أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - علي الأسدي - تغيير اسم الحزب الشيوعي العراقي .. إلى...؟؟















المزيد.....

تغيير اسم الحزب الشيوعي العراقي .. إلى...؟؟


علي الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 2618 - 2009 / 4 / 16 - 11:02
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


يتحاور الوسط الثقافي التقدمي العراقي هذه الأيام في موضوع " اسم الحزب الشيوعي العراقي " ، وهذه المرة بين شيوعيي وأصدقاء وجماهير الحزب في بريطانيا ، وهي ظاهرة ثقافية ديمقراطية يظل هدفها توفير الأجواء الأفضل لنضال الشيوعيين في صفوف ولصالح جماهير شعبهم. يدور هذا الحوار في جو من الود والالفة وهو ما اعتادوا عليه ومارسوه لسنين دون ضجر او تكاسل ، واستقطب عشرات من الأعضاء بينهم أساتذة علوم وفنون وكتاب مرموقون في الأدب والعلوم والسياسة والاجتماع ، وفيهم أيضا من ذوي الكفاءات في مجالات مهنية يصعب حصرها ربطت مصيرها بالحزب منذ نعومة أظفارها ، وبينهم أيضا أبناء الجيل الحالي ممن اختاروا خدمة شعبهم عبر مشاركتهم في مهام وتنظيمات الحزب.

قبل أيام كتب الأستاذ والفنان التشكيلي البارز فيصل لعيبي الناشط في الوسط الشيوعي العراقي ببريطانيا مقالا تحت عنوان " اسم الحزب " ، نشر على موقع صحيفة الناس الغراء في 12 /4 الجاري ، وقد ظهرت في أعلى المقال صورة زيتية رائعة لمؤسس الحزب الشيوعي العراقي أعتقد أنها بريشة الفنان نفسه كاتب المقال. كتب تحت الصورة عبارة – الرفيق فهد يهيأ مداخلته في المؤتمر الوطني الأول-- . الملامح الظاهرة على وجه فهد في تلك الصورة تنطق بأشياء كثيرة ، أهمها التصميم والإرادة والثقة في المستقبل. لقد أبدعت ريشة الفنان فيصل لعيبي بإبراز عنفوان الرجل وقوة ملاحظته وبعد نظره ، ومما فهمته من نظرة فهد الثاقبة عبر النافذة صوب المستقبل أنه ليس بالشخص الذي يساوم على مبادئ وربما اسم الحزب ، وهذا ما سيجعل مهمة الأخوة الراغبين بتغيير الاسم عسيرة بعض الشيء.
إن الناطقين بهذه المبادرة شيوعيون مخلصون لا يشك في احترامهم لمبادئ الحزب وتاريخه ، ولا يشك أبدا في تطلعهم لأن يروا حزبهم وقد استعاد حيويته وشفي من جراحه التي أحدثتها الديكتاتورية الغاشمة التي هيمنت على العراق خلال الأربعة عقود الماضية قبل الإطاحة بها في 2003. يذكر الفنان فيصل لعيبي في مقاله ، واسمح لنفسي أن أسميه فنان الحزب ، ما يلي :

