أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علي الأسدي - تفكيك التكتلات الطائفية شرط لتفعيل دور البرلمان















المزيد.....

تفكيك التكتلات الطائفية شرط لتفعيل دور البرلمان


علي الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 2123 - 2007 / 12 / 8 - 05:06
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كان لعدم نضوج التجربة الانتخابية والتفاؤل المفرط والساذج بها من قبل للنخب السياسية في البلاد، قد غيب تماما النوايا الحقيقية لقادة الكتل الطائفية، في استثمار التجربة الجديدة للهيمنة مستقبلا على السلطة التشريعية الفتية وتشكيلة الحكومة القادمة بعد ذلك.وتم لها ما خططت له مستحوذة على الحكومة والبرلمان وكل سلطات الدفاع والداخلية ووسائل الاعلام الحكومية وتامين النفوذ الضروري في ادارة المحافظات في الوسط والجنوب. واتضح فيما بعد كيف تمكنت من استثمار الديمقراطية لتدجين مؤسساتها ولتختزلها في قبة برلمان تمسك هي بخيوطه خلف الكواليس.وتستخدم ادوات واذناب اخطبوطية من وراء ظهرقبة البرلمان وعبره لتنفيذ مشاريع فائقة الخطورة تتعلق بوحدة البلاد الترابية والشعبية والثروات الوطنية.
اما نظام القوائم الطائفية، فقد ترك الباب واسعا لقادتها ليتبؤء قيادة اكثرية في البرلمان حليفها الرئيس التحالف الكوردستاني مكنها بعد ذلك، من عقد اولى الصفقات وراء الكواليس بصياغة مشروع الدستور الذي تضمن ابوابا وموادا سببت شرخا عميقا في وحدة الشعب واوجد مناخا سياسيا غير ملائم للسير بالعراق نحو بر الامان والاستقرار. وتشير كافة التحليلات السياسية الى ضرورة تعديل الدستور الجديد ليلبي طموحات كل ابناء شعبه بصرف النظر عن انتماءاتهم السياسية والاثنية والقومية.
فصفقة الدستورلم تضمن المساوات و العدالة بين المواطنين، اذ لم يرفع الحيف عن المهمشين والمظلومين من ابناء المجتمع العراقي الذين تشكل المراة نصفه الاكثر عطاء والادني حقوقا وانصافا. ولم يكتفي الدستور باسقاط حقوقها المكتسبة في السابق عبر نضال طويل استغرق قرنا من السنين، بل فرض قيودا جديدة على حريتها لم تالفها الدساتير في العالم المتحضر.وقد تم هذا بفضل وتاثير القوى الدينية ذات النفوذ في لجنة صياغة الدستور، التي اعتبرت تمرير قناعاتها المتخلفة البائدة بشان المراة، واجبا تمليه عليهم مبادئ دين وسنة نبوية كيفوها لبرير فعلهم الاانساني.
لم يكن غالبية المشاركين في الاستفتاء مطلعون ومستوعبون لمسودة الدستور في المقام الاول. وكان المثقفون المتنورون والمتخصصون اول من تقاطر على مكاتب التصويت بنعم على الدستور،لا اقتناعا بمحتواه بل احتراما للحق الانتخابي وممارسة الديمقراطية التي يمارسونها في العراق لاول مرة، بعد تجربتهم المريرة مع ديمقراطية الخوف والاضطهاد السابقة.

