أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي الأسدي - المصالحة الوطنية خيار المالكي الوحيد للابقاء على العراق موحدا؛؛















المزيد.....

المصالحة الوطنية خيار المالكي الوحيد للابقاء على العراق موحدا؛؛


علي الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 2044 - 2007 / 9 / 20 - 05:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يخطأ من يظن ان تفاوض الحكومة مع ممثلي المعارضة السياسية والمسلحة تعبيرا عن ضعف او تخاذل،كمالايعتبر تراجعا عن مبادئ وتعهدات التزمتها القوى المشاركة في الحكم حاليا. ان هدف التفاوض بالاصل، هوايجاد المناخ السياسي الملائم، لمشاركة اوسع من القوى السياسية،لادارة عمليات اعادة البناء و التنمية الاقتصادية، التي يعلق عليها الشعب امالا، والتي لم تبدا بعد بالقوة والزخم المطلوبين. ولنا من التجارب التاريخية الغنية، ما يؤكد شرعية حماسنا للتفاوض مع الخصم وطنيا كان او اجنبيا. لقد تفاوض ممثلوا الحركة الكوردية العراقية مع الحكومة العراقية السابقة عدة مرات في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، من اجل نيل حقوقها الوطنية والقومية والديمقراطية. وتفاوضت حركة التحرير الفيتنامية مع الامريكيين، وحققت اهدافها الوطنية في اواسط السبعينيات من القرن الماضي. وهناك العديد من الامثلة المشابهة حيث اعتبر التفاوض مع الخصوم واحدا من وسائل الكفاح لنيل الحقوق واستعادة السلام الاجتماعي.
وكان للكفاح السلمي السياسي دروسه ونجاحاته ايضا. فقد تكلل النضال السلمي الذي قادته الشعوب الهندية بقيادة المهاتما غا ندي،لتحقيق الاستقلال الوطني للهند في منتصف الاربعينيات من القرن الماضي. وقد استطاعت الهند بفضل ذلك، ان تباشر بناء حياة ابناءها وتعزز النظام الديمراطي في بلد يزيد عدد سكانه في حينه عن الخمسمائة مليون انسان. وفي وضعنا العراقي، فان اضاعة المزيد من الوقت في التردد والتجاهل، وعدم الاستفادة من الفرص المتاحة،لا يخدم المصالح الوطنية لشعبنا في السلم و الوئام والوحدة .و ينبغي السعي دون هوادة، لايجاد وسائل الاتصال والتخاطب مع القوى المعارضة للعملية السياسية، والجلوس معها على الطاولات المستديرة او المستطيلة مباشرة او عبر اطراف ثالثة، لانهاء العنف الذي تدفع جماهير شعبنا ثمنه دما وعرقا وفقرا، ويستنزف مواردنا الوطنية التي يلزم التوجه الجاد لاستخدامها في تنمية وتقدم بلادنا.
.لقد انتهت تلك المرحلة الطويلة والشاقة من حياة العراقيين،وما اقترن بها من صنوف القسوة والظلم والتسلط. فتلك صفحة من التاريخ قد طويت،وعلينا ان نتطلع الى المستقبل بكل تفاؤل وثقة بالنفس. علينا ان نبدأ مرحلة جديدة في التعامل مع بعضنا البعض ومع الاخرين. لنضع اللبنات الاولى لمرحلة تاريخية جديدة من العلاقات الاجتماعية والسياسية بين المواطنين، وبينهم وبين مؤسسات الدولة .لقد كان قانون اجتثاث البعث قانونا انفعالياعقابيا، وكارثيا، فيما لو اخذ طريقه للتنفيذ بالفعل. فقد افتقد مشرعوه للحنكة السياسية والتربوية.ولهذه الجوانب اصبح الطعن بمصداقية مشرعيه واجبا اخلاقيا وسياسيا في الوقت نفسه. ان ماقاد الى ذلك القانون الجائرهو جهل السيد بريمر المطلق والدائرة المحيطة به، بالعلاقات الاجتماعية والظرف السياسي الذي عاشته جماهير غفيرة من شعبنا في ظل العهد السابق، التي رات نفسها مضطرة للانضواء او التعاطف مع الحزب الحاكم حينذاك.
لقد مرت فترة طويلة نسبيا قبل ان تنضج فكرة مناقشة جادة لمواد القانون، ورفع الغبن الذى وقع على افراد وعائلات كثيرة من دون مبرر. ان اعادة النظر بمواد القانون، سيرفع الحيف عن اوساط واسعة من الطبقة المتوسطة، ذات المخزون العلمي والثقافي والمعرفي والسياسي النادر، الذي لا تمتلك نظيره اكثرية شعوب العالم والذي يحتاجه العراق حاليا ايما حاجة. ان الوقت قد حان الان لمراجعة اخطاء جسيمة ارتكبها رجل،لم تكن على جدول اعماله خدمة المصالح الوطنية العليا لشعبنا،او تمتين وحدة الشعب وبناء جسور الثقة بين ابناءه. ان كل انسان معرض للخطأ، والانسان السوي هو الذي ينتفع من اخطاءه واخطاءغيره، وما علينا الا اعطاء الفرصة للجميع للعب دورهم في خدمة بلادهم.
