أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي الأسدي - عقود نفط كوردستان--سرقة لا سقف لها ولا قاع --؛؛














المزيد.....

عقود نفط كوردستان--سرقة لا سقف لها ولا قاع --؛؛


علي الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 2193 - 2008 / 2 / 16 - 10:25
المحور: كتابات ساخرة
    


الجزء الاول

لم يمر في تاريخ العراق فترة حرجة كالتي تمر بها العلاقات بين العرب والكورد في هذه الايام العصيبة. و يشهد التاريخ العراقي المشترك على عمق الاخوة العربية الكوردية التي عمدتها النضالات المشتركة بالدم والدموع ، من اجل الحقوق الوطنية والديمقراطية. وعندما اصطنعت الازمات بين السلطات الحكومية والشعب الكوردي كان للعراقيين من غير الكورد موقفهم الثابت المتضامن والمدافع عن الحقوق القومية للشعب الكوردي. ويتذكر العراقيون بمختلف قومياتهم واحزابهم شعار الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي لكوردستان،الذي ارتفع عاليا ولعشرات السنين حتى اصبح حقيقة واقعة.
كان لملاحظات وزير النفط في الحكومة الاتحادية بخصوص العقود النفطية التي وقعها وزير الموارد الطبيعية في اقليم كودستان مع شركات النفط متعددة الجنسيات ردود فعل عاصفة في كوردستان. كان رد وزير الاقليم متشنجا ساخرا ومتوعدا، حيث جاءفيه : " مع كل مرة ينتقد عقودنا سنوقع عقدين آخرين ، وعليه انجاز قانونه للنفط والغاز الذي يواجه العراقيل". هكذا كان رد وزير نفط كوردستان ،تماما كما يتنابز الاطفال الصغار( سافعلها على عنادك ومت
بغيضك ). واضح من هذا أن السيد هاورامي تصرف كوزير لدولة مستقلة وليس كوزير لحكومة اقليم. واذا ما انصرف تصرفه المتفرد هذا على بقية الاقاليم التي تسعى بعض الكتل السياسية لتشكيلها،فأي دولة اتحادية سيكونها العراق الجديد ؟.

لقد تعامل وزير الاقليم مع شركات النفط بلا ابالية مفرطة ، حيث تشير الفترة القياسية من الوقت التي تم فيها توقيع هذا العدد من العقود( حوالي العشرون عقدا) الى أن الوزيرربما لم يتفاوض مع الشركات كما ينبغي في العادة، بل وقع على نماذج معدة دون جهود. لأن العقود النفطية معقدة و ذات تفاصيل تشمل دقائق الامور و تتطلب مئات الصفحات لتغطيتها. أن هذا التساهل الساذج في الشروط والمكاسب والحقوق على حساب المصالح الوطنية، يضعف القدرة التفاوضية للجانب العراقي في بغداد ، في حالة بدء اية مفاوضات مع شركات النفط. وهذا هو مصدر القلق الذي يساور كل الحريصين على المصالح الوطنية. حيث يلزم الاصرار على اقصى ما يمكن تحقيقه من المنافع لصالح العراق.

لقد ارتكب الوزيرخطأ شنيعا بحق شعب العراق، بمنحه حقولا نفطية مكتشفة بموجب اتفاقات المشاركة في الانتاج ،خطأ لم يرتكب الا في عهد السيطرة البريطانية في العشرينيات من القرن الماضي. القبول بهذا النوع من العقود ببساطة دعوة لسرقة النفط بدون مقابل ، آخذا بنظر الاعتبار( الفتاة) التي يحصل عليها الاكراد كثمن للنفط المنهوب. وهو ما تعارضه جماهيرشعبنا العراقية.

واذا كان السيد هاورامي قد تابع الكتابات الكثيرة التي ناقشت قانون النفط والغازالاتحادي المقترح حيث انتقد بشدة وكنت احدهم ، سيعرف اية جناية ارتكب بحق وطنه وشعبه. وليس ذلك وحسب، بل أن الوزير مصرعلى توقيع المزيد منها. وهذا اللهاث المحموم وراء الشركات النفطية لمنحها المزيد من حقوق الشراكة ، أن دل على شيئ فانما يدل على استغلال منصبه لخدمة الشركات النفطية الدولية وايذاء الشعب العراقي بما يستطيع من جهد.

