أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي الأسدي - هل ينصف التاريخ الرئيس بوش بعد كل الذي حصل..؟














المزيد.....

هل ينصف التاريخ الرئيس بوش بعد كل الذي حصل..؟


علي الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 2397 - 2008 / 9 / 7 - 01:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد خمس سنوات على إطاحة النظام ، قليل من كتاب المقالات في العراق وخارجه من ظل يعتقد أن ما قام به الرئيس بوش في العراق ، كان مأثرة بحق ، و قد دخل التاريخ على أنه حرر شعب من أشرس الديكتاتوريات في التاريخ. وأنه الرجل الذي لولاه لظل الشعب العراقي يرزح ويكابد من حاكم لم يتردد في إزهاق أرواح مئات الآلاف من أبناءه ، فقط ليبقى في السلطة متحكما بموارد بلده ومصيره. في حين غير الكثيرون موقفهم مائة وثمانون درجة الى الضد من ذلك ، بعد شهور فقط مما كانوا يعتبروه تحريرا وإنقاذا ، ليغدو مؤامرة هدفها تدمير العراق وسرقة موارده ، محملين الإدارة الأمريكية ما حل بالعراق من فوضى وتردي في مناحي الحياة المختلفة للمواطنين.
أن أولئك الكتاب الذين ما زالوا يعتقدون بصحة قرار الحرب في حينها ، لهم الكثير مما يوردونه من الأسباب لدعم وجهة نظرهم ، انطلاقا من الواقع المرير الذي كانت تعيشه القوى السياسية المعارضة إبان الديكتاتورية ، والوهن والتناحر الذي ميز علاقاتها مع بعضها ، مما أكد استحالة نجاحها بتغيير النظام ، وإقامة البديل الديمقراطي مكانه.
لقد أطيح بالنظام بسرعة قياسية، وتهاوت رموز الديكتاتورية وأصنامها ، وخرج الناس ألى الشوارع ، في احتفالات عفوية فرحا وابتهاجا بعودة العراق إلى جماهيره. كان المزاج العام للناس مع التغيير ، ولم يكن غريبا حينها ، أن نسمع "أن الله من أرسل الرئيس بوش لمساعدة العراقيين ، ولولاه ، لما تمكنت أي قوة داخلية أن تذهب به إلى الجحيم كما فعل ". كان مثل تلك الآراء ، تسمع في الشارع ، و في حافلات نقل الركاب ، وفي سيارات التاكسي، ومن رجال الأعمال ورجال الدين ، ومن النساء والرجال وحتى الأطفال. كانت ملامح الفرح في كل مكان تقريبا ، في أوساط الفقراء والمعدمين ، في أوساط المهجرين عنوة من بيوتهم وأراضيهم وأمكنة سكناهم ، في أوساط المهاجرين هربا من القمع والملاحقة ، في أوساط الأحداث الذين ولدوا ونشئوا في المهاجر والذين يحلمون بزيارة ورؤية وطن أبائهم الذي ظل مغلقا حتى ذلك اليوم. وكانت الصورة اكثر بهاء في كوردستان ، بين ذوي ضحايا الأنفال وحملات الإبادة بالأسلحة الكيماوية ، و حملات التعريب والحروب. لقد تفاءل خيرا ، كل الذين اضطهدوا وطوردوا وسجنوا وعذبوا في سجون الديكتاتورية ، و كل الذين لم تنصفهم مؤسسات النظام الفاسدة لاستعادة حقوقهم المهضومة طوال سنين الحكم السابق.
لكننا الآن أمام حقائق مغايرة أخرى على الأرض ، كثير منها يصعب تصديقها. ففي حين هم من أسقطوا الدولة العراقية ، بدءا من الجيش ، بتنظيماته ، ومؤسساته الإدارية و قواته المسلحة ، البرية والجوية والدفاع الجوي والبحرية ، والشرطة النظامية، تركوا الحدود العراقية مشرعة دون رقيب. وبذلك سهلوا على القتلة والأسلحة من مختلف الأصناف بالتدفق بكل حرية من دول الجوار، منذ اليوم الأول لاحتلالهم للعراق ولحد هذه اللحظة. وطوال الفترة الماضية لم تفعل الولايات المتحدة الأمريكية شيئا لوقفها ، ماعدا تسريب أنباء تقول هي عنها أنها "غير مؤكدة " ، متهمة جهة واحدة هي إيران بأنها وراء ذلك. وأمام كل تلك الأنباء عن تسرب المسلحين والأسلحة من دول الجوار ، لم نسمع يوما أن القوات الأمريكية قد قصفت عصابات تهريب الأسلحة او المسلحين في أي بقعة حدودية بيننا وبين دول الجوار وإيران بالذات. في حين يقع العراق في مدى المراقبة الدائمة من قبل الأقمار الفضائية الأمريكية السابحة في سماء العراق.
خمس سنوات من إدارة أمريكية مباشرة أو شبه مباشرة للشأن العراقي لم تستطع أن تعيد إمدادات الطاقة الكهربائية إلى مستواها قبل احتلالهم له ، في حين باستطاعتها لو أرادت ، بناء عشرات المحطات الكهربائية في طول البلاد وعرضها خلال الفترة الماضية. ونفس الشيء يقال عن إمدادات الماء الصالح للشرب الذي تتناقص إمداداته ، وتتردى صلاحيته للاستخدام البشري يوما بعد يوم. أنه أمر غير قابل للتصديق ،أن تعجز الولايات المتحدة عن إعادة بناء محطات الطاقة الكهربائية في العراق ، في حين يسهل عليها إرسال محطات فضائية لكوكب المريخ ، لتقطع آلاف الملايين من الأميال مسيرة من مركز" ناسا " على الأرض ، بحثا عن قطرة ماء على سطحه الصحراوي.
وأمام التداعي في المشهد السياسي العراقي ، واشتداد التمحور الفئوي والعرقي ، وتفشي الفساد لحدود لم تعد خافية على أحد ، تلوذ الولايات المتحدة الملمة بكل تفاصيل ما يجري ، بالصمت المطبق ، علامة الرضا والموافقة. فهل يتناسب هذا مع القيم التي أعلن عنها الرئيس بوش غداة زحفه على العراق ، وإزاحة الدكتاتورية ، بهدف إقامة النظام الديمقراطي النموذجي في منطقة الشرق الأوسط الجديد ؟

