أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نورس محمد قدور - جعلتني أحب الحياة(قصة قصيرة)














المزيد.....

جعلتني أحب الحياة(قصة قصيرة)


نورس محمد قدور

الحوار المتمدن-العدد: 2610 - 2009 / 4 / 8 - 10:50
المحور: الادب والفن
    


في ليلة دافئة من ليال الشتاء التي كانت تتخلله نسمات باردة، كنت جالسة في فراشي أشرب الشاي بالقرفة انظر الى القمر من النافذة المغلقة، اتأمل الحياة وصعوباتها وغرابتها وكيف منذ سنوات قليلة كنت طفلة أجلس مع أصدقائي وآكُل الحلويات ونلعب ونتشاجر على الالعاب التي سنبدأ بها (ست بيوت، مملكة، طميشة) و أصبحت الآن أما لطفلتين جميلتين، وحركاتي محسوبة علي وأنفاسي معدودة، وإذ يطرق باب حجرتي، ماما تأذني لي بالدخول؟ تفصلي حبيبتي......

ماما اريد أن أجلس معك، وضعتها في حجري وأخذت أتغزل بشعرها المنساب كالشلال ذات اللون الخرنوبي والمتوسط الطول وأتأمل بعينيها كم هي واسعة (وأقارنها ببحر اللاذقية لا لا لا لا بل بحر بيروت أجمل لا لا لا لا بحر اسكندرية زراقه يأخذ بالألباب وتتوسطه قلعة جميلة كم عشت فيها لحظات جميلة يا الله ما أجملها! ليتها تكون قصراً لي وحدي لأني أتفرد بعشقي للبحر ونوارسه الجميلة، أما الازهار والورود فحدث ولا حرج، فإن أنا مت يوما ولم يعرف سر موتي أحد فها أقولها من الآن بسبب عشقي المكنون وحبي الصامت لها)، ووجنتيها التي طبعتا بجنارة بيتنا القديم، وفمها تلك القرنفلة التي لم تتفتح بعد . لا أصدق هل هذه ابنتي انها أصبحت كبيرة بسرعة وذكية وجميلة أيضاً لكن إحساسها مرهف لدرجة انها نسخة طبق الاصل عن أمها! وبينما انا مسترسلة بخيالي وتفكيري اجهشت هي بالبكاء ما بها وكأنني أصبتها بعيني يقولون العيون الزرقاء تُصيب بالعين وتُصاب أيضاً، لكن لم أصدف مرة حسدتُ أحد لكني أُُصبتُ كثير.
عانقتني حتى شعرت أن عظامي وعظامها اتحدتا في جسدٍ واحد، وروحنا انحلت في وعاء يشبه الكأس الذي أشرب به الشاي، شديد البياض واللمعان، وصرخت لا تموتي لا تموتي لا تموتي أنا أحبك كثيراً.
شاطرتها دموعها وشعورها وبعدها مسحتُ دموعها بيدي التي لوثتهما الحياة بمتاعبها، وقبلتها بحرارة اذهبت برد شتاء السنة كلها ، ومسحت هي دموعي ايضا -بأناملها التي ارجعتني سنين لذاكرتي- التي تسببت هي بانهمارها كمطر كانون عند يريد أن يثبت لحبيبته حبه لها يقول سأهطل بحبي وأغرق الدنيا لكي تصدقيني.

وبعد أن هدأت قلت لها لم قلت هكذا ؟ قالت لاني لا أريد أن أبقى وحيدة وقتها شعرت بقيمة الأفكار التي كنا نأخذها في كتبنا الجامعية في علم النفس انه الشعور بالأمان والحاجة الى محبة الآخرين. فتمسكت بالحياة وطردت الاوهام والهموم وجعلت مطاري الى وطني ابنتي هذه واختها الجميلة الشقية التي تختلف عنها مئة وثمانين درجة . وشعرت أن الايام التي أقضيها في وطني أو موطني هي الحياة ذاتها ويجب أن نعيشها بالحب . وقلت لها ضاحكةً : الله!!! كم عيناك جميلتان حينما تبكي يظهر فيهما اللون الاخضر الذي لاأراه إلا في الشمس وعند البكاء فقالت اذن سأبكي دائما......
انهما يتلألأ كنجمة الصباح التي يقولون انها ابنت عم القمر، حكيت لها حكايتي مع ابنت عمي عندما كانت تقول لي عيناك جداً جميلة لكن عندما تبكي تصبح أجمل هكذا يقولون لا أعرف هل هذا صحيح؟؟؟؟



#نورس_محمد_قدور (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيها الآتي من بعيد
- كنوز الدنيا أمك
- ميلاد حبك
- ****لاتغتر****
- امبراطورية الثروة:التاريخ الملحمي للقوة للاقتصادية الامريكية ...
- *** الحب للجميع***(قصة قصيرة)
- امبراطورية الثروة: التاريخ الملحمي للقوة الاقتصادية الامريكي ...
- ماما علمتني ( قصيدة للأطفال)
- امبراطورية الثروة: التاريخ الملحمي للقوة الاقتصادية الامريكي ...
- الحب الأبيض
- امبراطورية الثروة: التاريخ الملحمي للقوة الاقتصادية الامريكي ...
- امبراطورية الثروة: التاريخ الملحمي للقوة الاقتصادية الأمريكي ...
- ***بسمة الماضي وحب الحاضر وأمل المستقبل***
- امبراطورية الثروة: التاريخ الملحمي للقوة الاقتصادية الأمريكي ...
- امبراطورية الثروة: التاريخ الملحمي للقوة الاقتصادية الامريكي ...
- ***زهرة جلق***
- حيث لا يراني أحد.....
- ناقوس الخطر
- من لهذه الطفلة البريئة؟؟؟
- مَن لهذه الطفلة البريئة ؟؟؟؟؟


المزيد.....




- بوابة التعليم الفني.. موعد إعلان نتيجة الدبلومات الفنية 2025 ...
- البندقية وزفاف الملياردير: جيف بيزوس يتزوج لورين سانشيز في ح ...
- شاهد.. الفنانون الإيرانيون يعزفزن سمفونية النصر في ساحة الحر ...
- طلبة التوجيهي يؤدون امتحان -اللغة الإنجليزية-.. مروحة واسعة ...
- “برقم الجلوس والاسم فقط” Link الاستعلام عن نتيجة الدبلومات ا ...
- العراق يواجه خطر اندثار 500 لهجة محلية تعكس تنوعه الثقافي ال ...
- رحيل الفلسطيني محمد لافي.. غياب شاعر الرفض واكتمال -نقوش الو ...
- موعد نزال توبوريا ضد أوليفيرا في فنون القتال المختلطة -يو إف ...
- الليلة..الأدميرال شمخاني يكشف رواية جديدة عن ليلة العدوان ال ...
- أعظم فنان نفايات في العالم أعطى للقمامة قيمتها وحوّلها إلى م ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نورس محمد قدور - جعلتني أحب الحياة(قصة قصيرة)