ان روح الانتقام والثأر الماثلة امامنا، وردود الافعال تجاهها، تبدو وكانها لا حل لها، ولا طريقا اخر يعيد الصواب الى اطراف النزاع. وفي خضم هذا الجو الملبد و المشحون بالكراهية، يفقد ابرياء حياتهم وتزداد معاناة الاخرين،وتتضائل فرص الوطن لاستعادة مكانته في هذا العالم، كموطن للثقافة والتالق والتسامح، بين القوميات والاديان والمذاهب والمعتقدات. ان كل ما يحتاجه الشعب العراقي لوقف هذا العنف، هو حكومة تصمم على سلوك طريق الشجعان،تفتح ابواب التفاوض مع المعارضة السياسية والمسلحة، وتتحلي بمرونة كافية في التعامل مع المسائل الخلافية. واعتقد ان الاعلان عن الرغبة في التفاوض بحد ذاته، سيسعد المواطن العراقي ويعزز اماله في السلام.وان العامل الاكثر حسما في هذا الاتجاه، هو رغبة الشعب في التسامح والصفح، عن كل اولئك الذين انساقوا خلف زمرة النظام السابق تحت اي مبرر او قناعة. ومهم في هذا السياق، تليين الموقف من القادة السياسيين والعسكريين المتهمين بارتكاب جرائم، من الذين حوكموا او ممن ينتظرون مقاضا تهم.ان كونهم منفذين لاوامررئيس النظام والقائد العام للقوات المسلحة، فينبغي ان ينظرالى ذلك كعنصر مخفف،لكونهم مجبرين على تنفيذ ما امروا به من قبل قائدهم الاعلى.ذلك القائد الذي لم تتسم قراراته بالمسؤولية الوطنية اوالانسانية، وقد نال جزاءه ومضى لحساب الاخرة، حيث المقاضاة الاعظم. ان التسامح والعفومن شيم الرجال المتحضرين ،المؤمنين بحقوق الانسان،وهي ليست غريبة على قلوب واسماع العراقيين من متدينين وغير متدينين. واترك للمتدينين الاجلاء،مهمة الاتيان بتلك الايات الكريمة التي تحث على العفو والمغفرة في قرآننا العزيز. كما انقل للسياسيين من رجالات العراق الجديد، ما تميزت به اعظم تجارب الكفاح ضد الاستعمار والعنصرية والتمييز التي خاضها شعب جنوب افريقيا.
في احدى مقالات القس ديزموند توتو، الحائز على جائزة نوبل للسلام يذكر: "ان العالم لم يقدر بشكل كامل حتى الان انتقال جنوب افريقيا السلمي تقريبا من القمع الى الديمقراطية. ولابد ان العالم يذكر الان، كما نذكر نحن، الايام الاولى من انتقال السلطة الى الاغلبية السوداء، حين تصور اغلب الناس انناسوف نغرق في حمام دم عنصري مروع.كان وقتا متسما بالياس وفقدان الامل، ومع انه استمر لمدة وجيزة الا انه باق في ذاكرتنا. كان القتل شائعا في القطارات و سيارات الاجرة، وكانت المذابح معتادة في مدن واحياء عدة نتيجة للخصومات الدمويةبين حزب المؤتمر الوطني الافريقي (الحزب الذي قاد المقاومة في جنوب افريقيا ضد الفصل العنصري) وحزب الحرية العرقي التابع لقبيلة الزولو( حزب قبلي كان متحالفا مع النظام العنصري في جنوب افريقيا).في العديد من المناسبات بدا الامر وكان مصير جنوب افريقيا بات على حافة الهاوية.الا اننا نجحنا في النهاية في تجنب الكارثة.مما لا شك فيه ان نجاح جنوب افريقيا يرجع في جزء منه الى معجزة: انها المعجزة التي تجسدت في نيلسون مانديلا، الذي نجح بهدوئه وحصافته،ومكانته باعتباره رمزا للتسامح والتعاطف والشهامة والعزيمة،في تحويلنا الى موضع لحسد كل امة على وجه الارض. ان مواطني جنوب افريقيا العاديين يستطيعون ايضا ان يفخروا بانفسهم،فبفضل انضباطهم الذاتي وادابهم السلوكية البسيطة وقدرتهم على العفو والمغفرة، بات في الامكان منع حمام الدم. والحقيقة انهم ضربوا مثلا لابد وان يحتذى في اماكن اخرى مضطربة في العالم"
ان تجربة جنوب افريقيا في تحقيق المصالحة تعتبر درسا ينبغي عدم اهماله عند البحث عن السبل لتحقيق المصالحة في بلادنا التي يمزقها العنف.لقد شكلت لجنة الحقيقة والمصالحة التي سمحت للذين ارتكبوا جرائم عظيمة في ظل نظام الفصل العنصري بالاعتراف بافعالهم بصراحة،وبالتالي تجنب اقامة الدعوى ضدهم.
لقد كان اندمال جراح جنوب افريقيا راجعا الى الصدق والحقيقة وليس العقاب.فقد بادر ضحايا الفظائع والاعمال الوحشية الى مسامحة معذبيهم حتى انهم كانوا يعانقوهم في بعض المناسبات. ولقد ساعد تشكيل وعمل تلك اللجنة على فتح وتطهير الجراح المتقيحة وصبت عليها بلسما ساعد في شفائها واندمالها الى الابد.
ويذكر القس توتو ايضآ:"قد يكون من السهل ان ننظر الى عمل لجنة الحقيقة والمصالحة باعتبارهامن الامور المسلم بها،الا اننا ندرك مدى اهمية هذه اللجنة لما يجري في الشرق الاوسط والفوضى السلئدة في العراق، حيث يغذي الانتقام والثار حلقة مروعة من العنف.لقد حررتنا الحقيقة فعليا،حتى اصبح بوسعنا ان نعقد السلام مع انفسنا" وينهي مقاله بتمنياته للعراقيين بالجمل النبيلة التالية:" وبفضل التذكر والغفران، اصبح بوسعنا ان نسلم كوابيس الماضي الى صفحات النسيان. وانني لاتمنى بكل صدق، ان يتمكن العراقيون وكل الشعوب التي يطاردها ماضيها، من ايجاد الوسيلة التي تجعلهم قادرين على الحياة في سلام وراحة بال".
ان كل دروس الماضي ترى في التسامح والصفح الطريق الافضل لبناء ما خربته الكراهية والثار، ولعله الطريق الوحيد لاعادة بناء العراق وتوحيد شعبه الذي تتهدد وحدته لخطر التمزق بفعل التدخلات الاجنبية خدمة لاهدافها القذرة.



