أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - علي الأسدي - هل يختارالأكراد عربيا...رئيسا لكوردستان ...؟؟














المزيد.....

هل يختارالأكراد عربيا...رئيسا لكوردستان ...؟؟


علي الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 2470 - 2008 / 11 / 19 - 10:08
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


لقد سبق الشعب العراقي الشعب الأمريكي في اختياره رئيسا عراقيا ذي أصول غير عربية ، خمس سنوات قبل أن يختار هو السيد أوباما ذي الأصول الأفريقية رئيسا للولايات المتحدة. لقد أحدث خبر انتخاب السيد أوباما رئيسا للولايات المتحدة صدى عارما في العالم أجمع ، باعتباره سابقة جد غريبة في مجتمع عرف بعنصريته المتأصلة ضد الملونين وبخاصة السود منهم. لكن سابقة اختيار الشعب العراقي كرديا رئيسا له ، لم يحظى من الإعلام العربي والعالمي بومضة اهتمام ، ومر أختياره وكأنه حدثا عاديا. لكنه قوبل في وسط الحكام العرب بصدمة وعدم تصديق ساذجين ، فهم الذين اعتمروا الغترة البيضاء و العكال أبا عن جد ، معتقدين أن من لم يلبس لباسهم لا يصلح للحكم ، ولا يمكن أن ينتمي إلى جامعتهم العربية. وحسب قناعتهم البدوية لا يمكن أن يكون رئيسا لإحدى دولهم غيرعربي ، حتى لو كان أكثر علما منهم ، وأفصح بعربيته لغة ، وأشمل في تعدديته الثقافية ، وأكثر تمرسا في السياسة وحبائلها. و بعد خمس سنوات من قيادة السفينة العراقية ، وسط عواصف لو كانت قد هبت على احدى دولهم العربية لجعلتها أثرا بعد عين. كما أثبتت زعامة الكردي العراقي ، خطأ التصور القائم في أوساط رسمية وشعبية ، بأن العراق لا يمكن أن يحكم ويستقر إلا بسلطة ديكتاتور قمعي ، مدعومة بقوة الجيش والبوليس السري. ووجوده على رأس السلطة في العراق ، أثبت حقيقة أخرى ، وهي أن التداول السلمي للسلطة ممكن في دولنا ، وإن من بين العراقيين من غير العرب ، يوجد رجال وطنيون أكفاء يستطيعون قيادة بلدهم بجدارة ، دون أن يكونوا من العسكر أو من الشيوخ الإقطاعيين القساة.

وربما قريبا ، سنكون شهودا على اليوم الذي يختار فيه الشعب الكردي رئيسا له من بين الأقليات التي تسكن معه كردستان العراق. فكما نعرف أن العرب بمختلف طوائفهم ، والتركمان والمسيحيين بمختلف انتماءاتهم ، والأيزيديين والصابئة والشبك ، يشاركون أخوتهم الأكراد في العيش والعمل ، ويتعاونون في كل شؤون الحياة ، وتقاسموا دائما الخيرات والسلام والأمن والجمال الذي وفرته لهم بسخاء جبال وسهول ووديان كوردستان. وعبر التاريخ ، تحملوا كما تحمل أكراد كوردستان جور الإقطاعيين وظلم السلطات ، وفي العهد السابق خاصة ، تعرضوا للقهر والتهجير ، وحرموا من ممتلكاتهم ومصادر رزقهم ، وعانوا معا من حرب الإبادة سواء بالأسلحة الكيماوية أو بغيرها ، ولم يفرق في ذلك بين كردي أو غير كردي ، شيخا أو طفلا امرأة أو رجلا. فهل ينظر الشعب الكردي إلى شركائه في السراء والضراء نظرة مساواة ، و يعترف لهم بحقوقهم كما واجباتهم ، أسوة به كمواطنين من دون تمييز؟.

