أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نورس محمد قدور - *** الحب للجميع***(قصة قصيرة)














المزيد.....

*** الحب للجميع***(قصة قصيرة)


نورس محمد قدور

الحوار المتمدن-العدد: 2577 - 2009 / 3 / 6 - 07:51
المحور: الادب والفن
    


إنه اليوم الاول من الربيع . كانت العصفورة الصغيرة جالسة بالعش بأحضان أمها تأكل الحبوب و تعيش دفء الشمس وتنظر الى خيوطها الدقيقة الملونة وتستمتع بالنظر الى الورود والفراشات التي حولها.
كانت الحديقة ممتلئة بألوان الورود، فكانت هذه الصغيرة تنظر الى كل لون وتحلله ، كانت ترى الوردة الحمراء كلون دمها العاشق، والوردة البيضاء كقلبها البريء، والوردة الصفراء كالسعادة التي ترسمها دائماً وتصورها في أغاريها الجميلة انها تحب اللون الاصفر كثيرا لانه يسحر عيونها ويجعلها تغيب عن الوجود ، لكنها كانت تعشق كل الورود وتحب كل الالوان . وكانت أمها القوية تطعمها بفمها الممتلئ بكلمات الحب، وحبوب القمح، واذ سمعت صوتا من بعيد فاختبأت لأنها تعلم الضعف في نفسها وتعلم انها لا تستطيع مواجهة أحد، وتعرف أن قلبها صغيراً ورقيقاً لا يقوى على شيء ، لا يحتمل نسمة هواء باردة ، ولا لمسة حنان دافئة، غشاؤ قلبها شفافاً فاللمسة الدافئة تحرقه، والبسمة الصغيرة تشعله، والكلمة الجميلة تجعله يذوب في مكانه. انها لم تعتاد على رؤية أحد
إلا أمها الجميلة الرقيقة .انظري هناك قالتها الأم بصوتٍ منخفض، انه طائر جميل ، وصوته عذب، عسى أن يصبح صديقنا، يؤانسنا ويحمينا من الخفافيش والغربان السوداء التي تخيفنا في الليل الاسود.
هيا يا صغيرتي ناديه، فقالت لها لا لا لا أستطيع.قالت لها الام: اذن سأناديه بصوتي . فقالت البريئة وما أنا فاعلة اذن عندما يأتي ؟ قالت لها لا شيء سوى انك ستفتحين له باب العش وترحبين به بأغاريدك الجميلة.
فوافقت المسكينة الصغيرة على طلب أمها مرغمة لأنها تعلم أن هذه ممنوعا بقانون العصافير أن يدخل عصفورا غريبا على العش. ففتحت له باب العش عندما اقترب منه، ورحبت به بالتغريد والتنغيم فشاركها النغم فاستمتعت بجمال وجهه، وعذوبة صوته، ورقة قلبه, فأحبت بين ليلة وضحاها ودون قرار. وفجأة شعرت ببرودة في أطرافها ودفء في وجنتيها واحمرار جعل وجهها مضيئاً كالشمس التي كانت تعلوهما، واضطربت نبضات قلبها فاستأذنت بالانصراف لكي لا تظهر له ضعفها. فأحس العصفور الذكي بشعورها فقال لها بل أنا الذي سأنصرف فرفضت طلبه ، لأنها تعلقت بقلبه الكبير وصوته الجميل وشجاعته ولم تسمح له بذلك. فلم يتمالك قلبه ولم يضبط نفسه عندما رأى براءتها ورقة مشاعرها فانفجرت الحروف من لسانه وكأنها بركان تتطاير شظاياه في كل مكان لتملأ العالم.
فقال لها الكلمة التي تهد الجبال، وتجعل البحور تموج، والأنهار تفيض، هذذ الكلمة التي بها تتفتح كل الأزهار، وتتغنى بها كل الطيور، وتتراقص طربا بسماعها الفراشات، قال لها أحبك ماذا أحبك أعادها على مسامعها فوقعت هذه العصفورة من العش وأصابها الذهول والدهشة والحيرة على هذا الحدث المريب!
حبهما البرئ هذا هو جريمة لا تغتفر في قانون العصافير الذي حفطته عن ظهر قلب لكن ما عقوبتهما في قانون الحياة. ربما الحب مسموح فيها ولا سيما أنها سمعت في أحد المرات التي كانت تتعلم فيها الطيران من شابة صغيرة تقول أن " الحب هو الحياة" وتساءلت هل هذه المقولة صحيحة أم أنه لا يوجد شيء اسمه حب؟ لكن كيف تعيش الكائنات في هذه الطبيعة الغناء من غير حب؟ فحالة هذه العصفورة المولعة وتساؤلاتها جعلتني أقول: انها تعيش حالة حب حزينة وتظهر عليها علامات الحب التي تظهر على البشر. كيف هذا وقد كنت أظن أن العصافير لا تحب والفراشات لا تحب والورود لا تحب . ولأن الحب خلق للبشر فقط. فعلمتني هذه العصفورة درساً لن أنساه علمتني أنه لا حياة من غير حب لكن كل إنسان أو مخلوق يعبر عن الحب بالطريقة التي تعجبها سواء أعجبت الآخر أم لا علمتني أن " الحب للجميع" .
ولم تدر تلك العصفورة كيف ستواجهه ذلك العاشق المسكين بعد ذلك اليوم, بعد أن كانت أمامه ضعيفة وسقطت من عشها , كيف ستصل إليه الى أعلى الشجرة بأطرافها المرتجفة.
انه شعور صعب وأسئلة محيرة لهذه العصفورة وأنها تريد الحل لمشكلتها لكن ممن تطلبه؟ من أمها التي كانت هي السبب في تعلقها به، وأمها هذه من أشد المتعلقين بها والرافضين لحبها، أم تنتظر آباها الذي سافر بعيدا ليبحث لهم عن عشاً أكثر أماناً ودفئاً ريثما يعود وتطلب منه حلاً لمشكلتها علماً أن الحب لا ينتظر مسافراً ليعود ولا طفلاً ليشب، أم تستغيث بصديقاتها التي التي يصعب التحدث معهن بمواضيع سياسية كهذه ؟ أم تسأله الحل هو الذي شبكها بحبه البرئ . انها في حيرة لا يعلم بها ألا من شعر بذلك الشعور الذي سمته الشعور الجميل اللعين. "انها حيرة الحب!" فماذا تفعل تلك العصفورة في عالم ممنوع فيه الحب؟؟؟ هل تخرجه من عشها وقلبها؟ أم تكمل معه رحلتها وتتحدى كل القوانين؟ ام انها تتظاهر بالقوة وعدم المبالاة وتحترق وحدها بنار الحب وتموت صمتاً وتكون في عداد شهداء الحب كما قال عبد الحليم" قد مات شهيداً يا ولدي من مات فداءً للمحبوب" فـأنا حزينة جداً على هذان العصفوران العاشقان.



