أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علي بداي - عمائم.... وعشائر.... وشعر شعبي














المزيد.....

عمائم.... وعشائر.... وشعر شعبي


علي بداي

الحوار المتمدن-العدد: 2602 - 2009 / 3 / 31 - 09:26
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


هل نحتاج مؤتمرات عشائر ام مؤتمرات ارامل؟
تعيش في العراق الجديد قرابة الثلاثة ملايين امرأة ارملة، ضحايا السياسة، والحروب، والارهاب، ثلاثة ارباعهن لا يكدن يؤمن قوت اطفالهن، وقسم كبير منهن يسكن في " احياء" لا تصلح لمعيشة حتى بشر العصر ما قبل الصناعي، ولم اسمع لحد الان ان مؤتمرا عقد من قبل الدولة لمد يد المساعدة واعلان التضامن مع هذه الملايين المتشحة بالسواد حزنا وكمدا.

في ذات الوقت ، لا يكاد يمر يوم دون ان تتحفنا الفضائية العراقية الممولة من مال الشعب والمقادة طائفيا من سلطة الدولة، بوقائع مؤتمر لعشيرة ما ، وهي ظاهرة يمتاز بها العراق الجديد عن بلدان الامم المتحدة كلها، فماذا يعني بالضبط مؤتمر العشيرة؟

ان وجود اي كيان اجتماعي او سياسي، يستلزم وجود ضوابط واسس يسير هذا الكيان بموجبها، فجمعية الاطباء او نقابة المهندسين او منظمة الطلاب مثلا لديها رئيس منتخب ونظام داخلي اي ان لديها "سلطة" تعمل بموجب "قانون " فأي سلطة توجد في العشيرة وبأي قانون تعمل؟ ان سلطة العشيرة هي رئيسها غير المنتخب والحاصل عليها وراثيا فالعشيرة مؤسسة لا ديموقراطية بالتعريف

اما النظام الداخلي للعشيرة فهو العرف الاجتماعي العشائري المتفق عليه خارج اطر قوانين الدولة الحديثة، و المتمثل بمفاهيم " الثأر" و"الفصل" و"النهوة" و"العطوة" و"الدكة" و"الجرش" و"الابعاد من العشيرة" في عشائر الجنوب وهي ممارسات متخلفة، تشير الى غياب سلطة القانون المركزي، وتخلف بل وغياب انظمة التأمين الاجتماعي والحقوقي .

فالمعروف ان ابناء العشيرة لا يرتبطون مع بعضهم على اساس المصالح الاقتصادية او المكانة الاجتماعية، فمنهم الغني ومنهم الفقير، وتتحقق العشيرة من خلال ارتباط اعضائها مع بعضهم على اساس رابطة الدم، وبالتالي الطائفة والدين باعتبار ان الدين والطائفة متوراثان بالنسب لا بالاختيار الشخصي، فهي اذن تجميع كمي للبشر يحقق غرض الفرز الطائفي والديني، اي يحقق غرض الوصول للافراد عن طريق الاطار العشائري المتمثل بالرئيس والحاشية .
فهل يكمن السر وراء هذا الجري المتواصل لرموز دولتنا ( دولة القانون) خلف العشيرة انهم في طور البحث عن العصا التي سيهشمون بها رؤوس معارضيهم المحتملين ؟

ما دواعي توجه دولتنا الجديدة لمؤسسة العشيرة في كردستان (المستقرة امنيا) و التي تنتهج مسيرة مدنية واضحة المعالم والتي تحرز المرأة في خضمها مكاسب متواصلة؟

الغريب ان المسؤولين في بلادنا غالبا ما يتشبثون بحقيقة " ان مجتمعنا مجتمع عشائري" لتبرير تركيزهم على التركيبات العشائرية وكأن هذا هو قدرنا، وينسون او هم لا يعلمون ان كل مجتمعات الارض كانت في مرحلة ما عشائرية ( مراحل التخلف ) ، فالعشيرة هي الاسرة الكبيرة المفروضة بفعل الحاجة الاجتماعية والاقتصادية لمجتمع لم يتمدن بعد، ولكن تقسيم العمل الجديد نسف عملية جماعية الامتلاك ، واتجه نحو امتلاك الافراد ،حيث يغدو الانتاج من اجل الاستهلاك الشخصي ملغيا بالكامل، ليحل محله اقتصاد التبادل، وبتوطد علاقات العشائر مع مؤسسات الدولة وحصولها على الخدمات منها ، وانخراط الجيل الجديد من ابناءها في وظائف الدولة ، تلاشت تدريجيا الحاجة للمؤسسة العشائرية ، وبتوزع افراد القبيلة فيما بعد على الاحياء المختلفة تبعا لمصالحهم ، سقط عامل الجغرافيا عن العشيرة واقتصرت علاقة الفرد بأفراد عشيرته على اقرب الاقرباء وهو تطور طبيعي تفرضه الحياة المعاصرة .كانت العشيرة وما زالت وستبقى كائنا معرقلا يقف بين الدولة والفرد، والعشيرة مفهوم متخلف، وهو تجسيد مصغر لمجتمع الطائفة،كائن يقفز على الفرد ويختزل الوطن، وتساهم منظومة القيم العشائرية والمناطقية والطائفية والدينية بأعاقة تطبيق القانون والامثلة لا تحصى في تاريخ العراق ،والعشيرة مؤسسة ذكورية، موجهة بالاساس لتأكيد سلطة وهيمنة الرجل والحط من قيمة المرأة ، فالمرأة هي الخاسر الاكبر من وجود وتطور العشيرة ، حيث تخلو كل فعاليات العشيرة من فعل المرأة الاّ كأعتمادها خادمة ومصدرا لرفد العشيرة بالمقاتلين الذين سيعيدون لنا امجاد داحس والغبراء ، بل ان العشيرة وقيمها هما دعامتان لديمومة جرائم الشرف وهي اعمال همجية لا قانونية تقترف بدوافع مختلفة ضد النساء.