وفي عالم اليوم الذي يشهد تطورات مذهلة في مبادئ حقوق الإنسان ، والتي تجسدها تجربة الحكم الديمقراطية في كردستان ، و بناء على تجربة حكم الرئيس الطلباني للعراق ، وبعد تجربة الانتخابات الأمريكية الأخيرة ، سيكون منطقيا اختيار مواطنا غير كردي ليتبوأ منصب رئيس إقليم كوردستان. ولا أرى غرابة في أن يكون هذا المواطن عربيا من ناحية طويريج ، أو من حديثة أو من كركوك المختلطة ، مسلما كان أو غير مسلم. ومن المنطلق نفسه ، قد نرى أيزيديا رئيسا لوزراء الإقليم بدل السيد نيجرفان برزاني بعد انتهاء فترة حكمه. ولا أجد سببا يمنع مواطنا صابئيا ، أو شبكيا كفء ، نزيها ومثقفا ، مخلصا لشعب كردستان وأرضها وللعراق وشعبه ، أن يتبوأ أي منصب رفيع في الدولة العراقية. في العهد الملكي والجمهوري تبوء ممثلوا أقليات قومية ودينية مناصب رفيعة في الدولة ، وأثبتوا كفاءة ومصداقية منقطعة النظير. فكان لنا وزيرا يهوديا للمالية ، ووزيرا للداخلية كرديا ، ورئيسا صابئيا لجامعة بغداد ، ورؤساء وزارات ووزراء من أصول من أصول تركية عثمانية.
لقد سالت دماء جميع مكونات الشعب العراقي على جبهات الحرب ، وفي ساحات النضال الوطنية ، ضد القمع والديكتاتورية ، ودفاعا عن كل الوطن العراقي وليس عن بقعة تراب محددة منه. وليس من قاعدة أخلاقية أو مسوغ ديني أو نص دستوري ، يجيز لأي مسئول حكومي أو قوة سياسية ، أن تختزل حقوق ممثلي الأقليات لكونهم أقلية كما فعل مجلس النواب العراقي أخيرا. وليس مقبولا سياسيا ولا دستوريا أن ينظر أو يعامل أبناء الأقليات كمواطنين من الدرجات الدنيا بعد العرب والأكراد ، ومذهبيا بعد الشيعة والسنة ،ودينيا بعد المسلمين ، وهي قاعدة فاشية عنصرية أسقطتها قوى السلم والتحرر إلى غير رجعة ، مع أن مواطنتهم العراقية التي يعتزون بها ، هي أقدم من مواطنة العرب والمسلمين العراقيين على الإطلاق.
إن الأوان قد حان لإعادة النظر بكل اللوائح والقوانين الانتخابية التي تكرس العنصرية والطائفية والتعصب الديني في بلادنا ، وأن يعزز لا يختزل ، حق الاختيار الحر لمواطني العراق كافة ، في انتخاب قادتهم بدون تمييز، بصرف النظر عن القومية أو الجنس او اللقب أو منطقة السكن والعمل. وعلى القوى السياسية العربية أو الكردية أن تفكر طويلا ، وتحتكم للعقل والحكمة ، قبل أن تبحث في عائدية التراب كونه كورديا في خانقين ، أو عربيا في ديالى و مسيحيا وأيزيديا في بعشيقة في ما يسمى بالمناطق المتنازع عليها. إثارة القوى السياسية الحاكمة موضوعا كهذا في الظرف الحالي أو في أي ظرف آخر، ومطالباتهم بضم هذا المتر من الأرض إلى تلك الساحة ، وتلك الشجرة من الغابة إلى ذلك الرصيف من الزقاق ، أمور تقشعر لها الكرامة ، ولا تجلب غير النحس والشؤم لمجتمعات تلك المناطق ، التي تعايشت مع بعضها عبر القرون ، بألفة وتعاون فريدين ، دون توجيه أو إكراه من أحد
ما يخشى من وراء ما يقال عن تلك المناطق المختلطة ، هو نزعة عنصرية ، وتعصب بدائي ، ورجعي و متخلف ، سواء جائت من الأكراد أو العرب. فالمواطن وليس هم من يختار أسلوب حياته ، ومحل سكناه و جيرانه ، أو مهنته ، أو أصدقائه ، أو مختار محلته ، أو ممثله في مجلس المحافظة ومجلس النواب. عليهم أن يتركوا المواطن دون وصاية أو ضغط أو تهديد أو تمييز، لتبقى تلك المناطق لأهلها مختلطة كما هي ، رمزا للوئام والتعايش السلمي بين أبناء العراق كافة.



#علي_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجار السياسة المبتذلون...يدفعون بالعراق إلى الجحيم ...؛؛
- أوباما...الصورة أم الأصل..؟؟
- ثورة أكتوبر ... وجوزيف ستالين..؛؛
- أراء في تعديلات الحزب الشيوعي العراقي على الاتفاقية الأمنية ...
- من أجل حكومة إنقاذ وطنية عراقية نزيهة..؛؛
- المرأة تنتصر في كوردستان... وستنتصر في عموم العراق؛
- الاتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة... ابتزاز فظ ينبغي رفض ...
- شركة شيل النفطية ...تكشف الوجه الآخر للشهرستاني..؛؛
- أيهما أكثر إلحاحا ..رفع الوصاية الأمريكية.. أم حصانة نائب..؟ ...
- النار تقترب من خيمة المالكي ....فهل شاهد الدخان ..؟
- هل ينصف التاريخ الرئيس بوش بعد كل الذي حصل..؟
- الإمبريالية الأمريكية -- بين وعد بلفور ... ووعد بايدن ..؛؛
- من يوقد هذا الفتيل...؟؟
- الاحتكارات النفطية والمالية الامريكية والبريطانية -- وراء ار ...
- الشهرستاني -- يسلم مفاتيح نفطنا للاحتكارات الأمريكية بدون قي ...
- وعدناكم بالجنة -- وما زلنا عند وعدنا -- ؛؛
- جنوب العراق --أول مستعمرة أيرانية في التاريخ الحديث -- ؛؛
- ألأمبريالية ألأمريكية تخسر الرهان-- مع المقهورين في العراق - ...
- حكومات المحافظات--- مافيات النهب في ألأنتظار -- ؛؛
- سياستنا ألأستيرادية ---- اداة تدمير للأنتاج الوطني-؛؛


المزيد.....




- شاهد ما كشفه فيديو جديد التقط قبل كارثة جسر بالتيمور بلحظات ...
- هل يلزم مجلس الأمن الدولي إسرائيل وفق الفصل السابع؟
- إعلام إسرائيلي: منفذ إطلاق النار في غور الأردن هو ضابط أمن ف ...
- مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من فوق جسر في جنوب إفريقيا
- الرئيس الفلسطيني يصادق على الحكومة الجديدة برئاسة محمد مصطفى ...
- فيديو: إصابة ثلاثة إسرائيليين إثر فتح فلسطيني النار على سيار ...
- شاهد: لحظة تحطم مقاتلة روسية في البحر قبالة شبه جزيرة القرم ...
- نساء عربيات دوّت أصواتهن سعياً لتحرير بلادهن
- مسلسل -الحشاشين-: ثالوث السياسة والدين والفن!
- حريق بالقرب من نصب لنكولن التذكاري وسط واشنطن


المزيد.....

- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب
- هـل انتهى حق الشعوب في تقرير مصيرها بمجرد خروج الاستعمار ؟ / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - علي الأسدي - هل يختارالأكراد عربيا...رئيسا لكوردستان ...؟؟