أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي الأسدي - الباحثون عن الجنة في برك الدماء














المزيد.....

الباحثون عن الجنة في برك الدماء


علي الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 2115 - 2007 / 11 / 30 - 10:53
المحور: كتابات ساخرة
    


في يوم الجمعة وبعيد الصلاة توجهوا بسيارات ب م دبليو من تلك التي يستخدمها المؤمنون بالله وشريعة نبيه الكريم، متوجهين الى احد بيوت الصفوين في حي الجامعة، ليتبركوا بدم الجندي والاسير السابق في حرب الثماني سنوات. لقد كانوا ثلة من القتلة واللصوص اقتحموا البيت بدون استئذان فادوا واجبهم الشرعي لينالوا ثواب ربهم و رضاه.
لم يعرف ماذا قال القتلة للمغدور، قبل شروعهم بالتلذذ في تحطيم عظامه وتقطيع اوصاله والتمثيل بها شر تمثيل. لقد كان المغدور لوحده في البيت، حيث سافرت عائلته الى سوريا لاجراء بعض الفحوص الطبية التي ما كان بالامكان اجرائها في العراق، بعد ان غادرها افضل الاطباء والمتخصصين. وعندما حاولت ابنته الوحيدة الساكنة في الطرف الاخر من العاصمة، ان تطمأن على والدها بالتلفون مرات ومرات، ادركت على الفور ما يمكن ان يكون قد حصل لوالدها في دولة حي الجامعة المستقلة؛؛
تعرف المفجوعة ان والدها لا يبرح البيت الا نادرا وفقط للضرورة القصوى. لم يكن والدها في احسن حال بعد عودته من الاسر،حيث كانت معاناته في معسكرات الهمج في ايران تجربة قاسية لم تغادر ذاكرته ابدا. لقد احالته السنوات الست التي قضاها اسيرا لدى الايرانيين الى انسان محبط وغاضب، بسبب اساليب القهر والتجهيل التي مورست ضده وضد بقية الاسرى ضمن حرب نفسية وعنصرية قذرة. و بعد تحريره من الاسر وعودته الى وطنه العراق، لم يحصل من حكومته على الرعاية المعنوية والصحية التي يحتاجها.
لم تتردد الابنة في الاسراع والتوجه الى البيت حيث والدها، ورغم المخاوف الكثيرة التي عصفت في مخيلتها وهي في طريقها اليه،لم تتوقع شيئا كالذي ستواجهه. لقد كانت الساعة التي استغرقتها رحلتها من الكرادة الشرقية حتى حي الجامعة وكانها العمركله الذي قضته في بيت ابيها. لم تتذكر انها شاهدت اي شيئ وهي في الطريق اليه لشدة قلقها وانشغالها به. لقد ساورها القلق بانها ربما تاخرت في التخابر مع والدها،وربما كان الافضل لو انها اتصلت به في فترة ابكر مما فعلت. كانت تود لوان زوجها الذي يقود السيارة قد انطلق اسرع مما يفعل وهم في الطريق الى حي الجامعة.
حالما وصلوا الى البيت وقبل ان يترجل زوجها من السيارة اسرعت الابنة الى الداخل،كانت الابواب الداخلية والخارجية مشرعة، وخلال ثوان عادت مرعوبة وهي تصرخ،ومع انه لم يفهم ما كانت تردد فقد توقع فظاعة ما رأت. حاول الدخول الى البيت لكنها رمت بنفسها على ارض الكراج الكونكريتية وهي تنتحب. وعندما تجمع الجيران وتطلعوا الى داخل غرفة الجلوس حيث مشهد المغدور، هالهم وحشية المجرمين. ولو كان الذي شاهدوه في غابة افريقية لما ترددوا في القول بانه فعل الضباع والذئاب.
لكن الواقعة في بغداد وفي اجمل احيائها، حيث يسكن اساتذة جامعات بغداد وقضاة ومحامي بغداد وقادة فكروسياسييون مرموقون. وبدون ادنى شك ان القتلة بشر تنكروا لادميتهم، مجرمون مأجورون قبضوا ثمن فعلتهم، غدارون جبناء استضعفوه وحيدا ومسالما،وطنيا شريفا ونظيفا، ادى خدمة العلم والوطن باباء وتعفف. لم يكن شيعيا ولا سنيا بل كان الاثنان، نعم كان الاثنان عراقي بالولادة والحياة والعمل واخيرا في الموت غدرا.
وعندما اعلمت الشرطة وجائت لتستقصي موقع الجريمة وظروفها، قوبلت باطلاق النارالكثيف من عدة جوانب في المنطقة، اضطرت بعدها الشرطة الى الانسحاب امام دهشة الناس وعدم تصديقهم، شرطة تهرب حال سماعها ازيز الرصاص. لقد كان الذين اطلقوا النار على الشرطة (رحومون وكرماء)لانهم لم يستكملوا رسالتهم الجهادية هذه المرة ،فلم يوجهوا نار اسلحتهم للمنتحبين المفجوعين والجيران المنكوبين بجارهم العراقي الاخير .
السؤال المحير هو: من له مصلحة في كل هذا؟
الواقعة حدثت في بغداد وفي اجمل احيائها، حيث يسكن اساتذة جامعات بغداد وقضاة ومحامي بغداد وقادة فكروسياسييون مرموقون. وبدون ادنى شك ان القتلة بشر تنكروا لادميتهم، مجرمون مأجورون قبضوا ثمن فعلتهم، غدارون جبناء استضعفوه وحيدا ومسالما،وطنيا شريفا ونظيفا، ادى خدمة العلم والوطن باباء وتعفف. لم يكن شيعيا ولا سنيا بل كان الاثنان، نعم كان الاثنان عراقي بالولادة والحياة والعمل واخيرا في الموت غدرا.



