أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - علي الأسدي - تجار السياسة المبتذلون...يدفعون بالعراق إلى الجحيم ...؛؛














المزيد.....

تجار السياسة المبتذلون...يدفعون بالعراق إلى الجحيم ...؛؛


علي الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 2468 - 2008 / 11 / 17 - 08:06
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


ما أغرب تصرفات القوى السياسية في بلادنا هذه الأيام ، وما أغربها من قوى ، تتحالف في الصباح ، وتتبادل الاتهامات ويشكك بعضها بالبعض الآخر بعد الظهر و في المساء؟؟. وأمام وسائل الإعلام ، يختارون أجمل العبارات عن التعاون فيما بينهم ، وعن الإنجازات والمستقبل الواعد للعراقيين ، أما خلف الأبواب المغلقة ، فتمارس المساومات الرخيصة لمبادلة المواقف الوطنية بالامتيازات والأموال ، تماما كم يفعل تجار الماشية. ويجري هذا في تجربة للحكم لم تمارس إلا في أسوء الأنظمة الفاسدة في التاريخ. ويظهر جليا الآن ، أنه تتم المساومة على قانون النفط والغاز المعلق بين مجلس الوزراء والمجلس النيابي ، بعد أن تمت على ما يبدو صفقة الاتفاقية الأمنية. وعلى نفس قاعدة المساومة ، تمنح الامتيازات والأراضي السكنية لأعضاء مجلس النواب والوزراء مقابل موافقتهم أو سكوتهم عن عقود النفط المجحفة التي توقعها وزارة النفط مع الشركات الاحتكارية النفطية الأمريكية و البريطانية وغيرها. وبموجب تلك العقود ، تمنح الشركات النفطية حقوقا في الإنتاج النفطي لمدد تصل إلى 41 عاما. أمام تلك الغزارة من الرشا ، لاذ ويلوذ بالصمت نواب معروف عنهم بالورع والتعفف.
فإلى أي درك تقودنا تلك القوى ، وإلى أي مصير أسود يسيرون بالعراق ، وهل ينبغي علينا أن نستعين بالسحرة وقراء الفال ، لتفسير ذلك السر الذي حول تلك القوى السياسية المعارضة السابقة إلى تجار سياسة مبتذلين؟. إننا المواطنون الذين لم نبخل عليهم بدعمنا ، و لم نتردد في منحهم الفرص التي يريدون للوفاء بوعودهم لنا ، وما زلنا نبرر مرة بعد أخرى ، إخفاقهم وسوء تعاملهم مع مشكلاتنا، وأماني أطفالنا ، وتطلعات أمهاتنا ، وخيبة ونفاذ صبر شبابنا ، نقف حيرى أمام هذا الانحدار في القيم ، والاستخفاف بمعاناة الجماهير ، والعبث في الوقت والموارد.

إن القوى السياسية الحاكمة ، لم توقع ميثاق شرف مع شعبهم ، تتعهد له بخدمة أهدافه ، واحترام قيمه ومقدساته ، لكنهم في حقيقة الحال أقسموا زيفا وكذبوا على الله. ولو كانوا قد فعلوا ذلك عن شعور وطني خالص وإيمان بقيم السماء ، لترددوا كثيرا ، قبل أن يكشفوا عن حقيقة نواياهم ، و سلوكهم غير النظيف ، ووعودهم وتحالفاتهم ، وما وراءها من أنانية وضيق أفق وتآمر على الآخر. أليس هم من أدعى أنهم أشادوا حكما " فيدراليا ديمقراطيا " ، أم أن غيرهم من وعد بأن تعيش الجماهير العراقية بكافة مكوناتها بسلام وانسجام ومحبة؟.

لكن ما نراه ونسمع عنه غير ذلك ، فهناك حملة مسعورة لإقصاء الأقليات و تهميش دورها في الحياة العامة والسياسية. والى جانب ذلك تدور رحى هجمة مشبوهة وظالمة ضد المسيحيين ، استخدمت فيه عمليات التخويف والقتل والتهجير من مناطق سكناهم ومصادر رزقهم. عمليات غدر مفضوحة ومخجلة ، لا يمكن تبرئة القوى السياسية الكبرى منها ، فهي وليس غيرها يسعى بأي ثمن لتحقيق المكاسب في انتخابات المحافظات. ومعلوم مسبقا ، أنها تستخدم تلك الانتخابات لإضفاء الشرعية على تقسيم البلاد إلى ولايات إقطاعية تحت ستار الفدراليات ، للاستحواذ على الثروات و استغلال جماهيرها الفقيرة واستعبادها. وها نحن مرة أخرى و بعد نزيف الدم الذي سفكته مليشياتهم الطائفية المتوحشة ، تدفع القوى السياسية الحاكمة بالعراق إلى جحيم جديد ، من الخلافات والصراعات حول حدود الأقاليم ، وعائدية المناطق المختلطة ، وأشكالا مستنسخة عن مليشيات "الجن جوين " لعمر البشير ، وكأن الجحيم الذي يعيشه في ظلهم العراقيون قد تحول بقدرتهم بردا وسلاما. إنهم متورطون في خرق مبادئ حقوق الانسان العراقي ، وبخاصة حقوق المكونات الصغيرة والمرأة والطفل ، متناسين أن الإفلات من العقاب غير ممكن ، وإن المحكمة الدولية التي لاحقت مجرمي البوزنة ، وتلاحق الآن عمر البشير ، تراقب عن كثب ما يجري في العراق بحق المسيحيين والأيزيديين والشبك والصابئة.