" أن معظم الذين يدعون لتغيير اسم الحزب يعرفون جيداً ان هذا غير مجدي لأن هذا يتطلب تغيير فكره وسياسته بالذات ، أي تغيير نظرته الى الكون والطبيعة والمجتمع بشكل كامل، فتغيير الاسم مع بقاء السياسة على حالها سوف لن يعطي نتائج مرضية بالنسبة لهم، أن حجة هؤلاء الرفاق والأصدقاء بضرورة تغيير الاسم هي لغرض لم شمل قطّاع واسع من الديمقراطيين والمتنورين الآخرين والذين يعتقدون بعدم حاجة العراق وربما حتى المنطقة الى حزب شيوعي، إنما الى حزب ديمقراطي يدعو في برنامجه الى القيم الديمقراطية ذات الأفق الأوسع من أفق الحزب الذي ينحصر على مصالح فئات معينة من الشعب ".
ويقول أيضا ، لا يحتاج الأمر من الحزب الشيوعي لتغيير اسمه حتى تلتف حوله جماهير واسعة من تلك القوى ، فقد تشكلت أكثر من حركة وتنظيم يدعو مؤسسوها الى قيام حركة في إطار تنظيمي واسع لكن هذه القوى لم تجمع اكثر من الأعضاء الأساسيين الذين ساهموا في مؤتمراتها الأولى. ويضرب مثلا في الحزب الوطني الديمقراطي وتاريخه النضالي الذي ربما يقترب في شعاراته ومبادئ عمله مع الحزب الذي يراد له أن يكون بديلا للحزب الشيوعي العراقي بعد تغيير اسمه. ويضيف الكاتب ، إن أحزابا كثيرة غيرت أسماءها ، فما نتائج ذلك التغيير على شعبيتها؟ ويجيب : لا شيء. ويطلب في ختام مقاله من دعاة تغيير اسم الحزب الالتفاف حول الحزب وتقديم المقترحات التي تصب في تقويته ومده بالدم الجديد والأفكار الحديثة والجذرية، لا الى التطير من الاسم بسبب موجة عابرة سوف لن يكن حظها في تاريخ البشرية أفضل من حظ موجة القرون الوسطى الدموية، التي أصبحت أثراً بعد عين .

اعتقد أن الحزب باسمه الحالي لم يتأثر سلبا كثيرا بسبب الخريطة السياسية / الاجتماعية الراهنة في العراق التي بدت في نظر كثيرين وكأنها واقعا أملته تطورات قوى وعلاقات الإنتاج في مجتمعنا وما أفرزته من فكر وثقافة. ولا أعتقد أيضا أن تغيير اسمه سيؤثر إيجابيا في تلك الخريطة لصالحه مع بقاء واقع المجتمع على ما هو عليه. إن الأمر ليس كذلك في ظروف بلادنا الحالية ولم يكن كذلك في العقود السبعة الماضية ، كان الحزب أوسع قاعدة في خمسينيات وستينيات القرن الماضي عندما كان الإقطاع وبرجوازية المدن والرجعية بمختلف أصنافها أحسن تنظيما وأكثر كفاءة من مثيلاتها اليوم في مكافحة الحزب والشيوعية. إن المشكلة وما فيها تكمن في وشائج الحزب بالجماهير، لقد تقطعت هذه الوشائج بفعل الحواجز الإعلامية والأمنية الصدامية خلال العقود الأربعة الماضية ، وأن إعادة تلك الوشائج إلى ما قبل ذلك لن يتم بيوم وليلة. ولا أظن أن تغيير اسم الحزب يؤثر في ذلك ، فالأمر ليس بهذه السهولة برغم الإمكانيات الإعلامية الأفضل للحزب مقارنة بمستواها خلال الحقبة الصدامية. فالأحزاب الدينية العراقية وجماعات الضغط التي تديرها ماكنة البعث السابق تهيمن على الرأي العام وتلعب بمشاعر الجماهير من خلال إمبراطورية إعلامية متمرسة ممولة بالبترودولار بسخاء لا نظير له حتى في العهد الصدامي.
كما أن الطائفية بجناحيها الشيعي الممثل بأحزابه المذهبية العديدة والسنية بالحزب الإسلامي والمنظمات السرية الجهادية تنفذ بإتقان مقولة ماركس " الدين أفيون الشعوب " مع إضافة مادة أكثر تركيزا وسمية لتصبح " المذهب أفيون الشعوب " ، وبنتيجة ذلك يحتاج عقل العراقي المدمن إلى غسيل جيد من تلك المخدرات التي حولته إلى ما يشبه " الروبوت " الآلي المبرمج وفق مشيئة فقهائه من مهندسي التخلف والجهل. فانحسار شعبية الحزب في أوساط الجماهير لم يكن سببه سيادة الثقافة الدينية ، بل ضآلة ثقافته السياسية ومعرفته بالحزب وأفكاره وسياساته. إن كل ما يحتاجه الحزب حاليا ليعود إلى بيوت وخيم وأكواخ العراقيين ليس تغيير الاسم بل فترة من الوقت للتعريف بأخلاقيات أعضائه وببرنامجه الاقتصادي/ الاجتماعي المنحاز إلى جانب الجماهير العريضة المهمشة والمحرومة من الحقوق المدنية والخدمات الصحية والتعليمية والثقافية والبلدية والأمنية والسكنية.

