أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي الأسدي - من يوقد هذا الفتيل...؟؟















المزيد.....

من يوقد هذا الفتيل...؟؟


علي الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 2381 - 2008 / 8 / 22 - 02:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صراع عرقي عربي/ كوردي ، و طائفي رافضي/نواصبي بدأت تنعق به الغربان على المزابل المكشوفة وصناديق القمامة المنسية. صراعات لا بأس من مناقشة بعض ملامحها ، وأراء مروجيها ، ممن مضى النسيان ببعض دروس التاريخ من ذاكرتهم الضعيفة أصلا. تصاعد في ضغط بعض الساسة وانخفاضه لدى البعض الآخر، لا يبرر شحذ السيوف ورمي الحجارة على الأخوة والجيران. هناك حديث ظاهره عن حقوق في أراضي متنازع عليها ، وعن انتخابات وقوانين جرى التقاعس في تنفيذها، أما باطنه فتعصب أعمى ، تعصب قومي /طائفي يخشى أن ينفلت ، ويأخذ النهج النازي الذي قاد هتلر إلى الجحيم و ألمانيا إلى الخراب .

في العهد السابق كانت القومية العربية هي رسالة الأمة الخالدة ، فأنتجوا لها الكلام والشعارات ، و بعثروا باسمها ، ثروة الأمة المغلوبة في شراء الذمم وتمويل العصابات والأحزاب من المحيط إلى الخليج. وشنوا الحروب شرقا وغربا وشمالا وجنوبا بها وباسمها ، فلم يرفعوا من شأنها بوصة واحدة بين الأمم ، ولم يجلب لها غير البؤس والتخلف والهزائم. فمن من السياسيين العقلاء يرضى أن يحمل أمته ، ما حملها صدام لأمة العرب من الانحطاط والخيبة؟.

في كوردستان حاليا ، تتصاعد الجذوة القومية ، بسابقة لم تبلغها حتى إبان العدوان الهمجي الذي شنه صدام بالأسلحة الكيماوية. فمن وراء هذا التصعيد ، ولمصلحة من؟ واضح أن العداء المتصاعد ليس موجها للسلطة التي هم جزءا منها فحسب ، وإنما ضد الشعب العراقي ايضا. أن هذا التصعيد في المشاعر تزامن مع الخلاف على انتخابات المحافظات ، الذي حولته القيادة الكردية إلى معركة عربية كردية ،وحولته كتلة ما إلى معركة كردية عربية ، في حين هي مساومات سياسية كان الكورد وحلفائهم جزءا منها طوال حكم الطوائف منذ 2003.

وتعتمد الحجج التي يوردها الناطقون بأسم الكورد لإسقاط الآخرين ،على دبلوماسية الشرعية والدستور الذي أعد بليل. وهم يعرفون قبل غيرهم ، أن الدستور جاء نتيجة صفقات مشبوهة ، لعب فيها ممثلو الحزبين القوميين الكورديين في حينها دورا أنانيا ، أضر بمجموع الشعب العراقي ، من النساء والرجال. الدستور الذي أسس لتقسيم العراق على أسس قومية وطائفية ، لم تجرأ سلطات الاحتلال البريطاني من تطبيقها عندما احتلت العراق إبان الحرب العالمية الأولى. تلك الصفقات التي ينبغي أن يخجلوا من القيام بها ويعلنوا اعتذارهم عنها ، التي جرى فيها توزيع الشعب العراقي على أقاليم ، يقودهم فيها مجالس بشوات ، هم في حقيقتهم متعهدون باللزمة. وأن ما يعتبره الأخوة الكورد حاليا غدر من قبل حلفائهم ، إنما هو من صنع أيديهم جميعا عندما فبركوا دستورا يؤلمني أنني قطعت المسافات لأصوت لصالحه .