وهل يرضى شعب في الشرق الأوسط القديم أو الجديد ، او في أي مكان في العالم ، بديمقراطية العراق ، نموذجا لبناء مجتمع متمدن ، بعد كل هذا الخراب الثقافي والاجتماعي والسياسي والاقتصادي الذي لم تكتمل بشاعته بعد؟. أن الوقت ينفذ أمام الرئيس بوش ، للتدليل على مصداقية وعوده ، إنصافا له ولبلاده التي ضحت بالآلاف من أبناءها، وإلا فأن التاريخ لن ينصف من لم ينصف نفسه. للسيد تشرشل رئيس وزراء بريطانيا الأسبق قول في الأمريكان ربما أفاد السيد بوش لو أطلع عليه ، جاء فيه :
" الأمريكان لن يحاولوا الطرق الصحيحة في حل المشاكل إلا بعد أن يجربوا كل الطرق الخاطئة ".
وفي حال العراق ، لم يجربوا بعد أي طريقة صحيحة لسوء الحظ.
علي ألأسدي /البصرة /5/09 /2008






#علي_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإمبريالية الأمريكية -- بين وعد بلفور ... ووعد بايدن ..؛؛
- من يوقد هذا الفتيل...؟؟
- الاحتكارات النفطية والمالية الامريكية والبريطانية -- وراء ار ...
- الشهرستاني -- يسلم مفاتيح نفطنا للاحتكارات الأمريكية بدون قي ...
- وعدناكم بالجنة -- وما زلنا عند وعدنا -- ؛؛
- جنوب العراق --أول مستعمرة أيرانية في التاريخ الحديث -- ؛؛
- ألأمبريالية ألأمريكية تخسر الرهان-- مع المقهورين في العراق - ...
- حكومات المحافظات--- مافيات النهب في ألأنتظار -- ؛؛
- سياستنا ألأستيرادية ---- اداة تدمير للأنتاج الوطني-؛؛
- هل يعلم رئيس الوزراء--؟ في وزارة التجارة --القتل مع سبق ألأص ...
- الكهل الذي ما يزال في عز الشباب ؛؛
- جبهة التوافق العراقية.....والفرص الضائعة....؛؛
- بعيدا عن السياسة....؛؛
- تحرير المرأة....أم تحرير الرجل...؟
- بعيدا عن السياسة...؛؛
- الأرهاب الزراعي...؛؛
- وزراء ...فوق العادة..؛؛
- الجزء الثاني/ عقود نفط كوردستان -- سرقة لا سقف لها ولا قاع - ...
- عقود نفط كوردستان--سرقة لا سقف لها ولا قاع --؛؛
- المباح في بلد الحلال حرام والحرام حلال...؛؛


المزيد.....




- الصحة في غزة ترفع عدد القتلى بالقطاع منذ 7 أكتوبر.. إليكم كم ...
- آخر تحديث بالصور.. وضع دبي وإمارات مجاورة بعد الفيضانات
- قطر تعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار في غزة ...
- بوريل من اجتماع مجموعة السبع: نحن على حافة حرب إقليمية في ال ...
- الجيش السوداني يرد على أنباء عن احتجاز مصر سفينة متجهة إلى ا ...
- زاخاروفا تتهم الدول الغربية بممارسة الابتزاز النووي
- برلين ترفض مشاركة السفارة الروسية في إحياء ذكرى تحرير سجناء ...
- الخارجية الروسية تعلق على -السيادة الفرنسية- بعد نقل باريس ح ...
- فيديو لمصرفي مصري ينقذ عائلة إماراتية من الغرق والبنك يكرمه ...
- راجمات Uragan الروسية المعدّلة تظهر خلال العملية العسكرية ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي الأسدي - هل ينصف التاريخ الرئيس بوش بعد كل الذي حصل..؟