ولهذا السبب تضمنت مسودة الدستور المصاغة على عجل مقصود بنودا وموادا غير متعارف عليها في دساتير العالم، مثل تعزيز دور المراجع الدينية، والنص صراحة على استئصال فئات واسعة من المجتمع لانتماءات سابقة لحزب البعث، ونمط فيدرالي للحكم في المحافظات يهيئ لدخول العراق مرحلة انقسامات على اسس مذهبية وعنصرية وجغرافية لا اول لها ولا اخر، وغير ذلك من المواد والابواب المبهمة.
لم يكن للقوى والاحزاب السياسية العلمانية المشاركة في لجنة صياغة الدستور دورا فاعلا في الوصول بالدستور الى افضل صياغاته لمواد مهمة تخص تلك المشار اليها انفا. وقد يعود ذلك الى شعورهم بالدونية بسبب ضعف تمثيلهم في البرلمان. لكن ذلك لايشكل سببا معقولا لغياب دورهم المطلوب وطنيا وحضاريا.و كان باستطاعة ممثليهم رغم قلة وزنهم في اللجنة الدستورية تثبيت مواقفهم بوضوح وباصرار،واعلانها للرأي العام عبر وسائل الاعلام لحشد التاييد لمواقفهم وتثبيت معارضتهم الصريحة للمواد الدستورية مثار الخلاف. لقد اتخذ ممثلو التكل الطائفي الاخر المكون من مجلس الحوار الوطني واهل العراق وجبهةالحوار الوطنية الموقف الصائب، عندما اصروا على مواقف من بعض مواده المثيرة للجدل.
اما تبعات القوائم الطائفية الانتخابية فقد تجسدت في خنادق، تمارس كل منها ما تشاء من سبل الاسقاط والالغاء والايذاء،في وقت يقف جميعهم شهودا على تردي اوضاع المواطنين الحيرى الذين لا ذنب لهم سوى انهم هم من اتى بهذه القيادات الجاهلة الى قبة البرلمان،ظنا منها بانها ستنظر في قضاياهم وتحل مشاكلهم وتحسن من مستوى معيشتهم.وبدلا عن كل ذلك برع قادة الكتل في لعبة تبادل الادوارواتقنوا مهنة السطوعلى المال العام والخاص. والغوا من قواميس السياسة مصطلحات النزاهة والاخلاص للوطن والشعب.
ان الفترة الماضية من عمر البرلمان لم تاتي بمعجزات وهو ما لم يطلب من قادة القوائم او اعضائها.لقد توقعت الجماهير ان يحزم اعضاء القوائم امرهم ويشرعوا بممارسة واجباتهم في اقتراح السياسات او الاجراءات لتحسين حياة الناس المتردية التي يمكن وصفها بالكارثية. فمشاكل الحياة اليومية تزداد سوء ومشقة، وفي ظل الخصام الدائم بين التكتلات الطائفية لا يظهر في الافق اي انفراج قريب في العلاقة بينها لصالح المواطنين. وان سبب العلاقة المتازمة في البرلمان بين تكتلاته الطائفية تكمن في التكلات ذاتها، التي اصبحت عبئا على المواطن والمجتمع معا. والتجارب الماضية لم تاتي بدليل واحد على قيام التكتلات الطائفية بالعمل على تحسين حياة المواطنين.
ان اعضاء البرلمان مقيدون بالعمل ضمن قيادة تكتلاتهم وتوجهاتها، ما يعني ان عضو البرلمان ليس حرا في التعبير عن حرصه وضميره ومشاعره الوطنية. وهنا تكمن حقيقة الركود السائدة في البرلمان،التي تمنعه عن بحث موضوعات بالغة الاهمية للمواطنين خاصة وللبلاد عامة.
ولكسر هذا الجمود الذي يحيط بدور البرلمان ونشاط اعضائه، ينبغي البحث بجدية في تفعيل دوره. وللوصول الى ذلك يجب تفكيك التكلات الطائفية القائمة المعوق الرئيس لاي تعامل جدي مع مطاليب الشعب.
نعتقد ان قيادة البرلمان هي الجهة المخولة والمؤهلة لوضع البرلمان امام الحقيقة الراهنة وضرورة تغييرها لصالح المجتمع. ان تواجه كافة الكتل الطائفية بواقع عملها الحالي وانعكاسات ذلك على حياة المواطن.وينبغي مصارحتها بادائها الضعيف لخدمة الشعب الذي اقسموا على خدمته بما اوتوا من جهد.ولذا فان حل الكتل/القوائم يعتبر شرطا اساسيا لتفعيل دور عضو البرلمان خاصة والبرلمان بصورة عامة.و بنفس الوقت يتطلب اقتراح اليات لتفعيل دور الاعضاء الذين اصابهم الخدر والكسل بسبب الجمود الذي فرضته عليهم قيادات تكتلاتهم الطائفية.
ونعتقد ان الخطوات التالية يمكن ان تخرج البرلمان من حالته الراهنة وتعيده الى جماهيره التي انتخبته:-
1-الاعلان رسميا عن حل التكتلات الطائفية الشيعية والسنية التي اشتركت في الانتخابات الاخيرة وانهاء اي تبعات قانونية لها صلة بتكوينها وعملها.ويحرم على الاشخاص الانتماء او المشاركة او العمل على تكوين قوائم على اسس طائفية او دينية.
2- الاعلان عن ان اعضاء البرلمان من التكلات المنحلة المشار اليها، سيكونون مسؤولين كافراد امام رئاسة البرلمان. وسيتم التعامل معهم على هذا الاساس من قبل مؤسسات الدولة.
3-يوقف العمل بسياسة التوافقات المعمول بها لحد الان،وترك الموضوعات المثيرة للخلافات الى اللجان المتخصصة، ويتاح لعضو البرلمان المشاركة في اعمالها بكل حرية، اذا توفرت فيه القدرات التي تتطلبها تلك اللجان.
4- تشكل لجنة استشارية عليا تتكون من اكبر الاعضاء عمرا واقدمهم ممارسة للعمل الوظيفي البرلماني والحكومي، للتنسيق مع رئاسة البرلمان، وتكون مهمتها الحرص على التزام مبادئ العمل المقررة للاعضاء وتقديم المشورة لهم عند الحاجة اليها .ويكون لها الحق في اقتراح الاجراءات الرادعة بحق العضو الذي يخرج عن الضوابط المقرة في البرلمان.
5- اتخاذ الاجراءات الضرورية لتوزيع اعضاء القوائم الطائفية المنحلة على الوحدات الادارية محافظات- مدن – قرى- قصبات، ليكونوا في تماس مع ابناء شعبهم، للتعرف على مطاليبهم وشكاواهم بخصوص اي موضوع يتصل بالاداء الحكومي. ويتطلب هذا فتح مكاتب دائمة في الوحدات الادارية مجهزة بمكاتب سكرتارية تتقبل المراسلات والاتصالات والزوار سواء تواجد عضو البرلمان ام لا. ويلتزم عضو البرلمان بالحضور الى مكتبه في اوقات يحددها بالتنسيق مع مهامه ومشاركته في اعمال البرلمان.
ان نجاح التجربة الديمقراطية الوليدة في العراق امانة في اعناقنا جميعا، وينبغي لنا مهما كانت خلافاتنا ومعتقداتنا ومكوناتنا حمايتها وصيانتهاوتطويرهاالى الافضل وبذلك فقط تزدهرفي العراق من جديد حضارة وادي الرافدين.