حين نقول عشيرة ، ترتسم في الذهن صورة كائنات طفيليه ، ذكورية ، مستبدة ، بدائية ، أمية غالبا وترتسم في الذهن صورة حشد البيارق واليشامغ والها...هاااااا التي تستغل في فترات الاستبداد لحشد التأييد للحكام وقت الازمات ، ومهما قيل عن الطابع السلمي لمشاريع تأهيل العشائر الا ان تسليح العشيرة يبقى أساس قوتها، و مجالس الاسناد التي يركض المسؤولون بأتجاهها، ستعمل على ايجاد التمايز بين العشائر ( كل حسب موقفه ودرجة دعمه للحكومة).
ومهما قيل عن خلو مشروع الاسناد من اي دعم مادي من قبل الدولة فإن مجرد ربطه بمبادرة حكومية سيفتح الطريق امام اشكال دعم مادي ومعنوي غير مسيطر عليها وغير خاضعة للرقابة، وبعجز الدولة عن سن قانون لتحريم حيازة السلاح ، سيكون من المستحيل تجنب الاستقطابات والتكتلات العشائرية ومن ثم المواجهات .

حين زرت بغداد في الخريف الفائت ، حققت امنية طالما راودتني بالجلوس لنصف ساعة في مقهى الزهاوي في الحيدرخانة، وجدت طريقى لمقعد يطل على شارع الرشيد الى جوار رجل بغدادي من الطراز الذي كنت اعتقده انقرض، سدارة الراس ، رباط العنق الكلاسيكي والصحيفة التي تخفي ملامح الوجه .
بادرني الرجل ب"الله بالخير" اليفة فشجعني على اقتحام عالمه وبعد بضعة كلمات دخلنا كالعادة ودون ارادة منا كما بدا، في السياسة فسألته " كيف ترى الامور يا حاج ؟ اجاب " نفس الحال"
قلت " كيف ؟ الان انتخابات وحرية صحافة ودولة قانون....."
قال جملة اضحكتني واترك للقراء كشف الحكمة التي تحتويها :
" قبل..... كان حزب وثورة وجيش شعبي والان عمائم وعشائر وشعر شعبي



#علي_بداي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بسمه تعالى ....سنسرقكم
- كم يتقاضى قادة العراق الجديد؟
- ميثاق شرف لانقاذ العراق ....نداء للموقعين على نداء-مدنيون- و ...
- هل نحن امة عبيد ايها السيد المالكي؟؟
- شعب يعيش في المنافي وحكومته تستورد العمالة المصرية
- العراق ..من ارهاب البعث الصدامي الى الارهاب الديني
- عشرون غابة ورد على اجساد ضحايا حلبجة
- قصة رأس مطارد.... عبير والوحش
- بأسم الحسين
- قولوا لا للغزاة العثمانيين ، نعم لشرق اوسط ديموقراطي لاامريك ...
- بالسلامة يامالكي .. ولكن من لسليمة الخبازة؟؟؟؟؟
- هدية تركيا المسلمة الى جيرانها المسلمين بمناسبة العيد!!
- انا ..مع حزب العمال الكردستاني
- الخارجون من دين الله
- محقة احلام منصور ام لا؟؟
- فوز عراقي... على الطائفيين والمتخلفين
- ماذا يريد حكام تركيا من حزب العمال الكردستاني؟
- من اجل قناة فضائية لليسار العراقي
- هل ياس المثقفون العراقيون من ا لعراق؟؟؟
- الطم ياشعبي الحبيب


المزيد.....




- روسيا توقع مع نيكاراغوا على إعلان حول التصدي للعقوبات غير ال ...
- وزير الزراعة اللبناني: أضرار الزراعة في الجنوب كبيرة ولكن أض ...
- الفيضانات تتسبب بدمار كبير في منطقة كورغان الروسية
- -ذعر- أممي بعد تقارير عن مقابر جماعية في مستشفيين بغزة
- -عندما تخسر كرامتك كيف يمكنك العيش؟-... سوريون في لبنان تضيق ...
- قمة الهلال-العين.. هل ينجح النادي السعودي في تعويض هزيمة الذ ...
- تحركات في مصر بعد زيادة السكان بشكل غير مسبوق خلال 70 يوما
- أردوغان: نتنياهو -هتلر العصر- وشركاؤه في الجريمة وحلفاء إسرا ...
- شويغو: قواتنا تمسك زمام المبادرة على كل المحاور وخسائر العدو ...
- وزير الخارجية الأوكراني يؤكد توقف الخدمات القنصلية بالخارج ل ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علي بداي - عمائم.... وعشائر.... وشعر شعبي