#علي_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمة حق يراد بها حق؛؛
- التحالف الشيعي الى اين؛؛
- بصراحة وبدون زعل
- قانون النفط والغاز المعدل استخفاف بمصالح العراق الوطنية
- قانون النفط والغاز المعدل استخفاف بمصالح العراق الوطنية
- قانون النفط والغاز المعدل استخفاف فظ بمصالح العراق الوطنية
- اثنا عشر سؤالآ حول قانون النفط والغاز لم يجب عليها وزير النف ...
- حول المصادقة الوشيكة على قانون النفط والغاز
- الغاء قا نون ألأجتثاث خطوة كبيرة للأمام
- الدولة والتنمية
- الجزء الرابع وألأخير... مشروع قانون النفط اختبار في وطنية ال ...
- الجزء الثالث مشروع قانون النفط اختبار في وطنية المجلس النياب ...
- مشروع قانون النفط اختبار في وطنية المجلس النيابي الجزء الثال ...
- حقائق عن قانون النفط الجديد الجزءالثاني
- حقائق عن قانون النفط الجديد الجزء الثاني
- مشروع قانون النفط أختبار في وطنية المجلس النيابي؛؛1--3
- لقد اخفقتم في تنفيذ وعدكم
- الطائفية في العراق مسرحية بطلها مجرم وجمهورها احمق؛؛
- حضرة الرئيس بوش المحترم، دع عنك تقرير بيكر -- هاملتون وخذ عب ...
- نداء عاجل.. ياعقلاء الأمة لا تكونوا جسرآ للفتنة الطائفية؛؛


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي الأسدي - المصالحة الوطنية خيار المالكي الوحيد للابقاء على العراق موحدا؛؛