#علي_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليت للحقيقة قدرة النطق...يا دولة رئيس الوزراء ؛؛
- ليت للحقيقة القدرة على النطق...يادولة رئيس الوزراء ؛؛
- الفنانون العراقيون... الصورة المنسية عن العراقي الاخر
- يارخص الوطن من ينشرى وينباع..؛؛
- الباحثون عن الجنة في برك الدماء
- محنة المرأة البصرية وصمت سلطة القانون؛؛ بمناسبة اليوم العالم ...
- من المسؤول عن العاطلين عن العمل؟؟
- الاعدام جريمة قتل لا ينبغي لدستورنا ان يجيزها؛؛
- فيدرالية ديمقراطية ام نسخة معدلة لنظام طالبان الافغا-ايراني
- تشويه صورة المعارضة سياسة مآلهاالفشل يا حكومة؛؛
- لماذا ننتقد مشروع قانون النفط
- سماحة المرشد الاعلى لفدرالية الجنوب السيد عمار الحكيم المحتر ...
- رسالة من مواطن الى السادةفي الحكومة والمعارضة الافاضل
- السيد العليان كزميله الدليمي اضاع الطريق الى العراق؛؛
- المصالحة الوطنية خيار المالكي الوحيد للابقاء على العراق موحد ...
- كلمة حق يراد بها حق؛؛
- التحالف الشيعي الى اين؛؛
- بصراحة وبدون زعل
- قانون النفط والغاز المعدل استخفاف بمصالح العراق الوطنية
- قانون النفط والغاز المعدل استخفاف بمصالح العراق الوطنية


المزيد.....




- بيان من -حماس-عن -سبب- عدم التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النا ...
- واشنطن تصدر تقريرا حول انتهاك إسرائيل استخدام أسلحة أمريكية ...
- مصر تحذر: الجرائم في غزة ستخلق جيلا عربيا غاضبا وإسرائيل تري ...
- الخارجية الروسية: القوات الأوكرانية تستخدم الأسلحة البريطاني ...
- حديث إسرائيلي عن استمرار عملية رفح لشهرين وفرنسا تطالب بوقفه ...
- ردود الفعل على قرار بايدن وقف تسليح
- بعد اكتشاف مقابر جماعية.. مجلس الأمن يطالب بتحقيق -مستقل- و- ...
- الإمارات ترد على تصريح نتنياهو عن المشاركة في إدارة مدنية لغ ...
- حركة -لبيك باكستان- تقود مظاهرات حاشدة في كراتشي دعماً لغزة ...
- أنقرة: قيودنا على إسرائيل سارية


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علي الأسدي - تفكيك التكتلات الطائفية شرط لتفعيل دور البرلمان