وستثبت الأيام والشهور القادمة ، عمق الخطيئة التي أرتكبها مخططو ذلك الدستور بحق شعبهم العراقي ، وهم يعيشون الآن أولى تبعاتها السوداء. وسيرون بأم أعينهم بعد انتخابات المحافظات ، التي ستفوز فيها الأحزاب القومية والطائفية الرئيسية بالتزكية ، أي نوع من الحروب ستشتعل بين المحافظات والأقاليم. سيتقاتلون من أجل الأراضي والمياه ، و حقوق الرعي ، والموارد الطبيعية ، وربما ضرائب الترانسيت على البضائع والأفراد وربما الطائرات العابرة لسمائهم. وستعتمد دموية الصراعات القادمة على مدى التعصب الطائفي والقومي في نفوسهم وقربهم من الأنبياء والصحابة ، وعلى قوة تحالفاتهم مع هذه الدولة أو تلك الشركة الأجنبية النفطية التي ستكون لها الحظوة والنفوذ على هذه أو تلك المحافظة أو الإقليم..

لسوء الحظ أن ما يجري سيئ وصورته قاتمة ، فأجواء الفتنة العرقية تزداد استفحالا و عتمة ، وهي مهيأة للتصعيد حتى قبل أن تبدأ مشكلة المادة 24 من قانون الانتخابات. فأزمة الحقول النفطية سبقت ذلك بكثير. فإدعاء الكورد ، بحقهم المطلق في التوزيع شبه المجاني ، لحقول النفط على الشركات العالمية والدول ، كان مثار خلاف مع " الحكومة العربية" في بغداد . وكان واضحا ، أن توزيع الحقول النفطية على الشركات والدول ، هو أسلوب آخر متطور و مبتكر من الأخوة الكورد ، بديلا أكثر سخاء من كوبونات النفط الصدامية ، هدفه الاستقواء وكسب التأييد للدولة القومية لما بعد الاتحادية.
ولسوء الحظ أيضا ، فإن أجواء الحرب الطائفية مهيأة هي الأخرى ، فأمراءها في كوردستان والوسط والجنوب على أهبة الاستعداد ،أنهم ينتظرون معتوها واحدا لا أكثر، ولا يهمهم من يكون ذلك المعتوه ، عراقيا عربيا أم كورديا عراقيا ، إيرانيا أم تركيا ، سعوديا أم أفغانيا ، صدريا أم قاعديا ، فالمهم إشعال الفتيل لتبدأ الحرائق ، فالوقت مناسب جدا ، فليس أرخص من الكادحين المقهورين والمغلوبين الفقراء من العرب والكورد وقودا لها. أنها ذلك النوع من الحروب التي تفتعل أسبابها افتعالا، إنها حروب بالنيابة ، وسوف لن تتوقف ، قبل أن يحقق تجار الحرب المتوحشون أهدافهم في إحكام السيطرة على النفط في كل العراق.

وإذا نجحنا في وأد الفتنة العرقية بين الكورد والعرب اعتمادا على الأمل المعقود في حكمة الكورد، وتم لجم تجارها مؤقتا أو إلى الأبد ، فهناك حرب أخرى بالنيابة ، لا يوجد فيها من يحتكم إلى عقله أو بصيرته ، حيث تجري الاستعدادات لها خارج سيطرة العقل البشري . فقد استفاق مقتدى الصدر أخيرا من " القمقم " ، معلنا الخبر السار لمرتزقة جيشه الذين تكسرت ضلوع بعضهم في جولة الفرسان ، لشحذ سيوفهم وبدء جولة جديدة من سفك دماء الأبرياء والعزل. أن هذا الرجل المعمم ، لا تمنعه عمامته من قتل النفوس البريئة بدون شفقة أو رحمة ، وبدون سبب أو حجة ، فقد بنا شهرته على برك الدماء وجماجم الأبرياء ، وهو الذي يجب أن يعرف قبل أفراد جيشه ، أن من قتل نفسا بغير حق ، كمن قتل الناس جميعا.

