أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي الأسدي - جبهة التوافق العراقية.....والفرص الضائعة....؛؛















المزيد.....

جبهة التوافق العراقية.....والفرص الضائعة....؛؛


علي الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 2224 - 2008 / 3 / 18 - 10:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في ظل الصراع على السلطة والنفوذ والمال الذي يستقطب كل يوم انصارا جدد، تتعرض المصالح الوطنية الاساسية في السيادة والاستقلال السياسي والاقتصادي لخطر التجاهل والمساومة، في حين تتردى مستويات المعيشة للجماهير العريضة ، تحت ضغط البطالة والتهجير والتمييز وارتفاع الاسعار. ولا يمكن لسياسيي حريص على مصالح شعبه وطائفته، أن يغض الطرف عما يجري في السر والعلن من مساومة على حاضر ومستقبل سيادتنا وثرواتنا الوطنية.
ليس سرا، ان تشكيل جبهة التوافق جاء بالتوازي مع قيام الأئتلاف العراقي الموحد، لكبح نفوذ الاخير وامتداداته على حسابهم . وقد اجازت جبهة التوافق لنفسها الاستقواء بالانظمة العربية لدعم مقاومة مزعومة للاحتلال، واضفاء الشرعية على اعمالها الاجرامية ضد المدنيين العزل. لقد كان الشغل الشاغل لقادة جبهة التوافق منذ قيامها هو تقويض" السلطة الطائفية" الحالية واستبدالها " بسلطة طائفية " تكون الوريث الشرعي للنظام السابق بجيشه وشرطته ومزاج حكامه. فأين نحن الأن من تلك الاستراتيجية التي لم تؤدي لا لأسقاط الحكومة ولا طرد الاحتلال، والتي ينطبق عليها المثل الشعبي- "لا حِظت بأرجيلهه ولا خَذت سيد علي".

اذكر قولا للسيد العليان في مقابلة مع احدى الفضائيات المقاومة قوله-- أننا يجب أن نفتخر بدخول" اخوتنا" المقاتلين العرب لمشاركة اخوتهم العراقيين في تحرير بلادنا من الاحتلال، كما وقفنا نحن مع اخواننا الدول العربية في الحرب ضد الصهيونية--.
السيدان العليان والدليمي ما يزالا قادة للتوافق ، ويران بأم اعينهما حجم الخراب الذي خلفته و تخلفه كل يوم اعمال اخوته العرب بحق بلادنا والعزل من ابناء شعبنا. وتثبت الاحداث اليومية واعترافات المتهمين، جسامة الخطأ الذي ارتكبته جبهة التوافق بالمراهنة على اولئك المتخلفين، الباحثين عن الحوريات في دماء العراقيين والعراقيات. كان على جبهة التوافق أن تناقش في اجتماعات هيئتها العليا، كم شبرا حرر اولئك العرب من ارض العراق بالأحزمة الناسفة والسيارات المفخخة ، والى أي مواقع تقهقر المحتلون بفعل ذلك الكفاح البطولي لأخوانه العرب ؟.

وكان ضروريا بعد أن تكشفت حقيقة اولئك الاوباش أن تعمل جبهة التوافق بمسؤولية لتشجيع القوى العراقية التي اختارت الطريق العنفي لفرض مطاليبها، بنبذ العنف والانظمام الى بقية القوى السياسية التي تسعى لتحرير البلاد بالعمل والنشاط السياسي السلمي والهادئ كما تعمل الجبهة نفسها. ولا يخفى على احد الوشائج القريبة التي تربط جبهة التوافق بتلك القوى وبقدرتها على التأثير في قرارتها ورسم سياستها. وان الاوهام التي مايزال البعض من قادة تلك القوى يعول عليها لفرض حلوله على الاخرين بقوة النار والموت، قد اثبتت عدوانيتها وعدم جدواها وخطئها. ويجب ان يعرف هذا البعض انه لم يحدث في التاريخ كله ، أن قامت حركة مقاومة ضد احتلال اجنبي بأبادة ابناء شعبها وأغتيال افضل علمائه ورجال دياناته وحرق بيوتهم ودور عباداتهم.

منذ فترة ، قدمت جبهة التوافق مذكرة مفصلة لحكومة المالكي ضمنتها افكارا لاصلاح العملية السياسية وشروطها للعودة للحكومة في حالة استجابتها لتلك الشروط. ولم تستجب الحكومة لمطاليب الجبهة مع أن شهورا قد مرت على تقديم تلك الشروط، فألى أي مدى ستظل الجبهة بانتظار رد على ما يبدو لن يأتي ابدأ؟ فالحكومة اعتادت على العمل بدون مشاركة المعارضة " وابو العادة مايجوز من عادته" كما يقال في التراث الشعبي. ولذا فأن بقاء الجبهة خارج الحكومة كان حلما واصبح الان حقيقة.... ؛؛
في خمسينيات القرن الماضي و في ظل الحكم السعيدي كان يكفي لأسقاط حكومة غاشمة صوت نائب معارض جريئ واحد ، وعندما نجح عشرة نواب من المعارضة بدخول البرلمان، اهتز الحكم كله وحل البرلمان خشية دورهم في كشف الفساد واجبار الحكومة على تنفيذ برنامج اصلاح اقتصادي- سياسي لا تحبذه.
ليس لجبهة التوافق عشرة نواب فحسب بل" 44" نائبا والكهرباء مقطوعة عن غالبية الشعب، والمياه الثقيلة تطفح الى غرف نوم الناس ومطابخهم اطعمتهم، ولم يتحدث واحد من نوابها ليطالب وزراء الكهرباء والتجارة والزراعة بالاستقالة والتحقيق معهم في قضايا الفساد والاهمال وسوء استعمال السلطة. لوحدث هذا في خمسينيات القرن الماضي لهدم البرلمان على رؤوس اعضائه.
.
من وجهة نظري أن الفرصة لم تفت بعد، وما زال أمام جبهة التوافق وقتا كافيا لتصحيح مسارها السياسي الراهن و اعادة النظر في ستراتيجيتها المعارضة بألأنتقال من المعارضة السلبية الى المعارضة الايجابية. فجبهة التوافق تمتلك مجموعة من الكفاءات العراقية الممتازة في مختلف حقول العلوم الاقتصادية والمالية والادارية والقانونية والعلمية والعسكرية من ذوي الخبرة ، مما يؤهل الكثيرمنهم للعب دورهم في خدمة بلادهم الذي ولا شك يتمنونه .
أن المدخل لهذه الاستراتيجية يمر عبرالتوجهين التاليين:

اولا- الضغط على المعارضة العنفية واقناعها بأهمية وضرورة المشاركة بالعمل السياسي السلمي ونبذ النفس الطائفي الذي ما يزال يقف حائلا دون عودة المهجرين الى بيوتهم في اجواء الخوف والريبة. أن جبهة التوافق تستطيع عمل الكثير في هذا المجال مما سيكون له ردود افعال بالغة الايجابية على الوحدة الوطنية واعادة الصفاء بين ابناء الشعب. ويتطلب هذا التوجه مبادرة الجبهة بالضغط على ممثلي الائتلاف العراقي الموحد لعمل الشيئ نفسه. وان يكون لممثلي جبهة التوافق في البرلمان دورهم المميز في العمل بهذا الاتجاه.

ثانيا- الضغط على الحكومة في البرلمان وخارجه لأجبارها على تبني برنامجا اقتصاديا- سياسيا تشكل التنمية الاقتصادية حجر الزاوية فيه ،يتضمن المهام التالية :

1- وضع خطة مفصلة لحل مشكلة البطالة العامة في صفوف الشباب واصحاب الكفاءات من الجنسين .وهذا يتطلب متابعة صارمة لنشاطات وزارة الصناعة والمعادن وخططها لاعادة تأهيل المشاريع الصناعية المتوقفة او العاملة دون طاقتها التشغيلية، وضرورة دعم الصناعات الصغيرة والحرفية في كل انحاء البلاد، وحماية منتجاتها من المنافسة الاجنبية من خلال تفعيل سياسة الحماية التجارية المعطلة حاليا.
2- الضغط على الحكومة للاعلان عن خططها الاستثمارية للارتفاع بمستوى الانتاج الزراعي وحماية المنتجات الزراعية العراقية من الاغراق المدمر للسوق العراقية بالسلع الموردة من دول الجوار المدعومة من قبل حكوماتها. وضرورة اتباع سياسة دعم المزارعين الصغار لتشجيعهم على عدم هجرة مهنهم الزراعية تحت ضغط الحاجة واهمال الدولة لهم. ومما يساعد على ذلك اشاعة القروض الزراعية بتسهيل شروطها وزيادة الحد الاعلى لمبالغها ونشر المزيد من المصارف في انحاء الريف العراقي لتجنيب المزارعين الوقت والتكاليف بالبحث عن المصارف في بغداد او المدن الكبرى.
3- اعلان مبادئ وطنية عامة في مجال استغلال الثروات الكاربوهيدراتية والدورالمحدد والواضح الذي يمكن أن تقوم به الشركات الاجنبية النفطية الى جانب شركات النفط العراقية التابعة للدولة.
4- الاعلان بوضوح وصراحة عن الاصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تقترحها الجبهة على المواد الدستورية بهذا الخصوص.
5- الأعلان بشكل واضح ومسهب لموقف الجبهة من موضوع العلاقات بين مكونات المجتمع العراقي المنصوص عليه دستوريا بما فيها موضوع الفيدراليات. ذلك لأن مثل هذا الموقف سيستقطب جماهير عريضة من المجتمع العراقي ، وسيتقرر بناء عليه وحدة العراق الجيو- سياسية. مما يتطلب وضع استراتيجية رصينة وعملا شاقا ودؤوبا لغلق هذا الملف الشائك والخطر بنفس الوقت.