لا أريد برأي هذا التقليل من شأن رأي الأخوة في التغيير ، فهم لهم حجتهم التي احترمها ، وأهدافهم السامية التي لا أشك أبدا في كونها تصب في خدمة حزبهم ، لتحقيق الأفضل لجماهيره
من مختلف فئات الشعب المهنية ومكوناته الإثنية. وما أود إضافته إلى ما جاء في مقال فنان الحزب ، إن التغيير في اسم الحزب قد تلا مباشرة انهيارات المنظومة الاشتراكية ، وقد خيل للكثير ممن غيروا أنهم يستجيبون للظروف المستجدة ولمتطلبات المرحلة التي تبنت التغيير ، ولم تكن تلك التخيلات إلا واحدة من التبعات الكارثية لكارثة السقوط نفسها. لم يحصل أولئك الذين أسسوا أحزابا بأسماء ديمقراطية أو يسارية أو اشتراكية ديمقراطية على مكافئة من شعوبهم ، نتيجة فعلهم التطوعي بشطب اسم الحزب الشيوعي من واجهات مقرات أحزابهم الجديدة. وأعتقد أن ما قاموا به لم يكن تغييرا في الاسم بقدر ما كان تغييرا في مبادئ الحزب وأهدافه السياسية والاقتصادية ، حيث تبنت أكثرية التشكيلات الجديدة بمسمياتها المختلفة في الدول الاشتراكية السابقة وفي إيطاليا وألمانيا ودول أوربية أخرى ، تبنت أفكار الليبرالية الجديدة منخدعة ككثير من دول العالم بكونها ستقود إلى الجنة ، وها هي الآن تعيد النظر بحساباتها ، وليس مستبعدا أن تعود إلى أسماءها السابقة.

أعتقد أن الرأي الذي يناقش حاليا في صفوف الشيوعيين العراقيين في بريطانيا وربما في أمكنة آخرى في العالم ، بأن المجتمع المحافظ قد يتجاوب مع حزب ديمقراطي أكثر من حزب يحمل اسم الحزب الشيوعي غير واقعية في مجتمعنا العراقي ، فهذا الرأي قد يكون مناسبا للمجتمعات في إمارات الخليج والسعودية والكويت أو ليبيا. أما العراق فيعتبر استثناء وينفرد بوضعه عن دول المنطقة كلها،فالعراقيون قد تعرفوا على الحزب الشيوعي والشيوعية منذ ثورة أكتوبر الاشتراكية في الربع الأول من القرن الماضي. وأن المدن والقصبات العراقية ذات الثقافة والتقاليد والمراكز الدينية كانت وما تزال تحتفظ للحزب بجماهيرية أوسع بكثير من أخرى أدنى نصيبا من تلك الثقافة والتقاليد والمراكز الدينية. فمقرات الحزب الشيوعي في كل مكان تقريبا في العراق ، وهي ظاهرة غير موجودة في أكثر الدول علمانية في العالم العربي. وليس هذا فحسب فمقرات الحزب موجودة على بعد أمتار من المراقد المهمة في النجف وكربلاء والكاظمية وسامراء إذا لم اخطأ. إنها ظاهرة لا تدل على أن المجتمع العراقي غارق في أصوليته الدينية وتطرفه. إن هذه الظاهرة لم تأتي صدفة ،بل إنها نتيجة مباشرة لوجود الحزب الشيوعي هناك بين الجماهير منذ ثلاثينيات القرن الماضي، ولتعامله المباشر مع همومهم وأمانيهم ومشاركتهم أفراحهم وأتراحهم. والنظام السابق كان يعرف ذلك جيدا ، وإنه لم يكرس سلطته وأمواله وزبانيته وإعلامه لإقصاء الحزب عن الشعب لو لم يعرف تلك الحقيقة.
وإذا ما تخلى الحزب الشيوعي عن اسمه فإن أحزابا عدة تنتظر بفارغ الصبر وستتسابق لاحتلال اسمه وموقعه و تاريخه أيضا ، وستحمل راية الشيوعية بصرف النظر عن مدى قدرتها على السير قدما بها والدفاع عنها كما دافع عنها قادة تاريخيون كان قدوتهم و في مقدمتهم فهد ، فالشيوعية التي اقترنت عضويا بالوطنية العراقية موجودة ومقبولة في العراق وهي متغلغلة عميقا بجذورها في ضمير الشعب ووجدانه.



