الأحمر في نفسية هذا الشخص .. والطريق معروف هو الطبيب النفسي الذي يلجأ إليه المواطنون بكثرة قد تفوق عيادة أطباء الجسد وعيادة الطبيب النفسي مزدهرة بعكسه في شرقنا الذي يفتقر إلى المراجعين وقد يشرف على مشفى الأمراض العقلية إذا أسعفه الحظ والواسطة فأندر من النادر أن يتجه مواطن عربي إلى نطاسي بالنفس ... حتى لا يشار إليه بالبنان إلى رأسه ولا يوصف انه بطريقه إلى الجنون ...؟ الإنسان الشرقي ممثل كبير ويفوق الذين يعملون بمهنة التمثيل لأنه يتجسد الواقع في كل شخصية يتلبسها باتقان وإبداع حتى انه من النادر أن يخلط شخصيتين بواحدة ، فالمواطن مهما تفاوتت درجة ثقافته ونشأ في هذا المنبت الصحراوي يحمل العديد من الشخصيات في كيانه فشخصيته أمام زوجته من استعلاء وتكبر أو عدم مبالاة هو غيره أمام امرأة أجنبية حيث يتودد إليها بشخصية مغايرة ويبدي لها الكثير من الجوانب الحضارية الكاذبة وشخصيته مع زميله في العمل تناقض شخصيته أمام مديره أو أمام مسؤول أو مخبر وحتى شرطي .. وحتى في علاقاته اليومية فشخصيته تختلف اختلافاً كبيراً في تواجده مع صديق متدين مع آخر علماني .. وحتى بين أولاده له شخصيات متعددة وبدرجات متفاوته وبخاصة بين الذكور منهم والإناث .. وكذلك شخصيته المتقلبة في مجال السياسة والمظاهرات ودغدغة شعوره بشعارات متميزة ومتكررة أو لدى سماعه ومشاهدته لأخبار عبر الفضائيات ومدعومة بالصور فينقلب في لحظات إلى شخصية ثأرية مأزومة ويكاد يشرع سيفه ويجتز الرؤوس ..بالمحصلة الإنسان الشرقي لا شخصية مستقلة له فهو يتمثل العديد من الشخصيات بحيث ينقلب من وإلى في زمن قليل وبسرعة مذهلة .. هذا بالنسبة إلى الشارع العربي الذي يشكل أكثر من 80% ونصفه أو أكثر من النساء المقموعات أيضاً ، فعلّة الشخصية المتعددة تشملهم جميعاً وبلا استثناء والذي يعود إلى جملة أسباب وأهمها فقدانهم الحرية الشخصية منذ ولادتهم ودخولهم في نفق الرضوخ الاجتماعي البيئي والديني واختراق منافذ الحياة ومنعرجاتها بشخصية مرعوبة مهزوزة .. وبللا شعور يجد نفسه متقمصاً شخصيات غير حقيقته ليجتاز عوائق الحياة في كافة خطواته أو لنقل انه يحتال على واقعه العسير بتقمص شخصية أو يتقنع بقناع يلائم وجسامة العقبة ليتجاوزها بشخصيته الجديدة محافظاً على الأصلي منها .. ولكثرة هذه العقبات التي تصادفه بالرغم عنه في مسلسل السلطة القامعة المانعة فإنه ينسى شخصيته الحقيقة وإذا به ممثل ماهر وبدون حاجة إلى تدريب أو ملقن يتقمص ويجيد الدور الذي يلتصق به في أي موقف أو عقبة تقف في طريقه ويتجاوزها بنجاح وقد ارتاح نفسياً .. وأما بقية المجتمع الذي لن يتجاوز الـ20% والذين نسميهم بالمثقفين .. هم مثقفون بالتسمية فقط لأن كثيراً من حملة الشهادات العالية وحتى (الدكتوراة) هم متعلمون في اختصاصهم وبعيدين عن الثقافة بعد السماء عن الأرض بل ان بعضهم بأفكاره المسندة إلى شهادته العالية هو أخطر من أفراد الشارع ويؤثر في المجتمع الذي يبهره اللقب العلمي وينصاع إلى أفكاره والتي يصنفها في مرتبة القداسة كيف لا وهو يعتبر ما يتفوه به أي شيخ عادي يضع العمامة ويبسمل ويتعوذ قمة المصداقية .. وأما ما تبقى من المتعلمين ومن تشملهم صفة الثقافة والمثقفين فمنهم من ينصاع للسلطة ويفقد بذلك معنى وتأثير الثقافة الحرة .. وأما بقية المثقفين فعلاً وهم القلّة فانهم ضمن مراقبة صارمة من السلطة ولا يمكنهم تمرير حرف مما يكتبون ويدونون دون أن يمر على رقيب صارم يحملا مقصاً قاطعاً وقلماً رافضاً لكل عبارة لاتوافق وتنسجم وسياسة الدولة المباركة ...؟ وهنا أقتطف جزءاً من مقال الكاتب (طارق حجي من مقال بعنوان –الثقافة أولاً وأخيراً – منشور في الحوار 6-3-009) أنهي به هذا المقال وليبدأه الدكتور طارق ..؟
: فإن معظم دول العالم الثالث الطامحة لمكانة أفضل تحت الشمس ستبقى في مجالات العلوم التطبيقيةِ والاجتماعية والإنسانية وسائر مجالات الإبداع عالةً على العالم المتقدم (مع وجود استثناءات قليلة تثبت القاعدة ولا تنفيها) ما لم يحدث توسيع شديد في دوائر انتشار الثقافة ، فالمناخ الثقافي العام الخصب والثري هو المناخ الوحيد الذي يسمح بتفتق المواهب والقدرات في مجالات العلوم التطبيقية والاجتماعية والإنسانيات . وكل متتبع لتاريخ الحضاراتِ يعي بوضوحٍ أن "المناخ الثقافي والفكري العام" كان دائماً هو المطبخ الذي أفرز الطفرات في سائر المجالات المذكورة (من علم تطبيقي إلى علوم اجتماعية إلى إنسانيات ) (انتهى)
والسؤال كيف يمكن لمجتمع ليست له شخصية خاصة به أي أنه غير مستقل في شخصيته ويعمل على تبديلها في اليوم عدّة مرّات ... أليس هذا المجتمع بحاجة إلى طبٍ نفسي عام قبل التوسل إلى الثقافة في مناخ نفسي غير مستقر وغير ثابت وفي يمً فكري مائج هائج .. كيف لهذا الوشم الإرثي أن يزول ...؟!





#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كل صباح وأنتم بفتوى .. ويحق للجيران طلب تطليق زوجين متشاجرين ...
- معركة الأحذية في العالم العربي يتوجها البشير ..؟
- الرجال محجوبون قبل النساء في هذا الشرق السعيد...؟
- عيد الأم عيد الأرض الوطن...؟
- نظام (الكوتا) خط عبور ذكي لأنصاف المرأة ...؟
- عندما يكفّر المسلمون بعضهم البعض ,,؟
- هل السجود للأقوياء دليل احترام أم إذلال للساجد ..؟
- أردوغان والعوم في بحر السياسة الهائج .. ؟
- نظام الخلافة الإسلامية مستمر في البلاد العربية وبجدارة ..؟
- من هو المسؤول عن قتل ليليان ووالدتها المقعدة وبوحشية ..؟
- القومية والدين في البلاد العربية ..؟
- مستقبل القضية الفلسطينية تركها فلسطينية بلا عربية ...؟
- الكاتب المسرحي وورطة الإخراج ...؟
- لماذا لانثير اهتمام الآخرين ..؟ !
- مابين القمم العربية ضاعت (لحانا) والقضية ..؟
- حقوق المرأة في العالم العربي تقاومها المرأة ...!؟
- الشارع العربي في مسيرة اللطم والنواح وبإدمان ...؟
- مهزلة إنسانية شاملة في غزة ..؟
- حوار الأديان للوصول إلى احترام الإنسان وحرية العقائد ..؟
- شركة تعمير أم تهديم أحلام السوريين .. من هو المسؤول ..؟


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصطفى حقي - تعدد الشخصيات وشم تراثي في مجتمعنا العربي ..؟