لقد خبر العراقيون زيف ما يعلن وحقيقة ما يفعل ، وعلى العراقيين الشيعة بصورة خاصة ، أن يحذروه ، لأنه لا ينطق في مصلحتهم ولأجلهم وإن خدع بعض السذج به سابقا. وما دعوته الأخيرة ضد النواصب ، إلا جولة جديدة من نشر الكراهية بين أبناء الشعب العراقي ، يثيرها بالنيابة عن الجهة التي تمول عمليات مرتزقته. أنها تستخدمه للضغط على الأمريكان لكسب التنازلات في حل مشاكلها معهم. وما ما تردد على لسان وكيله المرتزق هو الآخر ،إنما هو جرح لمشاعر كل مكونات مجتمعنا بعربه وكرده و تركمانه من سنة وشيعة ومندائيين ومسيحيين. لقد أختار العراقيون طريق الوفاق والإخاء والتعاون لبناء بلادهم الغالية ، وأنهم لن يصغوا للمتخلفين عقليا وثقافيا وسياسيا. أن على الأحزاب والشخصيات السياسية الواعية ، والعقلاء من السنة والشيعة ، أن يتحملوا مسئوليتهم الأخلاقية لفضح وإدانة السلوك غير الأخلاقي لتلك الدمية التي أسمها الصدر.



#علي_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاحتكارات النفطية والمالية الامريكية والبريطانية -- وراء ار ...
- الشهرستاني -- يسلم مفاتيح نفطنا للاحتكارات الأمريكية بدون قي ...
- وعدناكم بالجنة -- وما زلنا عند وعدنا -- ؛؛
- جنوب العراق --أول مستعمرة أيرانية في التاريخ الحديث -- ؛؛
- ألأمبريالية ألأمريكية تخسر الرهان-- مع المقهورين في العراق - ...
- حكومات المحافظات--- مافيات النهب في ألأنتظار -- ؛؛
- سياستنا ألأستيرادية ---- اداة تدمير للأنتاج الوطني-؛؛
- هل يعلم رئيس الوزراء--؟ في وزارة التجارة --القتل مع سبق ألأص ...
- الكهل الذي ما يزال في عز الشباب ؛؛
- جبهة التوافق العراقية.....والفرص الضائعة....؛؛
- بعيدا عن السياسة....؛؛
- تحرير المرأة....أم تحرير الرجل...؟
- بعيدا عن السياسة...؛؛
- الأرهاب الزراعي...؛؛
- وزراء ...فوق العادة..؛؛
- الجزء الثاني/ عقود نفط كوردستان -- سرقة لا سقف لها ولا قاع - ...
- عقود نفط كوردستان--سرقة لا سقف لها ولا قاع --؛؛
- المباح في بلد الحلال حرام والحرام حلال...؛؛
- مستقبل اليسار العراقي عندما - يحكم التاريخ - بأقصاء حزب فهد. ...
- وزير التجارة ( برئ ) حتى يثبت هروبه خارج العراق..؛؛


المزيد.....




- أبو عبيدة وما قاله عن سيناريو -رون آراد- يثير تفاعلا.. من هو ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يوافق بأغلبية ساحقة على تقديم مساعدات أ ...
- ما هي أسباب وفاة سجناء فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية؟
- استعدادات عسكرية لاجتياح رفح ومجلس الشيوخ الأميركي يصادق على ...
- يوميات الواقع الفلسطيني الأليم: جنازة في الضفة الغربية وقصف ...
- الخارجية الروسية تعلق على مناورات -الناتو- في فنلندا
- ABC: الخدمة السرية تباشر وضع خطة لحماية ترامب إذا انتهى به ا ...
- باحث في العلاقات الدولية يكشف سر تبدل موقف الحزب الجمهوري ال ...
- الهجوم الكيميائي الأول.. -أطراف متشنجة ووجوه مشوهة بالموت-! ...
- تحذير صارم من واشنطن إلى Tiktok: طلاق مع بكين أو الحظر!


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي الأسدي - من يوقد هذا الفتيل...؟؟