أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علي الأسدي - سياستنا ألأستيرادية ---- اداة تدمير للأنتاج الوطني-؛؛














المزيد.....

سياستنا ألأستيرادية ---- اداة تدمير للأنتاج الوطني-؛؛


علي الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 2260 - 2008 / 4 / 23 - 10:27
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يواجه المجتمع العراقي حاليا اعباء بالغة التعقيد تعكر صفو حياته اليومية، من بطالة وتضخم ونقص في الخدمات والوقود التي يصعب الحصول عليه خارج السوق السوداء ، وانعكاسات كل هذا على تكاليف المعيشة و ألأنتاج على حد سواء . وقد ادت ألأرتفاعات في تكاليف ألأنتاج الى توقف الكثير من المشاريع الصغيرة الصناعية والزراعية والخدمية في البلاد، بعد ان اصبح من غير الممكن لها مواجهة المنافسة غير المتكافئة في السوق العراقية، المتخمة بالسلع التي تضخ من دول الجوار وجنوب شرق وغرب اسيا، بسبب التعطيل المتعمد لسياسة الحماية التجارية التي صيغت في السنين السابقة لحماية المنتج العراقي.



ان وزارة الصناعة والزراعة والموارد المائية والتخطيط لم تباشر من جانبها بوضع تصور لمعالجة المشاكل التي تواجه القطاعين الزراعي والصناعي التي دفعت بالعاملين فيها الى البطالة. كما لم تدرس الظاهرة ألأخطر وهي الهجرة المستمرة من القطاع الزراعي الى المدن وخاصة العاصمة ، وما تسببه من ضغوط على فرص العمل والخدمات الشحيحة فيها.

ويعزى السبب الرئيس للبطالة بمختلف أصنافها ومصادرها في البلاد ، الى وجود أختلالات هيكلية خطيرة في اقتصادنا موروثة من الحقبة السابقة، ناتجة بالأساس عن ضآلة ألأستثمارات في النشاطات ألأنتاجية لمختلف قطاعات وفروع الصناعة والزراعة والبنية التحتية. وبرغم أن قطاع ألأنتاج الصغير والمتوسط هو ألأكثر استيعابا لقوة العمل اليدوية وأقل أستخداما لرأس المال، ألا انه ألأضعف مساهمة في الناتج القومي. ولذا ومع اهمية ألأبقاء على قطاع ألأنتاج الصغير والمتوسط في الوضع الراهن لدوره المميز في تشغيل اعدادا كبيرة من قوة العمل قليل المهارة، ينبغي العمل على مراحل لزيادة دوره في الناتج القومي عبر تشجيع الأستخدام ألأوسع لوسائل أنتاج حديثة ذات كفاءة عالية ترفع من متوسط أنتاجية العمل .

ومن هنا تنشأ ضرورة مباشرة سياسة استثمارية متعددة ألتوجهات وألأهداف تأخذ طريقها الى مختلف حقول النشاط الأقتصادية. بدون ذلك ووفق التركيبة الحالية للآقتصاد سيتحول المجتمع العراقي الى مجتمع يعتمد بشكل شبه كلي على انتاج الدول ألأخرى ، فيما الكثير من موارده البشرية والآقتصادية تواجه ألأهمال والتجاهل. وما يزيد الوضع ألأقتصادي سوء والبطالة بشكل خاص،هو السياسة التجارية للدولة. فبدلا من أن تكون موجهة بألأساس لخدمة التنمية الأقتصادية وتشجيع ألأنتاج الوطني وزيادة فرص العمل ، نراها تعمل العكس تماما. فهي تكبح النمو ألأقتصادي بوضع العراقيل امام توسع ألأنتاج الوطني مما يرغم أصحاب المشاريع الصناعية والزراعية على غلق أبوابها وتسريح العاملين فيها لينضموا الى جيش العاطلين عن العمل.

أن السياسة التجارية الحالية تعتمد سياسة حرية التجارة من خلال الوقف المتعمد لسياسة الحماية التجارية التي صيغت سابقا خصيصا لحماية أنتاج المشاريع الزراعية والصناعية الوطنية. والمراقب المحايد للأثار ألأقتصادية المترتبة على هذه السياسة يخلص الى أستنتاجين أثنين لا ثالث لهما.

ألأول: أن الوزارة لا تفقه دور وأهمية السياسة التجارية في حفزالتنمية الأقتصادية.