#نورس_محمد_قدور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امبراطورية الثروة: التاريخ الملحمي للقوة الاقتصادية الامريكي ...
- ماما علمتني ( قصيدة للأطفال)
- امبراطورية الثروة: التاريخ الملحمي للقوة الاقتصادية الامريكي ...
- الحب الأبيض
- امبراطورية الثروة: التاريخ الملحمي للقوة الاقتصادية الامريكي ...
- امبراطورية الثروة: التاريخ الملحمي للقوة الاقتصادية الأمريكي ...
- ***بسمة الماضي وحب الحاضر وأمل المستقبل***
- امبراطورية الثروة: التاريخ الملحمي للقوة الاقتصادية الأمريكي ...
- امبراطورية الثروة: التاريخ الملحمي للقوة الاقتصادية الامريكي ...
- ***زهرة جلق***
- حيث لا يراني أحد.....
- ناقوس الخطر
- من لهذه الطفلة البريئة؟؟؟
- مَن لهذه الطفلة البريئة ؟؟؟؟؟
- التربية الخاصة: دمج ذوي الاحتياجات الخاصة من محدّدات المفهوم ...
- أخلاق العناية: بديل فلسفي أخلاقي معاصر
- التربية الخاصة:أطفالنا كيف نجعلهم موهوبين؟ (9)
- التربية الخاصة:بطيء التعلم(8)
- الثقافة: التفسير الأنثروبولوجي
- التربية الخاصة:اضطراب الطيف التوحدي(7)Pervasive Developmenta ...


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نورس محمد قدور - *** الحب للجميع***(قصة قصيرة)