أن الثروة النفطية في أي بقعة من العراق ليست ملكا شخصيا لأحد، كما كان يعتقد رئيس النظام السابق ، حيث اعتبرها ملكا خاصا به وحده وزعها كما شاء بكوبونات او بدونها. كما انها ليست ملكا للجيل الحالي وحده بل و ملك الاجيال القادمة ايضا. أن النفط محفوظ في باطن الارض امانة في اعناقنا وبقائه في اعماق الارض لن يضيع او يتبخر ولكنه قد يتعرض للنهب بمساعدة اولياء الامور، ويتم ذلك من قبل الاحتكار النفطي العالمي عبر العقود الي يتفاخرالسيد هاورامي بعقد المزيد منها.

أن الشركات النفطية التي حازت على العقود في كوردستان، وحدها من هلل واشاد بكفاءة الوزير وكرمه وحماسه الساذج ، دون وعي قانوني اوسياسي او اقتصادي او حتى وطني. والا كيف يتخلى بكل بساطة عن ثروة بلاده لشركات معروفة اهدافها الجشعة واساليبها القذرة في شراء الذمم بالعمولات والاسفار والهدايا والتزلف لكسب ضعاف النفوس وعديمي الحس الوطني.

لا استهدف هنا شخص السيد هاوراني مطلقا ، بل انقل ما اعرفه ويعرفه الكثيرون عن شركات النفط متعددة الجنسيات، وعن الفساد المالي المشهورة به عالميا ولا سر في ذلك . حيث تصنف شركات النفط على انها الاكثر استخداما ومزاولة لوسائل الأفساد ، لتحقيق مأربها في الوصول الى الخامات النفطية بأقل تكلفة ممكنة لتحقيق اعلى ما يمكن من الأرباح ولأطول مدة ممكنة.

تسريبات الوزيرلوسائل الاعلام عن العقود الموقعة من قبله لا يمت للحقيقة بشيئ وانما لذر الرماد في العيون. فشركات النفط لا تبوح عادة بتفاصيل العقود ذات الطبيعة السرية، واذا ما اعلنت الحقيقة واشك في ذلك ،فستظهر ادعاءات الوزير المغايرة للحقيقة. أن الوزير لم يعلن عن فريق العمل المفاوض الذي يتحاور مع الشركات النفطية، وفيما اذا كان بينهم خبراء نفطيون محايدون ووطنيون معروفون بالنزاهة والاخلاص، ويكون امرا جيدا لو كشف الوزير للشعب اسماء اعضاء ذلك الفريق وجنسياتهم وتاريخهم المهني.
الشك والريبة تحومان حول حقيقة ما اعلن عنه من حصص في ارباح الشركات النفطية ، لكن خبراء النفط من العراقيين وغير العراقيين الذين خبروا ألاعيب شركات النفط لهم رأي اخر.
يتبع



#علي_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المباح في بلد الحلال حرام والحرام حلال...؛؛
- مستقبل اليسار العراقي عندما - يحكم التاريخ - بأقصاء حزب فهد. ...
- وزير التجارة ( برئ ) حتى يثبت هروبه خارج العراق..؛؛
- الحقيقة الضائعة في احداث-جند السماء واليمانيين- الاخيرة ؛؛
- الجزء الثاني الوجه غير المنظور - لتحرير العراق -؛؛
- الوجه غير المنظور - لتحرير العراق-..؛؛ 1 - 2
- التحالفات والتحالفات المضادة..عبث مراهقين ام ضحك على الذقون. ...
- استحقاقات ما بعد القبض على مجرم تفجير سامراء..؛؛
- البرزاني والطلباني يلعبان بالنارفيما سيادة العراق تنتهك..؛؛
- التحالف الثلاثي الجديد نذير شؤم ام بارقةأمل..؟؟
- من وراء نهاية زواج المتعة بين الكورد والشيعة..؟
- ما حاجة خطة فرض القانون للدعاية لها في الفضائيات
- الا يخجل الصدريون كونهم...صدريين؟؟
- دولة نصف حكومتها وبرلمانها يتخم في عمان وطهران والخليج
- تفكيك التكتلات الطائفية شرط لتفعيل دور البرلمان
- ليت للحقيقة قدرة النطق...يا دولة رئيس الوزراء ؛؛
- ليت للحقيقة القدرة على النطق...يادولة رئيس الوزراء ؛؛
- الفنانون العراقيون... الصورة المنسية عن العراقي الاخر
- يارخص الوطن من ينشرى وينباع..؛؛
- الباحثون عن الجنة في برك الدماء


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي الأسدي - عقود نفط كوردستان--سرقة لا سقف لها ولا قاع --؛؛