ثانيا: أن مصالح خاصة وراء التوسع في منح أجازات ألأستيراد، بصرف النظر عن ماتسببه من أضرار على سوق العمل وألأنتاج الوطني. فالشائع أن موظفين فاسدين على صلة باقارب الوزير في الوزارة تحصل على عوائد مالية من كل اجازة تمنح للمستورد.هذا اضافة الى وجود رغبة قوية لدى المسؤولين فيها لأبقاء نظام أجازات الأستيراد ساريا الى أجل غير مسمى، بحجة أفضلية مبدأ حرية التجارة على مبدأ السياسة التجارية الموجهة، وهو أعتقاد خاطئ تماما . فالولايات المتحدة نفسها تأخذ بمبدأ التدخل في حماية أنتاجها الزراعي لحماية فرص العمل وتطور انتاجها الوطني.



في العراق الذي يعاني اكثر من 50% من قواها الحية من بطالة دائمة، لا ينبغي أبدأ أن يسمح بوجود آلاف المشاريع الصناعية الصغيرة والكبيرة تعمل بأقل من نصف طاقتها التشغيلية ، بينما عدة آلاف اخرى متوقف عن العمل كليا بسبب السياسة التجارية الخاطئة. علما أن عددا اخر من الصناعات قد توقف عن ألأنتاج كليا، بسبب التصاعد الجنوني المنفلت لتكاليف الوقود وانقطاع التيار الكهربائي وتوقف الدعم الحكومي من أي نوع. ولذا فأن ألأستمرار في هذه السياسة التجارية سيوقف توسع وتطور ألأنتاج الوطني الى غير رجعة ، اذا لم تتخذ ألأجراءات لوقف السياسة التجارية التدميرية المتبعة ضد انتاجنا الوطني بكل اصنافه.

.

أن التخطيط والمتابعة هما مفتاح التقدم الى امام ، وبدونهما يصبح الكلام الكثير كما الماء الراكد يتعفن مع مرور الوقت. وما أقترحه هنا بالضبط هو وضع مهمة ادارة النشاط ألأقتصادي بمجلس من المختصين في العلوم ألأقتصادية والتخطيط يقوم بصياغة السياسات التنموية واقتراح ادوات تنفيذها، من خلال ما يعده من خطط أقتصادية متعددة المدى. ويكون( المجلس ألأقتصادي)هذا بمثابة فريق العمل المهني الساعد ألأيمن للحكومة، يضطلع بمهمة تنفيذ السياسة ألأقتصادية للبلاد على مراحل يقدر هو مداها، تنجز في مرحلتها الأولى اعادة تأهيل ألأقتصاد العراقي كمهمة عاجلة، وخلال ذلك يكثف جهده نحو اعادة هيكلة ألأقتصاد وتخليصه من التشوهات التي لحقت به نتيجة السياسات الخاطئة السابقة..

علي ألأسدي

البصرة في 22/04/2004




#علي_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يعلم رئيس الوزراء--؟ في وزارة التجارة --القتل مع سبق ألأص ...
- الكهل الذي ما يزال في عز الشباب ؛؛
- جبهة التوافق العراقية.....والفرص الضائعة....؛؛
- بعيدا عن السياسة....؛؛
- تحرير المرأة....أم تحرير الرجل...؟
- بعيدا عن السياسة...؛؛
- الأرهاب الزراعي...؛؛
- وزراء ...فوق العادة..؛؛
- الجزء الثاني/ عقود نفط كوردستان -- سرقة لا سقف لها ولا قاع - ...
- عقود نفط كوردستان--سرقة لا سقف لها ولا قاع --؛؛
- المباح في بلد الحلال حرام والحرام حلال...؛؛
- مستقبل اليسار العراقي عندما - يحكم التاريخ - بأقصاء حزب فهد. ...
- وزير التجارة ( برئ ) حتى يثبت هروبه خارج العراق..؛؛
- الحقيقة الضائعة في احداث-جند السماء واليمانيين- الاخيرة ؛؛
- الجزء الثاني الوجه غير المنظور - لتحرير العراق -؛؛
- الوجه غير المنظور - لتحرير العراق-..؛؛ 1 - 2
- التحالفات والتحالفات المضادة..عبث مراهقين ام ضحك على الذقون. ...
- استحقاقات ما بعد القبض على مجرم تفجير سامراء..؛؛
- البرزاني والطلباني يلعبان بالنارفيما سيادة العراق تنتهك..؛؛
- التحالف الثلاثي الجديد نذير شؤم ام بارقةأمل..؟؟


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علي الأسدي - سياستنا ألأستيرادية ---- اداة تدمير للأنتاج الوطني-؛؛