6- وليس اقل شأنا مما سبق، التعجيل بوضع خطة لأَزالة اثارالاسلحة الفتاكة التي استخدمت في الحروب الماضية والحالية وما خلفته من تلوث بيئي. فبسبب اشعاعات اليورانيوم غير المخصب التي تبثها بقايا تلك الاسلحة الخطرة على حياة الملايين من سكان المناطق الملوثة ، تتزايد نسبة المصابين بأمراض السرطان بشكل مذهل. ومن هنا يتطلب أن يكون للجبهة موقف واضح من الضغط على قوى التحالف وخاصة بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية لأجبارها على تحمل مسؤوليتها بالمساعدة على تنظيف المياه والاراضي وتحسين المحيط البيئي ودعم البحث العلمي في مجال الكشف ومعالجة الامراض الناتجة عن التلوث.

في هذه الاستراتيجية تكمن المصلحة الحقيقية لجماهير شعبنا، و بفضلها تلتقي كل الارادات الخيرة، وتتوحد قوى الشعب بكل مكوناته، وبها وعلى طريقها ترتقي حياة الفقراء والمعوزين وتتحسن مستويات المعيشة لكافة طبقات الشعب.
اما المعارضة السياسية السلبية، المعتمدة على الهجوم والتشهير، واثارة الرأي العام الداخلي والخارجي ضد حكومة ضعيفة، فلن تخلق فرصة عمل واحدة لعاطل، ولن تزرع فدانا اضافيا من القمح او الرز، ولن تحسن من مياه الشرب لموطنين لا خيار لهم سوى شرب الماء الملوث ، ولن تعيد النور الى البيوت التي بدأت تنسى الكهرباء كوسيلة لزيادة المعرفة والعلوم والتقدم.ولن تعيد للشعب وحدته الوطنية، بل تعمق الكراهية والعداء وهذه لعمرى اسوء من السوء.



#علي_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعيدا عن السياسة....؛؛
- تحرير المرأة....أم تحرير الرجل...؟
- بعيدا عن السياسة...؛؛
- الأرهاب الزراعي...؛؛
- وزراء ...فوق العادة..؛؛
- الجزء الثاني/ عقود نفط كوردستان -- سرقة لا سقف لها ولا قاع - ...
- عقود نفط كوردستان--سرقة لا سقف لها ولا قاع --؛؛
- المباح في بلد الحلال حرام والحرام حلال...؛؛
- مستقبل اليسار العراقي عندما - يحكم التاريخ - بأقصاء حزب فهد. ...
- وزير التجارة ( برئ ) حتى يثبت هروبه خارج العراق..؛؛
- الحقيقة الضائعة في احداث-جند السماء واليمانيين- الاخيرة ؛؛
- الجزء الثاني الوجه غير المنظور - لتحرير العراق -؛؛
- الوجه غير المنظور - لتحرير العراق-..؛؛ 1 - 2
- التحالفات والتحالفات المضادة..عبث مراهقين ام ضحك على الذقون. ...
- استحقاقات ما بعد القبض على مجرم تفجير سامراء..؛؛
- البرزاني والطلباني يلعبان بالنارفيما سيادة العراق تنتهك..؛؛
- التحالف الثلاثي الجديد نذير شؤم ام بارقةأمل..؟؟
- من وراء نهاية زواج المتعة بين الكورد والشيعة..؟
- ما حاجة خطة فرض القانون للدعاية لها في الفضائيات
- الا يخجل الصدريون كونهم...صدريين؟؟


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي الأسدي - جبهة التوافق العراقية.....والفرص الضائعة....؛؛