أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - علي الأسدي - هل يفوز بالجنة من ينتخب ذوي الأكف البيضاء...؟؟














المزيد.....

هل يفوز بالجنة من ينتخب ذوي الأكف البيضاء...؟؟


علي الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 2539 - 2009 / 1 / 27 - 07:49
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


لم يتبقى إلا أياما على حساب الأرباح والخسائر الذي يستعد لجرده 14456 متنافس على 440 مقعدا يتشبث البعض منهم بالمستحيل للفوز بها فهي بالنسبة لهم مقاعد من الذهب الخالص. لقد أحجم الكثير من المحللين السياسيين عن الخوض في التوقعات حول نتائج ما ستسفر عنه الحملات الدعائية الممهدة لانتخابات مجالس المحافظات المقرر إجراءها نهاية الشهر الحالي. فالمحللون السياسيون أمام ظاهرة انتخابية جديدة لم يسبق لها مثيل في تاريخ الديمقراطية في العالم ، فقد اتسمت الحملة الدعائية بالغرابة والتعقيد بما لا يقاس مقارنة بأي انتخابات غريبة جرت في دول العالم المتخلف. فالوعد بالجنة كان واحدا من المكافئات لناخبي قوائم معينة زينت صور مرشحيها بعبارات المأساة الكربلائية وأسماء شهداء واقعة الطف ، فيما أخرى التزمت بضمان الوظائف في مؤسسات الدولة ورواتب مجزية لناخبي مرشحيها ، بينما اكتفت قوائم أخرى بتوزيع مبالغ نقدية وهدايا عينية هبطت عليها من السماء.

انتخابات بهذا الابتكار والتنوع والإغراءات التي لا تخطر ببال لم يسمع عنها من قبل ، ويحار المرء في تفسير الهدف من كل هذه الإغراءات وفيما إذا كان للمصلحة الوطنية أي شيئ منها؟ ووفق أي تقييم أو دراسة ميدانية أو تخيلية يصعب الخروج بنتيجة تقريبية عن نصيب هذه القائمة أو تلك الكتلة الجديدة من المقاعد في مجالس المحافظات المنتخبة. وسيكون من الصعب جدا الخروج بتقدير ما عن عدد من يتوقع فوزهم من قائمة الحزب الإسلامي مثلا الذي كانت وعوده للناخبين مزيجا من الوعود بالجنة والتوظيف في دوائر الدولة المتخمة أصلا بموظفين زائدين عن الحاجة.

إن أي محلل سياسي خبير وليس مستجد مثلي لن يستطيع أن يتوقع على وجه التقريب عدد الفائزين من قائمة شهيد المحراب برغم ما امتلك ذلك الخبير من قدرات في مجال التنبؤات واستقراء خيارات الناخبين ، لأن الخيارات هنا محدودة جدا فالناخب هنا لا يبحث عن كفاءة من ينتخب وإنما عن رضا شهيد المحراب وهو في عالمه الآخر أو شيئ من هذا. وهكذا مع أصحاب بعض القوائم العلمانية التي صاغت برامجها اعتمادا على وعود بإعادة هيبة الدولة ورجالها المخلصين من رجال ونساء ورؤساء عشائر العهد السابق الذين ينتظرون في عمان وعواصم أخرى لاستلام مواقعهم وامتيازاتهم التي فقدوها في ظل العهد الجديد.

لكني لم أجد ولا ربما آخرين من أمثالي وجدوا أي وعود أو عطايا دنيوية أو غير دنيوية التزم بها ممثلو القوائم الديمقراطية والليبرالية لناخبيهم ، فهل ستكفي الكفاءة وبياض اليد ونقاوة الضمير والوطنية الصادقة لتفضيلهم على الآخرين ، وهل سيسمح أصحاب الجيوب المنتفخة من المال الحرام لأولئك النجباء أن يأخذوا أماكنهم في مجالس المحافظات لخدمة شعبهم بتعفف ونزاهة بدل أولئك الذين لم يفعلوا غير المعاصي في الدنيا و ينتظرهم في الآخرة عذاب عظيم؟

لست من المتشائمين أو السلبيين بل بالعكس أشعر بتفاؤل عجيب و لي إيمان راسخ بأن الشعب لم يفقد طبيعته الخيرة وما يزال رغم ما واجه من مصائب ومحن قادر على التمييز بين أشرار الناس وأخيارهم وبين ما هو صالح للوطن والشعب وما هو خطر على مصالحه ومصالح أجياله القادمة.
لكن ما أخشاه هو هذا الضجيج الذي يخدش الآذان عن ديمقراطيتنا وسبل الأمن والنظام الذي عزز لسلامتها وضمان نزاهتها ، فهل سيصدقون القول حقا ويؤمن لصناديق الاقتراع أيادي نزيهة لفرز الأصوات ؟
وهل سيلتزم الكبار بحقوق الصغار من ذوي القوائم الصغيرة والمستقلين والمرشحات من النساء المهمشات إلى أجل غير مسمى؟
وما أخشاه أيضا أن تأتي الديمقراطية بقطط سمان جديدة أكثر شراهة من سابقتها تتربع على مقاعد مجالس المحافظات لتحقيق الغنى السريع على حساب شعب بلدنا وليمهدوا الطريق إلى الآخرين الذين أتوا بهم لتنفيذ مخططات التقسيم والتفتيت السوداء باسم الفيدرالية والديمقراطية كلمات " الحق التي يراد بها باطل ".

فأقلمة الوسط أو الجنوب أو الغرب وسيلة نهب جديدة أبطالها الإقطاعيون وشيوخ القبائل الجدد الذين يخوضون الحروب بسبب بقرة فكيف بهم مع بئر نفط أو منجم نحاس أو قناة ماء؟
علي ألأسدي



#علي_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكريات عائد إلى بغداد 1943 - 2003
- غزة .....؛؛؛
- هل ينتخب البرلمان العراقي..السيد حميد مجيد رئيسا له...؟
- يطالبوننا بشد الأحزمة ...بينما يرخون أحزمتهم إلى أقصاها...؛؛
- الأحزاب الدينية ...تحتكرالدين والسلطة والمال ومفاتيح الجنة.. ...
- هل يعلن عن - المنطقة الخضراء - ... إقليما وفق دستورنا الاتحا ...
- هل يختارالأكراد عربيا...رئيسا لكوردستان ...؟؟
- تجار السياسة المبتذلون...يدفعون بالعراق إلى الجحيم ...؛؛
- أوباما...الصورة أم الأصل..؟؟
- ثورة أكتوبر ... وجوزيف ستالين..؛؛
- أراء في تعديلات الحزب الشيوعي العراقي على الاتفاقية الأمنية ...
- من أجل حكومة إنقاذ وطنية عراقية نزيهة..؛؛
- المرأة تنتصر في كوردستان... وستنتصر في عموم العراق؛
- الاتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة... ابتزاز فظ ينبغي رفض ...
- شركة شيل النفطية ...تكشف الوجه الآخر للشهرستاني..؛؛
- أيهما أكثر إلحاحا ..رفع الوصاية الأمريكية.. أم حصانة نائب..؟ ...
- النار تقترب من خيمة المالكي ....فهل شاهد الدخان ..؟
- هل ينصف التاريخ الرئيس بوش بعد كل الذي حصل..؟
- الإمبريالية الأمريكية -- بين وعد بلفور ... ووعد بايدن ..؛؛
- من يوقد هذا الفتيل...؟؟


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - علي الأسدي - هل يفوز بالجنة من ينتخب ذوي الأكف البيضاء...؟؟