#علي_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات حول مقال .. بعض خصائص تطور الماركسية التاريخي - المن ...
- الحزب الشيوعي العراقي.. وفتوى انقلاب القيم في فقه ..- ميثم ا ...
- ماذا لوسمح المالكي لحزب البعث مزاولة نشاطه السياسي ...؟؟
- على ضوء قمة 20 في لندن/ الرأسمالية لم تعد تجدي... نريد المسا ...
- شوكت خزندار وآهاته على.... ما تبقى من حزب فهد...؛؛ الجزء الث ...
- شوكت خزندار وآهاته على ... ما تبقى من حزب فهد...؛؛
- أراء حول مقال : ماذا تبقى من حزب فهد ؟
- ليكن الثامن من آذار...يوما لإنصاف المرأة الريفية العراقية... ...
- هل فقد السيد البرزاني البوصلة ..أم أضاع الطريق...؟؟
- جبهة التوافق تتشبث- بالمحاصصة - تشبث الهندوس بمياه نهر السند ...
- التجارة بأصوات الناخبين دليل آخر على فشل تجارة الطائفية...؛؛
- هل يفوز بالجنة من ينتخب ذوي الأكف البيضاء...؟؟
- ذكريات عائد إلى بغداد 1943 - 2003
- غزة .....؛؛؛
- هل ينتخب البرلمان العراقي..السيد حميد مجيد رئيسا له...؟
- يطالبوننا بشد الأحزمة ...بينما يرخون أحزمتهم إلى أقصاها...؛؛
- الأحزاب الدينية ...تحتكرالدين والسلطة والمال ومفاتيح الجنة.. ...
- هل يعلن عن - المنطقة الخضراء - ... إقليما وفق دستورنا الاتحا ...
- هل يختارالأكراد عربيا...رئيسا لكوردستان ...؟؟
- تجار السياسة المبتذلون...يدفعون بالعراق إلى الجحيم ...؛؛


المزيد.....




- بعد جملة -بلّغ حتى محمد بن سلمان- المزعومة.. القبض على يمني ...
- تقارير عبرية ترجح أن تكر سبحة الاستقالات بالجيش الإسرائيلي
- عراقي يبدأ معركة قانونية ضد شركة -بريتيش بتروليوم- بسبب وفاة ...
- خليفة باثيلي..مهمة ثقيلة لإنهاء الوضع الراهن الخطير في ليبيا ...
- كيف تؤثر الحروب على نمو الأطفال
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق مقاطعة بيلغو ...
- مراسلتنا: مقتل شخص بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة ال ...
- تحالف Victorie يفيد بأنه تم استجواب ممثليه بعد عودتهم من موس ...
- مادورو: قرار الكونغرس الأمريكي بتقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - علي الأسدي - تغيير اسم الحزب الشيوعي العراقي .. إلى...؟؟