#علي_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محنة المرأة البصرية وصمت سلطة القانون؛؛ بمناسبة اليوم العالم ...
- من المسؤول عن العاطلين عن العمل؟؟
- الاعدام جريمة قتل لا ينبغي لدستورنا ان يجيزها؛؛
- فيدرالية ديمقراطية ام نسخة معدلة لنظام طالبان الافغا-ايراني
- تشويه صورة المعارضة سياسة مآلهاالفشل يا حكومة؛؛
- لماذا ننتقد مشروع قانون النفط
- سماحة المرشد الاعلى لفدرالية الجنوب السيد عمار الحكيم المحتر ...
- رسالة من مواطن الى السادةفي الحكومة والمعارضة الافاضل
- السيد العليان كزميله الدليمي اضاع الطريق الى العراق؛؛
- المصالحة الوطنية خيار المالكي الوحيد للابقاء على العراق موحد ...
- كلمة حق يراد بها حق؛؛
- التحالف الشيعي الى اين؛؛
- بصراحة وبدون زعل
- قانون النفط والغاز المعدل استخفاف بمصالح العراق الوطنية
- قانون النفط والغاز المعدل استخفاف بمصالح العراق الوطنية
- قانون النفط والغاز المعدل استخفاف فظ بمصالح العراق الوطنية
- اثنا عشر سؤالآ حول قانون النفط والغاز لم يجب عليها وزير النف ...
- حول المصادقة الوشيكة على قانون النفط والغاز
- الغاء قا نون ألأجتثاث خطوة كبيرة للأمام
- الدولة والتنمية


المزيد.....




- وفاة الفنان العراقي عامر جهاد
- الفنان السوداني أبو عركي البخيت فنار في زمن الحرب
- الفيلم الفلسطيني -الحياة حلوة- في مهرجان -هوت دوكس 31- بكندا ...
- البيت الأبيض يدين -بشدة- حكم إعدام مغني الراب الإيراني توماج ...
- شاهد.. فلسطين تهزم الرواية الإسرائيلية في الجامعات الأميركية ...
- -الكتب في حياتي-.. سيرة ذاتية لرجل الكتب كولن ويلسون
- عرض فيلم -السرب- بعد سنوات من التأجيل
- السجن 20 عاما لنجم عالمي استغل الأطفال في مواد إباحية (فيديو ...
- “مواصفات الورقة الإمتحانية وكامل التفاصيل” جدول امتحانات الث ...
- الامتحانات في هذا الموعد جهز نفسك.. مواعيد امتحانات نهاية ال ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي الأسدي - الباحثون عن الجنة في برك الدماء