لقد اختلفوا حول مناطق في الموصل وكركوك و ديالى ، قيل عنها أنها مختلطة ذات أكثرية كردية ، فيما يرى بعضهم أنها عربية يسكنها أكراد. ما ألضير في ذلك ، إنها مدعاة للفخر أن يتعايش العرب والأكراد وغيرهم مع بعضهم البعض في وئام وانسجام تامين ، هكذا كما عاشها أجدادهم ، وكما يريدونها إلى يوم القيامة ، فلمصلحة من تختلق المشاكل ويعكر صفو الأمن والتآخي بين سكان تلك المناطق ؟. هل أعجبت تلك القوى كثيرا بالحواجز الكونكريتية بين أحياء بغداد التي أقامها الأمريكان في العامين الماضيين ، التي لم ينتفع منها غير شركات المقاولات ووسطاءها ؟
وقبل أن يبحثوا عن إجابات لتلك الأسئلة ، قرروا شحذ السيوف ، وربما يستعدون الآن لإعلان الجهاد في سبيل الله ، لتحرير خانقين الكردية من العرب ، والموصل العربية من الأكراد ، وكأن إله الكرد غير إله العرب ، وإن لكل منهم جنته وجهنمه ؟.
في الولايات المتحدة ، انتخب الأمريكيون رئيسا أسودا ، وهم البيض والصفر والحمر والسود ، ألمنحدرين من مئات القوميات والمذاهب والأديان والمعتقدات. لقد شارك في انتخاب الرئيس الجديد الأكراد والعرب والفرس المقيمون هناك أيضا ، مع أنه لا يمت للعرب والفرس والكرد بعلاقة دم أو نسب. لقد منحوه أصواتهم وثقتهم ليتحدث باسمهم ، ويعبر عن مصالحهم ، ويدافع عنهم ، ويسهر على تعليمهم ، وصحتهم ، ونشأة أطفالهم ، ويوفر فرص العمل لعاطليهم.

فلماذا لا يحصل عندنا كما حصل في الولايات المتحدة الأمريكية ودول ديمقراطية أخرى ، ما فرقنا عنهم ، هل لأنه لا يوجد غيرنا من يتفوق علينا في تخلفنا ، وسخافة عقولنا ، وتحجر عواطفنا ، ورخص دمائنا ، و انحطاط قيمنا ، وجهلنا وتفاهتنا ؟؟.
علي ألأسدي
البصرة



#علي_الأسدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوباما...الصورة أم الأصل..؟؟
- ثورة أكتوبر ... وجوزيف ستالين..؛؛
- أراء في تعديلات الحزب الشيوعي العراقي على الاتفاقية الأمنية ...
- من أجل حكومة إنقاذ وطنية عراقية نزيهة..؛؛
- المرأة تنتصر في كوردستان... وستنتصر في عموم العراق؛
- الاتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة... ابتزاز فظ ينبغي رفض ...
- شركة شيل النفطية ...تكشف الوجه الآخر للشهرستاني..؛؛
- أيهما أكثر إلحاحا ..رفع الوصاية الأمريكية.. أم حصانة نائب..؟ ...
- النار تقترب من خيمة المالكي ....فهل شاهد الدخان ..؟
- هل ينصف التاريخ الرئيس بوش بعد كل الذي حصل..؟
- الإمبريالية الأمريكية -- بين وعد بلفور ... ووعد بايدن ..؛؛
- من يوقد هذا الفتيل...؟؟
- الاحتكارات النفطية والمالية الامريكية والبريطانية -- وراء ار ...
- الشهرستاني -- يسلم مفاتيح نفطنا للاحتكارات الأمريكية بدون قي ...
- وعدناكم بالجنة -- وما زلنا عند وعدنا -- ؛؛
- جنوب العراق --أول مستعمرة أيرانية في التاريخ الحديث -- ؛؛
- ألأمبريالية ألأمريكية تخسر الرهان-- مع المقهورين في العراق - ...
- حكومات المحافظات--- مافيات النهب في ألأنتظار -- ؛؛
- سياستنا ألأستيرادية ---- اداة تدمير للأنتاج الوطني-؛؛
- هل يعلم رئيس الوزراء--؟ في وزارة التجارة --القتل مع سبق ألأص ...


المزيد.....




- شاهد ما رصدته كاميرا CNN داخل مبنى في إيران استهدفته غارة إس ...
- شاهد ما قاله المتحدث باسم الخارجية القطرية لـCNN عن تطورات م ...
- مُلمحا إلى جعل العقوبات على إيران أكثر مرونة.. ترامب: سيحتاج ...
- أول موسم عاشوراء دون نصرالله.. شيعة لبنان يستعدون لإحياء الم ...
- -ماذا ينتظر الشرق الأوسط بعد المواجهة بين إيران وإسرائيل؟-- ...
- -يوم حزين- لإسرائيل ـ مقتل سبعة جنود بعبوة ناسفة في غزة
- دول الحلف الأطلسي تؤكد تمسكها -الراسخ- بالدفاع المشترك وتتعه ...
- كمين مسلح نفذته حماس يودي بحياة 7 جنود إسرائيليين في قطاع غز ...
- ترامب يشيد بإحراز -تقدم كبير- بشأن غزة وحماس تؤكد تكثيف الات ...
- قمة حلف الأطلسي في لاهاي: ترامب يلقي كلمة ويجيب عن أسئلة الص ...


المزيد.....

- اشتراكيون ديموقراطيون ام ماركسيون / سعيد العليمى
- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - علي الأسدي - تجار السياسة المبتذلون...يدفعون بالعراق إلى الجحيم ...؛؛